• الخميس 19 جُمادى الأولى 1446 هـ ,الموافق :21 نوفمبر 2024 م


  • تعليقات على الأحاديث من 6 حتى 10

  •  

    الحديث 6 

    عن ابن عباس رضي الله عنها قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة .

    الفوائد :

     1. الجود في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم كان عاماً في جميع جوانب الجود " المالي ، العلمي ، الخلقي ، الدعوي ، النفسي ".

    2. تخصيص بعض المواسم والأوقات ببعض الأعمال الصالحة .

    3. مدارسة القرآن في الليل في رمضان ، خلافا لمن يخصص القرآن في نهار رمضان ويغفل عن لياليه .

     4. شهر رمضان شهر القرآن .

     5. زيارة الصالحين وتكرار ذلك لمافيه من الفوائد .

     

    الحديث 7  

    عن عبدالله بن عباس أن أبا سفيان بن حرب أخبره أن هرقل أرسل إليه في ركب من قريش وكانوا تجارا بالشأم في المدة التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ماد فيها أبا سفيان وكفار قريش فأتوه وهم بإيلياء فدعاهم في مجلسه وحوله عظماء الروم ثم دعاهم ودعا بترجمانه . فقال : أيكم أقرب نسبا بهذا الرجل الذي يزعم أنه نبي ؟

    فقال : أبو سفيان فقلت أنا أقربهم نسبا ؟
    فقال : أدنوه مني وقربوا أصحابه فاجعلوهم عند ظهره .
    ثم قال لترجمانه : قل لهم إني سائل هذا عن هذا الرجل فإن كذبني فكذبوه فوالله لولا الحياء من أن يأثروا علي كذبا لكذبت عنه .
    ثم كان أول ما سألني عنه أن قال : كيف نسبه فيكم ؟ قلت : هو فينا ذو نسب .
    قال : فهل قال هذا القول منكم أحد قط قبله ؟ قلت : لا .
    قال : فهل كان من آبائه من ملك ؟ قلت : لا .
    قال : فأشراف الناس يتبعونه أم ضعفاؤهم ؟ فقلت : بل ضعفاؤهم .
    قال : أيزيدون أم ينقصون ؟ قلت : بل يزيدون .
    قال : فهل يرتد أحد منهم سخطة لدينه بعد أن يدخل فيه ؟ قلت : لا .

    قال : فهل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال ؟ قلت : لا .
    قال : فهل يغدر ؟ قلت : لا ونحن منه في مدة لا ندري ما هو فاعل فيها . قال : ولم تمكني كلمة أدخل فيها شيئا غير هذه الكلمة .
    قال : فهل قاتلتموه ؟ قلت : نعم .
    قال : فكيف كان قتالكم إياه ؟ قلت : الحرب بيننا وبينه سجال ينال منا وننال منه .
    قال : ماذا يأمركم ؟ قلت : يقول اعبدوا الله وحده ولا تشركوا به شيئا واتركوا ما يقول آباؤكم ويأمرنا بالصلاة والزكاة والصدق والعفاف والصلة .

    فقال للترجمان : قل له سألتك عن نسبه فذكرت أنه فيكم ذو نسب فكذلك الرسل تبعث في نسب قومها ، وسألتك هل قال أحد منكم هذا القول فذكرت أن لا فقلت لو كان أحد قال هذا القول قبله لقلت رجل يأتسي بقول قيل قبله ، وسألتك هل كان من آبائه من ملك فذكرت أن لا قلت فلو كان من آبائه من ملك قلت رجل يطلب ملك أبيه ، وسألتك هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال فذكرت أن لا فقد أعرف أنه لم يكن ليذر الكذب على الناس ويكذب على الله ، وسألتك أشراف الناس اتبعوه أم ضعفاؤهم فذكرت أن ضعفاءهم اتبعوه وهم أتباع الرسل .
    وسألتك أيزيدون أم ينقصون فذكرت أنهم يزيدون وكذلك أمر الإيمان حتى يتم .
    وسألتك أيرتد أحد سخطة لدينه بعد أن يدخل فيه فذكرت أن لا وكذلك الإيمان حين تخالط بشاشته القلوب .
    وسألتك هل يغدر فذكرت أن لا وكذلك الرسل لا تغدر .

    وسألتك بما يأمركم فذكرت أنه يأمركم أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وينهاكم عن عبادة الأوثان ويأمركم بالصلاة والصدق والعفاف ، فإن كان ما تقول حقا فسيملك موضع قدمي هاتين ، وقد كنت أعلم أنه خارج لم أكن أظن أنه منكم فلو أني أعلم أني أخلص إليه لتجشمت لقاءه ولو كنت عنده لغسلت عن قدمه .

    ثم دعا بكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي بعث به دحية إلى عظيم بصرى فدفعه إلى هرقل فقرأه فإذا فيه بسم الله الرحمن الرحيم من محمد عبد الله ورسوله إلى هرقل عظيم الروم سلام على من اتبع الهدى أما بعد فإني أدعوك بدعاية الإسلام أسلم تسلم يؤتك الله أجرك مرتين فإن توليت فإن عليك إثم الأريسيين " ويا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم أن لا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون ".

    قال أبو سفيان : فلما قال ما قال وفرغ من قراءة الكتاب كثر عنده الصخب وارتفعت الأصوات وأخرجنا فقلت لأصحابي حين أخرجنا لقد أمر أمر ابن أبي كبشة إنه يخافه ملك بني الأصفر فما زلت موقنا أنه سيظهر حتى أدخل الله علي الإسلام ، إلى نهاية الحديث الطويل .

    الفوائد :

    1. عدد الركب ثلاثين وقيل غير ذلك .

    2. كانت تلك الحادثة في وقت صلح الحديبية في سنة ست بالاتفاق .

    3. كانوا تجارا وقد وصلوا الشام .

    4. الترجمان هو المعبر عن لغة بلغة .

     5. كان العرب يستقبحون الكذب .

     6. من ذاق حلاوة الإيمان فإنه يندر أن يتنازل عن الطريق إلى الله .

     7. لايضر هذا الدين أن أكثر المنتسبين له هم الضعفاء فالعبرة بالمنهج لا بمكانة المتبعين له .

     8. دين الله ظاهر ونور الله سيتم ولو كره الكافرون .

     9. من بداية تاريخ الدعوة والناس يزداد عددهم في الدخول في الإسلام حتى أيامنا هذه .

    10. الحروب بين الحق والباطل لا تتوقف وهي مستمرة بألوان وأساليب شتى .

     11. لايضر الحق أن تصيبه الهزيمة أحياناً لحكمة يعلمها الله تعالى .

    12. أوامر الشريعة تبدأ بالتوحيد ونبذ الشرك والتركيز على مهمات الأمور من الصلاة والصدقة وجميل الأخلاق .

     13. قد يعرف المرء الحق ولكن لايتبعه لوجود عوائق نفسية أو اجتماعية أو دينية أو ثقافية .

     14. " تجشمت لقاءه " أي تكلفت في الوصول إليه .

     15. كتاب الرسول صلى الله عليه وسلم لهرقل ، فيه : أن السنة أن يبدأ الكاتب بنفسه ، وحكاه بعضهم إجماعا .

     16. " عظيم الروم " فيه إنزال الناس منازلهم وحسن اللفظ مع الكبار .

    17. " السلام على من اتبع الهدى " تقال لأهل الكتاب لا للمسلمين ، فإن قيل : كيف يسلم عليه وقد نهي عن ابتداءهم بالسلام ؟ فالجواب : أن المعنى سلم من عذاب الله من ابتع الهدى ، وهو لم يتبعه فكأنه لم يسلم عليه .

    18. " أما بعد " أسلوب نبوي تكرر كثيرا في عدة نصوص بلغت نحو 30 حديث .

    19. " يؤتك الله أجرك مرتين " يحتمل أن إسلامه سبب لإسلام الكثيرين ، أو أن أهل الكتاب إذا أسلم له أجره مرتين لأنه آمن بنبيه ثم آمن بالرسول عليه الصلاة والسلام .

     20. " الأريسين " الفلاحين وعامة الناس الذين تحته ، لأنه المتسبب في كفرهم .

    21. جواز إرسال بعض القرآن للعدو للدعوة ، أما المصحف كاملا فلا للنهي الوارد .


    الحديث الثامن

    عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : بُني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة والحج وصوم رمضان .

    الفوائد :

    1. هذا من الأحاديث الجوامع والتي عليها مدار الإسلام .

    2. لم يذكر الجهاد هنا لأنه فرض كفاية وقد يكون فرض عين ، أما هذه الخمس ففرض عين على كل أحد .

    3. لم يذكر أركان الإيمان لأنها تدخل في التصديق بأن محمداً رسول الله .

    4. معنى شهادة أن لا إلا الله ، أي : لا معبود بحق إلا الله .

    5. معنى شهادة أن محمدا رسول الله ، تصديقه فيما أخبر من الغيبيات التي لا ندركها بعقولنا ، وطاعته فيما أمر به من الواجبات ، واجتناب ما نهى عنه من المنهيات والمحرمات ، وأن لا نعبد الله إلا عن طريقه واتباعه .

    6. المراد بإقامة الصلاة أي تأديتها في الوقت مع باقي شروطها وأركانها وصفتها ولوازمها .

    7. إيتاء الزكاة هو صرفها في الوجوه التي تجب لها بالتفاصيل المذكورة في أبواب الفقه .

    8. كثيراً ما يقرن الله الصلاة بالزكاة والإنفاق في عدة نصوص لأن الصلاة حق لله والزكاة والإنفاق حق للعباد .

    9. كل من قام بهذه الأركان فهو مسلم ومن المستحقين للجنة إلا إذا كان هناك موانع أخرى.

    10. من ترك هذه الأركان فلا يكفر فقط إلا تارك الشهادتين والصلاة ، أما ترك الصيام والزكاة والحج فلا يكفر إلا إذا جحد على الصحيح .

    11. قال ابن رجب : أكثر أهل الحديث على أن ترك الصلاة كفر دون غيرها من الأركان كذلك حكاه محمد بن نصر المروزي وغيره عنهم .

    الحديث التاسع

    عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : الإيمان بضع وستون شعبة والحياء شعبة من الإيمان .

    الفوائد :

    1. " بضع " بكسر أوله ، العدد بين الثلاث والتسع .

    2. رواية " وستون " أخرجها مسلم من هذا الوجه ، ولفظه : " بضع وسبعون " وفي لفظ " أو سبعون " هكذا بالتردد وهو عند مسلم ، وأما ماورد عند الترمذي " أربع وستون " فهي معلولة ، قاله الحافظ 1 / 67 .

    3. " شعبة " القطعة ، والمراد : الخصلة والجزء .

    4. الحياء : خلق يبعث على اجتناب القبيح ويمنع من التقصير في حق ذي الحق .

    5. بعض العلماء تكلف في تعداد تلك الشعب وفي هذا مبالغة وتنطع .
    قال ابن رجب : وقد انتدب لعدها طائفة من العلماء كالحليمي والبيهقي وابن شاهين وغيرهم ، فذكروا أن كل ما ورد تسميته إيمانا في الكتاب والسنة من الأقوال والأعمال وبلغ بها بعضهم سبع وسبعين ، وبعضهم تسعا وسبعين .
    وفي القطع على أن ذلك هو مراد الرسول صلى الله عليه وسلم من هذه الخصال عسر ، كذا قاله ابن الصلاح وهو كما قال
    .

    6. شعب الإيمان تتنوع ، فمنها مايكون بأعمال القلب كالإيمان وفروعه ، ومنها مايكون باللسان كالأذكار بفروعها ، ومنها مايكون بالجوارح كالصلاة والحج والإنفاق .

    7. في لفظ لمسلم : أعلاها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان " وفي هذا بيان أن الدين قول وعمل واعتقاد ، فالقول كما في لا إلا الله ، والفعل كما في إماطة الأذى عن الطريق والاعتقاد كما في الحياء الذي هو من أعمال القلب .

    8. المؤمن مطالب بأن يجاهد نفسه لفعل أكثر خصال الإيمان ليرتفع عند الله .

    9. من عجز عن شعبة من شعب الإيمان فليجاهد نفسه على الشعب الأخرى التي يطيقها .

    الحديث العاشر

    عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه ).

    الفوائد :

    1. هذا الحديث فيه البيان الواضح إلى أن الأخلاق من الإسلام .

    2. قال الخطابي : المراد أفضل المسلمين من جمع إلى أداء حقوق الله تعالى أداء حقوق المسلمين .

    3. خص اللسان بالذكر لأنه المعبر عما في النفس وهكذا اليد لأن أكثر الأفعال بها .

    4. لا يعني ذكر المسلمين أن ما عداهم يجوز أذيته ، فالكافر لا تجوز أذيته ولا ظلمه ، وقد كان رسولنا حسن الخلق مع المسلمين والكافرين وحذر من ظلم الآخرين مهما كانوا بل قال لمعاذ وقد أرسله إلى أهل الكتاب " واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب ".

    5. الإسلام ليس مجرد عقيدة في القلب ، بل هو عقيدة وسلوك وأخلاق وأعمال .

    6. حقيقة الهجرة " الترك " وأول ذلك : هجر الذنوب والبعد عنها .

    7. الهجرة للذنوب نوعان : ظاهرة وباطنه ، فالباطنة ترك ما تدعو إليه النفس الأمارة بالسوء والشيطان ، والظاهرة الفرار بالدين من الفتن .

    8. قال ابن رجب : أصل الهجرة هجران الشر ومباعدته لطلب الخير ومحبته والرغبة فيه .


    مواد آخرى من نفس القسم

    مكتبة الصوتيات

    الكلمات الجارحة

    0:00

    مسائل في نعيم وعذاب القبر

    0:00

    تلاوة من سورة عبس 33-42

    0:00

    تأملات في سورة الشرح

    0:00

    عشرون بشارة

    0:00



    عدد الزوار

    4970399

    تواصل معنا


    إحصائيات

    مجموع الكتب : ( 24 ) كتاب
    مجموع الأقسام : ( 93 ) قسم
    مجموع المقالات : ( 1596 ) مقال
    مجموع الصوتيات : ( 995 ) مادة