• الخميس 16 شَوّال 1445 هـ ,الموافق :25 ابريل 2024 م


  • رمي المسؤلية على الآخرين

  •  

    مما نراه في الحياة أن كل واحد عليه مسؤولية تناسب منزلته ومستواه، ففي البيت هناك مسؤولية على الأب وأخرى على الأم، وهناك مسؤوليات على الأبناء والبنات، وفي العمل كذلك تتنوع المسؤوليات كل حسب تخصصه وطبيعة عمله، وهكذا في كل شؤون الحياة، وهنا إشارات:

    1- بعض الآباء يرى أن مسؤوليته في جلب الطعام والملابس للأسرة فقط، ويغفل عن مسؤوليته في تربية أسرته على الأخلاق والعبادات، وقد يرمي بذلك على الأم ليتفرغ للاستراحات والنزهة هنا وهناك، وفي الحديث الصحيح " كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، فالرجل راع في أهل بيته وهو مسؤول عنهم " متفق عليه.

    ومن الخلل أن يتخلى الأب عن مسؤولية بيته فلا تجد الأم من يساعدها، فتقوم هي بذلك، فتصبح هي التي تشتري الأغراض، وتذهب بالأولاد للمستشفيات وغيرها، ولا شك أن هذا التخلي من الأب سيجعل المشكلات تتوالى على هذه الأسرة والسبب أنه لم يقم بالمسؤولية التي كلفه الله إياها على المستوى المطلوب.

    2- وهناك مسؤولية على الأم لابد أن تقوم بها كما يجب، كالتربية والعناية بالطعام، ودراسة الأبناء والبنات، والترتيب للمنزل، قال صلى الله عليه وسلم " والمرأة راعية على بيت بعلها وولده ومسؤولة عنهم " متفق عليه.

    ولكن حينما تغفل الأم عن مسؤوليتها، وتجلس الساعات الطويلة على الجوال أو في الخروج هنا وهناك، فلا شك أن ذلك سيؤثر على مستوى أولادها في دراستهم ونفسياتهم وأخلاقهم، وقد تكثر المشكلات بينها وبين زوجها بسبب إهمالها لمسؤوليتها.

    وقد رأيتُ بعض الآباء أصبح يمارس دور الأم في البيت، فهو الذي يطبخ ويغسل ويكنس وربما يجلس مع أولاده لفترات طويلة، وهذا لا بأس به حينما تكون الزوجة مريضة، ولكن حينما تتهرب الزوجة من مسؤوليتها، ويقوم الزوج بذلك فلا شك أن هذا من الخلل الكبير في مبدأ المسؤوليات.

    3- وذاك الابن الذي يهمل دراسته ومستقبله وينشغل بمواقع التواصل والرحلات هنا وهناك، ثم يطالب والديه كل يوم بالنفقات، بدون أن يشاهدوا عنده أي اهتمام بالمسؤوليات التي على عاتقه، فلا شك أن والديه سيعانون من القلق والحزن بسبب ذلك الإهمال.

    4- ومما نراه أن بعض الشباب يفرط في دراسته ثم إذا فشل فيها يرمي بالمسؤولية على والديه، أو على المدرسة أو الجامعة، ولكن كل ذلك لن ينفعه، وسوف تفوته فرص النجاح والتميز في الحياة بسبب هذا الكسل والتساهل وغياب المسؤولية.

    5- وتلك البنت التي انعزلت في غرفتها لتراسل صديقاتها، وتجعل والدتها تغسل المنزل وترتب الملابس، وهي في واد آخر، لا شك أن هذا عقوق جديد، فأين التعاون مع الوالدة في مسؤوليات البيت والعناية به؟

    6- وبعض جماعة المسجد يرمون بمسؤولية كل شيء في المسجد على الإمام والمؤذن، أمّا هم فليس لهم أي دور في العناية بالمسجد والإنفاق عليه أو إصلاح الخلل الذي قد يوجد في بعض مرافقه، ولا شك أن هذا خلل كبير، لأن المسجد مسؤولية الجميع، وحينما يتعاون المصلون في العناية بالمسجد فسوف تتحقق الأهداف الكثيرة في وقت يسير، وبأقل التكاليف.

    7- وحينما يقع الخلاف بين الزوجين فهنا تكون المسؤولية على الحكماء من أهل الزوج والزوجة لإيجاد الحل المناسب مع مراعاة العدل والإنصاف، ولا يصح أن نضع المسؤولية على الزوج أو الزوجة ويتهرب البقية من ذلك.

    8- وفي العمل الوظيفي حينما يقوم كل واحد بمسؤوليته، فإن عجلة العمل ستجري على أحسن حال، وستكون النتائج جميلة، ولكن حينما يتهرب كل واحد عن مسؤوليته، وينشغل بالجوال والأمور الأخرى، فلا شك أن إنجازات تلك الجهة ستفقد التميز، ويختفي بريقها، ويحيط الفشل بها من كل جانب.

    باختصار، احرص على المسؤولية التي عليك في بيتك وفي عملك وفي دراستك وفي كل شؤنك، وإياك أن ترمي بمسؤوليتك على غيرك.


    مواد آخرى من نفس القسم

    مكتبة الصوتيات

    كيف تقوي إيمانك

    0:00

    وسائل طلب العلم للمرأة

    0:00

    الذكاء العاطفي

    0:00

    لمثل هذا فليعمل العاملون

    0:00

    معالم تربوية حول المال

    0:00



    عدد الزوار

    4155362

    تواصل معنا


    إحصائيات

    مجموع الكتب : ( 21 ) كتاب
    مجموع الأقسام : ( 92 ) قسم
    مجموع المقالات : ( 1591 ) مقال
    مجموع الصوتيات : ( 996 ) مادة