• الخميس 19 جُمادى الأولى 1446 هـ ,الموافق :21 نوفمبر 2024 م


  • فضل مجالس الذكر




  • عن أبى هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن لله ملائكة يطوفون في الطرق ، يلتمسون أهل الذكر ، فإذا وجدوا قوما يذكرون الله تنادوا هلموا إلى حاجتكم ، قال فيحفونهم بأجنحتهم إلى السماء الدنيا ، قال فيسألهم ربهم وهو أعلم منهم : ما يقول عبادي ؟

    قالوا : يقولون يسبحونك ، ويكبرونك ، ويحمدونك ويمجدونك .

    قال : فيقول هل رأوني ؟

    قال : فيقولون لا والله ما رأوك .

    قال : فيقول وكيف لو رأوني ؟

    قال : يقولون لو رأوك كانوا أشد لك عبادة ، وأشد لك تمجيداً ، وأكثر لك تسبيحاً .

    قال : يقول فما يسألونى قال يسألونك الجنة .

    قال يقول : وهل رأوها ؟

    قال : يقولون لا والله يا رب ما رأوها .

    قال : يقول فكيف لو أنهم رأوها ؟

    قال يقولون : لو أنهم رأوها كانوا أشد عليها حرصا ، وأشد لها طلبا ، وأعظم فيها رغبة .

    قال فمم يتعوذون ؟

    قال : يقولون من النار .

    قال يقول : وهل رأوها ؟

    قال : يقولون لا والله ما رأوها .

    قال : يقول فكيف لو رأوها ؟

    قال : يقولون لو رأوها كانوا أشد منها فراراً ، وأشد لها مخافة .
    قال : فيقول فأشهدكم أني قد غفرت لهم .

    قال : يقول مَلَك من الملائكة فيهم فلان ليس منهم إنما جاء لحاجة . قال : هم الجلساء لا يشقى بهم جليسهم . رواه البخاري .

    في الحديث فوائد :

    1- فضل مجالس الذكر والذاكرين .

    2- فضل الاجتماع على ذلك .

    3- أن جليسهم يندرج معهم في جميع ما يتفضل الله تعالى به عليهم إكراماً لهم ولو لم يشاركهم في أصل الذكر .

    4- محبة الملائكة لبني ادم واعتناؤهم بهم .

    5- أن السؤال قد يصدر من السائل وهو أعلم بالمسئول عنه من المسئول لإظهار العناية بالمسؤول عنه والتنوية بقدره والإعلان بشرف منزلته ، وقيل إن في خصوص سؤال الله الملائكة عن أهل الذكر الإشارة إلى قولهم أتجعل فيها مَن يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك فكأنه قيل لهم انظروا إلى ما حصل منهم من التسبيح والتقديس مع ما سلط عليهم من الشهوات ووساوس الشيطان وكيف عالجوا ذلك وضاهوكم في التسبيح والتقديس .

    6- يؤخذ من هذا الحديث أن الذكر الحاصل من بني ادم أعلى وأشرف من الذكر الحاصل من الملائكة ، لحصول ذكر الآدميين مع كثرة الشواغل ووجود الصوارف وصدوره في عالم الغيب ، بخلاف الملائكة في ذلك كله .

    7- جواز القسم في الأمر المحقق تأكيداً له وتنويهاً به .

    8- أن الذي اشتملت عليه الجنة من أنواع الخيرات والنار من أنواع المكروهات فوق ما وُصفتا به .


    مواد آخرى من نفس القسم

    مكتبة الصوتيات

    النجاح والمحاسبة

    0:00

    نداء للمسرفين

    0:00

    الإسلام دين الرحمة

    0:00

    يا نفسُ توبي

    0:00

    تأملات من سورة الزخرف - 3

    0:00



    عدد الزوار

    4970399

    تواصل معنا


    إحصائيات

    مجموع الكتب : ( 24 ) كتاب
    مجموع الأقسام : ( 93 ) قسم
    مجموع المقالات : ( 1596 ) مقال
    مجموع الصوتيات : ( 995 ) مادة