رأيتُ بعض الدعاة إلى الله يتحمّسون للدعوة لأوقاتٍ محددة، فيبدأ الواحدُ منهم في برنامٍج لمدة أسبوع أو شهر، وربما استمر لمدةِ سنة، ولكنّ الغريب أنه يتوقف تماماً عن تلك البرامج.
والسبب في نظري هو عدم القناعة الكاملة بوجوب الدعوة وفضلها وأهميتها للمجتمع.
إن مِن الطبيعي أن نتوقف عن الدعوة عند المرض والسفر وبعض الظروف، ولكن أن نتركها بالكلية فهنا تكونُ المصيبة.
إن الذي يعيش وفي قلبه همّ الإسلام يستحيل أن يترك الدعوة مهما حصل له من ظروف، بل إنه حتى في حال المرض يمارس الدعوة بطرقٍ تناسب مرضه، كما رأيتُ أحد المعاقين على كرسي متحرك يتنقل بين المستشفى في دعوةِ العاملين فيه.
ولقد كان ابن عثيمين رحمه اللهُ تعالى وهو على سريرِ المرض، والسرطان قد أنهكَ جسمه، وضعُف وزنهُ حتى قارب 30 كيلو، ومع ذلك كان يُلقي درسهُ المعتاد في المسجد الحرام.
وذلك الداعية الذي سافر، لم يترك الدعوة بل صنعَ برامج في قريته وقام بتعليم الناس، والقصص كثيرة للدعاة الصادقين الذين يعيشون همّ الدعوة في قلوبهم، وإن حصل لهم ظرف، انتقلوا للدعوة بأساليب أخرى تناسب ظروفهم.
إنّ الدعوة ليس لها سِن مُعين ولا بلد مُعين ولا ظروف معينة.
الدعاة لا يعرفون التقاعد عن الدعوة.
الدعاة لا يستسلمون للظروف، بل يصنعون منها برامج دعوية.
الدعوة نور في قلب الداعية، وهمّة تسكن في كل خلايا جسده.
الدعوة اختيار رباني واقتداء بالأنبياء الذين كانت حياتهم كلها لله تعالى.
فيا من سلك طريق الدعوة، اصدق مع الله، واستشعر أنك ممن ينصرُ دينهُ في زمنٍ تخلّفَ الكثير عن نُصرته.
أيها الداعية، عش حياتك لله تعالى، حتى يأتيك الموت وأنتَ تعمل للهِ تعالى.
(قل إنّ صلاتي ونُسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين).
مكتبة الصوتيات
القراءة طريقك للنجاح
0:00
مقارنة بين الجنة والنار
0:00
إن الأبرار لفي نعيم
0:00
تأملات في سورة البينة
0:00
فضائل صلاة الفجر
0:00
عدد الزوار
5077596
إحصائيات |
مجموع الكتب : ( 27 ) كتاب |
مجموع الأقسام : ( 93 ) قسم |
مجموع المقالات : ( 1611 ) مقال |
مجموع الصوتيات : ( 995 ) مادة |