الشيطان قد يفسد العلاقات

عدد القراءات : 1167

أيها الكرام ، إن من أجمل اللحظات أن تجتمع مع إخوتك وإخوانك وبقية أفراد الأسرة في محبة ولطف ويحيط بكم التقدير والاحترام وفي قلوبكم سلامة من الحقد والحسد.

ولكن هذه المعاني لا يحبها الشيطان لهذا أخذ على نفسه العهد أن يفسد بين المجتمعات ويفرق بين الأحبة ويوقد نار الفتنة في داخل كل أسرة ولا يهنأ له بال حتى يطلق الرجل زوجته ويقطع الأخ أخته ويهجر الابن أباه .

ومما يؤسف له أن بعض الناس وقع في شباك الشيطان وساهم في تحقيق مراده وتبنى فكرته ومنهجه ، فتجد الواحد من هؤلاء قاطعاً لرحمه عاقاً لوالديه هاجراً لإخوانه وأخواته .

وقد تمر الشهور بل والسنين ولا زال في جحيم القطيعة والسبب نزغة شيطان عبر موقف صدر من الطرف الآخر ، أو كلمة لسان لم تكن في الحسبان ، وبعدها وقعت كارثة القطيعة وامتلأ القلوب بالضغينة .

وحينها يفرح الشيطان ، وينقص الإيمان ، ولا ترتفع الأعمال ، ويقسو القلب ، وتتقطع الأواصر وتنتشر العداوات .

فيا من وقع في القطيعة أصلح حالك وحاسب نفسك واجلس لوحدك لتبحث في عيوبك ، ولا تزكي نفسك فالشيطان يجري في ابن آدم مجرى الدم، واعلم أن القطيعة تمحق بركة العمر وبركة المال ، وتجلب لك سخط الجبار ولعنته ( فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ ) .

واعلم أيها القاطع أن الجزاء من جنس العمل ، فمن وصل رحمه وصله الله ، ومن قطع رحمه قطعه الله ، وسوف تعيش في قسوة في قلبك وتأنيباً في ضميرك فكن شجاعاً لتصل ما قطعت ولتداوي الجروح وتسد الفراغ وتعود المياه لمجاريها والأمر يسير على من يسره الله عليه .

وأقول للطرف الثاني الذي تجرع مرارة القطيعة وذاق ألم الأخطاء من الطرف الأول : سامح واعف وليكن صدرك واسع، وليكن لديك مقبرة لتدفن فيها أخطاء من تحب، وربنا عفو ويحب منا أن نعفو فيما بيننا .

وقد تكون النفس تريد الانتقام من القاطع والمخطئ فأقول : لا بد من كسر مراد النفس وتربيتها على آيات الكتاب العزيز ( وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ ). ( فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ) .

ومع هذا العفو والسماحة لا مانع من نصيحة صاحب الخطأ بطريقة هادئة وحكيمة لتؤتي ثمارها ، وما يدريك لعل الله يحدث بعد ذلك أمراً .

وأختم حديثي لك إذا جاءك القاطع نادماً فافتح قلبك ، وارم بأخطائه ، وابتسم له ، واحتسب أجرك على الله، و سوف تذوق طعماً غريباً في قلبك هو نتيجة لسلامة القلب ، وجرّب وسترى .

مواد آخرى من نفس القسم

ما أجمل ذلك المبنى ولكن أين ؟

قاعدة " المسافات " في العلاقات الاجتماعية

ولا تنس نصيبك من الدين

مكتبة الصوتيات