" أنا مشغول" كلمة نسمعها كثيراً في واقعنا ، وتتردد هذه الجملة لدى فئام من الناس ، وخاصة عند سماع التحفيز لعمل صالح ؛ مثال : قراءة القرآن الكريم.
فلا تتعجب إذا سمعت بعض الناس عندما يقول: " أريد قراءة القرآن " ولكني مشغول " أريد صيام النوافل " و " قيام الليل " و " أداء العمرة " و " حضور مجالس الذكر " وغير ذلك من صالح الأعمال ، ولكن صاحبنا لا يحفظ إلا " أنا مشغول " لكي يقنع نفسه بسبب تركه لهذا العمل الصالح.
والسؤال هنا : هل هو مشغول فعلاً أم يا ترى أنه من المحرومين ؟
إن الحياة مليئة بالأعمال والهموم بلا ريب ، ولا يكاد الواحد منا ينتهي من عمل إلا ويجد عملاً آخر يناديه " هلمّ إلي " .
ولكن ألا نجيد ترتيب حياتنا وضبط الأولويات في أعمالنا لكي نجمع بين العمل للدنيا وبين العمل للآخرة ؟
إنه لا يصح أن نكدح لعمل الدنيا ونحتج بقوله تعالى: ( وَلا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا ) وننسى أن نضع في جدول أعمالنا بعض الأعمال الصالحة لتكون زاداً لنا في قبورنا ويوم حشرنا ( وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى ) .
إنني أجزم أن المرء مهما كان مشغولاً فإنه يستطيع إدارة وقته وتعبئته بصالح الأعمال ، ولن يتحقق ذلك إلا إذا أيقنا بأن حاجتنا للعمل الصالح أعظم من العمل للدنيا ؛ لأن العمل الصالح سبب للطمأنينة، ورفعة في الدرجات، وهو وسبب للتوفيق الدائم ( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا )، والعمل الصالح سبب لحسن الخاتمة، وهو طريق إلى رضوان الله، وموصل إلى الجنة ( وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ) .
وفوائد العمل الصالح كثيرة جداً ، فكيف يليق بالمؤمن أن يكون العمل الصالح هو هدفه الأخير، ومبتغاه المتأخر ؟
وإن حديثنا عن العمل الصالح لا يعني أن نلغي مشاريعنا الدنيوية أو نفرط في عملنا الوظيفي .
ولكن هي دعوة إلى إيجاد توازن بين العمل الدنيوي وبين العمل الشرعي، ولكي ننجو من " الحرمان " من الأجور بدعوى " أنا مشغول " .
مكتبة الصوتيات
تعال إلى الصلاة
0:00
من جواهر القرآن
0:00
الميزان
0:00
شهادة الملائكة
0:00
تأملات في سورة الشرح
0:00
عدد الزوار
4973008
إحصائيات |
مجموع الكتب : ( 24 ) كتاب |
مجموع الأقسام : ( 93 ) قسم |
مجموع المقالات : ( 1596 ) مقال |
مجموع الصوتيات : ( 995 ) مادة |