• الثلاثاء 18 رَبيع الثاني 1446 هـ ,الموافق :22 أكتوبر 2024 م


  • أسباب الاستقرار الأسري




  • الحمد لله الذي يسر لنا الخيرات ونسأله المزيد من فضله.

    اللهم صل وسلم على نبينا محمد الذي وضع لنا قواعد السعادة في كل شؤون الحياة.

    أما بعد.

    أيها الكرام، يجب أن ندرك أهمية الاستقرارَ الأسري الذي يعتبرُ من أعظم أسباب السعادة الأسرية ونجاحها في كثيرٍ من قضاياها.

    وهذا الاستقرار ُيحتاجُ إلى عوامل ومنها:

    ١- الدعاء للأسرة بالخير والصلاح.

    قال الله في دعاء عبده الصالح (وأصلح لي في ذريتي).

    وقال عن زكريا عليه السلام (رب هب لي من لدنك ذرية طيبة).

    ومن الخطأ ما يفعله البعض من الدعاء على الزوجة والأولاد، وهنا نذكر بقول النبي ﷺ: لا تدعوا على أموالكم ولا أولادكم لا توافقوا من الله ساعة فيستجيب لكم. رواه مسلم.

    ٢- إن تحقيق الاحترام داخل البيت يعين على استقرار الأسرة، وعكسُ ذلك، سوءُ الأدب والفحش في القول، والضرب الذي يمارسه البعض مع زوجته وأولاده.

    يا ترى كيف يشعر الأولاد بالسعادة الأسرية وهم يعيشون الخوف في بيتهم بسبب ظلم أبيهم وتعديه وضربه الدائم لهم.

    عجباً لرجل يتعامل مع الناس بأحسن الأخلاق، ولكنه مع أهله ليس بذاك، ورسولنا ﷺ يقول: خيركم خيركم لأهله. رواه الترمذي بسند حسن.

    ٣- إن مما يعين على النجاح الأسري، أن تضبط الميزانية المالية في إدارة بيتك، والعجب أن بعض الرجال ربما كان كريماً مع الناس ولكنه بخيل مع أسرته.

    والبعض ربما كان فوضوياً في صرف المال، فلا يفرق بين الضروريات وبين الكماليات.

    وربما وقع في عدة قروض وتكالبت عليه الديون، حتى تضايقت أسرته من كثرة الالتزامات المالية، والرجل الحكيم هو الذي يضبط ماله حتى يحقق السعادة لنفسه ولأهله.

    ٤- إن الرفق في علاج الأخطاء يعين على النجاح التربوي للأسرة، ونبينا ﷺ يقول: إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله. رواه ابن ماجه بسند صحيح.

    إن زوجتك من جنس البشر وسوف تخطئ وتقصر في تعاملها معك، فهل تكونُ رفيقاً في تصحيح الخطأ، أم ستكون قاسياً؟

    أيها الأب، سترى من ولدك وابنتك الخطأ والتقصير فكيف تتعامل معهم؟ هل ستكون رفيقاً حكيماً في مناصحتهم؟

    إن القسوة ليست حلاً أبداً، فاتقوا الله في أهاليكم.

    ٥- ومن أسباب الاستقرار الأسري، الجلوس مع الأهل وعدم الانشغال عنهم كثيراً.

    أيها الآباء، إن بعضنا لا يجلس مع أسرته إلا لحظاتٍ يسيرة، ولعله إن جلس معهم، تراه مشغولاً بالجوال أو بمتابعة القنوات.

    إن زوجتك وولدك وابنتك بحاجة إلى كلمتك الطيبة، إلى ابتسامتك، إلى قصةٍ جميلة، أو حكايةٍ لطيفة.

    كيف نريدُ الحياةَ الطيبة مع أسرتنا ونحن لا نجلسُ معهم؟

    كيف نغرسُ القيمَ التربوية ونحن لا نراهم؟

    كيف نُعلمهم الأخلاق والأحكام ونحن في الاستراحات والمكاتب؟

    نعم، كلنا لديه شغلٌ، ولكن يجبُ تخصيصْ بعض الوقت لأسرتك لتصنعَ معهم الذكريات الجميلة.

    ٦- ومن عوامل السعادة الأسرية، أن ننشر الحب والعاطفة داخل البيت.

    أيها الفضلاء، إن من وسائل تنمية الحب في البيت:

    الهدية، والكلمة الطيبة، وتقبيل الأطفال، والتصريح بالحب لزوجتك أو ولدك أو ابنتك، وهذا نبينا ﷺ يسأله ذلك الصحابي: من أحب الناس لك؟ فكان الجواب: عائشة.

    إن رسولنا ﷺ كان صريحاً في إخبار السائل بأنه يحب عائشة.

    ٧- ومن أسباب تحقيق الاستقرار الأسري، الحكمة في اتخاذ القرارات.

    نقول هذا، لأن بعض الرجال يستعجل في اتخاذ القرار.

    فهذا يقرر طلاق زوجته لخلاف بسيط، ويظن أن الطلاق هو الحل، ولعل الطلاق هو بداية لعشرات المشكلات التي تنتظره في مستقبل الأيام.

    ورجل آخر يستعجل في قرار التعدد، فيتزوج بالثانية وهو غير قادر مادياً ولا نفسياً، ثم يتفاجأ بالالتزامات المالية، ويكتشف أنه استعجل، ولكن بعد ماذا؟

    ورجلٌ ثالث يستعجل في شراء أرض أو منزل أو بيع منزل أو في انتقال لمدينة اخرى، وكل ذلك بدون أي استشارة، ثم يتبين له بعد ذلك أنه أخطأ، ولكن بعد ماذا؟

    إن التأني في اتخاذ القرار يحقق الاستقرار الأسري.

    إن استشارة الحكيم المتخصص في القضايا الأسرية يساعدك لاتخاذ القرار الصواب.

    وربنا يقول لنبيه ﷺ (وشاورهم في الأمر).

    اللهم وفقنا للسعادة الأسرية يارب العالمين.

     

     ------------

     

    الحمد لله وكفى.

    عباد الله.

    ٨ - وإن مما يحقق النجاح الأسري، أن نتخلق بالصبر.

    نعم إن الصبر له منزلة كبرى في الدين.

    قال تعالى (وبشر الصابرين).

    وإن من الخلل أن نجعل الصبر على المرضِ أو الفقرِ أو موتِ القريب.

    إن من أعظم مواطن الصبر أن نصبر على تقصير الزوجة، وتأخر استقامة الولد، وجهل البنت.

    إن الصبر على الأسرة يحقق التوازن في الحياة.

    وإذا لم نصبر عليهم، فيا ترى كيف سنعيشُ معهم، وكما يصبرون علينا، فلنصبر عليهم.

    ٩- ومن أسباب تحقيق السعادة الأسرية، أن نحقق تقوى الله في حياتنا.

    إن الطاعات تثمر السعادة، قال تعالى (من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياةً طيبة).

    ومن صور الحياة الطيبة، أن يرزقك الله سعادة مع أسرتك.

    والعكس، فمن كان بعيداً عن الله، مرتكباً للمحرمات، فقد يعاقبه الله في بيته بأن يجعل الضيق والتعاسة في أسرته.

    قال تعالى (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم).

    فيامن يريد استقراراً أسرياً، ابدأ بنفسك، وأحسن علاقتك مع الله، فلعل المصائب التي في بيتك بسبب ذنوبك.

    اللهم أصلح أحوالنا، واملأ بيوتنا بالسعادة.


    مواد آخرى من نفس القسم

    مكتبة الصوتيات

    خلق المسلم مع الصحابة

    0:00

    إشراقة دعوية

    0:00

    قصة إسلام نصراني وملحد

    0:00

    تأملات من قصة نوح عليه السلام

    0:00

    بشارات للدعاة

    0:00



    عدد الزوار

    4840951

    تواصل معنا


    إحصائيات

    مجموع الكتب : ( 22 ) كتاب
    مجموع الأقسام : ( 93 ) قسم
    مجموع المقالات : ( 1586 ) مقال
    مجموع الصوتيات : ( 995 ) مادة