عندما تسبح في معاني القرآن، وتستظل في ظلاله سوف تتذوق جمال هذا الكتاب العظيم، وتعال معي في هذه الآية التي نقرأها كل جمعة من سورة الكهف: ( فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرفَقًا ) .
فتأمل ، عندما اعتزل الفتية قومهم المشركين وتركوا الاختلاط بهم بعد أن دعوهم إلى عبادة الله وحده، حينها توجه الفتية إلى الكهف ، وأنت تعرف ما معنى الكهف - مغارة في جبل - فيدخل أولئك الفتية في الكهف فرارًا بدينهم واعتزالاً للكفر وأهله ، وإيثارًا للدين الصحيح والتوحيد الخالص ؛ وفي ذلك الكهف الذي ليس فيه أي مقوم من مقومات الحياة أو ركيزة من ركائز السعادة.
بل هو " مخيف " ومأوى للهوام -غالبًا- ولكن عناية الله ولطفه لها بُعد آخر، قال الله تعالى: ( يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ ) فتدبر:
- " ينشر " والنشر يوحي لك بشيء كثير وواسع من " الانتشار ".
- " ربكم " الذي آثرتموه وآمنتم به وهجرتم الكفر وأهله من أجله، فهو (ربكم) ومولاكم الذي سيعتني بكم، وينزل عليكم لطائفه ومواهبه حتى لو كان منزلكم كهف.
- " من رحمته " نعم ، لأنه الرحمن، وهو الرحيم بأصحاب الإيمان والمنهج الحق، كما قال تعالى: ( وَكَانَ بِالمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا ) .
فيا سبحان الله ، لعل الفتية لما دخلوا الكهف لم يكن في حسبانهم تلك الهدايا الربانية التي ستنتشر لهم في ذلك الكهف.
وهكذا نقول لمن قام بواجب الدعوة إلى الله وإعلاء المنهج الحق ؛ فحين يُصاب هذا بفتنة نقول له: " لا تحزن " فسينشر لك ربك من رحمته ، وستجد لطائف المعاني القلبية ، وستتذوق طعمًا للإيمان والاتصال بالرحمن .
اللهم اجعلنا من الدعاة الصادقين الصابرين .
مواد آخرى من نفس القسم
مكتبة الصوتيات
همسات حول الحجاب
0:00
أيقظ العملاق
0:00
المرأة والجمال
0:00
قصة المخلوق الصغير
0:00
سورة الطارق
0:00
عدد الزوار
4151890
إحصائيات |
مجموع الكتب : ( 21 ) كتاب |
مجموع الأقسام : ( 92 ) قسم |
مجموع المقالات : ( 1591 ) مقال |
مجموع الصوتيات : ( 996 ) مادة |