٥- قالوا في التمر .
يدخل التمر في الأدوية ، والأغذية ، والفواكه ، ويوافق أكثر الأبدان ، مقو للحرارة الغريزية ، ولا يتولد عنه من الفضلة الرديئة ما يتولد عن غيره من الفاكهة والأغذية ، بل يمنع من اعتاده من بعض الخلط ، وفساده.
٨٥- العسل .
قال ابن الأنباري : والغالب في العسل أنه يعمل في الأدواء فإذا لم يوافق آحاد المرضى فقد وافق الأكثرين ، وهذا كقول العرب : الماء حياة لكل شيء وقد نرى من يقتله الماء، وإنما الكلام على الأغلب .
قال بعضهم : العسل جلاء للوسخ الذي في العروق والأمعاء وغيرها ، محلل المرطوبات أكلا وطلاء ، نافع لأصحاب البلغم ، مغذ ملين للطبيعة ، منق للكبد والصدر، مدر للبول .
وإذا جُعل فيه اللحم الطري حفظ طراوته ثلاثة أشهر.
ويحفظ جثث الموتى ويسمى الحافظ الأمين ، وإذا لطخ به البدن المقمل والشعر قتل قمله وصئبانه وطوّل الشعر وحسّنه ونعّمه ، وإن اكتحل به جلا ظلمة البصر، وإن استن به بيض الأسنان وصقلها وحفظ صحتها وصحة اللثة ، ويفتح أفواه العروق ويدر الطمث.
ولعقه على الريق يذيب البلغم ، ويغسل خمل المعدة ، ويدفع الفضلات عنها ويسخنها تسخينا معتدلا ويفتح سددها ، ويفعل ذلك بالكبد والكلى والمثانة وهو أقل ضررا لسدد الكبد والطحال من كل حلو .
فما خلق لنا شيء في معناه قريب منه ولم يعول القدماء إلا عليه .
٨٦- وصف النبي - ﷺ - العسل للذي استطلق بطنه ؛ لأنه كان عن تخمة عن امتلاء ليدفع الفضول المجتمعة ؛ لأن فيه جلاء ودفعا للفضول ، وكان قد أصاب المعدة أخلاطاً لزجة تمنع استفراغ الغذاء فيها للزوجتها .
فإن المعدة لها خمل كخمل المنشفة ، وإذا علقت بها الأخلاط اللزجة أفسدتها وأفسدت الغذاء ، فدواؤها بما يجلوها من تلك الأخلاط ، والعسل من أحسنه لا سيما إن مزج بماء حار، وإنما كرر سقيه في الحديث ؛ لأن الدواء يجب أن يكون بحسب حال الداء إن قصر لم يزله بالكلية ، وإن جاوزه أوهى القوى فلما كرر السقي بحسب الداء برئ بإذن الله.
وقد قال الأطباء : متى أمكن التداوي بالغذاء لا يعدل إلى الدواء ، ومتى أمكن بالبسيط لا يعدل إلى المركب ، وكل داء أمكن دفعه بغذاء أو حمية لم يحاول دفعه بدواء .
٨٧- الحجامة .
تكره على الشبع ، فإنها ربما أورثت سدادا أو أمراضا رديئة لا سيما إذا كان الغذاء رديئا غليظا ، وفي الأثر " الحجامة على الريق دواء وعلى الشبع داء ، وفي سبعة عشر من الشهر شفاء " فأما مع الحاجة إليها فتنفع كل وقت ، ويجب استعمالها.
٩١- اليهودية التي وضعت السم للنبي ﷺ .
هذه اليهودية هي زينب بنت الحارث أخت مرحب اليهودي ، ذكره موسى بن عقبة وهي امرأة سلام بن مشكم واختلف هل قتلها ، وقال الزهري : أسلمت فتركها . رواه عبد الرزاق .
قال معمر: والناس يقولون قتلها النبي - ﷺ - ونقل ابن سحنون إجماع أهل الحديث أن النبي - ﷺ - قتلها.
وقال أبو هريرة : قتلها لما مات بشر بن البراء ، وفي رواية ابن عباس " أن النبي - ﷺ - دفعها إلى أولياء بشر بن معرور وكان أكل منها فمات فقتلوها فلم يقتلها في الحال، فلما مات بشر سلمها لأوليائه فقتلوها قصاصاً " فهذا أظهر من غيره.
١٠٠- الاستفراغات أنواع : الإسهال ، وإخراج الدم ، والقيء ، وأما الاستفراغ بالعَرَق فلا يقصد غالباً ، بل الطبيعة تدفعه إلى ظاهر الجسد فيصادف المسام فتحة فيخرج منها.
١١٢- علاج الفزع .
ينبغي أن يُصب على الفزع الماء ليسكن فزعه ، قال ابن عباس في قوله تعالى: ﴿ واضمم إليك جناحك من الرهب ﴾ المعنى اضمم يدك إلى صدرك ليذهب عنك الخوف ، قال مجاهد : كل من فزع فضم جناحه إليه ذهب عنه الفزع .
١١٧- تفاوت فعل النبي ﷺ مع المرضى .
ولهذا صح عنه أنه - عليه السلام " أنه كان يتلطف بالمريض فتارة يضع يده عليه ويقول لا بأس طهور إن شاء الله ، وتارة يتوضأ ويصب عليه وضوءه ، وتارة يسأله عن حاله وعما يشتهيه ويعلمه دعاء يوافقه " .
١١٨- قال ابن عبدالبر : ثلاثة تفسد الذهن : الهم ، والوحدة ، والفكرة .
١٢٠- الحمى .
زارت مُكفرة الذنوب وودعت تباً لها من زائر ومودع
قالت وقد عزمت على ترحالها ماذا تريد فقلتُ ألا ترجعي
١٢٤- التوكل من أسباب الشفاء .
واعلم أنه يحصل بأعمال القلوب من التوكل على الله ، والاعتماد عليه وغير ذلك من الشفاء ما لا يحصل بغيره ؛ لأن النفس تقوى بذلك ، ومعلوم أن النفس متى قويت وقويت الطبيعة تعاونا على فعل الداء وأوجب ذلك زواله بالكلية ومثل هذا معلوم مجرب مشهور، ولا ينكره إلا جاهل أو بعيد عن الله.
١٣١- خالف الهوى .
قال وهب بن منبه : العقل والهوى يصطرعان فأيهما غلب مال بصاحبه ، قال ابن دريد : وآفة العقل الهوى فمن علا على هواه عقله فقد نجا
قال عمر بن عبد العزيز : أفضل الجهاد جهاد الهوى .
وقال سفيان الثوري : أشجع الناس أشدهم من الهوى امتناعاً .
قال : ومن المحقرات تنتج الموبقات .
ويقولون : إن هشام بن عبد الملك لم يقل بيت شعر قط إلا هذا البيت:
إذا أنت لم تعص الهوى قادك الهوى إلى بعض ما فيه عليك مقال
١٩٥- قال لقمان لابنه : يا بني لا تأكل شيئاً على شبع فإنك إن تتركه للكلب خير لك من أن تأكله .
٢٠٠- قال ابن الجوزي في التبذير قولان :
1- أنه إنفاق المال في غير حق .
2- الإسراف المتلف المال ﴿ إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين ﴾ أي يوافقونهم فيما يدعونهم إليه ويشاكلونهم في معصية الله ﴿ وكان الشيطان لربه كفورا ﴾ أي جاحدا لنعمه ، قال ابن الجوزي : وهذا يتضمن أن المسرف كفور للنعم ، وذكر غير واحد من أصحابنا أن التبذير أن يصرفه في حرام أو في غير فائدة .
٢٠٣- قال الحنفية : الأكل فوق الشبع حرام إلا في موضعين :
1- أن يأكل فوق الشبع ليتقوى به على صوم الغد.
2- إذا نزل به ضيف وقد تناهى أكله ولم يشبع ضيفه وهو يعلم أنه متى أمسك عن الأكل أمسك الضيف عنه حياء وخجلا فلا بأس بأكله فوق الشبع ؛ لكي لا يكون داخلا في جملة من أساء القرى وإساءة القرى مذمومة شرعاً .
وهذا الاستثناء فيه نظر ظاهر ، ولهذا لم يذكره الإمام محمد بن الحسن .
وقال المشايخ من الحنفية : ومن السرف أن يلقى على المائدة من الخبز أضعاف ما يحتاج إليه الآكلون ، ومن السرف أن يضع لنفسه ألوان الطعام .
٢٠٦- ويستحب لصاحب الطعام أن يباسط الإخوان بالحديث الطيب والحكايات التي تليق بالحال إذا كانوا منقبضين .
٢٠٧- لا تذهب للمناسبة وأنت جوعان .
كان ابن تيمية إذا دُعي ، أكل ما يكسر نهمته قبل ذهابه ولعله تبع في ذلك من مضى من السلف ، وقد ذكر ابن عبد البر عن علي أنه كان إذا دُعي إلى طعام أكل شيئاً قبل أن يأتيه ويقول : قبيح بالرجل أن يظهر نهمته في طعام غيره ، وهذا والله أعلم يختلف باختلاف الأشخاص والأحوال.
٢١٤- وتفسد الفاكهة بشرب الماء عليها ، وقد قال بعض الأطباء : مصابرة العطش بعد جميع الفواكه نعم الدواء لها .
٢١٦- وتسن المضمضة من شرب اللبن لأن النبي - ﷺ - تمضمض بعده بماء وقال إن له دسما وشيب له بماء فشرب . أخرجاه في الصحيحين .
ويتوجه أن تستحب المضمضة من كل ما له دسم لتعليله - عليه السلام ، وعن سهل بن سعد مرفوعا " مضمضوا من اللبن فإن له دسما " وعن أم سلمة مرفوعاً " إذا شربتم اللبن فمضمضوا فإن له دسماً " رواهما ابن ماجه .
وقال النووي : تستحب المضمضة من اللبن وغيره من المأكول والمشروب ؛ لئلا يبقى منه بقايا يبتلعها في الصلاة .
٢٢٣- روى البيهقي بإسناد حسن عن أبي هريرة أنه كان يقول : لا يؤكل طعام حتى يذهب بخاره.
٢٢٥- وضع نوى التمر.
في الحديث " ثم أُتي بتمر فكان يأكله ويلقي النوى بين إصبعيه ويجمع السبابة والوسطى " رواه مسلم .
٢٣٠- ظاهر كلام ابن تيمية أنه لا يشرع تقبيل الجمادات، إلا ما استثناه الشرع .
٢٣١- قال بعضهم : إذا رأيت الله يتابع نعمه عليك وأنت تعصيه فإنما هو استدراج فاحذره وقد قال تعالى: ﴿ سنستدرجهم من حيث لا يعلمون ﴾ وقال تعالى: ﴿ فلما نسوا ما ذُكِّروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أُوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون ﴾ .
٢٣٥- فصل في تمسك الناس بالخرافات وتهاونهم بالشرعيات .
قال ابن عقيل : لو تمسك الناس بالشرعيات تمسكهم بالخرافات لاستقامت أمورهم .
٢٣٨- قال ابن عباس : إن من السنة إذا دعوت أحداً إلى منزلك أن تخرج معه حتى يخرج . ذكره ابن عبد البر، وجاء مرفوعاً عند ابن ماجه ولايصح .
٢٤٠- فصل في تحسر الناس على ما فات من الدنيا دون ما حلّ بالدين .
قال ابن عقيل : من عجيب ما نقدت من أحوال الناس كثرة ما ناحوا على خراب الديار، وموت الأقارب والأسلاف ، والتحسر على الأرزاق بذم الزمان وأهله وذكر نكد العيش فيه ، وقد رأوا من انهدام الإسلام ، وشعث الأديان ، وموت السنن ، وظهور البدع ، وارتكاب المعاصي ، فلا أجد منهم من ناح على دينه ، ولا آسى على فائت دهره ، وما أرى لذلك سببا إلا قلة مبالاتهم بالأديان وعظم الدنيا في عيونهم ضد ما كان عليه السلف الصالح يرضون بالبلاغ وينوحون على الدين.
٢٤٢- فضل المعوذات .
عن عقبة بن عامر قال : كنت أقود برسول الله - ﷺ - ناقته في السفر فقال لي يا عقبة ألا أعلمك خير سورتين قرئتا ؟ فعلمني قل أعوذ برب الفلق ، وقل أعوذ برب الناس ، قال فلم يرني سررت بهما جدا، فلما نزل لصلاة الصبح صلى بهما صلاة الصبح للناس فلما فرغ رسول الله - ﷺ - من الصلاة التفت إلي فقال : يا عقبة كيف رأيت . إسناده جيد رواه أبو داود والنسائي.
٢٤٣- عن أنس مرفوعا " إذا هاجت ريح مظلمة فعليكم بالتكبير فإنه يجلي العجاج الأسود " رواه أبو يعلى الموصلي في مسنده من رواية عنبسة بن عبد الرحمن وهو متروك .
٢٤٥- قال ابن تيمية : التكبير يطفئ الحريق .
كذا رواه ابن المثنى وجماعة من رواية ابن لهيعة عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن النبي - ﷺ - وذلك لأن الشيطان خُلق من النار، وطبعها طيش وفساد وكبرياء لله لا يقوم لها شيء ، فالتكبير يهرب منه الشيطان ويقمعه وفعله فكذا النار وهذا مجرب شاهد .
٢٦٥- طلب المال .
إذا المرء لم يطلب معاشا لنفسه
شكا الفقر أو لام الصديق فأكثرا
وصار على الأدنين كلّاً وأوشكت
صِلاتُ ذوي القربى له أن تنكرا
وقد قال الله تعالى: ﴿ وابتغوا من فضل الله ﴾ ، وقد سُئل بعض السلف : عن الرجل يترك التجارة ويقبل على الصلاة يعني ورجل يشتغل بالتجارة أيهما أفضل ؟ قال : التاجر الأمين .
وترك سعيد بن المسيب دنانير فقال : اللهم إنك تعلم أني لم أجمعها إلا لأصون بها ديني وحسبي ، لا خير فيمن لا يجمع المال فيقضي دينه ويصل رحمه ويكف به وجهه .
ألم تر أن الله قال لمريم وهزي إليك الجذع يسقط لك الرطب
ولو شاء أن تجنيه من غير هزها جنته ولكن كل شيء له سبب
وقال الثوري : لأن أُخلّف عشرة آلاف درهم يحاسبني الله عليها أحب إلي من أن أحتاج إلى الناس .
وعن عمر بن الخطاب قال : من كان له رزق في شيء فليلزمه .
٣١٧- قال الأصمعي : دخل أعرابي على خالد بن عبد الله القسري فقال أصلح الله الأمير إني قد امتدحتك ببيتين ولست أنشدها إلا بعشرة آلاف وخادم فقال له خالد قل فأنشأ يقول :
لزِمتَ نعم حتى كأنك لم تكن
سمعتَ من الأشياء شيئاً سوى نعم
وأنكرتَ لا حتى كأنك لم تكن
سمعتَ بها في سائر الدهر والأمم
٣٤٢- من سمع نهيق الحمار ، أو نباح الكلب فليستعذ بالله من الشيطان الرجيم .
وفي الحديث " إذا سمعتم نهاق الحمير فتعوذوا بالله من الشيطان فإنها رأت شيطاناً ، وإذا سمعتم صياح الديكة فاسألوا الله من فضله فإنها رأت ملكاً " رواه البخاري ومسلم .
وعن جابر قال : قال رسول الله - ﷺ - " إذا سمعتم نباح الكلب ونهيق الحمير بالليل فتعوذوا بالله فإنهن يرون ما لا ترون " رواه أبو داود .
قلت : سلطان : ورواه أحمد وفيه " فاستعيذوا بالله من الشيطان " وفي سنده ضعف .
مكتبة الصوتيات
الحوار في الدعوة
0:00
سر السعادة
0:00
تأملات من قصة بناء الكعبة
0:00
وصايا نبوية
0:00
فضل الصلاة من كتاب عمدة الأحكام
0:00
عدد الزوار
5130830
إحصائيات |
مجموع الكتب : ( 27 ) كتاب |
مجموع الأقسام : ( 93 ) قسم |
مجموع المقالات : ( 1616 ) مقال |
مجموع الصوتيات : ( 995 ) مادة |