التوريث الدعوي

عدد القراءات : 1741

مما نحتاجه في واقعنا الدعوي أن نعتني بتربية الشباب على القيام بالدعوة على المنهج السليم من كل النواحي.

ويشمل ذلك إعدادهم علمياً وتربوياً ومعنوياً، وتعليمهم المهارات الدعوية والفقه الدعوي الشامل.

وحينما يتخرج ذلك الداعية من هذه البرامج فسوف يكون مؤهلاً للقيام بتلك البرامج في الحي الذي يسكن فيه، وفي مدرسته أو جامعته، وسيستمر شعلة بإذن الله حتى بعد تخرجه من الجامعة، وبعد انتقاله لتلك الوظيفة حتى لو كانت في مدينة أخرى.

وهكذا نكون قد ساهمنا في نشر الدعوة في بلاد كثيرة، لأن الدعوة لابد لها من داعية يقوم بها ويحمل همّها.

وحينما نتأمل في تربية النبي صلى الله عليه لأصحابه فإننا نجد أنه قد أعدّ رجالاً يحملون همّ الدعوة، فهذا مصعب بن عمير يرحل للمدينة في مرحلة الدعوة المكية وهو شاب وعمره 25 ليكون داعية إلى الله، ويسلم على يديه مجموعة من الصحابة ومنهم أسيد بن الحضير وسعد بن معاذ.

وهذا معاذ يرحل لليمن ليكون داعية لليهود والنصارى هناك، كما في حديث " إنك تأتي قوماً أهل كتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله ". رواه البخاري.

وفي واقع التابعين تجد أن العلماء والدعاة يتخرجون من مجالس العلم وينتشرون في الآفاق، وهكذا في كل عصور التاريخ تجد علماء ودعاة تخرجوا على أيدي علماء ونفع الله بهم.

وفي أقرب الأزمنة منا، تجد ابن باز تخرج من مدرسة الشيخ محمد بن إبراهيم، وفي القصيم يتخرج ابن عثيمين من مدرسة الشيخ السعدي، رحم الله الجميع، والقصص في هذا الباب كثيرة.

ولو تأملت في حياة الدعاة المؤثرين في واقعنا لرأيت أنهم تخرجوا من مدارس ابن باز وابن عثيمين وابن جبرين وغيرهم من العلماء الصادقين.

فرسالتي لكل شيخ، اعتن بتربية طلابك ليكونوا منارات في الدعوة والتعليم.

إن الأمة بحاجة إلى أولئك الشباب الذين بين يديك، ولن ينفعوا الأمة إلا حينما يجدون ذلك الشيخ الذي يعلمهم ويحفزهم ويربي فيهم الهمّ الدعوي على المنهج الشرعي المتوازن.

إن كل ساعة تجلسها لإعداد أولئك الشباب ستكون في ميزان حسناتك لأنك تصنع رجالاً يحملون الدعوة في البلاد، وكل حسنة تخرج منهم فإن لك مثلها، لأنك الشخص الذي أعدّهم لتلك المهمة النبيلة.

مواد آخرى من نفس القسم

حريص عليكم

الإعلام والوجوه الجديدة

القناعة بالدعوة

مكتبة الصوتيات