• الاحد 26 شَوّال 1445 هـ ,الموافق :05 مايو 2024 م


  • هل هناك أديان سماوية ؟


  •  

    مما انتشر في هذا الزمن فكرة الأديان السماوية .

    ولهذا قد يظن البعض أن هناك أديان غير الإسلام كاليهودية والنصرانية والبوذية ، وكل ذلك باطل .

    فكل الأنبياء من آدم عليه السلام حتى آخرهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم كلهم جاؤوا بدين واحد فقط وهو عبادة الله وحده لاشريك له وهو الإسلام بالمعنى العام .

    وإذا تأملت القرآن تجد كلمة الإسلام عند كل الأنبياء ، ومنها :

    هذا إبراهيم وإسماعيل يدعوان بهذا الدعاء لمّا كانا يبنيان الكعبة ﴿ ربنا واجعلنا مُسلِمَين لك ومن ذريتنا أمة مُسلَمة لك وأرنا مناسكنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم ﴾ [البقرة: ١٢٨].

    وكان الأنبياء يوصون بالإسلام لأولادهم ، ﴿ ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون ﴾ [البقرة: ١٣٢] .

    وفي شأن عيسى عليه السلام ﴿ فلما أحس عيسى منهم الكفر قال من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله آمنا بالله واشهد بأنا مسلمون ﴾ [آل عمران: ٥٢].

    وهذه الآية الفاصلة في شأن إبراهيم عليه السلام ، ﴿ ما كان إبراهيم يهودياً ولا نصرانياً ولكن كان حنيفاً مسلماً وما كان من المشركين ﴾ [آل عمران: ٦٧] .

    وهذا موسى عليه السلام ﴿ وقال موسى يا قوم إن كنتم آمنتم بالله فعليه توكلوا إن كنتم مسلمين ﴾ [يونس: ٨٤].

    وهذا يوسف عليه السلام يقول ﴿ رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث فاطر السماوات والأرض أنت وليي في الدنيا والآخرة توفني مسلماً وألحقني بالصالحين ﴾ [يوسف: ١٠١].

    وهذا سليمان عليه السلام لما أرسل بكتابه إلى ملكة سبأ يقول ﴿ ألا تعلوا علي وأتوني مسلمين ﴾ [النمل: ٣١].

    وهذه ملكة سبأ لما عزمت للدخول في دين سليمان عليه السلام ﴿ قالت رب إني ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين ﴾ [النمل: ٤٤].

    وكل هذه الآيات تؤكد أن كل الأنبياء دينهم واحد وهو الإسلام ، الذي بمعنى توحيد الله بالعبادة وعدم الإشراك به ، وهذا عكس الدين اليهودي والنصراني والبوذي وغيرها من الأديان الباطلة .

    فهل نقول إن هذه أديان ، مع أنها تتضمن الشرك بالله ؟

    إذن ليس هناك أديان أخرى ، وإنما كل الأنبياء دينهم الإسلام ، وأما تفاصيل الدين من أحكام وشرائع ، فنعم هناك اختلاف بين شرائع الأنبياء ، كما قال تعالى " لكل جعلنا منكم شرعةً ومنهاجاً " .

    تنبيه : إضافة الأديان للسماء فيها تضليل للمسلم وغير المسلم .

    أما تضليلها للمسلم فمن أمور :

    1- لأنها تشكك المسلم في عقيدته ، فقد يأتي مسلم ويقول إذا كان هناك دين صحيح غير الإسلام فلماذا لا أعتنقه وأصبح يهودياً أو نصرانياً ؟

    2- ولأن المسلم قد يقول مادام أن اليهود على حق ويمتلكون التقنيات العسكرية والاقتصادية الهائلة فلماذا لا أكون يهودي ، لأن المسلمين لديهم تخلف اقتصادي كبير .

    وأما التضليل لغير المسلم فلأنه إذا كان على دين سماوي صواب فلماذا يفكر في الإسلام ، وبالتالي لن يبحث عن الدين الحق .

    ومما يبطل قاعدة كثرة الأديان :

    1 - قوله تعالى " ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه " ، وقوله تعالى " إن الدين عند الله الإسلام " والإسلام هنا هو دين رسولنا محمد عليه الصلاة والسلام الذي نسخ وأبطل كل الأديان السابقة .

    2 - أن الله قد كفّر اليهود والنصارى في عدة مواضع من كتابه ، ومنها :
    " قل يا أهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله وأنتم تشهدون " .
    فكل من لم يدخل الدين الإسلامي الذي جاء به رسولنا صلى الله عليه وسلم فهو كافر بإجماع العلماء ، فلم يبق دين ولامذهب بعد الإسلام .

    3 - أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : والذي نفسي بيده لايسمع بي يهودي ولانصراني ثم لايؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار . رواه مسلم .


    تنبيهات :

    1- هناك أصل كبير في دين الإسلام وهو الولاء والبراء ، ومعناه الحب للمؤمنين ومناصرتهم ، وبغض الكافرين وترك مناصرتهم .

    2- وهذا المعتقد أصله في القلب ، ولكن التعامل الظاهر له ضوابط ، فمع أننا نبغض الكافر بقلوبنا إلا أننا نتعامل معه في الظاهر بالعدل والأخلاق الجميلة وخاصة من لم يحارب المسلمين ، كما قال تعالى " لاينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين " .

    3- بعض الدعاة للتسامح الديني يفهمون التسامح خطأً ، فيظن أننا حينما نبطل فكرة الأديان ، أننا نسعى للإرهاب والإفساد في الأرض ، وكل ذلك باطل لاصحة له ، وإنما نحن ننكر الكفر والمفاهيم الباطلة التي تخالف أصل التوحيد .

    4- التسامح والتعايش مع الكافر موجود في ديننا كما سبق بالضوابط الشرعية .

    5- الدين اليهودي محرف ، وكتابهم التوراة محرفة وفيها تناقض كبير وطعن في الرب والأنبياء .

    6- الدين النصراني محرف وكتابهم الإنجيل محرف ، وعندهم شركيات كثيرة ومن أعظمها القول بأن عيسى ابن الله أو أنه إله ، قال تعالى " لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم " ، وقال تعالى " لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة " .

    ختاماً : يجب أن نحافظ على توحيدنا ، وأن نفهم حقيقة التوحيد وهو إفراد الله بالعبادة وعدم الشرك به ، ويتضمن ذلك أن نكفر بكل دين أو مذهب غير الإسلام ، وأن لا نغتر بالدعاوى التي تزيل الفوارق العقدية بيننا بحجة أننا إخوة في الأديان السماوية .

     


    مواد آخرى من نفس القسم

    مكتبة الصوتيات

    القرية التي تحركت

    0:00

    حتى تكون سعيداً

    0:00

    فضل صلة الأرحام

    0:00

    تأملات من سورة الشورى - 1

    0:00

    من أحكام الجمع والقصر ( شرح عمدة الاحكام )

    0:00



    عدد الزوار

    4184381

    تواصل معنا


    إحصائيات

    مجموع الكتب : ( 21 ) كتاب
    مجموع الأقسام : ( 92 ) قسم
    مجموع المقالات : ( 1595 ) مقال
    مجموع الصوتيات : ( 996 ) مادة