• الجمعة 17 شَوّال 1445 هـ ,الموافق :26 ابريل 2024 م


  • مشاهدات في عالم الفتيات




  • الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات .

    الحمد الذي بيده مفاتيح الخيرات والبركات .

    والصلاة والسلام على من أخرجنا الله به من مصائب الظلمات إلى الأنوار والطاعات .

    أما بعد ، معاشر المسلمين .

    في كل بيت توجد فتيات ، وفي عالم الفتيات أفراح وأحزان ، وحسنات وسيئات ، في مجتمع الفتيات تقليد للكافرات ، وتبرج وسفور، وفيه اتباع للصحابيات والصالحات، وحياء وسرور .

    هيا معي معاشر المحبين لنشاهد سوياً " مشاهدات في عالم الفتيات " نتجول في تلك المشاهد مع قصص تحمل بين ثناياها الجوانب المشرقة في عالم الفتيات ، ويوجد بين صفحات هذه القصص بعض المآسي في مجتمع الفتيات .

    أذكركم بها أيها الآباء والأزواج لعلكم أن تدركوا بعضاً من الأخطار التي تدور حول تلكم الفتيات ، ولتفرحوا أيضاً بما يسر من حسنات الفتيات .

    المشهد الأول .

    في ذلك الحي نشأت تلك الفتاة المحبة للقرآن ، وكان من أجمل الأخبار لها أن تم افتتاح داراً لتحفيظ القرآن في المسجد القريب منها ، فكانت تلك الفتاة مبادرةً للالتحاق بها ، وكلها شوقاً لأن تكون من الحافظات لكتاب الله ، وماهي إلا سنوات ثلاث وتفوز صاحبتنا بلقب " الحافظات ".

    وهكذا تقضى الساعات والشهور والسنوات مع نور تلكم الحلقات.

    المشهد الثاني .

    بين أروقة الجامعات نشاهد تلك الفتاة التي تخلت عن أنوثتها وفطرتها وبدأت تقلد الرجال في لبسها وشخصيتها وصوتها ، عجباً لها أين والدها الذي يراها في البيت وهي بسلوك عجيب ينافي فطرة الفتيات ، بل أين أخاها الذي يزعم الرجولة وهو يسكن مع تلك المسترجلات ؟

    المشهد الثالث .

    تلك الفتاة الصابرة المحتسبة ؛ حدثني صاحبي محمد وقال : نزل المرض بأختي وأحاطت بها الهموم وتكالبت على جسدها أنواعاً من الآلام ، ثم ترقد في المستشفى وفي نهار ذلك اليوم يقول صاحبي : دخلت على أختي وإذا بها تكلمني وتقول : سمعت صوتاً يهاتفني ويقول " بقي قليل وتبلغين الفردوس ". ثم تدخل في غيبوبة ، ثم تخرج من الحياة .

    ولعلها وصلت إلى الفردوس ( وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ) . ( وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ ).

    إنه مشهد الصبر على البلاء والثبات عند الأزمات وقصص الصالحات في هذا متواترة ومشهورة .

    المشهد الرابع .

    في ذلك السوق تتألم حينما ترى تلك الفتاة التي تلبس تلك العباءة الفاتنة والمطرزة ، وأخرى متبرجة .

    يا ترى لماذا خرجت تلك الفتاة ؟ ولمن تتجمل ؟ وهل أصبح السوق مكاناً تعرض فيه جمالها ؟

    أيها الأب ، أيها الزوج ، إنك مسؤول عن لباس أسرتك ، وربنا يقول: ( الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ ) .

    ويقول: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ ) ، فكن قيّماً على نساءك برعايتك وتأديبك وحزمك .

    إن السوق مليء بضعاف النفوس ورواد الشهوات ، والنساء قد يغفلن عن مصائد الشيطان .

    المشهد الخامس .

    وراء القضبان دخلت ذلك السجن للمشاركة في كلمات توجيهية لإخواننا هناك.

    فقال المسؤول هناك : هل تريد سماع أصوات أطفال رضع ؟

    قلت : ما جريمتهم ؟

    فقال : نتيجة اتصال من تلك الفتاة الغافلة مع ذلك الشاب ، وحينها بدأ وهم الحب وتنامى ، وبعد أيام تقرر الفتاة أن تخرج معه .

    ثم كان اللقاء الذي يحمل وعوداً بالزواج ووقعت الجريمة ، ثم حملت تلك الفتاة بالجنين ، بل بالعار الذي سيلتصق بها أمد الدهر ولكنهم يفتضحون ويقبض عليهم ثم يكون السجن منزلاً لهما .

    المشهد السادس .

    هناك وفي تلك الطائرة المغادرة لتلك الدولة يتكرر مشهد مؤلم وهو أن ترى تلك الفتاة وهي ترمي بالحجاب في حقيبتها حينما يعلن مشرف الطائرة اقتراب النزول في تلك الدولة ، يا ترى لماذا ترمي تلك الفتاة بحجابها هناك ؟

    والعجيب أنها حينما ترجع إلى بلدها تقوم بإخراج الحجاب والعباءة لتلبسه قبل النزول في المطار.

    يا حسرتاه علينا إذا كنا نتمسك بالحجاب في بلد دون بلد .

    المشهد السابع .

    في ذلك المنزل فتاة قاربت الثلاثين ، تعاني من والدها الذي حرمها من الزواج بسبب راتبها ، أو لعله منعها بسبب عاداتٍ جاهلية ليرغمها على اختيار قريبٍ لها ، إنه ظلمٌ كبير أيها الأب أن تكون من هذا الصنف .

    إن ابنتك بحاجة إلى رجلٍ تكمل معه مسيرة الحياة ، تحتاج إلى رجلٍ يشاركها رحلة العمر ، يخدمها ، يمنحها العاطفة والحنان ، ابنتك تحتاج إلى أسرةٍ جديدة فيها الزوج والابن والبنت .

    يا ولي الأمر، عد إلى صوابك ، واستيقظ من غفلتك ، وامنح ابنتك حرية الاختيار لشريك الحياة .

    وحينما يكون الوالد ميتاً قد يمارس بعض إخوتها نفس الأسلوب ويمنعونها من الاختيار للزوج المناسب .


    اللهم احفظ الفتيات من جحيم الانحرافات .

     ---------------------

    الحمد لله وبعد .

    وأما المشهد الثامن .

    فهو لفتاة في عمر الزهور تنشأ في بيت أمها المطلقة ، أما والدها فمشغول بزوجته الثانية ، وأما والدتها فهي في عالم السوق ورسائل الجوالات ومواقع التواصل .

    وتجري أيام الفتاة وهي تقلب القنوات ، وتعبث بدخول المواقع والألعاب التي تخدش الحياء ، وفي تلك المرحلة تبحث الفتاة عن أمٍ تهتم بها أو والدٍ يقضي حوائجها ، فلا تجد .

    وأمّا المشهد التاسع .

    فهو لفتاة تجاوزت العشرين ، ثم يبدأ الرجال بالتقدم للزواج منها ، ويغفل الوالد عن الانتقاء المتميز لابنته باختيار الزوج الصالح ، وتوافق الفتاة على ذلك الشاب الذي لم يحمل معه مبادئ التدين وحسن الخلق .

    ويتم الزواج ، وتمضي أيام العسل ، وبعد شهور ، يظهر الشاب على حقيقته ، وتنكشف سريرته ، ويبدو المكر في حياته ، فهو في عالم السهر والسفر ، ومن تاركي الصلوات ، وممن يتعامل بالحرام في سائر شؤونه ، فتصبر تلك الفتاة على كلماته البذيئة وأخلاقه السيئة .

    ثم يزاد جرمه وإثمه فتقرر الخروج من عالمه لتكون في قائمة المطلقات .

    ثم يرمي المجتمع عليها أصناف التهم والإشاعات ، وتجد العداء من والديها وإخوانها ، فهي بين نيران الطلاق وبين جحيم الأسرة التي كانت تنتظر منهم الوقوف معها في مصيبتها ، فيا أيها المجتمع رفقاً بالمطلقات .


    عباد الله ، هذه بعض المشاهدات التي تم التقاطها من حياة بعض الفتيات ، لست مبالغاً في سردها ، ولعلي تركتُ بعض القصص التي تحمل بينها جحيماً أشد .

    اللهم احفظ أولادنا وبناتنا من السوء والفحشاء ، واجعلهم في سلك الأخيار والأبرار ، اللهم جنبهم الفتن ماظهر منها ومابطن .

    اللهم اهدنا للطاعات وباعد بيننا وبين المنكرات .

    اللهم اشرح صدورنا لما تحب وترضى .


    مواد آخرى من نفس القسم

    مكتبة الصوتيات

    الميزان

    0:00

    المكان العجيب

    0:00

    سورة تبارك

    0:00

    تأملات من قصة آدم عليه السلام

    0:00

    الجلوس مع الأبناء

    0:00



    عدد الزوار

    4160587

    تواصل معنا


    إحصائيات

    مجموع الكتب : ( 21 ) كتاب
    مجموع الأقسام : ( 92 ) قسم
    مجموع المقالات : ( 1591 ) مقال
    مجموع الصوتيات : ( 996 ) مادة