في معِرض كلام ابن القيم عن فضائلِ العلم، ذكر أنّ تعليم الناس دليل لمحبتك النبي صلى الله عليه وسلم، فكيف يكون ذلك؟
قال ابن القيم رحمه الله تعالى في مفتاح دار السعادة 1 / 201:
أنَّ النبيَّ ﷺ أمرَ بتبليغ العلم عنه؛ ففي الصحيح من حديث عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله ﷺ: " بلِّغوا عنِّي ولو آية " رواه البخاري.
فأمرَ ﷺ بالتبليغ عنه؛ لما في ذلك من حصول الهدى بالتبليغ، وله ﷺ أجرُ من بَلَّغَ عنه وأجرُ من قَبِلَ ذلك البلاغ، وكلما كَثُرَ التبليغُ عنه تضاعفَ له الثواب، فله من الأجر بعدد كلِّ مبلَّغٍ وكلِّ مُهْتَدٍ بذلك البلاغ، سوى ما له من أجر عمله المختصِّ به، فكلُّ من هُدِيَ واهتدى بتبليغه فله أجرُه؛ لأنه هو الداعي إليه.
ولو لم يكن في تبليغ العلم عنه إلا حصولُ ما يحبُّه ﷺ لكفى به فضلًا، وعلامةُ المحبِّ الصادق أن يسعى في حصول محبوب محبوبه، ويبذلَ جهدَه وطاقته فيها، ومعلومٌ أنه لا شيء أحبُّ إلى رسول الله ﷺ من إيصاله الهدى إلى جميع الأمَّة، فالمبلِّغُ عنه ساعٍ في حصول محابِّه، فهو أقربُ الناس منه وأحبُّهم إليه، وهو نائبُه وخليفتُه في أمَّته، وكفى بهذا فضلًا وشرفًا للعلم وأهله.
مواد آخرى من نفس القسم
مكتبة الصوتيات
تأملات من قصة آدم عليه السلام
0:00
صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم ( 3 )
0:00
مفاهيم خاطئة
0:00
قصة أم أيمن
0:00
سورة الأعلى
0:00
عدد الزوار
5214164
إحصائيات |
مجموع الكتب : ( 29 ) كتاب |
مجموع الأقسام : ( 93 ) قسم |
مجموع المقالات : ( 1627 ) مقال |
مجموع الصوتيات : ( 995 ) مادة |