• الثلاثاء 01 جُمادى الآخرة 1446 هـ ,الموافق :03 ديسمبر 2024 م


  • لا بد من المصارحة



  • تختلف طرق الإصلاح والتغيير للأفضل من مجتمع إلى مجتمع ، ومن بلد إلى بلد ، و من أناس إلى أناس ، ولكن لعل المصارحة تعتبر حلاً جذرياً للجميع وفي كل حال وبلد.

    وهنا كلمات :
    1- في داخل الأسرة يرى الزوج أخطاء عند زوجته ، ويصبر، ثم يصبر، ثم قد ينفجر يوماً ما بكلام غير لائق ، بل قد تبدأ خواطر الطلاق تجول في عقله .

    وهذا الزوج لو أنه صارح زوجته مع بداية رؤيته لعيوبها، وفي جو هادئ وبعبارات أدبية عاطفية لكان هذا حلاً جذرياً لمعاناته معها.

    2- تلك الزوجة التي لعبت بها الهموم ، بسبب إهمال الزوج لمنزله وكثرة غيابه أو لسوء في فعاله ، لو أن هذه الزوجة اختارت وقتاً جميلاً في مكان جميل ، ودغدغت مشاعر زوجها بلمسة أو قبلة ، ثم ألقت كلماتها الصريحة لكان هذا الزوج وفياً حبيباً وناجحاً في أسرته.

    3- بين الإخوة والأخوات يدخل الشيطان ليفسد كعادته وتجري العيوب في داخل محيط البيت ، وهكذا تبدأ النزغات والخطرات ، ولعل اللسان يكون قائد معركة الشيطان ، ولكن لو أن ذلك الأخ أو تلك الأخت مارسا المصارحة بكل لطف وأدب لكانت النتائج في مصلحة الجميع.

    4- في العلاقة بين المدير وموظفيه لا بد من وجود الزلل والخلل ، ولكن لعل المصارحة ذات الألفاظ الصادقة والهادئة تسد الخلل وتنجح في سلامة المنظومة والإدارة.

    5- عندما تقع تلك الفتاة في ورطة المعاكسات أو في بداياتها ثم يبدأ المجرم تهديدها بالصورة أو بالصوت ، لا بد أن تتجه تلك الفتاة إلى المصارحة مع أمها أو أبيها لكي يقف المجرم عند حده ، وتزول المعاناة من أرضية الفتاة ، مع يقينها أن لحظات المصارحة تلك ستحيط بها بعض العبرات والدمعات.

    وقد يكون الوالد قاسياً فيضرب أو يلقي كلمات جارحة – وقد لا نلومه – ولكن كل ذلك لا شيء عند الحفاظ على كنز الفتاة .

    6- حينما يبلغ الفتى سن الزواج وتبدأ الغريزة في الجريان والإثارة ، لا بد أن يصارح الشاب والديه بالرغبة في الحصول على العفة عبر الزوجة الصالحة ؛ ليحمي نفسه من سيل الشهوات الذي غزا العالم بأسره.

    7- في مجتمع الصداقة هناك الحب والوفاء ، ولكن من الذي لا يخطئ ، فعندما نسكت عن عيوب الصديق قد يستمر في الجرح، وقد يستمرئ الإصابة، ونحن الضحية  .

    فهنا لا بد من لقاء تكون الصراحة بيننا فيه فنلقي عليه ملاحظاتنا بأدب لكي يعرف خطأه ويستيقظ من نومه لكي تبقى الصداقة والصديق  .

    * قواعد :

    - تأخير المصارحة سببٌ في استمرار الخطأ.

    - لا بد من اختيار الوقت المناسب للمصارحة.

    - ضرورة التزام الأدب عند المصارحة وخاصة أدب اللسان.

    - المصارحة عبر رسالة الجوال قد تضر أكثر من أن تنفع.

    - المصارحة تحتاج إلى شجاعة نفس.

    - المصارحة فيها نوع إحراج، ولكن بعد ذلك سعادة لكل الأطراف.

    - المصارحة ليست في كل حال ، بل هي كالدواء ، تكون في حال عدم نجاح الحلول الأولى للقضية.

    - استمرار الصبر على الخطأ أو العفو الدائم عن الشخص لا يساعد في علاج الخطأ، والله قد جعل لكل شيء قدراً.

    - إذا لم تستطع المصارحة المباشرة فاستخدم رسالة الجوال .

    - المصارحة داخلة في النصيحة وحينها لا بد من مراعاة خلق العدل والإنصاف.

    - إذا لم نتصارح قد يمتلئ القلب حسداً وحقداً وقد يجري اللسان بالغيبة دوماً وأبداً.

    - عند المصارحة لا بد من السماح للطرف الثاني من إبداء رأيه.

    وأخيراً ، هذه إشارات حول المصارحة التي أرى أنها باتت قضية أساسية في مجتمعنا ، حيث لوحظ الظلم والخطأ والزلل، وغاب العدل والفهم والاحترام.


    مواد آخرى من نفس القسم

    مكتبة الصوتيات

    أحكام صلاة التطوع

    0:00

    مقدمات في علوم القرآن ( 1 )

    0:00

    البلاي ستيشن

    0:00

    كيف تحصن نفسك وبيتك من الشياطين

    0:00

    الثناء على الزوجة

    0:00



    عدد الزوار

    5014564

    تواصل معنا


    إحصائيات

    مجموع الكتب : ( 24 ) كتاب
    مجموع الأقسام : ( 93 ) قسم
    مجموع المقالات : ( 1600 ) مقال
    مجموع الصوتيات : ( 995 ) مادة