• الخميس 24 جُمادى الآخرة 1446 هـ ,الموافق :26 ديسمبر 2024 م


  • 10 رسائل في الأولويات الأسرية

  •  

    مما يُمدح به العاقل أن يكون ذكياً في تقديم الأولويات في حياته كلها، ويزداد الأمر أهمية إن كانت حياة المرء مرتبطة بحياة آخرين معه، وهو الأب والأم لارتباط الأسرة بهما.

    ولا شك أن هناك في الحياة الأسرية ما هو ضروري وغير الضروري، ومن المستحيل أن تتساوى الأشياء في أهميتها، فهناك المهم العاجل، والمهم غير العاجل.

    والأسرة التي تدرك قاعدة الأولويات ستنجح في حياتها، وأما الأسرة التي تهمل مراعاة هذا الجانب فسوف تكون الخلافات والاضطرابات موجودة بشكل دائم في محيطها.

    أمثلة توضيحية:

    1- تربية الأبناء " هدف مهم " ولكن الوالد إذا كان يعتني بالزيارات والسفر والارتباطات الخارجية فسوف يفرط كثيراً في تربيته أبنائه؛ لأن التربية تتطلب وجوده في البيت.

    وكذلك بالنسبة للأم إذا كانت تكثر الخروج للأسواق بشكل دائم، وفي كل يوم زيارة إلى صديقة أو مناسبة فسوف تفرط بلا ريب في تربية أولادها وبناتها، والحل هنا هو " التوازن بين أهدافنا وتحقيق أولويات أسرتنا ".

    2- المحافظة على المال الأسري " هدف مهم " ولكن الزوج إذا بدأ يصرف ماله في شراء غير الضروريات من الأجهزة أو الأطعمة أو كان ممن يصرف جزء من ماله على السفر والنزهة مع الأصدقاء فسيؤثر هذا على الميزانية العائلية وستحدث الخلافات داخل الأسرة بسبب هذا التجاهل للأوليات.

    وهكذا المرأة إذا كانت تُطالب زوجها بالمال لشراء ما لا يلزم من الملبوسات أو الكماليات كاللوحات وبعض الأواني فسيكون مآلهم الخلافات التي لا تنتهي.

    3- من الأوليات مراعاة مواعيد العائلة، وحينما تغفل الزوجة عن موعدٍ لضيوف زوجها ولا تعد العدة لذلك فحينها تبدأ شرارة الخلافات، والزوج حينما يهمل مواعيد المستشفى لزوجته أو مواعيد زيارتها لصديقاتها فمن الطبيعي أن يأتي الحقد في قلبها على زوجها بسبب تفريطه في ذلك.

    وهكذا الأبناء والبنات في حياتهم أولويات لابد أن يراعوها مع بعضهم البعض حتى تكون الأسرة في سعادة وهناء.

    4- من الأولويات عند الزوج ارتباطه بوالديه أو أحدهما وقضاء حوائجهما وخدمتهما وهذا يتطلب تنسيقاً بينه وبين زوجته في كيفية التعامل مع مواعيدهما.

    وحينما يراعي كل من الزوجين هذا الاتفاق فلن تحدث هناك مشكلة، ولكن حينما يبالغ الزوج في زيارة والديه على حساب أسرته ويزعم أن هذا من البر فحينها لابد أن تكثر الخلافات.

    5- الزوجة التي تسهر على القنوات أو على الجوال، ويترتب على سهرها النوم الكثير حتى إن الزوج قد يأتي لمنزله بعد الظهر ليجدها نائمة ومفرطة في منزلها.

    فهل راعت هذه الزوجة حق زوجها ومنزله وهل قدمت الأولويات في حياتها؟ ألم يكن الأولى بها أن تدع السهر جانباً وتنام مبكرة لتقوم بالواجب عليها في مراعاة زوجها وحقوقه.

    6- الابن الذي يخرج كثيراً ويهمل دراسته ويسهر مع الأصدقاء في الترفيه خارج المنزل يعتبر مفرطاً في مبدأ الأولويات؛ لأن الواجب هو النوم مبكراً وعدم السهر لأن السهر قد يحرمه من الحضور للمدرسة أو الجامعة.

    وبالتالي يغضب الوالدان وقد تفوته بعض المعلومات المهمة في دراسته، وقد يغيب عن امتحان مهم بسبب ذلك السهر.

    7- وتلك الفتاة التي تعتني بجمالها وملابسها أو تجلس على مواقع التواصل لساعات، وتهمل مساعدة والدتها لا شك أنها قد فرطت في مبدأ الأولويات في حياتها؛ لأن مساعدة الأم في أعمال المنزل أولى من تلك الأعمال.

    وقد تكون الأم مريضة، والفتاة مهملة للمنزل، فيغضب الأب عليها، وقد يعاقبها بكلمات قاسية، فتتألم مشاعر الفتاة بسبب ذلك، وكان الواجب على الفتاة أن تقدم واجب المنزل على الجلوس مع الجوال.

    8- الأم التي تهتم بتربية أولادها وتهتم بدراستهم وملابسهم لا شك أنها خير من تلك التي أهملت ذلك بسبب القنوات أو متابعة مواقع التواصل.

    9- بعض الرجال يفكر في الزواج من امرأة ثانية لكي يجدد في حياته كما يقال، وقد يكون هذا القرار كان ناتجاً عن حماس سريع بسبب إغراء من صديق، مع أن ظروف هذا الرجل لا تساعده على أن يفتح بيت آخر لتسكن فيه زوجة أخرى.

    ولكنه يقرر ذلك ويتزوج ويكسر قاعدة الأولويات، ويبدأ في فوضى كبيرة في أموره المالية، ويقع في خلل في إدارة مواعيد الأسرتين، وهكذا تزداد همومه بسبب الإخلال بقاعدة الأولويات في الحياة الأسرية.

    وكم من رجل تزوج بالثانية بدون ترتيب وتخطيط فندم، وبعد أشهر أو سنوات إذا به يطلقها أو يطلق الأولى بسبب الفشل في إدارة الحياة العائلية، ولا يفهم من كلامي أني ضد التعدد لا، فهو من الشريعة الربانية، ولكني هنا أشير إلى الحذر من إهمال التخطيط لهذا المشروع الأسري.

    10- حينما ننظر في إدارة الأزمات فلا شك أن الحلول لها متفاوتة فيجب علينا أن نفكر جيداً في اختيار العلاج الأنفع والأنسب في إدارة هذه الأزمة، فليس اختيار الطلاق مثلاً هو الأولى في علاج أدنى مشكلة عند الزوج، بل الأولى هنا النصيحة والمصارحة، أو إذا تطلب الأمر إخبار أهلها بذلك.

    ولا شك أن ذلك أفضل من الطلاق الذي يهدم البناء الأسري.

    وحينما يكتشف الأب أن ابنه يدخن فهنا لا يصح أن يتعجل ويضرب ابنه المراهق أو يطرده من المنزل، بل الأولى هنا النصيحة والاقتراب النفسي منه أو استشارة بعض المتخصصين في شؤون المراهقين.

    والحديث عن قاعدة الأولويات الأسرية يزداد أهمية يوماً بعد يوم بسبب توالي الأحداث من حولنا وظهور المشكلات في كل حين واختلاف المفاهيم في عالم الأزواج والزوجات.

    نسأل الله أن يمنحنا فقهاً دقيقاً في إدارة الأولويات في حياتنا وأن نكون موفقين في قراراتنا صغيرها وكبيرها.


    مواد آخرى من نفس القسم

    مكتبة الصوتيات

    شهيد المحراب

    0:00

    تنبيهات للآباء

    0:00

    سورة النجم

    0:00

    العلماء ومهمة الأنبياء

    0:00

    تأملات في سورة التكاثر

    0:00



    عدد الزوار

    5088580

    تواصل معنا


    إحصائيات

    مجموع الكتب : ( 27 ) كتاب
    مجموع الأقسام : ( 93 ) قسم
    مجموع المقالات : ( 1616 ) مقال
    مجموع الصوتيات : ( 995 ) مادة