• الثلاثاء 14 شَوّال 1445 هـ ,الموافق :23 ابريل 2024 م


  • ينشر لكم ربكم من رحمته

  •  

    عندما تسبح في معاني القرآن، وتستظل في ظلاله سوف تتذوق جمال هذا الكتاب العظيم، وتعال معي في هذه الآية التي نقرأها كل جمعة من سورة الكهف: ( فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرفَقًا ) .

    فتأمل ، عندما اعتزل الفتية قومهم المشركين وتركوا الاختلاط بهم بعد أن دعوهم إلى عبادة الله وحده، حينها توجه الفتية إلى الكهف ، وأنت تعرف ما معنى الكهف - مغارة في جبل - فيدخل أولئك الفتية في الكهف فرارًا بدينهم واعتزالاً للكفر وأهله ، وإيثارًا للدين الصحيح والتوحيد الخالص ؛ وفي ذلك الكهف الذي ليس فيه أي مقوم من مقومات الحياة أو ركيزة من ركائز السعادة.

    بل هو " مخيف " ومأوى للهوام -غالبًا- ولكن عناية الله ولطفه لها بُعد آخر، قال الله تعالى: ( يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ ) فتدبر:

    - " ينشر " والنشر يوحي لك بشيء كثير وواسع من " الانتشار ".

    - " ربكم " الذي آثرتموه وآمنتم به وهجرتم الكفر وأهله من أجله، فهو (ربكم) ومولاكم الذي سيعتني بكم، وينزل عليكم لطائفه ومواهبه حتى لو كان منزلكم كهف.

    - " من رحمته " نعم ، لأنه الرحمن، وهو الرحيم بأصحاب الإيمان والمنهج الحق، كما قال تعالى: ( وَكَانَ بِالمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا ) .

    فيا سبحان الله ، لعل الفتية لما دخلوا الكهف لم يكن في حسبانهم تلك الهدايا الربانية التي ستنتشر لهم في ذلك الكهف.

    وهكذا نقول لمن قام بواجب الدعوة إلى الله وإعلاء المنهج الحق ؛ فحين يُصاب هذا بفتنة نقول له: " لا تحزن " فسينشر لك ربك من رحمته ، وستجد لطائف المعاني القلبية ، وستتذوق طعمًا للإيمان والاتصال بالرحمن .

    اللهم اجعلنا من الدعاة الصادقين الصابرين .
     


    مواد آخرى من نفس القسم

    مكتبة الصوتيات

    همسات حول الحجاب

    0:00

    أيقظ العملاق

    0:00

    المرأة والجمال

    0:00

    قصة المخلوق الصغير

    0:00

    سورة الطارق

    0:00



    عدد الزوار

    4151890

    تواصل معنا


    إحصائيات

    مجموع الكتب : ( 21 ) كتاب
    مجموع الأقسام : ( 92 ) قسم
    مجموع المقالات : ( 1591 ) مقال
    مجموع الصوتيات : ( 996 ) مادة