الحمد لله الذي بيده أرزاقنا ، الحمد لله الذي حثنا إلى الكسب الحلال والسعي في الأرض ، فقال تعالى : ﴿ هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ ﴾ .
والصلاة والسلام على نبينا محمد الذي حثنا على العمل والاجتهاد في كافة نواحي الحياة ، حتى جعل ذلك يعادل الجهاد في سبيل الله .
أما بعد ،،
ياعبدالله ، هل سمعت بهذا الحديث ؟
عن كعب بن عجرة قال مر على النبي ﷺ رجل فرأى أصحاب رسول الله ﷺ من جلده ونشاطه ، فقالوا يا رسول الله : لو كان هذا في سبيل الله .
فقال رسول الله ﷺ : إن كان خرج يسعى على ولده صغاراً فهو في سبيل الله ، وإن كان خرج يسعى على أبوين شيخين كبيرين فهو في سبيل الله ، وإن كان يسعى على نفسه يعفها فهو في سبيل الله ، وإن كان خرج رياء ومفاخرة فهو في سبيل الشيطان . رواه الطبراني وصححه الألباني .
عباد الله .
لقد قَصَّ لنا القرآنُ الكريم عن حياة الأنبياء والمرسلين ، وأشار في آياتٍ عديدة إلى بعض المِهَن التي كانوا يعملون بها .
فهذا نوح عليه الصلاة والسلام كان يَعمل في النجارة ، وقد صَنَع بيده السفينةَ التي كانت سببًا في نجاتهم مِن الغرق بعد فضْل الله ؛ قال تعالى: ﴿ وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ قَالَ إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ ﴾ .
وهذا نبيُّ اللهِ داودُ عليه الصلاة والسلام كان حدَّادًا ، وقد ألَانَ اللهُ له الحديدَ، فكان يَصنع منه الدروعَ وغيرها مِن الأشياء النافعة ؛ قال تعالى: ﴿ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ ﴾ .
وكان زكريا عليه الصلاة والسلام نجَّارًا ؛ كما أَخْبَر بذلك النبيُّ صلى الله عليه وسلم.
وهذا نبيُّنا وقدوتُنا صلى الله عليه وسلم كان يَرْعَى الغنمَ على قراريط لأهل مكة ، وكان يَعمل في التجارة ، فيُسافر ويَتعب ؛ مِن أجْل تحصيلِ الرزق الحلال .
وعلى الرغم مِن مكانة أولئك الأنبياء ، وحَمْلِهم لأمانة الدعوة ، إلا أنهم كانوا يعملون بأيديهم ، ويتكسَّبُون أرزاقَهم عن طريقها .
وهكذا كان الصحابةُ رضي الله عنه حريصين على الكسب الحلال عن طريق عَمَلِهم في التجارة وغيرها من المهَن الأخرى .
وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديثُ عديدة تَحُثُّ على طَلَب الرزق والكسب الحلال ؛ منها : قوله صلى الله عليه وسلم: ( ما أَكَل أحدٌ طعامًا قطُّ خيرًا مِن أن يأكُل مِن عَمَلِ يَدِه ، وإنَّ نبيَّ اللهِ داودَ عليه السلام كان يأكُل مِن عَمَلِ يَدِه ) رواه البخاري .
وقال أيضًا صلى الله عليه وسلم: ( لأنْ يحتَطِبَ أحدُكم على ظهره ، خيرٌ مِن أن يَسأل أحدًا فيُعطيه أو يمنعه ) رواه البخاري.
أيها الكرام ، إن هناك مِهَنٌ كثيرة يستطيع الشاب المسلم أن يتعلَّمها ، وأن يعمل بها ، ويستفيد منها ، ويُفيد بها مجتمعه ، ويستطيع عن طريقها إثباتَ مهاراتِه المتنوِّعة التي امتنَّ اللهُ بها عليه .
وفي حياتنا تتجدد فرص العمل وتتنوع بحمد الله ، والآن هناك مجالات للعمل في التجارة الألكترونية التي استفاد منها الكثير .
أيها الأحبة ، إن المتأمل لحال بعض الشباب يجد أن لديهم كسلاً عن الكسب الحلال ، وتراه فارغًا في وقته في الليل والنهار ، وينتظر من والديه النفقة ، ويريد الوظيفة أن تأتيه إلى باب بيته بالراتب الذي يريد ، وهذا محال ، فلابد من النهوض والسعي والتدرب والاجتهاد والتفكير في مصادر دخلٍ جديدة .
وقد رأينا أناس نهضوا من الصفر ، وبدأوا في العمل ، وتميزوا عن غيرهم ، فنالوا التوفيق والرزق الحلال .
إن الفرص كثيرة ، والذكي من يبحثُ عنها ولاينتظرها .
اللهم وَفَّقَ شبابَنا للعملِ المثمر الجادِّ الذي يُرضِي عنهم ربَّهم ويَنفَع بلادَهم يا ربِّ العالمين.
-----
الحمد لله الذي بيده التوفيق كله .
أيها الفضلاء ، إن الرزق الحلال له طرق كثيرة ومنها :
١- الدعاء ، فادع الله في أوقات الإجابة وقل يارزاق ارزقني ، وياكريم أكرمني بالمال الحلال .
٢- ملازمة تقوى الله ، وهي العمل بطاعته وترك معصيته ، قال تعالى ( ومن يتق الله يجعل له مخرجًا ويرزقه من حيث لايحتسب ) .
٣- الاستغفار ، كما قال تعالى ( فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفاراً . يرسل السماء عليكم مدرارًا . ويمددكم بأموال وبنين ) .
٤- صلة الرحم ، وفي هذا يقول ﷺ : من سره أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه .
فمن برّ والديه ووصل أرحامه فليبشر بالرزق الحلال والبركة في ماله ولو كان قليلاً .
٥- الصبر والاجتهاد وتحمل ضغوط الحياة مطلب مهم في الرزق الحلال ، ومن صبر نال المنى ، وحاز على التوفيق ، وفي الحديث الصحيح ( ومن يتصبر يصبره الله ) .
أيها الناس ، إن الدعوة للكسب الحلال تعني الحذر من الكسب المحرم .
ولايجوز لك ياعبدالله أن تعتذر بالظروف المالية التي تعاني منها لتسلك الطرق المحرمة ، كالغش والخداع والتزوير والرشوة والربا وغيرها مما حرمه الله تعالى .
واعلم أنك قد تبتلى بنقص المال ليختبر الله إيمانك وعفتك عن الحرام ،
وإني أحذرك بهذا الحديث الصحيح ( كل جسد نبت من سحت فالنار أولى به ) .
اللهم وفقنا للخيرات .
مكتبة الصوتيات
مشاهد في الحج
0:00
الاعتزاز بالدين
0:00
إنه رسول الله صلى الله عليه وسلم
0:00
سورة يونس
0:00
ما الذي قاله الرسول في مرضه
0:00
عدد الزوار
4100882
إحصائيات |
مجموع الكتب : ( 21 ) كتاب |
مجموع الأقسام : ( 90 ) قسم |
مجموع المقالات : ( 1589 ) مقال |
مجموع الصوتيات : ( 996 ) مادة |