الأصدقاء في يوم القيامة

عدد القراءات : 163

كنتُ اتأمَّل في بعضِ الآياتِ التي تتحدث عن يومِ القيامةِ، فوجدتُ الحديث عن الأصدقاء، ورأيتُ أنهم ينقسمون إلى قسمين:

القسم الأول: أصدقاء السوء، الذين اجتمعوا على المعاصي، ياترى كيف يكون حال الواحد منهم؟

يقول تعالى ﴿وَيَومَ يَعَضُّ الظّالِمُ عَلى يَدَيهِ يَقولُ يا لَيتَنِي اتَّخَذتُ مَعَ الرَّسولِ سَبيلًا - يا وَيلَتى لَيتَني لَم أَتَّخِذ فُلانًا خَليلًا - لَقَد أَضَلَّني عَنِ الذِّكرِ بَعدَ إِذ جاءَني وَكانَ الشَّيطانُ لِلإِنسانِ خَذولًا﴾.

فانظر كيف يصف القرآن حالة الندم التي تكون على الصداقات السيئة، إنه يعض على يديه معترفاً بأن سبب الضلال الذي وقع فيه إنما كان بصحبته لذلك الشخص.

القسم الثاني: مصير الصالحين الذي كانت محبتهم في الدنيا لأجل الله، إذا بهم يجتمعون في يوم القيامة على منابر من نور كما في الحديث " قال الله عز وجل : المتحابون في جلالي لهم منابر من نور يغبطهم النبيون والشهداء " رواه الترمذي بسندٍ صحيح.

ويجتمعون أيضاً تحت ظل العرش، كما حديث السبعة الذين يظلهم الله في ظل عرشه يوم القيامة، وذكر منهم " ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه " رواه البخاري.

فتأمل كيف يجتمعون سوياً على منابر النور وتحت ظل العرش، وهذا الاجتماع هو بسبب اجتماعهم في الدنيا على أفعال الخير مثل حلقات التحفيظ ومجالس الذكر، وطلب العلم، والدعوة إلى الله، فما أعجب الاجتماع الصالح كيف يثمر اجتماعاً جميلاً يوم القيامة.

وكما اجتمعوا في مجالس الذكر على تلك الفرش البسيطة، فهناك اجتماع ولكن على منابر من نور، فسبحانك يارب ما أعظمك.

فهذه رسالة لك، احرص على انتقاء الصديق الصالح الذي تنتفع به في الدنيا والآخرة، واحذر من كل صديق يدعوك للمعاصي في الدنيا لأن ستندم على ذلك يوم القيامة.

مواد آخرى من نفس القسم

بوصلة الحب إلى أين ؟

الخشوع أم الكثرة في العبادة

فقراء ولكنهم أغنياء

مكتبة الصوتيات