مسألة : الخوف مِن الله تعالى والرجاء في الله تعالى مِن الحسنات القلبية، وتثمر الاجتهاد في فعل الحسنات الظاهرة والباطنة، وترك الذنوب الظاهرة والباطنة.
مسألة : الواجب في الخوف ألَّا يصل لحد اليأس والقنوط، والواجب في الرجاء ألَّا يصل لحد الأمن مِن مكرِ الله.
مسألة : أرجح الأقوال، أن يكون الخوف والرجاء متساويان في قلب المؤمن، واختاره أحمد وابن تيمية وابن القيم رحمهم الله تعالى.
مسألة : المؤمن طبيب نفسه، فإن رأى نفسه تتجه للمعاصي فليعظها بالخوف، وإن رآها قد غلب عليها اليأس فليتذكر الرجاء وسعة رحمة الله.
مسألة : ما هي أسباب الخوف:
١- العلم بالله تعالى وصفاته، ومنها العظمة والقوة والقهر، وقد قال تعالى (إنما يخشى اللهَ مِن عباده العُلماء)، ولهذا كلما زاد العلمُ بالله زاد الخوف منه.
٢- معرفة عيوب النفس وتقصيرها، وفي الحديث (اللهم إني ظلمتُ نفسي ظلماً كثيراً ولا يغفرُ الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرةً مِن عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم) رواه البخاري.
٣- مُطالعة نصوص الوعيد على الذنوب والتصديق بها، ونصوص التخويف بالآخرة وأهوالها.
مسألة : ما هي أسباب الرجاء:
١- العلم بالله تعالى وملاحظة صفات الرحمة.
٢- مطالعة نصوص الوعد والتصديق بها.
مسألة : أنواع الخوف:
١- الخوف مِن عدم قبول الحسنات، قال تعالى (والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة)، وقد جاء في الحديث عن عائشة رضي الله عنها قالت: قلت: يا رسول الله، ( والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة )، أهو الذي يزني ويسرق ويشرب الخمر؟ قال: " لا ، ولكنّه الرجل يصوم ويتصدق ويصلي، وهو يخاف ألَّا يُتقبل منه " رواه ابن ماجه بسندٍ حسن.
وكما قال تعالى (إنما يتقبل الله من المتقين) وما يدريك أنك منهم.
٢- الخوف مِن ضياع الثواب في المستقبل بسبب العُجب أو المعاصي التي تحبطه أو تنقصه، كما ورد في النصوص مثل حديث المفلس، قال صلى الله عليه وسلم: " أَتَدْرُونَ ما المُفْلِسُ؟ قالوا: المُفْلِسُ فِينا مَن لا دِرْهَمَ له ولا مَتاعَ، فقالَ: إنَّ المُفْلِسَ مِن أُمَّتي يَأْتي يَومَ القِيامَةِ بصَلاةٍ، وصِيامٍ، وزَكاةٍ، ويَأْتي قدْ شَتَمَ هذا، وقَذَفَ هذا، وأَكَلَ مالَ هذا، وسَفَكَ دَمَ هذا، وضَرَبَ هذا، فيُعْطى هذا مِن حَسَناتِهِ، وهذا مِن حَسَناتِهِ، فإنْ فَنِيَتْ حَسَناتُهُ قَبْلَ أنْ يُقْضى ما عليه أُخِذَ مِن خَطاياهُمْ فَطُرِحَتْ عليه، ثُمَّ طُرِحَ في النّارِ " رواه مسلم.
٣- الخوف مِن إثم السيئة.
قال ابن مسعود رضي الله تعالى عنه: إنَّ المؤمن يرى ذنوبه كأنه جالسٌ في أصل جبلٍ يخاف أن ينقلبُ عليه، وإن الفاجر يرى ذنوبه كذُبابٍ مرَّ على أنفه فقال به هكذا. رواه البخاري.
والقاعدة: أنَّ المؤمن مُتيقن أنه وقع في الذنب، وليس بمتيقن بأنه سينالُ المغفرة مِن الله تعالى، أو أنَّ الله سيقبلُ توبته.
٤- الخوف مِن الذنوب التي قد يفعلها في المستقبل، والانتباه مِن تقلّبِ القلوب.
قال ابن أبي مليكة: أدركتُ ثلاثين مِن أصحاب النبي ﷺ كلهم يخافُ النفاق على نفسه، وكان عمر رضي الله عنه يقول لحذيفة: هل سمّاني رسول الله في المنافقين.
مسألة : حقيقة الخوف تكون في ترك الذنوب، قال بعضهم: ليس الخائف مَن بكى وعصر عينيه، وإنما الخائف مَن ترك ما يُعذَّبُ عليه.
مسألة : الخوف النافع هو الذي يدعو للعمل الصالح، قال تعالى عن الملائكة (يخافون ربهم مِِن فوقهم ويفعلون ما يؤمرون)، وقال تعالى عن عباده الصالحين (إنَّ الذين هم مِن خشية ربهم مشفقون) إلى أن قال (أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون)، وأهلُ الآخرة جمعوا بين الخوف والاجتهاد، والبعض جمع بين الأمن والكسل عن العبادة.
مسألة : الرجاء في الحسنات يشمل أمور:
١- رجاء قبولها والإثابة عليها والتوفيق للمداومة عليها.
وفي أحاديث كثيرة ورد فيها لفظ الاحتساب مثل " مَن صام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدَّم من ذنبه " رواه البخاري، ومعنى الاحتساب: أن يكون الباعث على العمل طلب الأجر مِن الله عز وجل.
٢- رجاء مغفرة السيئات، قال تعالى عن إبراهيم عليه السلام (والذي أطمعُ أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين).
مسألة : مَن رجا شيئاً استلزم رجاؤه عدة أمور: محبة ما يرجوه، خوفه مِن فواته، سعيه في تحصيله.
مسألة : الفرق بين الرجاء والتمنَّي، أن الرجاء يكون معه عمل واستفراغ الطاقة في الإتيان بأسباب الفوز، وأما التمني فهو حديث النفس مع تعطيل الأسباب الموصلة لذلك الشيء.
مكتبة الصوتيات
الذكاء الاجتماعي
0:00
مقارنة بين الجنة والنار
0:00
همسات في الحرب على الحوثيين
0:00
والسماء بنيناها بأيد
0:00
تزكية النفوس
0:00
عدد الزوار
5077596
إحصائيات |
مجموع الكتب : ( 27 ) كتاب |
مجموع الأقسام : ( 93 ) قسم |
مجموع المقالات : ( 1611 ) مقال |
مجموع الصوتيات : ( 995 ) مادة |