• الخميس 19 جُمادى الأولى 1446 هـ ,الموافق :21 نوفمبر 2024 م


  • إنه نور الإيمان

  •  

    جميلٌ أن تكون ممن سخَّر جوارحه في طاعة الله وانطلق بهمته إلى ما يحبه الله ويرضاه ، حينها يكون قد أشرق في القلب نور الإيمان ، وامتلأت الروح بمحبة الرحمن .

    إن هذه الحسنات لها ثمرة بل ثمار، ومن أغلى هذه الثمار هو " نور الإيمان " قال تعالى: ( يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ ) فالله هو الهادي وهو المرسل لهذا النور في قلوب أوليائه .

    وهذا النور مقتبسٌ من الوحي ؛ فالقرآن نور، والسنة نور، قال تعالى ( فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنزَلْنَا ) .

    وإذا كان الله قد سمَّى الدين والوحي نور فاعلم أن نصيبك من هذا النور على قدر التزامك بهذا الوحي .

    ونور الإيمان الذي سكن في قلوب المؤمنين متفاوت على قدر تفاوتهم في قربهم من الرحمن ، فهذا قد مُلئ نور وإيمان وبجانبه من هو أضعف منه نور، وما ربك بظلام للعبيد .

    وهذا النور يقوى حتى يظهر على صفحات الوجه حتى إنك ترى بعض الناس وعلى وجوههم إضاءة من نور فما هو ؟
    إنه نور الإيمان ، ولهذا قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما : إن للحسنة ضياء في الوجه ، ونور في القلب ".

    وهذا أحدهم يسأل الحسن البصري : لماذا أهل صلاة الليل أحسن الناس وجوهاً ؟
    فقال : خلَوا بالله فألبسهم نوراً من نوره .

    ولا يزال العبد يُنافس في الحسنات ويسابق إلى الصالحات حتى يقوى نور الإيمان في قلبه ، فيظهر عليه عند موته ، فكم سمعنا من أمواتٍ لما ماتوا وعند تغسيلهم وتكفينهم رأى المغسلون أنواراً وضياء في الوجه ، بل وفي سائر الجسد .

    ولا يزال هذا النور يتحف صاحبه بالهدايا فيأتيه في قبره، فيضيء له كالقمر ليلة البدر، كما صح في الحديث .

    وفي يوم القيامة حيث الأهوال والمصائب إذا بك تلتفت فترى هناك فئة وعلى وجوههم نوراً عجيباً وصفه الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله: ( أول زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر ) رواه البخاري .

    وعند المرور على الصراط وفي شدة الظلام يُشرق نور الإيمان لأهله ، قال تعالى: ( يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ ) .

    فيعبرون على الصراط بهذا النور وينطلقون بكل سرعة نحو الجنان ، وحينما يدخلون الجنان إذا بهم في قصورها وبين أنهارها وتحيط بهم أشجارها وثمارها ، وهم مع زوجاتهم من الحور العين ، والخدم يطوفون بهم ولا يزالون في نعيم مقيم أبد الآباد .

    وهذا جزاء كل من تمسَّك بنور الإيمان ، فاللهم هب لنا من لدنك نوراً .


    مواد آخرى من نفس القسم

    مكتبة الصوتيات

    تأملات في سورة الجن

    0:00

    التحذير من القسوة

    0:00

    من مشاهد يوم القيامة

    0:00

    ركعتي الوضوء

    0:00

    تأملات في سورة محمد - 1

    0:00



    عدد الزوار

    4970399

    تواصل معنا


    إحصائيات

    مجموع الكتب : ( 24 ) كتاب
    مجموع الأقسام : ( 93 ) قسم
    مجموع المقالات : ( 1596 ) مقال
    مجموع الصوتيات : ( 995 ) مادة