عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال : كان رجل لا أعلم رجلاً أبعد من المسجد منه وكان لا تخطئه صلاة .
فقيل له أو فقلت له : لو اشتريت حماراً تركبه في الظلماء وفي الرمضاء ؟
فقال : ما يسرني أن منزلي إلى جنب المسجد ، إني أريد أن يكتب لي ممشاي إلى المسجد ورجوعي إذا رجعت إلى أهلي .
فقال صلى الله عليه وسلم : قد جمع الله لك ذلك كله . رواه مسلم .
-
تأمل هنا كيف أن ذلك الصحابي كان يفكر بطريقة أخرى ، إنه كان يريد الثواب من تلك الخطوات البعيدة ، ولما علم الله نيته أوحى لرسوله صلى الله عليه وسلم بذلك .
والأحاديث متواترة في الثواب الذي يحصل عليه الذاهب للمسجد فخطوة تكتب له حسنة والأخرى تمحو عنه سيئة ، وإني لأتعجب ممن لا يصلي في المسجد القريب من بيته ، وآخر يتكاسل عن الذهاب لمسجد يبعد عنه نحو 200 متر .
ولكن بعض هؤلاء تجدهم وللأسف في الطرقات المخصصة للمشي يمشون نحو 6 كيلو يومياً ، وبكل حماس وفخر لأنهم بحاجة للرياضة واللياقة البدنية ، ولعل بعضهم قد اشترك في نوادي اللياقة التي يتمرن فيها نحو الساعة بكل سعادة .
ياترى ألا يجد هؤلاء سعادة في المشي إلى بيوت الله ؟
ألا يشعرون بحاجتهم إلى الثواب الذي يبقى لهم بعد موتهم ؟
ألا يخجلون من كبار السن الذين يمشون للمسجد من مكان بعيد ؟
ولكن العبرة بحياة القلب لا بحياة الجسد .
مواد آخرى من نفس القسم
مكتبة الصوتيات
تأملات من سورة الشورى - 3
0:00
تلاوة من سورة الأنعام 15-18
0:00
من مواقف يوم أحد
0:00
تأملات في سورة الملك
0:00
يوم نقول لجهنم هل امتلأت
0:00

عدد الزوار
6003321
إحصائيات |
مجموع الكتب : ( 36 ) كتاب |
مجموع الأقسام : ( 93 ) قسم |
مجموع المقالات : ( 1657 ) مقال |
مجموع الصوتيات : ( 995 ) مادة |