من العجيب في طلب العلم أن هناك عناية خاصة بمن يسلك هذا الطريق، ألا وهو محبة الملائكة لذلك الطالب.
ويؤكد هذا المعنى ما جاء في الحديث " وإن الملائكة لتضعُ أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع " وفي رواية " رضا بما يطلب ". رواه أحمد بسند صحيح.
وهذا لم يأت في علمي إلا لطالب العلم فقط، ومعنى " تضع أجنحتها " أي تتواضع له، وقيل تنزل عند مجلس العلم.
وكأن الملائكة ترى ذلك الطالب الصادق وهو يقرأ أو يحفظ أو يسافر لأجل العلم فتتواضع له محبة لعمله، وللشيء الذي يطلبه وهو العلم الشرعي.
وهذا يدعوك يا طالب العلم للفرح بهذا العلم، حيث أن هناك ملائكة كرام يحبونك ويتواضعون لك، فلا تقلق مهما كنتَ وحيداً في مسيرتك العلمية، ولا تحزن عندما تشعر بتفردك في طلب العلم، لأن الملائكة تعلمُ بك وتحبك.
وبعدما يكبر ذلك الطالب ويصبح معلماً للخير وداعيةً إليه فإن هناك شيء آخر تُقدِّمه الملائكة وهو الاستغفار له كما في الحديث الصحيح " إن الله وملائكته حتى النملة في جحرها وحتى الحوت في البحر ليُصلَّون على مُعلِّم الناس الخير ". رواه الترمذي وصححه الألباني.
فما أعجبَ العلم في بدايته وما أعجبَ العلم وقد أخذتَ منه ما يكفيك لتبليغ الدين.
اللهم اجعلنا ممن تعلَّم العلمَ وعلَّمه وعمِل به ابتغاءَ وجهك ياربَ العالمين.
عدد الزوار
4970399
إحصائيات |
مجموع الكتب : ( 24 ) كتاب |
مجموع الأقسام : ( 93 ) قسم |
مجموع المقالات : ( 1596 ) مقال |
مجموع الصوتيات : ( 995 ) مادة |