مسألة: مضاعفة الحسنات أثر مِن آثار صفات الله تعالى كالكرم والجود والإحسان.
مسألة: أدلة المضاعفة.
مِن القرآن: قال تعالى (وإن تك حسنةً يُضاعفها)، وقال تعالى (مَن جاء بالحسنة فله عشر أمثالها)، وقال تعالى (مَن ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً فيضاعفه له أضعافاً كثيرة)، وقال تعالى (فيوفيهم أجورهم ويزيدهم مِن فضله)، وقال تعالى (مَن جاء بالحسنة فله خير منها).
ومِن أدلة المضاعفة ماورد بأن الأجر بغير حساب لبعضِ الأعمال، قال تعالى (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب).
ومِن الأحاديث:
حديث (كل عمل ابن آدم يُضاعف الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، قال الله عز وجل: إلا الصوم، فإنه لي، وأنا أجزي به) رواه مسلم.
ومِن الأدلة، ماورد في تضعيف الصلاة في الجماعة على الفردِ بسبعٍ وعشرين درجة. رواه البخاري.
فائدة: المضاعفة وردت بعشر، وهذا هو الأصل، وقد تكون بسبعمائة ضعف، وقد تصل لأكثر من سبعمائة ضعف.
والدليل ماورد في الحديث (إن الله كتب الحسنات والسيئات، ثم بين ذلك، فمن همّ بحسنة فلم يعملها كتبها الله له عنده حسنة كاملة، فإن هو همّ بها فعملها كتبها الله له عنده عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف، إلى أضعافٍ كثيرة، ومَن همّ بسيئة فلم يعملها كتبها الله له عنده حسنة كاملة، فإن هو همّ بها فعملها كتبها الله له سيئة واحدة) رواه البخاري.
مسألة: المضاعفة بسبعمائة وردت في النفقة في سبيل الله، كما في قوله تعالى (مَّثَلُ ٱلَّذِینَ یُنفِقُونَ أَمۡوَ ٰلَهُمۡ فِی سَبِیلِ ٱللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنۢبَتَتۡ سَبۡعَ سَنَابِلَ فِی كُلِّ سُنۢبُلَةࣲ مِّا۟ئَةُ حَبَّةࣲ وَٱللَّهُ یُضَـٰعِفُ لِمَن یَشَاۤءُ وَٱللَّهُ وَ ٰسِعٌ عَلِیمٌ) فقيل هذا خاص بالنفقة في سبيل الله، والصواب العموم، كما في الحديث السابق.
مسألة: الصوم يضاعف أكثر مِن سبعمائة ضعف كالصبر، قاله ابن الوزير، لظاهر الحديث السابق.
مسألة: مِن صور التضعيف:
1- " العمرة في رمضان كحجة مع النبي صلى الله عليه وسلم " كما عند البخاري.
2- " صلاة ركعتين في مسجد قباء كعمرة " رواه أحمد بسندٍ صحيح.
3- " الصلاة في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة " رواه أحمد بسندٍ صحيح.
والقاعدة: أن الزمان الفاضل والمكان الفاضل ليس كغيره، فالعبادة فيه أفضل مِن غيره.
مسألة: مِن أسباب التضعيف:
١- حُسن إسلام العامل، كما في حديث " إذا أحسن أحدكم إسلامه فكل حسنة يعملها تكتب له بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، وكل سيئة يعملها تكتب له بمثلها " رواه مسلم.
٢- قوة الإخلاص، وحضور القلب في العمل كالخشوع.
3- الاتباع الكامل للنبي صلى الله عليه وسلم في العمل.
4- كثرة فائدة الحسنة للآخرين والحاجة إليها، مثال: الصدقة وقت الفقر الشديد أفضل مِن أي وقتٍ آخر.
5- صعوبة العمل، مثل حديث (أعظمُ الناس أجراً في الصلاة أبعدهم فأبعدهم ممشى) متفق عليه، فهذا أفضل ممن يكون بيته قريب مِن المسجد.
وهنا تنبيه: وهو أن التعب ليس مقصود في العبادة، فلا يصح للعبد أن يقصد إتعاب نفسه، ولكن التعب إذا كان جاء مع العبادة فلا بأس، وتأمل حديث المرأة التي كانت تقوم الليل وقد وضعت حبلاً تتمسك به حينما تتعب، فقال النبي ﷺ: حُلّوه، ليُصلِّ أحدكم نشاطه. رواه مسلم.
مسألة: مضاعفة الحسنات في مكة خاصة بالصلاة فقط، لأن الفضل ورد في الصلاة فقط، مع أنّ بعض العلماء جعل التضعيف لكل الحسنات ولكن لا يوجد دليل على ذلك التعميم، والقاعدة أن الفضائل لا يُقاس عليها، ولكن هنا قاعدة عامة: أن الزمان الفاضل والمكان له فضل عام، بدون أن نحدده بعددٍ معين.
مسألة: السيئات لا تُضاعف، لعموم الآيات والأحاديث (والذين كسبوا السيئات جزاءُ سيئةٍ بمثلها)، وحديث (فإن عملها كُتبت عليه سيئة واحدة) رواه مسلم.
ولكن يُستثنى مِن ذلك:
1- وقوع المعصية في الحرم المكي، كما قال تعالى (ومَن يُرد فيه بإلحادٍ بظلمٍ نذقه مِن عذابٍ أليم) والمضاعفة ليست بالعدد وإنما تضاعف مِن جهة الكيفية، وهذا مِن رحمة الله بعباده.
وكان بعض السلف يخشى مِن السكنى في الحرم بسببِ ذلك، ومنهم ابن عباس وابن عمرو، رضي الله عنهم.
2- تنبيه: قد يقترن بالذنب أحوال يجعل الإثم فيه أعظم، مثل:
- رفع الصوت على أي شخص ليس كرفع الصوت على الوالدين.
- الكذب في البيع والشراء أعظم مِن الكذب في الأمور العادية، لأنه يتضمن مفسدة الغش ومفسدة الكذب.
- الإصرار على الذنب الصغير يجعله مِن الكبائر.
- الاستهانة بنظر الله في وقت الذنب يجعل إثمه مضاعف، وغير ذلك مِن الأحوال التي يُمكن الرجوع لها في الكتب التي تعتني بالكلام عن التوبة، مثل مدارج السالكين لابن القيم.
مواد آخرى من نفس القسم
مكتبة الصوتيات
قواعد في تربية الأبناء - 1
0:00
الرجل الذي فاق الأمة
0:00
أصحاب الحسنات
0:00
من روائع التغريدات
0:00
الحاج والعلم
0:00
عدد الزوار
4973008
إحصائيات |
مجموع الكتب : ( 24 ) كتاب |
مجموع الأقسام : ( 93 ) قسم |
مجموع المقالات : ( 1596 ) مقال |
مجموع الصوتيات : ( 995 ) مادة |