• الاثنين 20 شَوّال 1445 هـ ,الموافق :29 ابريل 2024 م


  • 19 وصية في التعامل مع مصائب الماضي؟


  • إن من الطبيعي في هذه الحياة أن تقع علينا عدة مصائب من المرض أو موت القريب أو خسارة المال أو تراكم الديون أو الطلاق أو غيرها من هموم الحياة.

    وكلنا بحاجة إلى بعض القواعد العلمية والعملية والنفسية التي تساعدنا للتخلص من تلك الهموم حتى لاتؤثر علينا في مستقبلنا.

    وقد تكون تلك المصائب وقعت على أحد أفراد الأسرة أو أحد الأصدقاء، لهذا كان من الجميل أن تكون لدينا ثقافة في كيفية إرشادهم لحسن التعامل معها، والقواعد كثيرة، ومِن أهمّها:

    ١- الثقةُ بالله في أنه سيجعلُ المستقبل أفضل، وأنّ الذكريات الأليمة ستختفي، ويأتي بدلها الأمل والسعادة، فعليك بالدعاء مع اليقين، واعلم بأن الله قريبٌ ممن دعاه قال تعالى " وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان ".

    ٢- الإيمان بالقضاء والقدر يجعلك تطمئن، فكل ماجرى لك قد كتبه الله عليك قبل خلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة. كما في صحيح مسلم.

    وكما في الحديث " واعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطأك وما أخطأك لم يكن ليصيبك "رواه الترمذي بسند صحيح.

    ٣- لاتنعزل عن الناس لتفكر في الماضي، لأن العُزلة تُسبب استرجاع الهموم، ثم يبدأ العقل بتثبيت تلك الهموم حتى تكون راسخةً في ذاكرتك.

    ٤- احرص على العلاقات الاجتماعية الجميلة التي تُحفزك نحو الأمل، وتأخذ بك إلى شواطئ السعادة، لأنّ النفس تتقوى بمثلِ ذلك.

    ٥- تقبّل الحالة التي أنتَ فيها مهما كانت، سواء مرض أو فقد زوجة أو زوج، أو موت قريب، أو خسارة مال، وهذا التقبّل معناه التصادق مع الألم، والنظرة له بأن طبيعي، وأنّ كُلّ الناس لديهم مِن الهموم مَا هو مثلك أو أشدّ مِنك.

    ٦- احذر مِن فكرة الانتحار التي ربما تسلّلت لك بسببِ قوةِ الصدمةِ التي تعرضتَ لها، لأنّ كثرة اجترار الماضي قد يسبب الانتحار، وهناك إحصاءيات تتحدث عن مِثل ذلك، ولاتنس أنّ الشيطان سيستغل تلك المصيبة ليُلقي عليك خواطر اليأس والقلق والحزن وربما الانتحار.

    ٧- كن واثقاً بنفسك في قدرتك على تجاوز تلك الصدمة، وإيّاك ونقد الذات واتهام النفس بالفشل، لأن ذلك سيؤثر بلا ريب في هزيمتك أمام نفسك، وبالتالي تتراكم الهموم النفسية عليك، وأوصيك بقراءةِ وسماعِ مايُنمّي ثقتك بنفسك حتى تزدادَ قوةً في هذا الجانب.

    ٨- لقد تجاوزتَ عدة مشاكل سابقة في حياتك، وهذا يُساعدك في الخروج من هذه الأزمة، فلا تستسلم.

    ٩- اعلم أنك لن تستطيع تغيير الماضي، فمهما بكيتَ أو حزنتَ أو فكرتَ، فالماضي لن يتغير، لهذا ابدأ في صفحةٍ جديدة مِن التفكير الإيجابي بشكلٍ تدريجي، حتى تتجاوز تلك المرحلة، واعلم أنّ مجرد مجيء الأفكار الماضية شيء طبيعي، ولكن إيّاك أن تسترسل معها، بل حاول الخروج منها بالتفكير الإيجابي.

    ١٠- أنتَ لستَ مجموعة أخطاء، بل أنتَ مجموعة مِن الصفات الطيبة والأعمال الصالحة، وأما الخطأ الذي وقعتَ فيه، أو المصيبة التي نزلت بك، إنما هي قصص عابرة وسوف تختفي مع الأيام والشهور بإذن الله.

    ١١- إنّ اللجوء للنوم ليس حلاً في مواجهة المصيبة، فكن ذكياً وقوياً وحكيماً في مواجهة المصيبة.

    ١٢- استشر مَن تثق به في كيفية الخروج مِن سجن الماضي، واعلم أنّ حديثك عن همومك يريحك نفسياً، خاصةً إذا كان مع شخصٍ حكيم، ولعل كلمات المستشار تكون سبباً في سعادتك في أيامك القادمة.

    ١٣- املأ وقتك بما ينفعك مِن تلاوة القرآن، وكثرة التسبيح والاستغفار، والرياضة كالمشي وغيره، واحرص على متابعة المحاضرات النافعة التي تزيد مِن ثقافتك في دينك ودنياك.

    ١٤- عندما تتذكر مصيبة سابقة، فقل لنفسك إنّ هناك مَن نزلت به مصائب أعظم، هذا في نفسه، وذاك في ماله، وذلك في أسرته، وقل: الحمد لله أن مصيبتي لم تكن أكبر مما هي عليه.

    ١٥- بعض الصدمات التي نمرُّ بها تعطينا قوة ومعرفة في الحذر مستقبلاً من صدماتٍ أخرى، وربما كنّا سبباً في إرشاد الناس للأفضل في حياتهم بسبب الخبرات التي كسبناها في حياتنا.

    ١٦- الثقافة النفسية مهمة في التعامل مع الصدمات، لهذا احرص على القراءة والسماع للموضوعات التي تحفزك نحو الأفضل، وكما قيل " المعلومة تُعطي قوة ".

    ١٧- قد تحتاج لزيارة طبيب نفسي، فلاتتردد ، ولاتعتقد أن ذلك عيبٌ في شخصيتك، بل إنَّ مِن الذكاء أن تبحث عن شخصٍ تجد عنده الحكمة أو الدواء المناسب لمشكلتك.

    ١٨- إذا كان الماضي فيه شيء مِن الذنوب الكبيرة، فلاتذكرها لأحد، واستر على نفسك، وأقبل على ربك بتوبةٍ صادقة، وإذا احتجت لاستشارة أحد فلاتذكر تفاصيل ذنوبك.

    19- حاول أن تعود لبرنامجك السابق، كالوظيفة، أو القراءة، أو التجارة، أو غيرها من الأعمال التي كنتَ تعملها قبل المصيبة، وإيّاك أن تجعل تلك المصيبة سبباً لترك وظيفتك أو الغياب عنها لفترةٍ طويلة، أو لترك طلب العلم أو الدعوة أو التجارة، وغيرها من برامجك السابقة، لأن هذا الترك سيجعلك تتفرغ لمصيبتك، وسوف تشعر مع الأيام أن صحتك النفسية بدأت تتراجع، وربما خسرت وظيفتك أو بعض مالك أو شيء من هواياتك، وكل ذلك لا يساعد على تحسن حالتك.

    لهذا نقول: عُد إلى كل أعمالك السابقة، واستمتع بحياتك، وكن حكيماً في التعامل مع مصيبتك حتى لا تقع في مشكلاتٍ أكبر.

     

    * مما قيل عن الماضي.

    ١- أنتَ مَن يصنع الوقت، فعندما تُغلق عينيك تكونُ في الماضي، وعندما تفتحهما مُجددًا فإنك تستعد لمستقبلك.

    ٢- الماضي ليس سوى حقائب ثقيلة تعوق تقدمك، لذا اعمل على تخليص نفسك منها.

    ٣- لا تجعل الأخطاء السابقة تعوقك، بل اعتبرها دروسًا تمنحك دفعة جديدة نحو الحق والصواب.

    نسأل الله أن يملأ قلوبنا بالطمأنينة والسعادة، وأن يرزقنا الصبر على مايصيبنا، وأن يجعل لنا مِن كل همٍّ فرجاً ومِن كل ضيقٍ مخرجاً.


    مواد آخرى من نفس القسم

    مكتبة الصوتيات

    رسائل لأهل المصائب

    0:00

    استقبال رمضان

    0:00

    كيف تقوي إيمانك

    0:00

    أجمل رحلة في العالم

    0:00

    تأملات في سورة العاديات

    0:00



    عدد الزوار

    4167131

    تواصل معنا


    إحصائيات

    مجموع الكتب : ( 21 ) كتاب
    مجموع الأقسام : ( 92 ) قسم
    مجموع المقالات : ( 1591 ) مقال
    مجموع الصوتيات : ( 996 ) مادة