• الجمعة 14 رَبيع الثاني 1446 هـ ,الموافق :18 أكتوبر 2024 م


  • الجمع بين حفظ الحديث وفهمه



  • يظن بعض طلاب العلم أن حفظ متون الحديث يكفي لأن يكون الواحد منهم فقيهاً ، وهذا لايصح ، بل لابد من دراسة فقه الحديث ومعرفة معناه ، لأن الحديث له معاني يعرفها أهل العلم ، وله دلالات مختلفة ، كالوجوب والاستحباب والإباحة والكراهة والتحريم ، وقد يكون عام أو خاص وغير ذلك من أدلة الأحكام ، وحتى يتضح المراد فلنتأمل هذه القصة .

    كان بعض رواه الحديث في مجلس الحديث ، فدخلت امرأة تسأل عن حكم تغسيل الحائض للميت ، فلم يعرف الرواة الإجابة مع أنهم يحفظون مئات الأحاديث بأسانيدها ، وقالوا للمرأة انتظري حتى يأتي الإمام الفقيه أبو ثور ، فجاء أبو ثور وسألته المرأة عن حكم تغسيل الحائض للمرأة الميتة؟ فقال : يجوز ، والدليل حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها : إن حيضتك ليست في يدك . رواه مسلم.

    وبعد ذلك قام رواة الحديث الذين كانوا في المجلس، وقالوا نعم هذا الحديث رواه فلان عن فلان، وذكروا عدة أسانيد .

    فانظر هنا كيف أن الرواة لم يعرفوا الحكم من الحديث مع معرفتهم بطرق الحديث وأسانيده ، وكيف عرف الفقيه أبو ثور الإجابة في لحظة ، لأنه يعرف كيف يستنبط الحكم من الدليل .

    وهنا تنبيهات :

    ١- حفظ الدليل مطلوب لكي تكون النصوص حاضرة في ذهن طالب العلم .

    ٢- لابد من معرفة المعنى من الدليل ، وذلك من خلال شروحات الحديث والتربية عند شيخ يعلمك أصول الاستنباط .

    ٣- قد نكون في زمن قلّت فيه دروس العلماء في المساجد ، ولكن ولله الحمد توجد مئات الدروس في الإنترنت ويمكنك الاستفادة منها لتتعرف على كثير من مسائل العلم .

    ٤- إذا كنتَ تقرأ آية أو حديث ولم تفهم المعنى ، فأوصيك بأن تبحث عن المعنى مباشرة ، ويفيدك في ذلك أن تحمّل التطبيقات النافعة في القرآن والحديث في جوالك لترجع إليها حينما تُشكل عليك المسألة .


    مواد آخرى من نفس القسم

    مكتبة الصوتيات

    رسائل للتائبين

    0:00

    آية الكرسي

    0:00

    قواعد في تربية الأبناء - 3

    0:00

    20 فائدة من قصة الهجرة النبوية

    0:00

    ذنوب الخلوات

    0:00



    عدد الزوار

    4823786

    تواصل معنا


    إحصائيات

    مجموع الكتب : ( 20 ) كتاب
    مجموع الأقسام : ( 93 ) قسم
    مجموع المقالات : ( 1586 ) مقال
    مجموع الصوتيات : ( 995 ) مادة