• الخميس 18 رَمَضان 1445 هـ ,الموافق :28 مارس 2024 م


  • وكان الإنسان عجولاً

  •  

    إنها إشراقة قرآنية ( وكان الإنسان عجولا ) . 

    إنها حقيقة تتمثل في فطرة الإنسان وطبيعة نشأته ، إنه الاستعجال ذلك الأمر الذي هو داء ، ويجر إلى عدة أدواء.

    وإذا كانت بعض أمور الفطرة فيها شيء من الضرر، فلا بد أن نعلم أن الله قد فتح لنا باب المجاهدة ووعدنا أن يهدينا ( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ) .

    والاستعجالُ قد جرَّ على الأمة أفراداً وجماعات أضرراً وشؤماً لا يحيط بخطره قلم فانظر مثلاً:

    - الاستعجال في اتخاذ القرار على مستوى بعض المشتريات ، كيف أوقع صاحبه في ديون تراكمت عليه حتى أودعته خلف القضبان.

    - الاستعجال في الدعوة إلى الله وحب تغيير الواقع والغفلة عن سنة الله في التدرج فإنه قد أوقع أصحابه في خطأ التفسيق والتفجير والتكفير في بعض الأزمنة .

    - وانظر إلى الاستعجال في طلب العلم كيف يرمي بصاحبه في فوضى الطلب فلا يخرج بعد سنين إلا مثقفاً لا طالب علم.

    - وأما إن سألت عن الاستعجال في طلب الطلاق من قبل تلك المرأة ، ثم استعجال الزوج في قبول طلبها ، فهناك تقع الكارثة وتتفرق الأسرة ، وتزول سحابة الأنس وتغيب معالم السكن ، وأما الأولاد فهم ضحية الاستعجال وغياب الصبر.

    - وهناك استعجال في قبول الرأي الآخر وعدم التأني والدراسة له مما ينتج من ورائه الإقدام على المهالك في الغالب.

    - والاستعجال في قيادة السيارة يوقع صاحبها في الحوادث مما يدخل في ( وَلا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ  ).

    - والاستعجال في الحكم على الآخرين بدون قاعدة التثبت يتسبب في دمار العلاقات بل والويلات وفي التنزيل ( فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ).

    - والاستعجال في قبول الرجل لتلك الفتاة لتكون زوجة بسبب إقناع الوالدين أو أحدهما بدون البحث غن جوانب التدين لديها، والنتيجة في الغالب طلاق أو تنازل عن الثوابت بسبب التورط في الديون أو وجود أبناء فيضطر الزوج إلى البقاء معها مع كراهيته لذلك ، والسبب الاستعجال.

    - وأيضاً استعجال الفتاة في قبول الزوج لأجل منصبه أو ماله أو جماله وعدم التفكير في دينه وصلاته ، يجر على الفتاة آلام وأحزان ، وقد يكون من رواد المخدرات أو صاحب معاكسات فتندم الفتاة ولكن لا ينفع الندم.

    - والاستعجال في علاج الأخطاء بلا منهج مدروس وخطة مناسبة لا يساهم في العلاج ، بل يجعل الخطأ مجموعة أخطاء.

    - والحديث عن الاستعجال يطول ، وآثاره لا تنتهي فكن صبوراً متأنياً متأملاً وحينها سيكون لحياتك معنى.


    مواد آخرى من نفس القسم

    مكتبة الصوتيات

    مفسدات الصيام

    0:00

    تلاوة من سورة الإسراء - 23-24

    0:00

    كيف تقرأ كتاباً ؟!

    0:00

    مشاهد من يوم القيامة

    0:00

    امتحان القلوب

    0:00



    عدد الزوار

    4099706

    تواصل معنا


    إحصائيات

    مجموع الكتب : ( 21 ) كتاب
    مجموع الأقسام : ( 90 ) قسم
    مجموع المقالات : ( 1589 ) مقال
    مجموع الصوتيات : ( 996 ) مادة