• الاربعاء 15 شَوّال 1445 هـ ,الموافق :24 ابريل 2024 م


  • أسباب الاستقرار الأسري

  •  

    الحمد لله الذي يسر لنا الخيرات ونسأله المزيد من فضله .

    اللهم صل وسلم على نبينا محمد الذي وضع لنا قواعد السعادة في كل شؤون الحياة .

    أما بعد .

    أيها الكرام ، 
    يجب أن ندرك أهمية الاستقرارَ الأسري الذي يعتبرُ من أعظم أسباب السعادة الأسرية ونجاحها في كثيرٍ من قضاياها .

    وهذا الاستقرار ُيحتاجُ إلى عوامل ومنها :

    ١- الدعاء للأسرة بالخير والصلاح .

    قال الله في دعاء عبده الصالح ( وأصلح لي في ذريتي ) .

    وقال عن زكريا عليه السلام ( رب هب لي من لدنك ذرية طيبة ) . 

    ومن الخطأ مايفعله البعض من الدعاء على الزوجة والأولاد ، وهنا نذكر بقول النبي ﷺ ( لاتدعو على أموالكم ولا أولادكم لاتوافقوا من الله ساعة فيستجيب لكم ) رواه مسلم .

    ٢- إن تحقيق الاحترام داخل البيت يعين على استقرار الأسرة ، وعكسُ ذلك ، سوءُ الأدب والفحش في القول ، والضرب الذي يمارسه البعض مع زوجته وأولاده .

    ياترى كيف يشعر الأولاد بالسعادة الأسرية وهم يعيشون الخوف في بيتهم بسبب ظلم أبيهم وتعديه وضربه الدائم لهم .

    عجباً لرجل يتعامل مع الناس بأحسن الأخلاق ، ولكنه مع أهله ليس بذاك ، ورسولنا ﷺ يقول ( خيركم خيركم لأهله ) .

    ٣- إن مما يعين على النجاح الأسري ، أن تضبط الميزانية المالية في إدارة بيتك ، والعجب أن بعض الرجال ربما كان كريماً مع الناس ولكنه بخيل مع أسرته .

    والبعض ربما كان فوضوياً في صرف المال ، فلايفرق بين الضروريات وبين الكماليات .

    وربما وقع في عدة قروض وتكالبت عليه الديون ، حتى تضايقت أسرته من كثرة الالتزامات المالية ، والرجل الحكيم هو الذي يضبط ماله حتى يحقق السعادة لنفسه ولأهله .

    ٤- إن الرفق في علاج الأخطاء يعين على النجاح التربوي للأسرة ، ونبينا ﷺ يقول ( إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله ) .

    ويقول ( ماكان الرفق في شيء إلا زانه ولانزع من شيء إلا شانه ) .

    إن زوجتك من جنس البشر وسوف تخطئ وتقصر في تعاملها معك ، فهل تكونُ رفيقاً في تصحيح الخطأ ، أم ستكون قاسياً ؟

    أيها الأب ، سترى من ولدك وابنتك الخطأ والتقصير فكيف تتعامل معهم ؟ هل ستكون رفيقاً حكيماً في مناصحتهم ؟

    إن القسوة ليست حلاً أبداً ، فاتقوا الله في أهاليكم .

    ٥- ومن أسباب الاستقرار الأسري ، الجلوس مع الأهل وعدم الانشغال عنهم كثيراً . 

    أيها الآباء ، إن بعضنا لايجلس مع أسرته إلا لحظاتٍ يسيرة ، ولعله إن جلس معهم ، تراه مشغولاً بالجوال أو بمتابعة القنوات .

    إن زوجتك ووولدك وابنتك بحاجة إلى كلمتك الطيبة ، إلى ابتسامتك ، إلى قصةٍ جميلة ، أو حكايةٍ لطيفة .

    كيف نريدُ الحياةَ الطيبة مع أسرتنا ونحن لانجلسُ معهم ؟

    كيف نغرسُ القيمَ التربوية ونحن لانراهم ؟

    كيف نُعلمهم الأخلاق والأحكام ونحن في الاستراحات والمكاتب ؟

    نعم ، كلنا لديه شغلٌ وعمل ، ولكن يجبُ تخصيصْ بعض الوقت لأسرتك لتصنعَ معهم الذكريات الجميلة .

    ٦- ومن عوامل السعادة الأسرية ، أن ننشر الحب والعاطفة داخل البيت .

    وإن من الحزن أن يسكن الجفاف العاطفي في بيوت بعضنا .

    أيها الفضلاء ، إن من وسائل تنمية الحب في البيت :

    الهدية ، والكلمة الطيبة ، وتقبيل الأطفال ، والتصريح بالحب لزوجتك أو ولدك أو ابنتك ، وهذا نبينا ﷺ يسأله ذلك الصحابي ، من أحب الناس لك ؟ فكان الجواب : عائشة .

    إن رسولنا ﷺ كان صريحاً في إخبار السائل بأنه يحب عائشة .

    ٧- ومن أسباب تحقيق الاستقرار الأسري ، الحكمة في اتخاذ القرارات .

    نقول هذا ، لأن بعض الرجال يستعجل في اتخاذ القرار .

    فهذا يقرر طلاق زوجته لخلاف بسيط ، ويظن أن الطلاق هو الحل ، ولعل الطلاق هو بداية لعشرات المشكلات التي تنتظره في مستقبل الأيام .

    ورجل آخر يستجعل في قرار التعدد ، فيتزوج بالثانية وهو غير قادر مادياً ولا نفسياً ، ثم يتفاجأ بالالتزامات المالية والمشكلات التي تخرج من زوجته الأولى والثانية ، ويكتشف أنه استعجل ، ولكن بعد ماذا .

    ورجلٌ ثالث يستعجل في شراء أرض أو منزل أو بيع منزل أو في انتقال لمدينة اخرى ، وكل ذلك بدون أي استشارة ، ثم يتبين له بعد ذلك أنه أخطأ ، ولكن بعد ماذا ؟

    إن التأني في اتخاذ القرار يحقق الاستقرار الأسري .

    إن استشارة الحكيم المتخصص في القضايا الأسرية يساعدك لاتخاذ القرار الصواب .

    وربنا يقول لنبيه ﷺ ( وشاورهم في الأمر ) .

    اللهم وفقنا للسعادة الأسرية يارب العالمين .

     

    ------------ 

    الحمد لله وكفى .

    عباد الله .

    ٨ - وإن مما يحقق النجاح الأسري ، أن نتخلق بالصبر .

    نعم إن الصبر له منزلة كبرى في الدين .

    قال تعالى ( وبشر الصابرين ) وقال ( ولئن صبرتم لهو خير للصابرين ) .

    وإن من الخلل أن نحصرَ الصبر فقط بالصبرِ على المرضِ أو الفقرِ أو موتِ القريب .

    إن من أعظم مواطن الصبر أن نصبر على تقصير الزوجة ، وتأخر استقامة الولد ، وجهل البنت .

    إن الصبر على الأسرة يحقق التوازن في الحياة .

    وإذا لم نصبر عليهم ، فياترى كيف سنعيشُ معهم ، وكما يصبرون علينا ، فلنصبر عليهم .

    ولننظر إلى الإيجابيات التي لديهم ولانفكر فقط في السلبيات أو جوانب النقص ، لأنه لايسلمُ أحدٌ من النقص والخطأ .

    ٩- ومن أسباب تحقيق السعادة الأسرية ، أن نحقق تقوى الله في حياتنا .

    إن الطاعات تثمر السعادة ( من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياةً طيبة ) .

    ومن صور الحياة الطيبة ، أن يرزقك الله سعادة مع أسرتك .

    والعكس ، فمن كان بعيداً عن الله ، مرتكباً للمحرمات ، فقد يعاقبه الله في بيته بأن يجعل الضيق والتعاسة والشقاق في أسرته.

    قال تعالى ( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ) .

    فيامن يريد استقراراً أسرياً ابدأ بنفسك ، وأحسن علاقتك مع الله ، فلعل المصائب التي في بيتك بسبب ذنوبك .

    اللهم أصلح أحوالنا ، واهد قلوبنا ، واملأ بيوتنا بالسعادة .

     


    مواد آخرى من نفس القسم

    مكتبة الصوتيات

    رسائل في أعمال القلوب

    0:00

    من هم بحسنة

    0:00

    الداعية واستخدام القصة

    0:00

    اعمل ما تحب

    0:00

    تأملات من سورة الزخرف - 3

    0:00



    عدد الزوار

    4154499

    تواصل معنا


    إحصائيات

    مجموع الكتب : ( 21 ) كتاب
    مجموع الأقسام : ( 92 ) قسم
    مجموع المقالات : ( 1591 ) مقال
    مجموع الصوتيات : ( 996 ) مادة