تختلف طرق الإصلاح والتغيير للأفضل من مجتمع إلى مجتمع ، ومن بلد إلى بلد ، و من أناس إلى أناس ، ولكن لعل المصارحة تعتبر حلاً جذرياً للجميع وفي كل حال وبلد.
وهنا كلمات :
1- في داخل الأسرة يرى الزوج أخطاء عند زوجته ، ويصبر، ثم يصبر، ثم قد ينفجر يوماً ما بكلام غير لائق ، بل قد تبدأ خواطر الطلاق تجول في عقله .
وهذا الزوج لو أنه صارح زوجته مع بداية رؤيته لعيوبها، وفي جو هادئ وبعبارات أدبية عاطفية لكان هذا حلاً جذرياً لمعاناته معها.
2- تلك الزوجة التي لعبت بها الهموم ، بسبب إهمال الزوج لمنزله وكثرة غيابه أو لسوء في فعاله ، لو أن هذه الزوجة اختارت وقتاً جميلاً في مكان جميل ، ودغدغت مشاعر زوجها بلمسة أو قبلة ، ثم ألقت كلماتها الصريحة لكان هذا الزوج وفياً حبيباً وناجحاً في أسرته.
3- بين الإخوة والأخوات يدخل الشيطان ليفسد كعادته وتجري العيوب في داخل محيط البيت ، وهكذا تبدأ النزغات والخطرات ، ولعل اللسان يكون قائد معركة الشيطان ، ولكن لو أن ذلك الأخ أو تلك الأخت مارسا المصارحة بكل لطف وأدب لكانت النتائج في مصلحة الجميع.
4- في العلاقة بين المدير وموظفيه لا بد من وجود الزلل والخلل ، ولكن لعل المصارحة ذات الألفاظ الصادقة والهادئة تسد الخلل وتنجح في سلامة المنظومة والإدارة.
5- عندما تقع تلك الفتاة في ورطة المعاكسات أو في بداياتها ثم يبدأ المجرم تهديدها بالصورة أو بالصوت ، لا بد أن تتجه تلك الفتاة إلى المصارحة مع أمها أو أبيها لكي يقف المجرم عند حده ، وتزول المعاناة من أرضية الفتاة ، مع يقينها أن لحظات المصارحة تلك ستحيط بها بعض العبرات والدمعات.
وقد يكون الوالد قاسياً فيضرب أو يلقي كلمات جارحة – وقد لا نلومه – ولكن كل ذلك لا شيء عند الحفاظ على كنز الفتاة .
6- حينما يبلغ الفتى سن الزواج وتبدأ الغريزة في الجريان والإثارة ، لا بد أن يصارح الشاب والديه بالرغبة في الحصول على العفة عبر الزوجة الصالحة ؛ ليحمي نفسه من سيل الشهوات الذي غزا العالم بأسره.
7- في مجتمع الصداقة هناك الحب والوفاء ، ولكن من الذي لا يخطئ ، فعندما نسكت عن عيوب الصديق قد يستمر في الجرح، وقد يستمرئ الإصابة، ونحن الضحية .
فهنا لا بد من لقاء تكون الصراحة بيننا فيه فنلقي عليه ملاحظاتنا بأدب لكي يعرف خطأه ويستيقظ من نومه لكي تبقى الصداقة والصديق .
* قواعد :
- تأخير المصارحة سببٌ في استمرار الخطأ.
- لا بد من اختيار الوقت المناسب للمصارحة.
- ضرورة التزام الأدب عند المصارحة وخاصة أدب اللسان.
- المصارحة عبر رسالة الجوال قد تضر أكثر من أن تنفع.
- المصارحة تحتاج إلى شجاعة نفس.
- المصارحة فيها نوع إحراج، ولكن بعد ذلك سعادة لكل الأطراف.
- المصارحة ليست في كل حال ، بل هي كالدواء ، تكون في حال عدم نجاح الحلول الأولى للقضية.
- استمرار الصبر على الخطأ أو العفو الدائم عن الشخص لا يساعد في علاج الخطأ، والله قد جعل لكل شيء قدراً.
- إذا لم تستطع المصارحة المباشرة فاستخدم رسالة الجوال .
- المصارحة داخلة في النصيحة وحينها لا بد من مراعاة خلق العدل والإنصاف.
- إذا لم نتصارح قد يمتلئ القلب حسداً وحقداً وقد يجري اللسان بالغيبة دوماً وأبداً.
- عند المصارحة لا بد من السماح للطرف الثاني من إبداء رأيه.
وأخيراً ، هذه إشارات حول المصارحة التي أرى أنها باتت قضية أساسية في مجتمعنا ، حيث لوحظ الظلم والخطأ والزلل، وغاب العدل والفهم والاحترام.
مواد آخرى من نفس القسم
مكتبة الصوتيات
أحكام صلاة التطوع
0:00
مقدمات في علوم القرآن ( 1 )
0:00
البلاي ستيشن
0:00
كيف تحصن نفسك وبيتك من الشياطين
0:00
الثناء على الزوجة
0:00
عدد الزوار
5014564
إحصائيات |
مجموع الكتب : ( 24 ) كتاب |
مجموع الأقسام : ( 93 ) قسم |
مجموع المقالات : ( 1600 ) مقال |
مجموع الصوتيات : ( 995 ) مادة |