الحمد لله الذي بيدهِ خزائنُ السعادة، يمنحها من يشاءُ من عباده، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإن هناك كلمةٌ يبحثُ عن تحقيقها الملايين؛ سهلةٌ أن تكتبَ حروفَها أو تتحدث عنها في كلمات.
تعالوا معي لنتحدث عن السعادة، تلك الجملة الرائعة، التي يتمنى العالمُ أن يسكنَ في بساتينها.
1- حتى تكون سعيداً، ارتبط بربك عبر مناجاته في الصلاة.
إنها النور التي قال عنها النبي صلى الله عليه وسلم " والصلاة نور ".
نورٌ لقلبك، وضياءً لروحك من متاعبِ الحياةِ، نورٌ لقلبكَ من ظلماتِ الأحزان، الصلاة اتصالٌ بينك أيها العبد الفقير وبين ربك الغني الحميد المجيد.
2- حتى تكون سعيداً، حقق البرَ بوالديك فهما من أسرار سعادتك وانشراح صدرك، والداك سببُ لجلاء الهموم وانقشاع الغيوم عن ساحتك، " وبالوالدين إحساناً "، وليعلمَ العاقُ أن أعظمَ عقوبةٍ تنزلُ عليه وهو في دنياه هي قسوةُ القلب وضيقُ العيش.
3- حتى تكون سعيداً، لا تفكر كثيراً في مشكلةٍ سابقة، واعمر يومك الذي أنت فيه بروح الأمل والتفاؤل بالله تعالى، انظر عبر نافذة الأمل لترى من خلالها اليسر الرباني " سيجعلُ اللهُ بعد عسرٍ يسرا ".
4- حتى تكون سعيداً، كن حكيماً في إدارةِ المشكلةِ التي تجري عليك ولاتحمِّلها حجماً أكبر مما هي عليه واستشر في حلها من ترى فيه الحكمةَ " وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ ".
5- حتى تكون سعيداً، ازرعِ السعادةِ في نفوسِ الضعفاءِ والأيتامِ والمساكين، زرهم، ابتسم لهم، اقترب بعاطفتك من أولئك الضعفاء الذين لايُلتفت لهم غالباً،كن رحيماً بهم " والراحمون يرحمهم الرحمن ".
قال أحدهم : عشنا وكنا نظن أن السعادةَ في الأخذ فاكتشفنا أنها في العطاء.
6- حتى تكون سعيداً، وزع ابتسامتك لأفراد أسرتك، وافرح حينما تدخل لبيتك، العب واضحك معهم، افرح بأسرتك مهما كانت ظروفك ووأحوالهم.
7- حتى تكون سعيداً، ارض بالقدر الذي نزل بك ولو كان فيه بعض الألم، فأنت " لا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا "، ادخل في بستان الرضا وقل " رضيتُ بك يارب "، واستشعر في كل لحظةٍ قولهُ تعالى " فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا ".
8- حتى تكون سعيداً، مارس الترفيه مع زملائك، واسمح لنفسك أن تتمتع بالمباح لا بالحرام، وكما قال صلى الله عليه وسلم " ساعةً وساعة "، إن ساعاتَ الترفيه والرياضة والنزهة تُجددالحياة وتُزيل الهموم وتُخففُ ضغوطَ الحياةِ.
9- حتى تكون سعيداً، لابد أن يكون لك أوقات تخلو فيها بكتابٍ نافع تطالعُ صفحاتَه وتقرأ سطوره، وأنت تعلم أن أولَ آية نزلت " اقرأ ".
فيا عبدالله اقرأ، لتزيدَ من ثقافتك في دينك.
اقرأ العلوم الشرعية وازدد فيها علماً " وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا ".
اقرأ لتصحح عقيدتك وعبادتك ومعاملتك، اقرأ لتنمي مهاراِتك، اقرا لتكون شخصاً مؤثراً ونافعاً لمن حولك.
10- حتى تكون سعيداً، رتب إدارتك المالية ولاتكلف نفسك الديون حتى لاتَضيقَ نفسك،كن قائداً لمالك، ولاتجعله يقودك للمهالك ثم للقروض والهموم المالية.
إن المال يجلبُ لك سعادةَ العفاف، والبعد عن إذلال الوجهِ للآخرين فاحرص على مالك ولاتصرفهُ في المحرماتِ ولا فيما لاينفعك.
استغن بمالك، واحرص على إيجادِ دخلٍ آخرَ لك تحسباً لكل ظرفٍ ينزلُ بك، وإنك أن تدعْ ورثتك أغنياء خيرٌ من أن تتركهم عالةً يتكففون الناس.
11- حتى تكون سعيداً، أكثر من قراءة القرآن، إنه شفاء القلوب، وسرور الروح " أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ "، إن المسكين هو من لم يتمتع بالنظر في القرآن.
ياطالبَ السعادة، كتابُ السعادة أمامك، أقبل عليه، واتخذ القرآن صاحباً لك في هذه الحياة لعله يشفع لك بين يدي ربك، وفي الحديث الصحيح " اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه ".
اللهم ارزقنا سعادة لاشقاء بعدها ياقريب يامجيب.
-------
الحمد لله.
12- حتى تكون سعيداً، ابتعد عن الذنوب فهي دمارٌ للقلوب وبوابةٌ للهموم " وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا ".
رأيتُ الذنوبَ تميتُ القلوب وقد يورِثُ الذلُ إدمانُها
وتركُ الذنوبِ حياةُ القلوب وخيرٌ لنفسكَ عصيانُها
13- حتى تكونَ سعيداً، لا تتعب نفسك بمطالعة ماعندَ غيرك، واقنع بما لديك.
إن القناعة كنز عظيم، تجعلك تعيش في بساتين السعادة.
14- حتى تكون سعيداً، ارفع يديك لرب العالمين، واسجد واقترب مِنَ الذي بيدهِ خزائنُ السعادة " إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ "، اطرق بابَ الكريم، وابكِ عند بابِ العزيز، وقل يارب اشرح لي صدري، واكشف عني همي.
إن اللهَ يحبُ أصوات المضطرين " أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ ".
15- حتى تكون سعيداً، اصبر على مآسي الحياة، والبس ثياب الصابرين.
إن السعادةَ تتطلبُ مزيداً من الصبر " وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ ".
هذا المرض، وتلك الديون، وهذه ضغوط الحياة، ومع ذلك أنت الصابر الكبير.
لله درك يا من تتشبه بأيوب الذي صبرَ على البلاء ١٣ عام حتى شفاه الله وأنزل فيه " إنا وجدناه صابراً "، ما أجمل هذا الثناءِ " إنا وجدناه صابراً ".
اللهم إنا نبحث عن السعادة فامنحنا إياها، اللهم املأ قلوبنا بمحبتك.
اللهم كن لإخواننا المستضعفين المهمومين في كل مكان، اللهم رحماك بهم.
اللهم وفق ولي أمرنا لهداك واجعل عمله في رضاك.
اللهم صل وسلم على نبيك محمد.
مكتبة الصوتيات
البلاي ستيشن
0:00
الكلمة الطيبة
0:00
قصة البغي والكلب
0:00
رسائل في الترفيه
0:00
الحوار في الدعوة
0:00
عدد الزوار
5077596
إحصائيات |
مجموع الكتب : ( 27 ) كتاب |
مجموع الأقسام : ( 93 ) قسم |
مجموع المقالات : ( 1608 ) مقال |
مجموع الصوتيات : ( 995 ) مادة |