في الحياة ضجيج، وفي وسطها أصوات تجلب الهموم، وإذا دامت ذهبت بالقلب إلى مكان سحيق، لهذا وجب على من يُتقن فن التعامل مع الحياة أن يعتني بالهدوء لكي يحيا حياة مطمئنة.
ويزول غموض ذلك بهذا التوضيح:
- الهدوء في داخل الأسرة من المشكلات التي ملأت بعض البيوت.
- الهدوء في مكان النوم من الإنارة القوية أو صوت التكييف الذي يجلب الهم لا النوم.
- الهدوء في المنزل بخفض صوت التلفاز أو الإذاعة ومراعاة بقية أفراد الأسرة.
- الهدوء في قيادة السيارة وعدم استعمال المنبه إلا عند الحاجة، وعدم السرعة الجنونية التي قد تزعج الآخرين أو تزعج أسرتك بخبر وفاتك أو إصابتك.
- من معاني الهدوء، أنه حسن العلاقة مع النفس، لأن البعض يتحدث عن علاقته مع الله ومع المجتمع وينسى العلاقة بالنفس.
- ما أجمل الهدوء في المسجد بعدم رفع الصوت بالقراءة أو الدعاء؛ لأن كل واحدٍ منا يناجي ربه، وإغلاق الجوال المليء بالنغمات الموسيقية الذي يطرد الخشوع ويجلب لك العتاب.
- حتى تحقق الهدوء، لابد من إغلاق الجوال في بعض الأوقات للخلاص من هموم الاتصالات أو الشتات الذي تصنعه مواقع التواصل.
- نحن نريد هدوء الكلمة، فلا قسوة ولا عنف.
وفي حديث الصائم الذي يسمع الكلام السيء " فليقل إني صائم " إنه يعطيك درس في هدوء النفس مع الخصومات.
من فوائد الهدوء:
1- أنه طريق للعدل في تقييم الآخرين.
2- الهدوء في التعامل مع المشكلة يساعدك في البحث عن علاجها، وأما الغضب الشديد فإنه يفقدك أسباب المشكلة، وبالتالي لن تستطيع معالجتها.
3- الهدوء يساعد على التفكير الجيد في الحياة وفي نفسك وفي صناعة مستقبلك.
4- الشخص المعروف بالهدوء يخفف عنك همومك حتى لو لم يعطيك الحل المناسب، فتخيل هدوء الزوجة لو وقعتَ في مصيبةٍ مالية، كيف ستهدأ بسبب هدوء زوجتك، والصديق الهادئ يريحك بمجرد جلوسك معه حتى لو لم يتكلم، إنه جرعات إيمانية وأخلاقية بدون كلام.
5- هدوء المدير يريح العاملين عنده ويساعد لتحقيق أفضل النتائج، عكس المدير القاسي السيء، الذي ربما يتمنى كل العاملين عنده أن يغيب عنهم، وبالتالي لن يفرحوا بالعمل معه، والنتيجة ستكون قلة الإنجازات.
إشارات متنوعة حول الهدوء:
1- الحماس لفعل الأشياء جميل، وهو من الفطرة، ولكن لابد من الهدوء أحياناً لأن الحياة تحتاج للهدوء لترتيب الأوراق.
2- ومع أهمية الهدوء، إلا أنه لابد من الحذر من البرود والبلادة.
3- قد يكون الهدوء مكتسب بالتدريب والمجاهدة لأن المرء قد يكون من طبعه الغضب والقسوة فلابد من المجاهدة.
4- كلما كنتَ ناشراً للحب بين الناس فإنك أول المستفيدين منه لأنه دليل لهدوء نفسك وصدق مشاعرك.
5- طبيعة العمل الوظيفي قد تغير هدوءك لهذا لابد من التصالح مع العمل والفرح به حتى تحقق أجمل النتائج.
6- الثقافة تساعدك لتحقيق الهدوء وتزيد من معرفتك بأسراره وطرق تحصيله، والاستفادة من تجارب الآخرين، والمعارف والقصص التي تساعده.
7- في بعض المجتمعات خصومات بين الأقارب والقبائل، والبعض يتعمد طرح المؤثرات لتفعيل ذلك، والواجب هو ضبط التعامل مع الخصومات وأن نكون أكثر هدوء وحكمة، وفي الحديث " أن نبياً ضربه قومه، فكان يمسح الدم عن وجهه ويقول: اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون " رواه البخاري.
وفي هذا الحديث ترى فيه الهدوء الكبير في التعامل مع الخصوم مع شدة الأذى منهم.
8- هدوء القائد في أي مجال، يساعد على تحقيق أفضل النتائج في دولته ومجتمعه.
9- هدوء القائد يساعده على فهم آراء الناس ومشكلاتهم ليعرف كيف يتعامل معها.
10- الهدوء لا يعني إلغاء طبيعة القسوة في الحياة وفي أنفسنا، ولكننا نقصد أن نتعامل مع تلك الحياة بهدوء.
11- الهدوء يحتاج لمجاهدة وتربية، ومعرفة بفوائده على نفسيتك قبل أن يكون مفيدا لمن حولك.
12- الهدوء لا يعني أن نكون ضعفاء في تقبل أخطاء الناس، ولكنه يساعدنا في ضبط ردة الفعل معهم، لأن الضعف صفة نقص والضعيف سيفقد حقوقه، وسوف يتسلط الناس عليه لأنهم يعرفون ضعفه.
ومضة: إن محطات الهدوء في الحياة كثيرة تحتاج إلى بعض التمرين.
مكتبة الصوتيات
من صور الاستعجال في الحياة
0:00
عادات الأشخاص الناجحين
0:00
فوائد من قصة جريج
0:00
غمسة في الجنة
0:00
ما أجمل الإنكسار
0:00
عدد الزوار
5080587
إحصائيات |
مجموع الكتب : ( 27 ) كتاب |
مجموع الأقسام : ( 93 ) قسم |
مجموع المقالات : ( 1611 ) مقال |
مجموع الصوتيات : ( 995 ) مادة |