• الجمعة 19 رَمَضان 1445 هـ ,الموافق :29 مارس 2024 م


  • تعليقات على الأحاديث من 42 إلى 47



  • الحديث 42

    عن أبي واقد الليثي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بينما هو جالسٌ في المسجدِ والناسُ معه، إِذْ أقبلَ ثلاثةُ نَفَرٍ ، فأقبل اثنان إلى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وذهبَ واحدٌ ، قال : فوقفا على رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، فأمَّا أحدُهما : فرأى فرجةً في الحَلْقَةِ فجلَسَ فيها ، وأمَّا الآخرُ فجلَسَ خلفَهم ، وأمَّا الثالثُ فأدبَرَ ذَاهبًا.
    فلما فرغ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال : ألا أخبرُكم عن النفرِ الثلاثةِ ؟ أمَّا أحدُهم فآوى إلى اللهِ فآواه اللهُ ، وأمَّا الآخرُ فاستحْيَا فاستحيَا اللهُ منه ، وأمَّا الآخرُ فأعرضَ فأعرضَ اللهُ عنه .

    الفوائد :

    1- " النفر " يقال للعدد من الثلاثة إلى عشرة .

    2- جلوس الرسول صلى الله عليه وسلم لتعليم الناس أمور دينهم .

    3- المسجد هو المنطلق الأول للدعوة والتعليم .

    4- من أدب طالب العلم إذا حضر مجلس العلم أن يجلس حيث ينتهي به المجلس.

    5- في رواية لمالك والترمذي والنسائي " فسلّما " فيستفاد منه السلام عند دخول المسجد والسلام على مجلس العلم ، ولم يذكر الرد عليهم لأنه متعارف عليه .

    6- لم يذكر هنا صلاتهم لتحية المسجد إما لكونها لم تشرع أو أنهما على غير طهارة ، واستدل بعضهم بهذا الحديث على عدم وجوب تحية المسجد لإن الرسول لم يأمرهم بها ، وهي سنة مؤكدة عند جمهور العلماء لحديث " إذا دخل أحدكم المسجد فلايجبس حتى يصلي ركعتين ".رواه البخاري .

    7- كان مجلس الرسول صلى الله عليه وسلم على شكل " حلقة " والمراد أنهم مستديرون حوله ، وفي ذلك استحباب التحليق في مجالس العلم .

    8- من سبق إلى مكان فهو أحق به .

    9- سد الفرجة التي في مجلس العلم .

    10- الوقفة التربوية عند الحدث مباشرة والتعليق عليه .

    11- فضل الذي زاحم وجلس في الفرجة أنه آوى إلى الله وطلب مرضاته فآواه الله وكتب له الأجر والفضل .

    12. جواز تخطي الصفوف ما لم يترتب عليه أذى .

    13. من خشي عدم وجود مكان فليجلس حيث ينتهي كما فعل الثاني .

    14. الثالث الذي ذهب يحتمل أنه أعرض عن مجلس العلم بدون عذر .

    15. جواز ذكر أهل المعاصي للتحذير منهم .

    16. فضل ملازمة مجالس العلم .

    17. الثناء على المستحي وتحفيزه .

    الحديث 43

    عن أبي بكرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم خطَب الناسَ يوم النحر قعد على بعيره وأمسك إنسان بخطامه فقال: إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض السنة اثنا عشر شهراً، منها أربعة حرم: ثلاثة متواليات: ذو القعدة وذو الحجة والمحرم، ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان أتدرون أي يوم هذا؟
    قلنا: الله ورسوله أعلم.
    فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه ، قال: أليس بيومِ النحرِ؟
    قُلْنا : بَلى.
    قال: فأي شهر هذا؟
    قلنا: الله ورسوله أعلم.
    فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه قال: أليس بذي الحجة؟
    قلنا: بلى.
    قال: فأي بلد هذا؟
    قلنا: الله ورسوله أعلم: فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه.
    قال: أليس البلدة الحرام؟
    قلنا: بلى.
    قال: فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم وأبشاركم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا إلى يوم تلقون ربكم، وستلقون ربكم فسيسألكم عن أعمالكم.
    ألا هل بلغت؟ قالوا: نعم.
    قال: اللهم فاشهد ألا فليبلغ الشاهد منكم الغائب فرب مبلغ أوعى من سامع، ألا فلا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض.

    الفوائد :

    1- خطبة الإمام على البعير .

    2- ارتفاع المعلم في مكان واضح ليراه الناس .

    قال في عون المعبود شرح سنن أبي داود عند شرح هذا الحديث: إن الزمان قد استدار كهيئته.

    أي: دار على الترتيب الذي اختاره الله تعالى ووضعه يوم خلق السماوات والأرض وهو أن يكون كل عام اثني عشر شهراً وكل شهر ما بين تسعة وعشرين إلى ثلاثين يوماً، وكانت العرب في جاهليتهم غيروا ذلك فجعلوا عاماً اثني عشر شهراً وعاماً ثلاثة عشر .

    فإنهم كانوا ينسئون الحج في كل عامين من شهر إلى شهر آخر بعده ويجعلون الشهر الذي أنسؤوه ملغى فتصير تلك السنة ثلاثة عشر وتتبدل أشهرها فيحلون الأشهر الحرم ويحرمون غيره، فأبطل الله تعالى ذلك وقرره على مداره الأصلي .

    فالسنة التي حج فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم حجة الوداع هي السنة التي وصل ذو الحجة إلى موضعه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الزمان قد استدار يعني أمر الله تعالى أن يكون ذو الحجة في هذا الوقت فاحفظوه واجعلوا الحج في هذا الوقت ولا تبدلوا شهراً بشهر كعادة أهل الجاهلية .

    ـ اختلفوا لم سميت هذه الأشهر الأربعة حرما ؟
    قيل : لحرمة الذنب فيها ، وقيل لحرمة القتال فيها وقد كان محرماً من عهد إبراهيم عليه السلام .

    - سبب تحريم هذه الأشهر .
    قيل : إن سبب تحريم هذه الأشهر الأربعة بين العرب لأجل التمكن من الحج و العمرة فحرّم شهر ذي الحجة لوقوع الحج فيه و حرّم معه شهر ذي القعدة للسير فيه إلى الحج و شهر المحرم للرجوع فيه من الحج حتى يأمن الحاج على نفسه من حين يخرج من بيته إلى أن يرجع إليه، و حرّم شهر رجب للاعتمار فيه في وسط السنة فيعتمر فيه من كان قريبا من مكة .

    - قوله صلى الله عليه و سلم : ( و رجب مضر ) سمي رجب رجبا لأنه كان يرجب؛ أي يعظم ،كذا قال الأصمعي وغيره.

    و أما إضافته إلى مضر فقيل : لأن مضر كانت تزيد في تعظيمه و احترامه فنسب إليهم لذلك، و قيل : بل كانت ربيعة تحرم رمضان و تحرم مضر رجبا فلذلك سماه رجب مضر ، و حقق ذلك بقوله الذي بين جمادى و شعبان .

    3- عند عدم معرفة جواب السائل نقول " الله ورسوله أعلم " هذا في حياته صلى الله عليه وسلم ، وأما بعد وفاته فيكون " الله أعلم " أو لا أدري .

    4- تخصيص الشريعة لبعض الأزمان والأماكن والأشخاص والأشياء ببعض الخصائص ، والقاعدة " لا تفضيل إلا بنص ".

    5- من فنون الإلقاء " السكتة اليسيرة " لجلب الانتباه .

    6- طرح العلم عن طريق السؤال والجواب لاستثارة العقول وتحريكها .

    7- تفويض الأمور الكلية إلى الشريعة .

    8- كان أهل الجاهلية يستهينون بالأنفس والأموال والأعراض .

    9- حرمة دماء المسلمين وعظم شأنها وقد تواترت النصوص في بيانها وجاء حد القتل زاجرا عنها .

    10- حرمة أموال المسلمين وجاء حدّ السرقة مدافعا عنها .

    11- " العرض " بكسر العين ، موضع المدح والذم من الإنسان .

    12- حرمة أعراض المسلمين وجاءت العقوبات الشرعية على الغيبة والقذف وغيرها .

    13- الحرص على تبليغ الدين وهي وصية الرسول لأصحابه وقد قاموا بها حق قيام .

    14- قوله " لا ترجعوا بعدي كفار " سبق أن هذا ليس بالكفر المخرج من الملة .

    15- " رب " للتقليل وقد ترد للتكثير .

    16- " مبلغ " بفتح اللام .

    الحديث 44

    قال رجل لعبد الله بن مسعود: يا أبا عبد الله لوددت أنك ذكرتنا كل يوم. فقال ابن مسعود: أما إني أخبر بمكانكم، أما إنه يمنعني من ذلك أني أكره أن أملكم، وإني أتخولكم بالموعظة كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يتخولنا بالموعظة في الأيام مخافة السآمة علينا.

    الفوائد :

    1- حرص الصحابة والتابعين على الانتفاع وسماع الخير .

    2- طلب إلقاء الكلمات منهج قديم تتوارثه الأجيال الصالحة .

    3. نداء الآخرين بالكنية أبلغ في التقدير .

    4- الداعية ينبغي أن لا ينساق وراء عاطفة الناس بل يراعي الحكمة في برامجه واطروحاته .

    5- حرص الداعية على نفع الناس بدون أن يكون سبباً في نفورهم عن الدعوة بأي سبب كان .

    6- النفس من طبعها الملل من كل شيء حتى من الخير والعلم .

    7- " أتخولكم " أتعاهدكم .

    8- منهج الوعظ هو منهج القرآن والسنة , أما القرآن فقال تعالى: ( وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلًا بَلِيغًا ) ، وأما السنة فالأحاديث في الوعظ متواترة ومبثوثة في كتب السنة .

    9- بعض الناس يستقل جهود الوعاظ ويحتقرها .

    الحديث 45

    عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( يسّروا ولا تعسّروا وبشّروا ولا تنفّروا ) .

    الفوائد :

    1- حرص النبي صلى الله عليه وسلم على توجيه أمته لأسباب القبول في المجتمع .

    2. التيسير منهج هذا الدين والنصوص متضافرة في التأكيد عليه ( يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ ) ، ( فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ ).

    ومن الأحاديث: ( إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم ) رواه البخاري .

    3- التيسير يدخل في عدد كثير من مسائل الدين .

    4- ليس معنى تيسير الدين أن نميعه ونجعله يذوب في حياة الناس .

    5- التعسير هو التشديد على الناس في أمور الشريعة وهذا لا يجوز .

    6- تبشير الناس بالخير منهج الأنبياء ، قال تعالى ( رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ ).

    7. تأليف القلوب عمل جليل وله آثاره في حياة الناس .

    8- تنفير الناس عن الدين قد يكون بالفتاوى وقد يكون بالسلوك ، وفي قصة معاذ لما أطال بالناس قال صلى الله عليه وسلم : " إن منكم منفرين ".

    9- حينما يرفض بعض الناس الفتاوى التي تخالف شهواتهم لا يعني هذا أننا متشددين .

    11- الوسائل الدعوية قد تكون بأسلوب منفر ، فليحرص الداعية على الرفق والحكمة .

    الحديث 46

    عن حميد بن عبد الرحمن قال: سمعت معاوية خطيباً يقول: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين، وإنما أنا قاسم والله يعطي، ولن تزال هذه الأمة قائمة مستقيمة على أمر الله لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك ظاهرون .

    الفوائد :

    1- فضل التفقه في الدين على غيره من أبواب العلوم الدنيوية .

    2- الفقه في الدين يعني الفهم في العلم والعمل بالدين وليس علم الفقه المعروف، وكان السلف يسمون الفقيه من جمع بين العلم والعمل والزهد في الدنيا والرغبة في الآخرة .

    3- من أعرض عن أبواب العلم فهو ممن لم يرد الله لهم الخير .

    4- فضل العلماء وطلاب العلم على غيرهم؛ لأن الله أراد بهم الخير .

    5- سوف تبقى طائفة من هذه الأمة على الحق ثابتين حتى يوم القيامة، نسأل الله الثبات على الدين .

    6- سيكون هناك خذلان من الناس لأهل الحق .

    7- سيكون هناك مخالفات ومعارضات لأهل الحق .

    8- المراد بـ " أمر الله " أي: الريح التي يبعثها الله في آخر الزمان لتقبض أرواح المؤمنين ثم يبقى شرار الخلق وعليهم تقوم الساعة .

    الحديث 47

    عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:  لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله مالاً فسلّطه على هلكته في الحق، ورجل آتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها  .

    الفوائد :

    1- الحسد هو تمني زوال النعمة عن المنعم عليه ، وهو خُلق مذموم ، وأول من قام به في السماء إبليس وفي الأرض أحد ابني آدم .

    2- وجود خواطر الحسد لابد منها ولكن المؤمن يجاهد نفسه في مدافعتها .

    3- " لا حسد " أي: لا حسد محمود إلا في هاتين .

    4- الحسد المحمود هنا هو " الغبطة " وهو تمني ما عند الغير من النعم بدون تمني زوالها عنهم .

    5- الطاعات إما بدنية أو مالية أو مركبة منهما .

    6- تكون الغبطة جميلة على صاحب المال الذي يستخدمه في أمور الخير بأنواعها .

    7- قوله " فسلّطه " جاء التعبير بهذا لدلالته على قهر النفس المجبولة على الشح .

    8- تكون الغبطة حسنة لذلك الذي لديه العلم النافع .

    9. في رواية عند أحمد " رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار ".
     


    مواد آخرى من نفس القسم

    مكتبة الصوتيات

    أشراط الساعة - 4

    0:00

    وصايا قبل الحج

    0:00

    حراسة الأبناء من العين

    0:00

    الموت والوقوف بين يدي الله تعالى

    0:00

    تأملات في سورة القارعة

    0:00



    عدد الزوار

    4101241

    تواصل معنا


    إحصائيات

    مجموع الكتب : ( 21 ) كتاب
    مجموع الأقسام : ( 90 ) قسم
    مجموع المقالات : ( 1590 ) مقال
    مجموع الصوتيات : ( 996 ) مادة