• الجمعة 19 رَمَضان 1445 هـ ,الموافق :29 مارس 2024 م


  • الجزء ( 4 ) المجموعة 3

  •  

    ٢٢٠- في مسلم من حديث أبي سعيد " كنا نغزو مع النبي صلى الله عليه وسلم فلا يجد الصائم على المفطر ولا المفطر على الصائم يرون أن من وجد قوةً فصام فإن ذلك حسن ومن وجد ضعفاً فأفطر أن ذلك حسن ".

    قال الحافظ : وهذا التفصيل هو المعتمد وهو نص رافع للنزاع .

    ٢٢٣- كان عمر يستحب قضاء رمضان في عشر ذي الحجة ، رواه ابن أبي شيبة بسند صحيح ، وجاء عند ابن المنذر عن علي النهي عنه ولكن سنده ضعيف .

    ٢٢٤- الذي يؤخر قضاء رمضان حتى يدركه رمضان آخر عليه القضاء ، ولكن هل عليه إطعام عن كل يوم مسكين ؟

    جاء عن جماعة من الصحابة القول بالإطعام ومنهم ابن عباس وأبي هريرة وعمر وابن عمر ، ولم يثبت شيء في المرفوع ، وهو قول الجمهور .

    ٢٢٥- قال أبو الزناد : إن السنن ووجوه الحق لتأتي كثيراً على خلاف الرأي فما يجد المسلمون بداً من اتباعها ومن ذلك أن الحائض تقضي الصوم ولا تقضي الصلاة .

    ٢٢٦- قيل في الحكمة من قضاء الصوم لا الصلاة ، أن الصلاة تتكرر وفيها مشقة في القضاء بخلاف الصوم فهو مجرد أيام ، وقيل : الله أعلم بالحكمة .

    ٢٣٦- الكلام على الإتباع للسنن ولو لم نعرف المقصود من الأمر أو النهي .

    - قال علي :  لو كان الدين بالرأي لكان أسفل الخف أولى بالمسح من أعلاه .

    قال الحافظ  : ونظائر ذلك في الشرعيات كثير .

    ٢٢٨- حديث ١٩٥٢  " من مات وعليه صوم صام عنه وليه " .

    هذا خبر بمعنى الأمر أي فليصم عنه وليه ، والأمر هنا للاستحباب عند الجمهور ، ويرى أحمد أن المقصود به صوم النذر فقط ، وقيل لا يصام عن الميت واختاره مالك وأبو حنيفة والشافعي .

    والمراد بوليه هنا ، كل قريب وقيل الوارث والأول أرجح .

    وظاهر اختيار البخاري يرى أن الأجنبي يصح منه ذلك وقواه الطبري .

    ٢٣٢- حديث ١٩٥٤ " إذا أقبل الليل من هنا وأدبر من هنا فقد أفطر الصائم ".

    قوله " أفطر " أي دخل وقت الإفطار مثل قولك أنجد أي أقام بنجد ، وقيل صار مفطراً ويُجاب عنه بأنه لو صار مفطراً لما كان لتعجيل الإفطار معنى .

    ٢٣٤- قال ابن عبد البر : أحاديث تعجيل الإفطار وتأخير السحور صحاح متواترة ، وعند عبد الرزاق بإسناد صحيح عن ميمون الأودي : كان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أسرع الناس إفطاراً وأبطأهم سحوراً .

    تعجيل الفطر فيه مخالفة لأهل الكتاب " لأن اليهود والنصارى يؤخرون " وهو عند أبي داود وابن خزيمة .

    والشيعة يتأخرون حتى ظهور النجوم ، وفي الحديث " لا  تزال أمتي على سنتي ما لم تنتظر بفطرها النجوم " وهو عند الحاكم .

    ٢٣٦- من أفطر قبل غروب الشمس ظاناً الغروب فليقض وهو قول الجمهور وخالف أحمد وإسحاق وغيرهما .

    ٢٤٠- مسألة الوصال والتفصيل فيها ، ومجموع الأحاديث تبين أنه من خصائصه صلى الله عليه وسلم .

    ٢٤٤- حديث 1965 " إني أبيت يطعمني ربي ويسقيني " .

    قيل في المراد : على حقيقته وأنه يؤتى له بطعام وشراب من عند الله ، ولكن لو صح ذلك لما كان مواصلاً ، وقيل : يعطيني قوة الآكل والشارب .

    ورجح ابن القيم أن المقصود ما يفتح الله له من الإيمان واللذة مما يغنيه به عن الطعام والشراب .

    ٢٤٧- في حديث أبي سعيد قال : صنعت للنبي صلى الله عليه وسلم طعاماً فلما وُضِع قال رجل أنا صائم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : دعاك أخوك وتكلف لك أفطر وصم مكانه إن شئت " .

    رواه إسماعيل بن أبي أويس عن أبيه عن ابن المنكدر عنه وإسناده حسن . أخرجه البيهقي .

    ٢٤٩- حديث 1968 قصة زيارة سلمان لأبي الدرداء .

    عن عون بن أبى جحيفة عن أبيه قال آخى النبى صلى الله عليه وسلم  بين سلمان وأبى الدرداء ، فزار سلمان أبا الدرداء ، فرأى أم الدرداء متبذلة .

    فقال لها : ما شأنك ؟

    قالت : أخوك أبو الدرداء ليس له حاجة في الدنيا .

    فجاء أبو الدرداء ، فصنع له طعاماُ ، فقال : كل .

    قال : فإني صائم .

    قال : ما أنا بآكل حتى تأكل .

    قال فأكل ، فلما كان الليل ذهب أبو الدرداء يقوم . قال : نم ، فنام ، ثم ذهب يقوم .

    فقال : نم .

    فلما كان من آخر الليل قال سلمان : قم الآن .

    فصليا ، فقال له سلمان : إن لربك عليك حقا ، ولنفسك عليك حقا ، ولأهلك عليك حقا ، فأعط كل ذي حق حقه .

    فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكر ذلك له ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم : صدق سلمان .

    رواها الطبراني وزاد فيها " قال الرسول صلى الله عليه وسلم : عويمر ، سلمان أفقه منك " وعويمر اسم أبي الدرداء ، وعند ابن سعد " لقد أشبع سلمان علماً ".

    وفي القصة فوائد ومنها :

    1- جواز الفطر من صوم التطوع .

    2- زيارة الإخوان والمبيت عندهم .

    3- جواز مخاطبة الأجنبية .

    4- السؤال عما يترتب عليه المصلحة وإن كان في الظاهر لا يتعلق بالسائل .

    5- ثبوت حق المرأة على الزوج في حسن العشرة .

    6- جواز النهي عن المستحبات إذا خشي أن ذلك يفضي إلى السآمة والملل .

    ٢٥١- قال ابن عبد البر في قوله تعالى " ولا تبطلوا أعمالكم " الأكثر على أن المراد بذلك الرياء ، وقيل لا تبطلوها بارتكاب الكبائر.

    - سُّمي شعبان بذلك لتشعبهم في طلب المياه بعد أن يخرج شهر رجب .

    ٢٥٢- قال ابن المبارك : جائز في كلام العرب إذا صام أكثر الشهر أن يقول صام الشهر كله .

    - الحكمة من صيام الرسول صلى الله عليه وسلم لأكثر شعبان ، قيل :

    - كان يشتغل عن صوم ثلاث من كل شهر بأسفاره فتجتمع فيقضيها في شعبان وفيه حديث ضعيف .

    - وقيل لتعظيم رمضان وفيه حديث عند الترمذي وقال غريب .

    - لأن نساءه كن يقضين الصيام فيه .

    - والأولى في ذلك ما جاء في الحديث الصحيح وهو عند النسائي وأبي داود وصححه ابن خزيمة عن أسامة بن زيد قلت يا رسول الله لم أرك تصوم في شهر من الشهور ما تصوم في شعبان ؟

    فقال : ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم .

    ٢٥٣- الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكثر الصيام في شهر محرم مع أنه أفضل الصيام فيه بعد رمضان .

    فقيل : يحتمل أنه ما علم ذلك إلا في آخر عمره ، أو اتفق له فيه من الأسفار والأعذار ما منعه من ذلك .

    ٢٥٦- في حديث سلمان وأبي الدرداء ١٩٧٥ " وإن لزورك عليك حقاً ".

    الزور مصدر وضع موضع الاسم كصوم في موضع صائم ، ويقال للواحد والجمع والذكر والأنثى زور ، زاد مسلم رواية " وإن لولدك عليك حقاً ".

    ٢٦٠- حديث ١٩٧٧ " لا صام من صام الأبد " قالها مرتين .

    المعنى : النفي أي لا صام ، وقيل إنه بمعنى الدعاء .

    اختلف في صوم الدهر فذهب بعضهم لكراهته وقيل بالتحريم ، وجاء عن عمر بسند صحيح عند ابن أبي شيبة " إنه بلغه عن رجل يصوم الدهر فأتاه فعلاه بالدرة وقال كل يا دهري ".

    وقيل بالجواز واختاره الجمهور واشترطوا أن لا يضع عليه حقاً .

    وهل هو أفضل أو صيام داود صيام يوم وإفطار يوم على قولين .

    ٢٦٤- حديث 1980 قال عبدالله ابن عمرو : زارني الرسول صلى الله عليه وسلم فألقيت عليه وسادة حشوها من ليف فجلس على الأرض وصارت الوسادة بيني وبينه .

    قال الحافظ  : وفيه بيان ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم من التواضع وترك الاستئثار على جليسه ، وفي كون الوسادة حشوها من ليف بيان ما كان عليه الصحابة في غالب أحوالهم من الضيق ، إذ لو كان عنده أشرف منها لأكرم بها رسول الله .

    ٢٦٥- في مجمل أحاديث عبدالله بن عمرو وعبادته وعتاب الرسول صلى الله عليه وسلم ، فوائد :

    1- رفق الرسول صلى الله عليه وسلم بأمته وحثه إياهم لما يطيقون .

    2- النهي عن التعمق في العبادة لما يخشى من إفضاءه إلى الملل .

    3- الندب إلى الدوام على ما وظفه الإنسان على نفسه من العبادة .

    4- جواز الإخبار عن الأعمال الصالحة والأوراد ومحاسن الأحوال عند أمن الرياء .

    5- جواز القسم على التزام العبادة .

    6- طاعة الوالد لا تجب في ترك العبادة ولهذا احتاج عمرو إلى شكوى ابنه عند الرسول صلى الله عليه وسلم ولم ينكر عليه الرسول صلى الله عليه وسلم عدم طاعته لأبيه .

    7- زيارة الفاضل للمفضول في بيته .

    8- تواضع الزائر بجلوسه دون ما يفرش له .

    ٢٦٦- صيام البيض .

    روى أحمد والنسائي وصححه ابن حبان " جاء أعرابي للرسول صلى الله عليه وسلم بأرنب قد شواها فأمرهم أن يأكلوا وأمسك الأعرابي فقال ما منعك أن تأكل فقال إني أصوم ثلاثة أيام من كل شهر فقال : إن كنت صائماً فصم الغر أي البيض ".

    وفي بعض طرقه عند النسائي " إن كنت صائماً فصم ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة وقال هي كهيئة الدهر " وللنسائي من حديث جرير " صيام ثلاثة أيام من كل شهر صيام الدهر أيام البيض صبيحة ثلاث عشرة " وإسناده صحيح .

    وبوب البخاري : باب صيام البيض ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة ، وأخرج حديث " أوصاني خليلي بثلاث ، وصوم ثلاثة أيام من كل شهر ".

    قال الحافظ : وكأن البخاري أشار بالترجمة إلى أن وصية أبي هريرة بذلك لا تختص به .

    وعند مسلم " كان صلى الله عليه وسلم يصوم من كل شهر ثلاثة أيام ما يبالي من أي الشهر صام ".

    قال الحافظ : والذي يظهر أن الذي فعله وأمر به وحث عليه أولى به من غيره ، وأما هو فلعله كان يعرض له ما يشغله عن مراعاة ذلك .

    وتترجح البيض بكونها وسط الشهر ووسط الشيء أعدله .

    ٢٦٧- في قول أبي هريرة : أوصاني خليلي .

    الافتخار بصحبة الأكابر إذا كان ذلك على معنى التحدث بالنعمة والشكر لله لا على وجه المباهاة .

     ٢٧٠- حديث 1982 عن أنس رضى الله عنه قال دخل النبي صلى الله عليه وسلم على أم سليم ، فأتته بتمر وسمن  قال : أعيدوا سمنكم في سقائه ، وتمركم في وعائه ، فإني صائم  ، ثم قام إلى ناحية من البيت ، فصلى غير المكتوبة ، فدعا لأم سليم ، وأهل بيتها ، فقالت أم سليم يا رسول الله ، إن لي خويصة ، قال : ما هي ، قالت خادمك أنس فما ترك خير آخرة ولا دنيا إلا دعا لي به قال : اللهم ارزقه مالاً وولداً وبارك له .

    فإني لمن أكثر الأنصار مالاً ، وحدثتني ابنتي أمينة أنه دفن لصلبي مقدم حجاج البصرة بضع وعشرون ومائة .

    في الحديث فوائد :

    1- جواز التصغير على معنى التلطف لا التحقير .

    2- جواز رد الهدية إذا لم يشق ذلك على المهدي .

    3- جبر خاطر المزور إذا لم يؤكل عنده بالدعاء له .

    4- الدعاء بكثرة المال والولد وأن هذا لا ينافي الخير الأخروي .

    5- زيارة الإمام بعض رعيته .

    6- إيثار الولد على النفس حيث طلبت الدعاء لابنها لا لها .

    7- حسن التلطف في السؤال حيث قالت : خويدمك أنس .

    8- معجزة للرسول صلى الله عليه وسلم باستجابة دعاءه .

    9- التأريخ بالأمر الشهير ولا يتوقف ذلك على صلاح المؤرخ به حيث قال وحدثنتي ابنتي أمية أنه دفن لصلبي حين مقدم الحجاج البصرة بضع وعشرون ومائة .

    ٢٧٠- في حديث ١٩٨٣ قال الرسول صلى الله عليه وسلم : أما صمت سرر هذا الشهر ؟ بالفتح للسين والهاء والراء .

    قال الجمهور : السرر آخر الشهر سميت بذلك لإستسرار القمر فيها وهي ليلة ٢٨-٢٩-٣٠ وقيل أوسطه ، لأن السُرة وسط الشيء ، ويؤيده استحباب صوم البيض .

    ٢٧٦- النهي عن صوم يوم الجمعة ، قيل للتنزيه ، واختاره الجمهور ، وسبب النهي قيل :

    لكونه يوم عيد ويوم العيد لا يصام لحديث " يوم الجمعة يوم عيد فلا تجعلوا يوم عيدكم يوم صيامكم إلا أن تصوموا قبله أو بعده " رواه الحاكم .

    وقيل : لئلا يضعف عن العبادة فيه واختاره النووي .

    وقيل : خوف المبالغة فيه ، وقيل غير ذلك .

    ٢٧٧- حديث ١٩٨٧ قيل لعائشة هل كان الرسول صلى الله عليه وسلم يختص من الأيام شيئاً ؟ قالت : لا ، كان عمله ديماً .

    قال الحافظ : ويشكل على هذا صوم الإثنين والخميس وفيها عدة أحاديث صحيحة .

    ٢٨٠- حديث ١٩٨٨ " أرسلت أم الفضل للرسول صلى الله عليه وسلم لبناً يوم عرفة فشربه وهو واقف .

    فيه فوائد :

    1- الأكل والشرب في المحافل مباح ولا كراهة فيه للضرورة .

    2- قبول هدية المرأة من غير استفصال منها هل هو من مالها أو مال زوجها .

    3- فطنة أم الفضل باستكشاف حال الرسول صلى الله عليه وسلم وصومه بهذه الطريقة .

    ٢٨١- الإجماع على تحريم صوم يومي العيد سواء النذر أو القضاء أو الكفارة .


    مواد آخرى من نفس القسم

    مكتبة الصوتيات

    تلاوة من سورة آل عمران للآيات 26 - 28

    0:00

    تأملات في سورة الهمزة

    0:00

    دور الإنسان في تثبيت من حوله

    0:00

    كيف تلقي كلمة ؟

    0:00

    يوم التلاق

    0:00



    عدد الزوار

    4100808

    تواصل معنا


    إحصائيات

    مجموع الكتب : ( 21 ) كتاب
    مجموع الأقسام : ( 90 ) قسم
    مجموع المقالات : ( 1589 ) مقال
    مجموع الصوتيات : ( 996 ) مادة