لقد مكثتُ في الإمامة والخطابة بفضلِ الله تعالى نحو ( 20 ) سنة وتنقلتُ بين عدة مساجد، وعشتُ في تلك السنوات بعض المواقف والذكريات، وتعلّمتُ من تلك السنوات الشيء الكثير، ولذلك أحببتُ الحديث عنها، لعل فيها ذكرى لإخوتي الأئمة والخطباء في أنحاء العالم الإسلامي، وهذه الكلمات تحتوي على تنبيهات وأفكار وخواطر متنوعة.
١- لايكن قصدك من الإمامة والخطابة هو المبلغ الذي تحصل عليه كل شهر، واجعل هدفك هو نفع الناس بالصلاة والكلمات والخطب، والمال يأتي تبعاً لذلك.
٢- أخلاقك الحسنة تجعلُ لك قبولاً في نفوس الناس، فابتسم وتواضع، وكن رفيقاً في نصيحتك.
٣- يوجدُ في مسجدك المحب والمبغض، وهذا لاغرابة فيه، وحينما تكون حكيماً في تصرفاتك فإنك تكسب الجميع.
٤- لباسك الجميل وفي نفس الوقت المتواضع، يُعطي انطباعاً جميلاً عنك.
٥- حينما تلحظ خطأ على أحد المصلين مثل نغمات الجوال، فكن لطيفاً في النصيحة، واعلم بأن الرفق يؤثر في النفوس، ومِن جهةٍ أخرى فإنه يُعطي صورةً حسنة عنك عند المصلين.
٦- إذا تكلمتَ بعد الصلاة فاختصر، وارفع صوتك، وكن حكيماً في إيصال المعلومة، ووزّع نظراتك للناس، وادع لهم في نهاية الكلمة.
٧- بعض الأئمة يطيل القراءة في الصلاة وكأنه يصلي لوحده، وتزداد المصيبة إذا كان صوته ليس بجيد، وينسى أن خلفه الكبير والمريض والمسافر.
٨- بعض الأئمة يلبس البشت في كل صلاة، وهذا قد يناسب في بعض المساجد وفي بعض الأحيان، ولكن لايصح أن تكون عادةً في كل صلاة، لأن التواضع في اللباس منهج نبوي، ويجعلك قريباً من الناس.
٩- رأيتُ بعض الأئمة يبالغ في التجويد والمدود وكأنه في مسابقة لقراءة القرآن، والاعتدال مطلوب.
١٠- وبعضهم يحرص على تقليد بعض القُرّاء، فتجده يرفع صوته ويمدّ الحروف، وقد يجيد التقليد ومنهم من يفشل ويصبح صوته مملاً بسبب المبالغة في التقليد، فوصيتي لك: اقرأ بصوتك مع شيء من الترتيل المعتدل فهذا أجمل.
١١- بعض الأئمة يتأخر عن موعد الإقامة، مما يضر بالناس، وقد يعاتبونه فيغضب ويشعر بأنهم لايحترمونه، ولو أنه احترم وقت الصلاة لأحبوه ولكن ماذا نفعل ببعض الناس؟
١٢- يعجبني الإمام الذي يختار الآيات التي فيها مواعظ وتوجيهات، وهذا يناسب في مثل صلاة المغرب والعشاء، وأما الفجر فيمكن أن يقرأ من السور الطويلة.
١٣- مِن الحكمة في خطيب الجمعة أن ينوع في مواضيع الخطب، وأن يحترم عقول الناس في اختيار الكلمات المناسبة، وأن لايطيل، لأن العبرة ليس بكثرة الكلام بل بجودة الكلام ولو كان قليلاً.
١٤- قد يسألك أحد الناس في فتوى، فإن كنتَ واثقاً من معرفتك بالجواب فأجب، وإن كنت لاتعلم فاعتذر، أو أعطه رقم أحد طلاب العلم، ولا تتكلم في الدين بالظن.
١٥- صليتُ عند خطيب جمعة، فأتى بأخطاء فادحة في الكلمات، فرفع المنصوب، وكسر المرفوع، وتمنيت لو قدرتَ أن أقول له : انزل لو سمحت.
١٦- ترتيل الآيات في الخطبة يعطي جمالاً لها، فأوصيك به.
١٧- بعض الأئمة محبوب من جماعة مسجده، لأنه صاحب أخلاق، وصوته جميل، يعلّمُ الناس بكل إخلاص ورفق وحكمة، وهذا إذا غاب فقده الناس، وما أحوجنا لمثل هذا النوع من الأئمة.
مكتبة الصوتيات
همسة أمل
0:00
المزاح
0:00
قواعد في تربية الأبناء - 3
0:00
من هم بحسنة
0:00
20 مسألة في صلاة الجنازة
0:00
عدد الزوار
6972403
إحصائيات |
مجموع الكتب : ( 41 ) كتاب |
مجموع الأقسام : ( 93 ) قسم |
مجموع المقالات : ( 1691 ) مقال |
مجموع الصوتيات : ( 993 ) مادة |
