• الاربعاء 6 شَعْبان 1446 هـ ,الموافق :05 فبراير 2025 م


  • التربية بين العاطفة والحزم




  • في جلسة جميلة بين النبي ﷺ ومعاذ رضي الله عنه، يأخذُ الرسول ﷺ بيد معاذ ويقول: واللهِ إني لأحبك. والحديث رواه أبو داود بسندٍ صحيح.

    وفي جلسةٍ أخرى يُعاتب فيها معاذ ويقول: أفتّانٌ أنت يامعاذ، لأن رجلاً اشتكى من طول صلاة معاذ بهم في العشاء. والحديث رواه البخاري.

    ومن هنا نأخذ هذا الدرس الجميل، وهي أنَّ الداعية والمُربّي والوالدين وغيرهم، ينبغي أن يكون عندهم توازن بين إظهار العاطفة للشخص، وبين نصيحته بكل صراحة عندما يخطئ، لأنّ هناك مُشكلة عند بعضنا وهي أنه حينما يُحب أحداً فإنه يظنّ أنّ نصيحته ومصارحته بخطأه ليست مِن كمال الذوق والأدب، ولكن المنهج النبوي يبين لنا عكس ذلك.

    وهنا بعض التطبيقات:

    1- أنت تحب ولدك وتتعاطف معه، وهذا طبيعي، ولكن يجب أن تكون صريحاً معه حينما يصدر منه الموقف الذي يحتاج إلى نصيحة.

    2- والداك قد يقعون في شيء من الخطأ، فهنا انصح بكل أدب، ولاتظن أن محبتك لهم يجب أن تمنعك مِن نصيحتهم.

    3- الرسول ﷺ مع عائشة رضي الله عنها، يُصرح بأنها أحبّ الخلق إليه، ومع ذلك قال لها في إحدى المرَّات لما تكلمت في امرأة، قال: لقد قُلتِ كلمة لو مُزجت بماءِ البحر لمزجته. رواه أبو داود بسندٍ صحيح.

    والخلاصة: أن تعلم بأنك بحاجة لأن تكون عاطفياً مع الآخرين، وتصرح بمشاعرك تجاههم مثل الحب والرضا، وفي نفس الوقت إن رأيتَ منهم مايستدعي التوجيه أو العتاب فلا تتردد، طبعاً بالأسلوب الجميل والحكيم.


    مواد آخرى من نفس القسم

    مكتبة الصوتيات

    تلاوة من سورة الفرقان 22-26

    0:00

    امتحان القلوب

    0:00

    قصة الطفل الذي لم يغرق

    0:00

    لمثل هذا فليعمل العاملون

    0:00

    أحكام وفضائل قيام الليل

    0:00



    عدد الزوار

    5246648

    تواصل معنا


    إحصائيات

    مجموع الكتب : ( 29 ) كتاب
    مجموع الأقسام : ( 93 ) قسم
    مجموع المقالات : ( 1627 ) مقال
    مجموع الصوتيات : ( 995 ) مادة