الستر بين الزوجين

عدد القراءات : 1144

من أعظم الآداب بين الزوجين أن يكون بينهم خُلُق السِتر، وفي الحديث الصحيح يقول النبي صلى الله عليه وسلم : من سَتر مسلماً سَتره اللهُ في الدنيا والآخرة. رواه مسلم.

فإذا كان السِتر محموداً مع عامة الناس ، فكيف به بين الزوجين؟

تطبيقات عملية مهمة:

أولاً: بالنسبة للزوج، يجب عليه أن يستر ما يراه من زوجته، وهنا بعض الأمثلة:
1- التقصير في شؤون البيت.
2- وجود عيب في جسم زوجته.
3- بعض أسرار أهل زوجته.
4- مرض غريب في زوجته، مثل: أمراض البطن أو الرحم ونحوها.

والمقصود أن الزوج يجب عليه أن يكتم هذه الأشياء عن كل الناس وخاصة أهله، لأن هذا من الستر، ولأن الأهل قد ينشرون تلك الأسرار للآخرين وهذا بلا شك يسبب المشكلات في المستقبل، وما الفائدة أصلاً من نشر تلك الأسرار للآخرين؟

ثانياً: بالنسبة للزوجة، يجب عليها أن تستر على زوجها، وهنا أمثلة:
1- مشاكل وقعت له في دوامه.
2- وجود عيب في جسمه.
3- وقوعه في معصية بشكل متكرر.
4- الديون التي يعاني منها.

وغيرها من الأسرار التي يكره الزوج أن يطلع عليها الآخرين.

ومضة: إذا كان الله يقول عن الزوج والزوجة (هنّ لباسٌ لكم وأنتم لباسٌ لهنّ ).

فإن من معاني اللباس الستر، فيجب أن يراعي الزوجان مبدأ الستر، لأنه حق عظيم لهما، ولأنه يحفظ الحب، وأما نشر الأسرار للغير فلا يحقق المودة بل إنه يسبب العداوة.

ومضة: في بعض الحالات النادرة يمكن أن نقول إن من الحكمة عدم السِتر، وخاصةً تلك المشكلات السلوكية الكبرى التي يصر عليها صاحبها - الزوج أو الزوجة - ففي هذه الحالة لابد من كشفها للشخص الحكيم من الأهل لعله يساهم في إيجاد حلٍ لها .

تنبيه: من أجمل قصص السِتر أن يلتزم الزوج والزوجة بعد الطلاق بحفظ المعروف بينهما، وعدم كشف أسرارهما للآخرين، لأن كشف الأسرار بعد الطلاق مصيبة كبرى، وقد يكون في بعضها شيء من الكذب والمبالغة ومحاولة تشويه الآخر وإلصاق التهم به، وكل ذلك مخالفٌ لأدب الإسلام.