• الخميس 09 شَوّال 1445 هـ ,الموافق :18 ابريل 2024 م


  • كلمات في العقيدة الإسلامية



  • الحمد لله الواحد الأحد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد .

    الحمد لله الذي خلق الخلق لعبادته فقال جلّ وعز: " وما خلقتُ الجن والإنس إلا ليعبدون ".

    اللهم صل وسلم على سيد الموحدين الذي جاء ليعلمَ الناسَ التوحيدَ وقضى حياته في تأصيلِ التوحيدِ والتحذيرِ من كل مايخالفه من الشركياتِ والخرافات .

    أما بعد ، فيا أيها الناس ، إن أعظمَ ما أمركمُ اللهُ به هو التوحيد وهو إفرادُ الله بالعبادةِ وعدمُ الاشراكِ به .

    التوحيدُ هو الغايةُ من خلقِ الإنسِ والجن . لأجل التوحيد أرسلَ الله الرسل " وما أرسلنا من قبلك من رسول الله إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون ".

    عباد الله ، إن من نعمةِ الله علينا أن نشأنا على التوحيد ، وفي بلاد التوحيد ، ومن تمامِ شكرِ تلك النعمةِ أن نتعرفَ على التوحيدِ وأن نتعلم مسائله ، ومايخالفه ومايقدح في كماله .

    وديننا هو مجموعةٌ من العقائد التي جاءت في كتاب الله وفي سنة نبينا صلى الله عليه وسلم .

    وسوف نتدارسُ سوياً بعضَ القضايا العقدية التي هي من أصولِ دين المسلم .

    - فمن عقيدتنا : الإيمان بالله تعالى رباً وخالقاً وإلهاً، ونؤمنُ بوجوده وأنه الخالق لكل شيء " الله خالق كل شيء ".

    وفي الإيمانِ بوجوده سلامةٌ من فكر الإلحاد الذي بدأ ينتشر عند ضعاف الدين .

    ونحن نذكركم بهذا لنكون في وقاية من شبهات الالحاد والمشكيين في وجود الله تعالى والقائلين بأن الكون جاء صدفةً وأن الطبيعة هي التي جاءت بكل مانراه .

    - ومن عقيدتنا : أن الدينَ الخالد هو دين الإسلام وكل ماعداه من الأديان والمذاهب كلها باطلة " ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين ".

    فكل دين موجود الآن لايجوزُ الاعترافُ به ؛ لأن الإسلامَ نسخَ جميعَ الأديان كما أن نبينا محمد نسخ حميع رسالات الأنبياء قبله .

    كما أن القرآن نسخ جميع الكتب السابقة ، قال صلى الله عليه وسلم : " والذي نفسي بيده لا يسمع بي يهودي ولا نصراني ثم لا يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار " رواه مسلم .

    - ومن عقيدتنا : الإيمانُ برسالةِ نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، فهو خاتم الرسل " ولكن رسولَ الله وخاتم النبيين " وهو سيد ولد آدم يوم القيامة .
    وهو أفضل من خلق الله من عهد آدم إلى أن تقوم الساعة .
    ومن أسمائه أحمد ، ومحمد ، والماحي الذي يمحو الله به الكفر ، وهو الحاشر الذي يحشر الناس عنده ، وهو العاقب أي آخر الأنبياء .

    ويجبُ أن نطيعهُ فيما جاء به ونعتقدُ أن طاعتهُ فرضٌ لازم ، " وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول لعلكم ترحمون " . 

    ولايجوز سبُّ الرسول ولا السخريةِ به ولابشيء مما جاء به ، ومن فعل ذلك فقد ارتد عن الاسلام " قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزءون لاتعتذرا قد كفرتم بعد إيمانكم " .

    ولك أن تتعجب من بعض التغريدات التي فيها الاستهزاءُ بالرسولِ أو بسنته . وكم من حروف جلبت لصاحبها الحتوف ، وإن الرجل ليتكلم بالكلمة لايقلي لها بالاً يهوي بها في النار سبعين خريفاً .

    - ومن عقيدتنا : الرضى بأقدار الله المؤلمة من الموت والمرض ونقص المال وغيرها من المصائب ، ولانقولُ إلا مايرضي ربنا ولانجزع ولانتسخط .
    فلا نشق الملابس ولانضرب الوجوه ولاننوح ولا نرفع الصوتَ بالبكاء والعويل ، 
    ونقولُ كما قال ربنا " قل لن يصيبنا إلا ماكتبَ الله لنا ".

    ومع إيماننا بالقدر إلا أننا ندافعُ القدرِ بالقدر، فندفع الأمراض بالتداوي عملاً بقوله صلى الله عليه وسلم : تداوو ولاتتداوو بحرام .

    وندفع الفقر والديون بالاجتهاد في العمل الدنيوي والسعي في طلب الرزق عملاً بقوله تعالى " فامشوا في مناكبها ".

    - ومن عقيدة المسلم : الاعتزاز بالدين " وللهِ العزةُ ولرسوله وللمؤمنين " ، ونحن قوم أعزنا الله بهذا الدين ومهما ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله .

    ويخالف هذا المبدأ مانراه من ضعفِ التمسك بالإسلام والإنهزامية النفسية لدى بعض الشباب من تقليد الغرب الكافر في بعض العادات كقصات الشعر ولبس الأساور والسلاسل وغيرها .

    أين الاعتزاز بالدين ياشباب ؟ أو ما سمعتم بقول الرسول صلى الله عليه وسلم : " من تشبه بقوم فهو منهم " إن دينكم هو مصدرُ عزتكم وقوتكم .
    " ولاتهنوا ولاتحزنوا وأنتم الأعلون " والإسلام يعلو ولا يُعلى عليه .

    - ومن عقيدتنا : أن ديننا يراعي حرمة الميت باعتدال ، فَيُدفنُ الميت في المقبرة ، ويُدعى له بالمغفرة ، ولايصحُ أن نتعبد لله بأي عبادةٍ عند القبر إلا الدعاءُ للميتِ والصلاة عليه، وهذا ماجاءت به النصوص عن نبينا صلى الله عليه وسلم .

    وأما الانحراف في قضية القبور فقد ملأ بعض البلاد وللأسف ، فعندهم الغلوُ في تعظيم القبور كما تفعله طوائف من المبتدعة الذين يبنون على القبور ويكتبون عليها ، وربما دفنوا الميت في داخل المسجد ، وبعضهم يطوف حوله ويضع القرابين له ويدعونه من دون الله ، نعوذ بالله من الضلال والبدع .

    أين هؤلاء من التوحيد الذي جاء بإفراد العبادة لله وحده وعدم الاشراك به " وأن المساجد لله فلا تدعو مع الله أحداً " ، " إن تدعوهم لايسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم " .

    إن من المناظر المحزنة أن ترى تلك الصور في القنوات لبعض من يدّعي الاسلام وهو يتمسح بالقبر ويصلي له ويدعوه من دون الله ويزحف على بطنه باتجاه ذلك القبر ويبكي عنده وربما اعتقد أن ذلك المدفون خيرٌ من الكعبة وخير من الحج لبيت الله الحرام .

    - ومن عقيدة المسلم : أن صاحبَ المعصية لايكفُر بها بل يوصف بأنه " مؤمن بإيمانه فاسق بكبيرته " .
    ولا نكفره مالم يستحل معصيته أي يعتقدها حلالاً، ولا نكون كالخوارج الذين يكفرون أصحاب المعاصي ، ودليلنا قولهُ تعالى: " وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما " ، 
    فسمّاهم الله مؤمنين مع أنهم يقتتلون ، ونرى النصح لهم بالتي هي أحسن لعل الله أن يأخذ بأيديهم للخير والهدى .

    - ومن عقيدتنا : الترضي على الصحابة أجمعين ، ونحبهم لأنهم صحبوا نبينا صلى الله عليه وسلم ودافعوا عن الدين ونشروه في الآفاق ، ولما لهم من الأعمال الصالحة والسيرة الطيبة التي خلدها التاريخ ، وهم ليسوا بمعصومين من الخطأ ، ولكن خطأهم قليل في جانب حسناتهم وفضائلهم .

    وأفضل الصحابة أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي رضي الله عنهم أجمعين . ولايجوزُ لعنُ الصحابة ، ومن لعنهم فهو فاسق وقد يكفر بذلك ، قال صلى الله عليه وسلم : " لاتسبوا أصحابي  " .

    اللهم وفقنا للمنهج الصحيح الذي رسمه لنا نبيك صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام رضي الله عنهم .

    ---------------------

    الحمد لله .

    - ومن عقيدة المسلم : السمع والطاعة لولي الأمر عملاً بقوله تعالى " يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ".

    وبقوله صلى الله عليه وسلم : " عليكَ السمع والطاعة في المنشط والمكره وفي عسرك ويسرك " . رواه مسلم .

    ولانرى الخروج على ولي الأمر ، بل نجتمعُ ولا نتفرقُ ونسمعُ ونطيعُ .
    " واعتصموا بحبل الله جميعاً ولاتفرقوا " ، " ولاتنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم " .

    ولنحذر من كل داعٍ يريدُ إشعالَ نار الفتنة بين الحاكم والشعب ، ولنعتبر بماجرى حولنا من الفتن والاضطراب وضياع الأمن والقتل والتهجير .

    ونرى الدعاء للحاكم ، كما قال الإمام أحمد : لو كان لي دعوةٌ مستجابة لجعلتها للسلطان .

    - ومن عقيدتنا : الحذر من الذهابِ أو الاتصال بالسحرة والمشعوذين وأهل الدجل والخرافات ، قال صلى الله عليه وسلم : " من أتى عرافاً فسأله لم تقبل له صلاة أربعين يوماً " ومن صدقه فقد كفر بما أنزل على محمد .

    وحدثني بعضهم أنه كان يذهب للكاهن فيطلبُ منه ورقةً ليكتب فيها آيات أو كلمات تحفظه من العين .

    وهناك من يذهب للعرّاف ويطلبُ منه أن يخبره بمستقبله فينظر في الكف أو في الفنجان وكل هذا من الضلال ومن ادعاء علم الغيب ، وهذا من الكفر الأكبر ، قال تعالى: " قل لا يعلمُ من في السماواتِ والأرض ِالغيبَ إلا الله " .

    يا عبدالله ، حينما يقع عليك شيء من البلاء فتوكل على الله في العلاج وتداوى بالرقية الشرعية والطب النبوي .

    اللهم إنا نسألك الثبات على الدين وعلى منهج سيد المرسلين .

    اللهم لاتزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا .

    اللهم وفق ولي أمرنا لهداك واجعل عمله في رضاك .
    اللهم كن لإخواننا المستضعفين في كل مكان .

    سبحان ربك رب العزة عما يصفون ، وسلام على المرسلين ، والحمد لله رب العالمين .

     


    مواد آخرى من نفس القسم

    مكتبة الصوتيات

    رسائل في الترفيه

    0:00

    تأملات من سورة الجاثية - 3

    0:00

    أليس الله بأحكم الحاكمين

    0:00

    في أول يوم من رمضان

    0:00

    فضائل وأحكام قيام الليل

    0:00



    عدد الزوار

    4136438

    تواصل معنا


    إحصائيات

    مجموع الكتب : ( 21 ) كتاب
    مجموع الأقسام : ( 90 ) قسم
    مجموع المقالات : ( 1590 ) مقال
    مجموع الصوتيات : ( 996 ) مادة