• الثلاثاء 18 رَبيع الثاني 1446 هـ ,الموافق :22 أكتوبر 2024 م


  • بوصلة الحب إلى أين ؟






  • مِن عجيبِ شأنِ الحب أنّ له علاقة بيومِ القيامة مِن ناحيةِ تحديدِ المجموعة التي ستُحشر معها.

    ومِن الأحاديث التي تناولت هذا المعنى، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: جاء رجلٌ إلى رسول الله ﷺ فقال: يا رسول الله، كيف تقول في رجلٍ أحبّ قوماً ولم يلحق بهم ؟ فقال ﷺ : " المرءُ مع مَن أحب ". رواه البخاري.

    وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رجلاً سأل النبي ﷺ : متى الساعة يا رسول الله ؟ فقال ﷺ : " ما أعددتَ لها ؟ ".
    فقال : ما أعددتُ لها مِن كثير صلاةِ ولا صومٍ ولا صدقة، ولكني أحبُ الله ورسوله.
    فقال ﷺ : " أنتَ مع من أحببت ". رواه البخاري. 
    والأحاديث في هذا المعنى كثيرة.

    إنّ الحبَ عملٌ قلبي عظيم، والذي يحب النبي ﷺ والصالحين فلابد أن يظهر حبه على منهجه وأفكاره وأعماله، وسيكون ثمرة هذا الحب الصادق أن يُحشر مع النبي ﷺ والصالحين لأنه كان يحبهم، مع أن عمله لايرتقي لأن يصل لهم، ولكنه الحب الذي منحه تلك المنزلة العالية، فما أعجب الحب!

    ومِن زاويةٍ أخرى فإنّ الذي يحب الفاسقين والكافرين حتى يتغلغل ذلك الحب في قلبه ومشاعره وربما أهدافه وبرامجه، فيُخشى عليه أن يُحشر معم، لظاهرِ الحديثِ السابق، ولعموم الآية ﴿احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجهُمْ﴾.

    فقد 
    جاء عن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه أنه قال: أزواجهم، أي أمثالهم الذين هم مثلهم، يحشر أصحاب الربا مع أصحاب الربا، وأصحاب الزنا مع أصحاب الزنا، وأصحاب الخمر مع أصحاب الخمر. رواه الحاكم، وقال ابن عباس: أي نظراءهم، وقال غيره، أشباههم. رواه الطبري.

    والخلاصة، انتبه لمشاعر الحب التي تدور في قلبك، واجعل بوصلة الحب تتجه للنبي ﷺ والصالحين، لعلك تُحشر معهم يوم القيامة.


    مواد آخرى من نفس القسم

    مكتبة الصوتيات

    إنا وجدناه صابرا

    0:00

    الشباب والأخوة ( رسائل مهمة )

    0:00

    البحث عن الحلول

    0:00

    حياة مع القرآن

    0:00

    قصة المخلوق الصغير

    0:00



    عدد الزوار

    4840951

    تواصل معنا


    إحصائيات

    مجموع الكتب : ( 22 ) كتاب
    مجموع الأقسام : ( 93 ) قسم
    مجموع المقالات : ( 1586 ) مقال
    مجموع الصوتيات : ( 995 ) مادة