• الجمعة 10 شَوّال 1445 هـ ,الموافق :19 ابريل 2024 م


  • التدريب في حياتنا

  •  


    في داخل كل منا قدرات وطاقات ومواهب لو اكتشفت لاستفاد صاحبها فائدة كبيرة ، بل ولاستفادت الأمة بأسرها.

    ولعل من أعظم ما يكشف هذه القدرات والطاقات " التدريب " الذي يعتبر المجهر الذي يبين للإنسان ما في نفسه من خلال اطروحات وقواعد ونظم.

    وكم من رجل لم يكن يعرف أن لديه موهبة في " الإلقاء ومواجهة الجمهور " فلما دخل دورة في ذلك إذا به ينطلق خطيباً بارعاً مبدعاً يرتقي المنابر داعية ومصلحاً.

    وكم من فتاة لم تر نفسها إلا بين أدوات التجميل ومستحضراته فلما دخلت دورة في " قيادة الأسرة " وإذا بها تخرج مربية للأجيال وصانعة للأبطال.

    وكم من فتى كان غافلاً عن كتاب ربه لاهياً في ألعابه فلما دخل دورات حفظ القرآن إذا بك تراه حافظاً ذكياً يحفظ في اليوم الواحد عشرات الصفحات بل ويختم أكثر من عشرة أجزاء في نحو شهر واحد.

    وكم من فتاة عانت من الفقر وضيق اليد، فلما دخلت مجالات التدريب في التسويق الألكتروني إذ بها تبرز في تجارة يسيرة  وتنجح في كسب مالي مناسب .

    .

    إننا بحاجة إلى تدريب الأبناء والبنات على معرفة إدارة الحياة والتعامل مع الأزمات وفقه الأولويات وغيرها من الموضوعات لما له من نتاج كبير على مستقبلهم.

    وإن إعداد الدورات للمقبلين على الزواج من الرجال والنساء له أثر واضح على فهم الحياة الزوجية وإدارتها إدارة جيدة مما يساهم بلا شك في تخفيف معاناة الطلاق التي أقلقت العالم بأسره.

    إن تطوير الموظفين عبر الدورات التدريبية له أثر كبير على التميز في عملهم والارتقاء بهم إلى الكمال مما سيؤثر على مستقبل الأمة على كافة نواحيها الاقتصادية والتقنية والاجتماعية والدينية.

    مجالات مهمة في التدريب :

    1- تدريب الأم لبناتها في إدارة المنزل والقيام بشؤنها وإعداد الطعام وهذا له أثر في ملء فراغ الفتاة، ويفيدها بعد زواجها حينما يشعر زوجها بأنها تدير المنزل إدارة جيدة.

    2- تدريب التاجرلأبنائه في معرفة كيفية التعامل مع التجار وما هي الطرق المثلى في إدارة المؤسسة أو المحلات التجارية وكيفية التعامل مع الموظفين والإدارة المالية في الأزمات التي تمر بها المؤسسة ، لا شك أن كل ذلك سيؤثر على الحفاظ على هذه المؤسسة التجارية.

    3- التدريب على كيفية التعامل مع طوارئ الحياة وحوادثها ومصائبها ؛ لأن بعض الناس تراه متميزاً في حياته وقت الرخاء والعافية ، ولكنه حينما تنزل المصائب وتحل الكوارث إذا بذلك المتميز يقع في مخالفات عدة في إدارة المصيبة وحسن الأدب معها، ولا غرابة فهو لم يتدرب على إدارة الأزمات.

    4- تدريب المدراء لمن تحتهم في كيفية التعامل مع المعاملات والطرق المثلى في التحاور مع المراجعين، وهذا التدريب له أثره في تميز تلك الدائرة وسرعة الإنجاز في معاملات المراجعين.

    5- تدريب طلاب العلم على كيفية طلب العلم وسلوك المنهج الواضح والسبيل المستقيم في فقه الطلب وحسن إدارة البرامج العلمية الخاصة بالطالب أو المتعدية على عموم الناس ، وهذا التدريب يفيد الطالب في سلامته من الفوضوية التي وقع فيها كثير من المبتدئين في طلب العلم.

    6- تدريب الدعاة على الوسائل الدعوية وعلى كيفية إعداد البرامج والخطط وعلى الطريقة المثلى في التعامل مع المدعوين وما يحيط بذلك من فقه الدعوة، وبكل تأكيد حينما ننجح في تدريب الدعاة فإننا نفيد الأمة بالبرامج الدعوية المتميزة، ونساهم في تقليل الأخطاء التي تنسب للدعاة، ونحفظ بذلك مكانتهم.

    7- تدريب خطباء الجوامع على الأداء الجيد والإعداد المناسب للخطبة ومعرفة آليات الخطبة وصفات الخطيب.

    لا ريب أن ذلك سيجعل الخطيب ناجحاً ورائداً في أداء رسالة الخطبة، وسيقل لدينا الخطباء الفوضويون والارتجاليون الذين أساءوا لهذه المرتبة العالية.

    .

    وبعد هذه الإشارة لا بد من إدراك عدة معالم :

    1- ضرورة تبني الحكومات رسمياً للدورات التدريبية.

    2- نشر ثقافة التدريب بين المجتمع.

    3- سعي الدوائر الحكومية والشركات الخاصة إلى تدريب موظفيها.

    4- حرص الأسرة على الدورات التي تنمي النجاح الأسري .

    5- الحرص على اختيار المركز المناسب الذي يعقد الدورات.

    6- ضرورة تأهيل وتدريب من يرى في نفسه الإبداع والتميز.

    7- لا تبال بالمال الذي تنفقه في تدريب نفسك فالفائدة أعظم من المال الذي ذهب بل لعلك بعد الدورات ستعرف كيف تدير مالك وحياتك.

    8- من لم يستطع حضور الدورات لأي سبب كان فهناك عدة مواقع على الأنترنت تساهم في نشر الوعي بالتدريب ، فعليك بالاستماع لها.

    *  من ضرورات التدريب :  

    - اختيار المدربين المتقنين للتخصص المعين وهذا يعود إلى :

    1- مراكز التدريب المعتمدة .

    2- الشخص المتدرب ومدى ذكائه في الاستفادة من التدريب ، ورسالتي لكل راغب في التدريب لا تغتر بأي إعلان يظهر في الصحف أو القنوات لإبراز مدرب، واعلم أن جمال وجودة الإعلان ليست دليلاً على أن المدرب أهلاً لذلك.

    وقد يقول الراغب في التدريب : وكيف أعرف المدرب المعتمد والجيد ؟ فأقول:

    * قبل الاشتراك في الدورة اسأل غيرك ممن حضر عند ذلك المدرب إن أمكن.

    * ابحث عن سيرة ذلك المُدرب وعن برامجه وطريقة تدريبه.

    * إذا شاركت في الدورة ولم يعجبك طرح المتدرب لخلل في منهجه أو طريقته فحينئذ يمكنك مراسلة المراكز وإبداء رأيك بطريقة حكيمة ونقد هادف بناء لا نقد فارغ من أدبيات النقد؛ لأن بعض المتدربين ينقدون المدرب بلا دليل واضح ولا حجة معتبرة.

    - يهمنا في التدريب ، وجود لجان رقابية للدورات التي تلقى والمدربين الذين يدربون ؛ لأن التدريب رسالة تعليمية وتدريبية لها أثرها في الارتقاء بالمجتمع فلا بد من الرقابة على هذا الصرح المهم.

     

    * ومضة: التدريب الناجح يخرج لنا مشاريع ناجحة.

     


    مواد آخرى من نفس القسم

    مكتبة الصوتيات

    أهل الزوجة

    0:00

    الحاج والمال الحلال

    0:00

    سورة ق.. وقفات وتأملات

    0:00

    إن الذين هم من خشية ربهم مشفقون

    0:00

    مواقف إيمانية

    0:00



    عدد الزوار

    4138269

    تواصل معنا


    إحصائيات

    مجموع الكتب : ( 21 ) كتاب
    مجموع الأقسام : ( 92 ) قسم
    مجموع المقالات : ( 1591 ) مقال
    مجموع الصوتيات : ( 996 ) مادة