• الثلاثاء 28 رَجَب 1446 هـ ,الموافق :28 يناير 2025 م


  • يوم الجمعة فضائل وأحكام





  • الحمد لله الذي اختار لنا يوم الجمعة وجعله سيدُ الأيام، والصلاة والسلام على نبينا محمد الذي جعله الله سيدُ الأنام.

    أما بعد، 
    فهذا اليوم هو يوم الجمعة، الذي يتكرر في كل أسبوع، جعله الله عيداً أسبوعياً لأمةِ الإسلام.

    هذا اليوم له مكانةٌ عند الله، وتواترتِ النصوصُ بفضله، وفي القرآنِ سورةٌ كاملةٌ باسمه، وفيه خطبةَ الجمعة التي يحضرها الناسُ ليتعلموا دينهم.

    وفيه ساعةَ الاستجابة التي من أدركها فقد تعرّض لفرصةٍ عظيمةٍ في إجابة الدعاء.

    وفي يوم الجمعة خلق الله آدم وفيه أدخله الله الجنة وفيه أُخرج منها وفيه تقوم الساعة.

    وسُمّي هذا اليوم بالجمعة؛ لأن أهل الاسلام يجتمعون فيه في كل أسبوع مرة.

    وقد أمر الله المؤمنين بالاجتماع لعبادته فقال : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ".

    وفي فضله يقول صلى الله عليه وسلم : " لا يغتسل رجل يوم الجمعة ويتطهر ما استطاع من طُهر، ويدّهن من دُهنه أو يمسّ من طيبِ بيته، ثم يخرج فلا يفرق بين اثنين، ثم يصلي ما كُتب له، ثم ينصتُ إذا تكلم الإمام إلا غُفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى " رواه البخاري.

    وفي هذا الحديث إشارة إلى أنه لا يفوز بالمغفرة التي تكون يوم الجمعة إلا من جمع تلك الصفات والأعمال.

    ومن فضله أن فيه عبادات لاتكون في غيره، ففيه صلاة الجمعة، وخطبة الجمعة، وساعة الاستجابة.

    ومما جاء في أعمال يومِ الجمعة:
    الاغتسال له، يقول صلى الله عليه وسلم : إذا جاء أحدكم الجمعة فليغتسل. رواه البخاري، 
    وقد اختلف العلماء في وجوب الاغتسال للجمعة، والقول الصحيح أنه سنة مؤكده.

    ومما يستحب في يوم الجمعة:
    استعمال الطيب، وعدم التفريق بين الجالسين، وتحية المسجد ومابعدها من النوافل، والإنصات الكامل.

    أيها الفضلاء، إن هناك مخالفات يقع فيها بعضُ الناس في يوم الجمعة، ومنها:

    ١- السفر للترفيه في يوم جمعة.
    وهذا لا يعني تحريمُ السفر أو النزهة يوم الجمعة، ولكن ينبغي لك يا عبد الله أن لا تعود نفسك أن تغيب عن الجمعة بسبب النزهة، ويمكنك الخروج بعد صلاة الجمعة مباشرة.

    ٢- النوم عن صلاة الجمعة.
    وهذا يقع فيه بعض الشباب وخاصةً في الشقق الخاصة بهم وللأسف، وهؤلاء على خطر كبير، 
    يقول صلى الله عليه وسلم: مَن تركَ الجمعةَ ثلاثَ مراتٍ تهاوُناً بها طَبَع الله على قلْبِهِ " رواه الترمذي بسندٍ صحيح.

    ٣- تخطي الرقاب عند المتأخرين.

    وهذا يتكرر في كل جمعة، وإني أتعجب ممن يستيقظُ متأخراً ويأتي ويزاحمُ الناس ويتخطى الرقاب ويؤذي الناس ألا يستحي من نفسه؟
    لقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم لرجلٍ فعل ذلك : " اجلس فقد آذيت وآنيت ".

    ٤- عدمُ لبسِ الجميل لصلاة الجمعة. 

    وقد كان للنبي صلى الله عليه وسلم لباس خاص ليوم الجمعة، وإنك لتتعجب ممن يأتي للجمعة بلباس النوم.

    يا فضلاء، لقد حثت الشريعةُ على مزيدٍ من العنايةِ باللبس للصلاة عموماً، فقال تعالى: " يابني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد ".

    وزاد التأكيد على صلاة الجمعة فجاءت النصوص بالحث على الاغتسال والسواك والطيب.

    عباد الله، إن من الأحكامِ المتعلقةِ بصلاةِ الجمعة:

    ١- جواز السفر قبل الأذان الثاني، وأما من كان مرتبط برحلة فيجوز السفر حتى بعد دخول الوقت، والضرورات لها أحكامها.

    ٢- مَن كان مسافراً ونزل في بلد ويسمعُ الأذان فيجبُ عليه أن يصلي الجمعة مع الناس لحديث " من سمعَ النداء فلم يجبه فلاصلاة له إلا من عذر ".

    ٣- وأما مَن كان مسافراً سائراً في الطريق فلايجب عليه أن يقف في المدينة أو القرية ليصلي الجمعة.

    ٤- مَن كان مريضاً ولايستطيع الحضور للجمعة فيجوز له ترك الجمعة ويصليها ظهراً أربع ركعات.

    ٥- مَن كان في بلد وصلى فيه الجمعة وأراد أن يجمع العصر معها لكي يسافر بعدها فهل يجوز له ؟ فنقول الأفضل والأحوط ألايجمع، ومَن فعل ذلك فلا حرج عليه لأنه قول لبعض العلماء.

    ٦- يجوز للمرأة أن تصلي الجمعة في المسجد، وتصليها ركعتين مع الإمام، وأما إذا صلتها في البيت فتصليها ظهراً أربع ركعات.

    ٧- مَن فاتته ركعة واحدة من الجمعة فليضف لها أخرى، ومَن فاته الركوع الثاني فيصليها ظهراً أربع ركعات.

    اللهم فقهنا في دينك واجعلنا من عبادك الصالحين المصلحين.

    ----------

    الحمد لله.

    يا عبد الله، تأمل هذا الحديث الذي لن تنالَ الثوابَ الواردَ فيه إلا يومَ الجمعة:
    قال صلى الله عليه وسلم : من غسّل يوم الجمعة واغتسل، وبكّر وابتكر، ومشى ولم يركب، ودنا من الإمام فاستمع ولم يلغ، كان له بكلِ خطوةٍ عمل سنة أجر صيامها وقيامها " رواه الترمذي وصححه بعض العلماء.  

    يا أخي، هل استشعرت هذا الفضل الكبير؟ إن لك بكل خطوةٍ أجرُ وثوابُ سنةٍ كاملة ( صيامها وقيامها ) يعني كأنك صمتَ سنة كاملة وقمت ليالي سنةً كاملة، فماذا يضرك لو بكرت للصلاة لتفوز بهذا الأجر؟

    يا عبد الله، حتى تستفيدَ من يوم الجمعة وتشعرُ فيه بطعمِ العبادة، فأوصيك بأمور:

    الاستيقاظ مبكراً في يوم الجمعة.

    تناولْ فطوراً خفيفاً.

    اغتسل، ثم تطيب، ثم البس أحسن ثيابك، ثم اخرج مبكراً قبل الصلاة بنحو ساعة.

    ثم صل بخشوع وطمأنينة، ثم افتح المصحف واقرأ ماتيسر من القرآن، وإن شئت فاقرأ سورة الكهف لتحظى بالثواب الوارد فيها.

    ثم توقف قليلاً وأكثر مِن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم حتى يدخل الخطيب، ثم أنصت له بكل خشوع، ثم صل معه بحضور قلب.

    ثم بعد الصلاة صل راتبة الجمعة أربع ركعات، وإن شئت فصل في بيتك ركعتين.

    وقبل مغربِ الجمعة بنصفِ ساعة تفرَّغ من أشغالك وارفع يديك إلى ربك واسأله من خيرات الدنيا والآخرة.

    حينما تطبقُ هذا البرنامج سوفَ تشعرُ بحلاوةِ الإيمانِ في قلبك، وسوف يكونُ يومُ الجمعة عندك متميزاً بهذه النفسيةِ العامرة بحب الله تعالى.

    اللهم يسرنا لليسرى وجنبنا العسرى.
    اللهم اشف مرضانا وارحم موتانا.
    اللهم علمنا ماينفعنا وانفعنا بما علمتنا.

    سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين. 


    مواد آخرى من نفس القسم

    مكتبة الصوتيات

    موت القلوب

    0:00

    استمتع بما تملك

    0:00

    الثناء على الزوجة

    0:00

    قواعد في البدع - 2

    0:00

    بدعة المولد النبوي

    0:00



    عدد الزوار

    5203735

    تواصل معنا


    إحصائيات

    مجموع الكتب : ( 29 ) كتاب
    مجموع الأقسام : ( 93 ) قسم
    مجموع المقالات : ( 1627 ) مقال
    مجموع الصوتيات : ( 995 ) مادة