إنه أدبٌ رباني لتصحيح السلوك والحذر من نتائج الاعتداء المؤلمة.
إن الاعتداء له صور يجب الانتباه لها؛ فمنها:
- الاعتداء على حياض الشريعة بالسخرية منها، ولمز المتمسكين بها، وإلصاق التهم بهم، وإشاعة الأكاذيب والافتراءات عليها وعليهم.
- الاعتداء في تجاوز حدود الله بارتكاب ما حرم الله.
- الاعتداء على نصوص الغيب والطعن فيها بأنها لا توافق العقل، وتأويلها تأويلاً لا دليل عليه.
- الاعتداء على حقوق المرأة والسعي لتحريرها من حجابها وحيائها في قالب الدفاع عنها والرحمة بها، والحقيقة أن القصد هو الرغبة في إسقاط المجتمع في الافتتان بالمرأة وتقليد الغرب في إخراج المرأة من بيتها لتكون ألعوبة بأيدي العابثين.
- الاعتداء في الدعاء بأن يدعو بإثم أو قطيعة رحم أو يبالغ في أوصاف معينة في الدعاء، وفي الحديث: (إنه سيكون في هذه الأمة قوم يعتدون في الطهور والدعاء) رواه أبو داود بسند صحيح.
- الاعتداء في الطهارة بالوساوس فيها والشكوك التي تجعل صاحب الوسواس يكره العبادة بل قد يتركها.
- الاعتداء على المؤسسات الخيرية ومكاتب الإغاثة واتهامهم بتمويل الإرهاب بلا برهان واضح، (وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ).
* اعتداء الزوج على زوجته، وهنا أمثلة:
- الاعتداء بالضرب أو الإهانات عبر لسان نشأ على سيء القول.
- الاعتداء على مالها سواء كان من وظيفة أو إرث، مع أن الشريعة منعت من ذلك كله إلا برضا صاحب المال، ومن عجائب ما وقفت عليه أن امرأة تقول في رسالتها لي: زوجي يطالبني بأن أعطيه بطاقة الصراف ليأخذ من مالي ما شاء، وقال: إذا لم تعطيني البطاقة فلن تبقي معي، فعجباً لرجل هذا قلبه وهذا عقله.
- الاعتداء على إحدى الزوجتين بسبب الميل لإحداهما.
- الاعتداء على البنت بمنعها من الزواج ممن تراه مناسباً لها، والسبب عادات راسخة مستوحاة من بعض آثار الجاهلية.
وهذا الاعتداء على حقها واختيارها يجلب من أنواع البلاء ما لا يعلمه إلا الله من كراهية الأب أو الدعاء عليه وربما فوات السنين عليها بلا زواج.
- الاعتداء على المطلقة بمنعها من الرجوع لزوجها عند التراضي إلا بأموال تعجيزية مع عدم رغبة الزوجة في ذلك المال، ولكنه الاعتداء على حياتها في ظل الطغيان المادي لدى الأب.
- الاعتداء على حقوق الآخرين وخاصة الحقوق المالية بطرق ملتوية.
ويتفنن في ذلك بعض الناس، وليعلم هؤلاء بأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: من اقتطع مال امرئ مسلم بيمينه فقد حرم الله عليه الجنة وأوجب له النار قيل: يا رسول الله وإن كان شيئاً يسيراً؟ قال: وإنْ قَضِيبًا مِن أَراكٍ. رواه مسلم.
- الاعتداء على أعراض الناس وخاصة العلماء وأولي الأمر بالغيبة والكلام البذيء.
- الاعتداء على حقوق المؤلفين والكتاب وسرقة إنتاجهم وإبداعهم.
- الاعتداء على بحوث ومقالات الكتاب في الإنترنت ونسخها في مواقع أخرى وعدم إضافتها لمن كتبها أولاً.
- الاعتداء على أموال الدولة من قِبل بعض المسؤولين.
ويظهر ذلك جلياً في تأخير بعض المشاريع التي تريدها الدولة ويتم التعاقد فيها مع بعض الشركات والمؤسسات فتحصل الخيانة بسرقة أموال الدولة وتأجيل تنفيذ المشاريع، وهذا ما يسمى بالفساد المالي والإداري.
- الاعتداء على المستأمنين والمعاهدين من قبل أصحاب التكفير، بل وصل الأمر بهم إلى الاعتداء على رجال الأمن وولاة الأمر، نسأل الله السلامة والعافية.
والصور في الاعتداء كثيرة في واقعنا، وتكرارها واضح لكل متأمل، والواجب إيقاف الاعتداء؛ لأن الضرر كبير، والمسئولية على كلٍّ بحسبه.
مواد آخرى من نفس القسم
مكتبة الصوتيات
رسائل للزوجة
0:00
من أحكام سجود السهو
0:00
الإحسان إلى الوالدين
0:00
زين للناس حب الشهوات
0:00
قنوت ليلة الواحد والعشرون
0:00

عدد الزوار
5533553
إحصائيات |
مجموع الكتب : ( 33 ) كتاب |
مجموع الأقسام : ( 93 ) قسم |
مجموع المقالات : ( 1640 ) مقال |
مجموع الصوتيات : ( 995 ) مادة |