• السبت 11 شَوّال 1445 هـ ,الموافق :20 ابريل 2024 م


  • أهمية غرس القيم في المجتمعات

  •  

    الحمد لله الذي كان بعباده خبيراً بصيراً .
    والصلاة والسلام على رسولنا محمد الذي كان رحمةً للعالمين وقدوةً للناس أجمعين .

    أما بعد ، فيا أيها الفضلاء .
    إن سعادةَ المجتمع ونموهُ يعتمدُ كثيراً على الأخلاقِ والقيمِ التي تربّى عليها .

    ونحن وبكل صراحة بحاجةٍ إلى طرح موضوعِ القيمِ والحديثِ عنه وتوضيح معالمه لعل ذلك أن يساهمَ في أن يلتفتَ الأباءُ والمربون إلى تأصيله في النفوس .

    خذ مثالاً على القيم :
    قيمةُ احترامِ الآخرين من القيمِ الجميلةِ التي جاءت في بيانها النصوص ومنها " ليس منّا من لم يوقر كبيرنا ويرحم صغيرنا ويعرفَ لعالمنا فضله ".
    ثم تعال إلى ذلك الأب ، هل يزرعُ هذه القيمة في نفوس أولاده وبناته ؟

    هل نجد أن الأب يعود أولاده على أن يسلموا على الناس مهما اختلفت جنسياتهم ؟ هل الأب يربي أولاده على احترامِ كبارِ السن ؟
    هل يربيهم على الإنصاتِ في المجلسِ حينما يتحدث الكبير ؟
    هل يربيهم على احترام المعلم وعدم أذيتهِ بأي قول أو فعل ؟

    إنها أسئلةٌ تدور في ذهن المربين .
    إن بعض الآباء في غفلةٍ عن هذا وربما لم يفكر في ذلك .

    بكل صراحة ، حينما ينشأُ الشبابُ على قلة الاحترام ماذا سنجد في المجتمع ؟.
    ماذا سنلاحظ في المساجد وفي المدارس وفي الطرقات .
    سوف نرى شباباً يؤذون ذلك العامل ، ونرى شباباً يقاطعون كبار السن في المجالس بدون أي احترام .

    سوف نرى طلاباً يرفعون الصوت على المعلم وربما صوروه في مقاطع الجوال ونشروه بكل سوء .
    سوف نرى شباباً يمارسون أذية المارة بالطرقات وبالتفحيط وبرفع صوت المنبه في كل مكان .

    هذه نتائج عدمُ التربيةِ على قيمةِ الاحترام للآخرين .

    إنكم أيها الآباء تمثلون دوراً كبيراً في إصلاح المجتمع وذلك حينما تعتنون بصغاركم قبل أن يكبروا .

    إن التربيةَ الحقيقية في الصغر منذ الثلاث والأربع سنوات ، وليس بعد المراهقة .

    ومن زاويةٍ أخرى لابد أن نتحدث عن تربيةِ البناتِ على الحياءِ والعفاف .
    إن الحياءَ والعفافَ من أجملِ ماتتصفُ به البنت منذ نشأتها .
    وإن جمالها ليزدادُ حينما تمتلئُ حياتَها بالحياء .

    وإن الناظرَ في الواقع ليجدُ بعض الصور التي تدل على بدايةٍ خطيرة في التقصيرِ في هذه القيمة .

    إنني أهمس لك أيها الأب ، وتشارككَ زوجتك في هذا الخطاب .
    يا ترى أين أنتم عن بناتكم منذ الصغر ؟.
    لعلي أكون صريحاً معك لأنني أحبك وأحبُ أن أكونَ صادقاً معك .

    أتذكر لما تساهلت في تلك القنوات التي تتضمن مشاهد فيها التبرج والسفور في بيتك .
    لقد نشأت بناتك على متابعة تلك القنوات ومواقع التواصل الآثمة .
    لقد غرست تلك القنوات في بناتك تلك القيمِ المخالفةِ للفطرةِ وللشرع .
    لقد كان ذلك الأب وزوجتُه في غفلةٍ عن غرسِ الحياءِ والأدب في نفوس بناته .

    كانت بناته تتابع حسابات رجال يمارسون التفاهات في مواقع التواصل حتى تشبعت تلك البنت من تلك التفاهات .

    كانت تلك البنت تسهرُ على مواقع اليوتيوب ، ووالديَها في غفلة عن تلك المشاهدات .
    ومع مرور السنوات أصبحت تلك الفتاة في ضعفٍ تربوي وربما نقصَ عندها رصيدُ الحياءِ والإيمان .

    أنت السبب أيها الأب، والأم تشاركك .
    إنك لو اعتنيت ببناتك منذ الصغر لرأيت منهنّ كل مايسرك من الحياء والأخلاق النبيلة .

    معاشر المسلمين ، إن من الملاحظ على الآباء والأمهات :
    التركيزُ على الأخطاء التربوية التي تصدر من الأولاد والبنات دون العناية بغرس القيم .

    مثال ذلك :
    حينما يكذبُ الإبن فإن الأبَ يصفُ ولدهُ بالكذاب وربما عاقبه وضربه ، وينتهي الأمرُ عند هذا الحد .
    ياترى هل فكر هذا الأب بأن يغرسَ قيمةَ الصدق في ولده ؟
    في الغالب : لا .

    إننا شديدي الملاحظةِ على عيوبِ أولادنا ، ومقصرون في وقايتهم من تلك العيوب من خلال التربية .

    اللهم وفق الآباء والأمهات لتربية أولادهم وبناتهم على القيم والأخلاق .

    ----------------

    الحمد لله .

    أيها الآباء الكرام ، إن التربيةَ مسؤوليةٌ كبيرة ، ورسولنا صلى الله عليه وسلم يقول " كلكم راع وكلكم مسؤل عن رعيته " ، إن أولادكم ليسوا فقط بحاجةٍ إلى اللباسِ والطعام .

    إنهم بحاجةٍ إلى غرسِ القيم والآداب التي جاءت في شريعتنا والتي تنادي بها الفطرة وتؤيدها العاداتُ الاجتماعية المحافظة .

    إليك أيها الأب بعضَ الوسائلِ التربوية التي تعينكَ على غرس القيم :

    ١- كن قدوةً حسنة في الأخلاق لأنك أنت المؤثر الأول في تربية أولادك وبناتك .

    ٢- تحدث مع أولادك عن الأخلاقِ بطريقةِ مشوقة ، كأن تذكر لهم قصة تتناول قيمة من القيم النبيلة .

    ٣- اذكر لهم آية أو حديث واشرح ذلك لهم بأسلوبٍ يناسبُ مستواهم .

    ٤- أرسل لهم رسالة أو مقطع جميل على جوالاتهم تتناول قيمة من القيم .

    ٥- امدح ابنك وابنتك حينما تراهم يمارسون تلك القيم وشجعهم عليها .

    حينما يخطئ ابنك أو ابنتك في خُلقٍ ما فاحرص على مناصحتهم بالأسلوب المناسب حتى لاتخسر محبتهم لك .

    أيها الآباء ، إنكم حينما تربون أولادكم تربيةً صالحة فإنكم تغرسونَ الخيرَ في المجتمعِ بأكمله؛ لأننا سنرى تلك الأخلاق تنتشرُ في المجتمعِ ويفرحُ بها الجميع .

    إن أولادكم وبناتكم سيكونون غداً آباء وأمهات ، وسينقلون تلك القيمِ التربوية لأولادهم وبناتهم ، فماذا سيغرسون ؟

    اللهم وفقنا لتربية أولادنا وبناتنا على القيم والأخلاق التي ترضيك .
    اللهم اجعلنا لك ذاكرين عابدين خاشعين .
    اللهم احفظنا من الفتن ماظهر منها ومابطن .
    اللهم وفق ولي أمرنا لماتحب وترضى ، واحفظه بحفظك يارب العالمين .
    سبحان ربك رب العزة عما يصفون ، وسلام على المرسلين ، والحمد لله رب العالمين .

     


    مواد آخرى من نفس القسم

    مكتبة الصوتيات

    كفالة اليتيم وصلاح القلوب

    0:00

    20 وقفة من قصة موسى مع الفتاتين

    0:00

    شرح القواعد الأربع

    0:00

    القدوة الحسنة

    0:00

    زيارة للسجن

    0:00



    عدد الزوار

    4138408

    تواصل معنا


    إحصائيات

    مجموع الكتب : ( 21 ) كتاب
    مجموع الأقسام : ( 92 ) قسم
    مجموع المقالات : ( 1591 ) مقال
    مجموع الصوتيات : ( 996 ) مادة