في نهاية قصة يوسف عليه السلام لما دخل إخوة يوسف وانكشفت الأمور قالوا له: (لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا).
ما أروع الكلمة، وما ألطف الحروف.
إنه الاختيار الرباني لبعض عباده حينما يريد الله الاصطفاء.
لقد اختار الله يوسف لحمل الدعوة، والعجيب أن ذلك الاختيار والإيثار كانت قبله صنوف من المحن ليتم تمحيص ذلك المختار ليكون أهلاً لوظيفة الدعوة إلى الله تعالى.
لقد أحاطت بيوسف عليه السلام المحن منذ نعومة أظفاره، فها هو يُلقى في البئر ثم يعيش في قصر الملك وتراوده المرأة بعد أن أغلقت الأبواب، ثم لمَّا رفض كان السجن مسكنه (فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ).
إن اختيار الرب ليس معناه أن يسلم المُختار من المحن والمصائب بل لا تكون حقيقة الاصطفاء إلا بعد المرور على جسر المشقة والدخول في كير الامتحان.
وإن الناظر في أحوال بعض الذين لهم قدمٌ في الإسلام يجد أن الله ميزهم واختارهم وآثرهم على غيرهم، وعند التأمل في سيرهم نجد أن المحن أصابتهم، فلك أن تقرأ التاريخ وابدأ بسير الأنبياء ثم الصحابة الأبرار وسوف تتعجب من صبرهم وتضحياتهم.
ثم طالع أخبار العلماء والصالحين لترى عجائب البلايا التي نزلت بهم، ثم تحققت لهم الرفعة عند الله تعالى.
فصبراً يا طالب " الإيثار الرباني " لابد من المرور على جسر البلاء.
مكتبة الصوتيات
صلاح القلوب
0:00
هو الله
0:00
باب التيمم من كتاب عمدة الأحكام
0:00
صفة الحج
0:00
رسالة إلى مدمن النظر
0:00

عدد الزوار
5533511
إحصائيات |
مجموع الكتب : ( 33 ) كتاب |
مجموع الأقسام : ( 93 ) قسم |
مجموع المقالات : ( 1640 ) مقال |
مجموع الصوتيات : ( 995 ) مادة |