مما انتشر في هذا الزمن فكرة الأديان السماوية .
ولهذا قد يظن البعض أن هناك أديان غير الإسلام كاليهودية والنصرانية والبوذية ، وكل ذلك باطل .
فكل الأنبياء من آدم عليه السلام حتى آخرهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم كلهم جاؤوا بدين واحد فقط وهو عبادة الله وحده لاشريك له وهو الإسلام بالمعنى العام .
وإذا تأملت القرآن تجد كلمة الإسلام عند كل الأنبياء ، ومنها :
هذا إبراهيم وإسماعيل يدعوان بهذا الدعاء لمّا كانا يبنيان الكعبة ﴿ ربنا واجعلنا مُسلِمَين لك ومن ذريتنا أمة مُسلَمة لك وأرنا مناسكنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم ﴾ [البقرة: ١٢٨].
وكان الأنبياء يوصون بالإسلام لأولادهم ، ﴿ ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون ﴾ [البقرة: ١٣٢] .
وفي شأن عيسى عليه السلام ﴿ فلما أحس عيسى منهم الكفر قال من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله آمنا بالله واشهد بأنا مسلمون ﴾ [آل عمران: ٥٢].
وهذه الآية الفاصلة في شأن إبراهيم عليه السلام ، ﴿ ما كان إبراهيم يهودياً ولا نصرانياً ولكن كان حنيفاً مسلماً وما كان من المشركين ﴾ [آل عمران: ٦٧] .
وهذا موسى عليه السلام ﴿ وقال موسى يا قوم إن كنتم آمنتم بالله فعليه توكلوا إن كنتم مسلمين ﴾ [يونس: ٨٤].
وهذا يوسف عليه السلام يقول ﴿ رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث فاطر السماوات والأرض أنت وليي في الدنيا والآخرة توفني مسلماً وألحقني بالصالحين ﴾ [يوسف: ١٠١].
وهذا سليمان عليه السلام لما أرسل بكتابه إلى ملكة سبأ يقول ﴿ ألا تعلوا علي وأتوني مسلمين ﴾ [النمل: ٣١].
وهذه ملكة سبأ لما عزمت للدخول في دين سليمان عليه السلام ﴿ قالت رب إني ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين ﴾ [النمل: ٤٤].
وكل هذه الآيات تؤكد أن كل الأنبياء دينهم واحد وهو الإسلام ، الذي بمعنى توحيد الله بالعبادة وعدم الإشراك به ، وهذا عكس الدين اليهودي والنصراني والبوذي وغيرها من الأديان الباطلة .
فهل نقول إن هذه أديان ، مع أنها تتضمن الشرك بالله ؟
إذن ليس هناك أديان أخرى ، وإنما كل الأنبياء دينهم الإسلام ، وأما تفاصيل الدين من أحكام وشرائع ، فنعم هناك اختلاف بين شرائع الأنبياء ، كما قال تعالى " لكل جعلنا منكم شرعةً ومنهاجاً " .
تنبيه : إضافة الأديان للسماء فيها تضليل للمسلم وغير المسلم .
أما تضليلها للمسلم فمن أمور :
1- لأنها تشكك المسلم في عقيدته ، فقد يأتي مسلم ويقول إذا كان هناك دين صحيح غير الإسلام فلماذا لا أعتنقه وأصبح يهودياً أو نصرانياً ؟
2- ولأن المسلم قد يقول مادام أن اليهود على حق ويمتلكون التقنيات العسكرية والاقتصادية الهائلة فلماذا لا أكون يهودي ، لأن المسلمين لديهم تخلف اقتصادي كبير .
وأما التضليل لغير المسلم فلأنه إذا كان على دين سماوي صواب فلماذا يفكر في الإسلام ، وبالتالي لن يبحث عن الدين الحق .
ومما يبطل قاعدة كثرة الأديان :
1 - قوله تعالى " ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه " ، وقوله تعالى " إن الدين عند الله الإسلام " والإسلام هنا هو دين رسولنا محمد عليه الصلاة والسلام الذي نسخ وأبطل كل الأديان السابقة .
2 - أن الله قد كفّر اليهود والنصارى في عدة مواضع من كتابه ، ومنها :
" قل يا أهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله وأنتم تشهدون " .
فكل من لم يدخل الدين الإسلامي الذي جاء به رسولنا صلى الله عليه وسلم فهو كافر بإجماع العلماء ، فلم يبق دين ولامذهب بعد الإسلام .
3 - أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : والذي نفسي بيده لايسمع بي يهودي ولانصراني ثم لايؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار . رواه مسلم .
تنبيهات :
1- هناك أصل كبير في دين الإسلام وهو الولاء والبراء ، ومعناه الحب للمؤمنين ومناصرتهم ، وبغض الكافرين وترك مناصرتهم .
2- وهذا المعتقد أصله في القلب ، ولكن التعامل الظاهر له ضوابط ، فمع أننا نبغض الكافر بقلوبنا إلا أننا نتعامل معه في الظاهر بالعدل والأخلاق الجميلة وخاصة من لم يحارب المسلمين ، كما قال تعالى " لاينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين " .
3- بعض الدعاة للتسامح الديني يفهمون التسامح خطأً ، فيظن أننا حينما نبطل فكرة الأديان ، أننا نسعى للإرهاب والإفساد في الأرض ، وكل ذلك باطل لاصحة له ، وإنما نحن ننكر الكفر والمفاهيم الباطلة التي تخالف أصل التوحيد .
4- التسامح والتعايش مع الكافر موجود في ديننا كما سبق بالضوابط الشرعية .
5- الدين اليهودي محرف ، وكتابهم التوراة محرفة وفيها تناقض كبير وطعن في الرب والأنبياء .
6- الدين النصراني محرف وكتابهم الإنجيل محرف ، وعندهم شركيات كثيرة ومن أعظمها القول بأن عيسى ابن الله أو أنه إله ، قال تعالى " لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم " ، وقال تعالى " لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة " .
ختاماً : يجب أن نحافظ على توحيدنا ، وأن نفهم حقيقة التوحيد وهو إفراد الله بالعبادة وعدم الشرك به ، ويتضمن ذلك أن نكفر بكل دين أو مذهب غير الإسلام ، وأن لا نغتر بالدعاوى التي تزيل الفوارق العقدية بيننا بحجة أننا إخوة في الأديان السماوية .
مواد آخرى من نفس القسم
مكتبة الصوتيات
تلاوة من سورة ق
0:00
فضل الاجتماع الأسري
0:00
دعاء لسوريا
0:00
رسائل في الدعوة
0:00
الزيارات الدعوية
0:00
عدد الزوار
5077596
إحصائيات |
مجموع الكتب : ( 27 ) كتاب |
مجموع الأقسام : ( 93 ) قسم |
مجموع المقالات : ( 1611 ) مقال |
مجموع الصوتيات : ( 995 ) مادة |