• الاربعاء 29 شَوّال 1445 هـ ,الموافق :08 مايو 2024 م


  • إظهار العواطف



  • في أجسادنا تسكن عواطف رائعة وتحتوي قلوبنا معاني رائقة ، ويجيد اللسان أن يختار ألفاظاً تحمل معها "نسمات الحب".

    إنها العواطف الصادقة التي نجهل إظهارها أو لا نرى قيمة لإظهارها وهذه صور في واقعنا:

    - الأب مع ابنه ؛ لا بد أن يصرح بعبارات الحب، فيجب أن يقول لابنه: أنا أحبك يا ولدي" أو " أنت حبيبي" أو " أنا سعيد جداً لأنك ولدي" .

    ومهما كنا في أعمال الحياة فيجب أن لا ننسى أن أبناءنا بحاجة لإظهار هذه العواطف.

    - وأنت مع زوجتك هل قلت لها " يا حبيبتي" أو نحوها من ألفاظ المودة والحنان.

    أيها الزوج ، إن الكلمة الطيبة صدقة ، ومع زوجتك شريكة حياتك صدقة وصلة ودوام للحب والوفاء.

    - والزوجة أيضاً يجب أن لا تهمل هذا الجانب فالزوج له أذن، وما أجمل أن تملئيه بعبارات الحنان والحب ، وهذا باب من أبواب إدامة الحب، والمرأة تجيد التنويع في ذلك أكثر من الرجل.

    - ومع الأم التي ذاقت مرارة الحمل والأسى وعبر نشأتك لبست ثياب الهم والصبر.

    فيا ترى أيعجز ذلك الرجل أن يظهر لأمه عاطفة الرحمة التي تستحقها تلك الأم، وفي التنزيل: ( وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ ) .

    ولا زال العجب يملأ الفؤاد حينما تطرق الآذان قصص العقوق وجرائم الاعتداء اللفظي أو الجسدي على تلك الأم الرحيمة.

    يا ترى متى نسمع أن ذلك الابن قبل أن ينام يذهب لأمه ليقبل قدميها ويديها ورأسها ويطلب منها أن ترضى عنه قبل نومها.

    وهل سنسمع أن هناك ابناً لم يرفع صوته على أمه منذ سنين ؟ وهل سيكتب التاريخ أن ولداً اتخذ والديه طريقاً إلى الجنان ؟

    ومع الصديق لا بد من إبراز الوفاء وإخراج كلمات الصفاء ليدوم الإخاء.

    ومع الناس عموماً تستطيع أن تظهر حبك لهم من بوابة الابتسامة مقرونة بدعاء جميل لتغرس لك في القلوب محبة ووداً.



    أحبتي، كم نحتاج إلى كلمة حنان ، وهمسة وفاء ، ونظرة عاطفية ، وهذا كله يمنح الحب بيننا قوة ، ويلقي على الأرواح سكينة.

    وفي نظرة إلى سيرة الحبيب صلى الله عليه وسلم يقف النظر على أعاجيب من  إظهار العواطف  ؛ فمن ذلك:

    أنه أخذ بيد معاذ وقال له: ( والله إني لأحبك، فلا تدعن أن تقول دبر كل صلاة: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك )صحيح الجامع .

    فتأمل " أخذ بيده " وهذه لمسة الحب.

    وتأمل " والله إني لأحبك " تصريح بالحب بل والحلف عليه.

    فأي مشاعر كان يحملها صلى الله عليه وسلم، ولئن كان الصحابة رضي الله عنهم قد أحبوه لأنه رسول الله فلقد زاد حبهم لأنه يملك " مشاعر صادقة " وحباً عظيماً لمن كان معه.

    وأكتفي بهذا الحديث لعلك تبحث عن غيره ؛ لتخرج لنا نصوص العواطف التي أخرجها للتاريخ رسول الأمة صلى الله عليه وسلم.

    ومضة : ابدأ من هذه اللحظة بالتصريح بالحب لمن تحب، ولتجري على لسانك ألفاظاً عذبة لعلها تضع لك في القلوب محبة.


    مواد آخرى من نفس القسم

    مكتبة الصوتيات

    تأملات في سورة الجمعة

    0:00

    ادع إلى سبيل ربك

    0:00

    رسائل في النجاح والتميز

    0:00

    أهمية النجاح

    0:00

    قصة هداية

    0:00



    عدد الزوار

    4188586

    تواصل معنا


    إحصائيات

    مجموع الكتب : ( 21 ) كتاب
    مجموع الأقسام : ( 92 ) قسم
    مجموع المقالات : ( 1595 ) مقال
    مجموع الصوتيات : ( 996 ) مادة