في البخاري حديث " يقول الله يا آدم أخرج بعث النار ، من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين ، فذاك حين يشيب الصغير وتضع كل ذات حمل حملها " .
قال الحافظ : ظاهره أن ذلك يقع في الموقف ، وقد استشكل بأن ذلك الوقت لا حمل فيه ولا وضع ولا شيب .
ومن ثمَّ قال بعض المفسرين إن ذلك قبل يوم القيامة ، ولكن الحديث يرد عليه ، وأجاب الكرماني بأن ذلك وقع على سبيل التمثيل والتهويل .
وسبق إلى ذلك النووي ، فقال فيه وجهان للعلماء فذكرهما وقال التقدير أن الحال ينتهي إلى أنه لو كانت النساء حينئذ حوامل لوضعت كما تقول العرب أصابنا أمر يشيب منه الوليد .
قال الحافظ : وأقول يحتمل أن يحمل على حقيقته فإن كل أحد يبعث على ما مات عليه فتبعث الحامل حاملاً والمرضع مرضعة والطفل طفلاً فإذا وقعت زلزلة الساعة وقيل ذلك لآدم ورأى الناس آدم وسمعوا ما قيل له وقع بهم من الوجل ما يسقط معه الحمل ويشيب له الطفل وتذهل به المرضعة .
ويحتمل أن يكون ذلك بعد النفخة الأولى وقبل النفخة الثانية ويكون خاصاً بالموجودين حينئذ وتكون الإشارة بقوله " فذاك إلى يوم القيامة " وهو صريح في الآية .
ولا يمنع من هذا الحمل ما يتخيل من طول المسافة بين قيام الساعة واستقرار الناس في الموقف ونداء آدم لتمييز أهل الموقف لأنه قد ثبت أن ذلك يقع متقارباً كما قال الله تعالى " فإنما هي زجرة واحدة فإذا هم بالساهرة " يعني ارض الموقف .
وقال تعالى " يوماً يجعل الولدان شيبا . السماء منفطر به " .
والحاصل أن يوم القيامة يطلق على ما بعد نفخة البعث من أهوال وزلزلة وغير ذلك إلى آخر الاستقرار في الجنة أو النار . فتح الباري 11 - 398
مواد آخرى من نفس القسم
مكتبة الصوتيات
من عجائب الصدقة
0:00
الدعاء برقة القلب
0:00
وتوقف البحر
0:00
إيجادل البديل من القنوات
0:00
تلاوة من سورة الحديد - 20
0:00
عدد الزوار
5077596
إحصائيات |
مجموع الكتب : ( 27 ) كتاب |
مجموع الأقسام : ( 93 ) قسم |
مجموع المقالات : ( 1608 ) مقال |
مجموع الصوتيات : ( 995 ) مادة |