الحمد لله الذي كان بعباده خبيراً بصيراً .
والصلاة والسلام على رسولنا محمد الذي كان رحمةً للعالمين وقدوةً للناس أجمعين .
أما بعد ، فيا أيها الفضلاء .
إن سعادةَ المجتمع ونموهُ يعتمدُ كثيراً على الأخلاقِ والقيمِ التي تربّى عليها .
ونحن وبكل صراحة بحاجةٍ إلى طرح موضوعِ القيمِ والحديثِ عنه وتوضيح معالمه لعل ذلك أن يساهمَ في أن يلتفتَ الأباءُ والمربون إلى تأصيله في النفوس .
خذ مثالاً على القيم :
قيمةُ احترامِ الآخرين من القيمِ الجميلةِ التي جاءت في بيانها النصوص ومنها " ليس منّا من لم يوقر كبيرنا ويرحم صغيرنا ويعرفَ لعالمنا فضله ".
ثم تعال إلى ذلك الأب ، هل يزرعُ هذه القيمة في نفوس أولاده وبناته ؟
هل نجد أن الأب يعود أولاده على أن يسلموا على الناس مهما اختلفت جنسياتهم ؟ هل الأب يربي أولاده على احترامِ كبارِ السن ؟
هل يربيهم على الإنصاتِ في المجلسِ حينما يتحدث الكبير ؟
هل يربيهم على احترام المعلم وعدم أذيتهِ بأي قول أو فعل ؟
إنها أسئلةٌ تدور في ذهن المربين .
إن بعض الآباء في غفلةٍ عن هذا وربما لم يفكر في ذلك .
بكل صراحة ، حينما ينشأُ الشبابُ على قلة الاحترام ماذا سنجد في المجتمع ؟.
ماذا سنلاحظ في المساجد وفي المدارس وفي الطرقات .
سوف نرى شباباً يؤذون ذلك العامل ، ونرى شباباً يقاطعون كبار السن في المجالس بدون أي احترام .
سوف نرى طلاباً يرفعون الصوت على المعلم وربما صوروه في مقاطع الجوال ونشروه بكل سوء .
سوف نرى شباباً يمارسون أذية المارة بالطرقات وبالتفحيط وبرفع صوت المنبه في كل مكان .
هذه نتائج عدمُ التربيةِ على قيمةِ الاحترام للآخرين .
إنكم أيها الآباء تمثلون دوراً كبيراً في إصلاح المجتمع وذلك حينما تعتنون بصغاركم قبل أن يكبروا .
إن التربيةَ الحقيقية في الصغر منذ الثلاث والأربع سنوات ، وليس بعد المراهقة .
ومن زاويةٍ أخرى لابد أن نتحدث عن تربيةِ البناتِ على الحياءِ والعفاف .
إن الحياءَ والعفافَ من أجملِ ماتتصفُ به البنت منذ نشأتها .
وإن جمالها ليزدادُ حينما تمتلئُ حياتَها بالحياء .
وإن الناظرَ في الواقع ليجدُ بعض الصور التي تدل على بدايةٍ خطيرة في التقصيرِ في هذه القيمة .
إنني أهمس لك أيها الأب ، وتشارككَ زوجتك في هذا الخطاب .
يا ترى أين أنتم عن بناتكم منذ الصغر ؟.
لعلي أكون صريحاً معك لأنني أحبك وأحبُ أن أكونَ صادقاً معك .
أتذكر لما تساهلت في تلك القنوات التي تتضمن مشاهد فيها التبرج والسفور في بيتك .
لقد نشأت بناتك على متابعة تلك القنوات ومواقع التواصل الآثمة .
لقد غرست تلك القنوات في بناتك تلك القيمِ المخالفةِ للفطرةِ وللشرع .
لقد كان ذلك الأب وزوجتُه في غفلةٍ عن غرسِ الحياءِ والأدب في نفوس بناته .
كانت بناته تتابع حسابات رجال يمارسون التفاهات في مواقع التواصل حتى تشبعت تلك البنت من تلك التفاهات .
كانت تلك البنت تسهرُ على مواقع اليوتيوب ، ووالديَها في غفلة عن تلك المشاهدات .
ومع مرور السنوات أصبحت تلك الفتاة في ضعفٍ تربوي وربما نقصَ عندها رصيدُ الحياءِ والإيمان .
أنت السبب أيها الأب، والأم تشاركك .
إنك لو اعتنيت ببناتك منذ الصغر لرأيت منهنّ كل مايسرك من الحياء والأخلاق النبيلة .
معاشر المسلمين ، إن من الملاحظ على الآباء والأمهات :
التركيزُ على الأخطاء التربوية التي تصدر من الأولاد والبنات دون العناية بغرس القيم .
مثال ذلك :
حينما يكذبُ الإبن فإن الأبَ يصفُ ولدهُ بالكذاب وربما عاقبه وضربه ، وينتهي الأمرُ عند هذا الحد .
ياترى هل فكر هذا الأب بأن يغرسَ قيمةَ الصدق في ولده ؟
في الغالب : لا .
إننا شديدي الملاحظةِ على عيوبِ أولادنا ، ومقصرون في وقايتهم من تلك العيوب من خلال التربية .
اللهم وفق الآباء والأمهات لتربية أولادهم وبناتهم على القيم والأخلاق .
----------------
الحمد لله .
أيها الآباء الكرام ، إن التربيةَ مسؤوليةٌ كبيرة ، ورسولنا صلى الله عليه وسلم يقول " كلكم راع وكلكم مسؤل عن رعيته " ، إن أولادكم ليسوا فقط بحاجةٍ إلى اللباسِ والطعام .
إنهم بحاجةٍ إلى غرسِ القيم والآداب التي جاءت في شريعتنا والتي تنادي بها الفطرة وتؤيدها العاداتُ الاجتماعية المحافظة .
إليك أيها الأب بعضَ الوسائلِ التربوية التي تعينكَ على غرس القيم :
١- كن قدوةً حسنة في الأخلاق لأنك أنت المؤثر الأول في تربية أولادك وبناتك .
٢- تحدث مع أولادك عن الأخلاقِ بطريقةِ مشوقة ، كأن تذكر لهم قصة تتناول قيمة من القيم النبيلة .
٣- اذكر لهم آية أو حديث واشرح ذلك لهم بأسلوبٍ يناسبُ مستواهم .
٤- أرسل لهم رسالة أو مقطع جميل على جوالاتهم تتناول قيمة من القيم .
٥- امدح ابنك وابنتك حينما تراهم يمارسون تلك القيم وشجعهم عليها .
حينما يخطئ ابنك أو ابنتك في خُلقٍ ما فاحرص على مناصحتهم بالأسلوب المناسب حتى لاتخسر محبتهم لك .
أيها الآباء ، إنكم حينما تربون أولادكم تربيةً صالحة فإنكم تغرسونَ الخيرَ في المجتمعِ بأكمله؛ لأننا سنرى تلك الأخلاق تنتشرُ في المجتمعِ ويفرحُ بها الجميع .
إن أولادكم وبناتكم سيكونون غداً آباء وأمهات ، وسينقلون تلك القيمِ التربوية لأولادهم وبناتهم ، فماذا سيغرسون ؟
اللهم وفقنا لتربية أولادنا وبناتنا على القيم والأخلاق التي ترضيك .
اللهم اجعلنا لك ذاكرين عابدين خاشعين .
اللهم احفظنا من الفتن ماظهر منها ومابطن .
اللهم وفق ولي أمرنا لماتحب وترضى ، واحفظه بحفظك يارب العالمين .
سبحان ربك رب العزة عما يصفون ، وسلام على المرسلين ، والحمد لله رب العالمين .
مكتبة الصوتيات
كفالة اليتيم وصلاح القلوب
0:00
20 وقفة من قصة موسى مع الفتاتين
0:00
شرح القواعد الأربع
0:00
القدوة الحسنة
0:00
زيارة للسجن
0:00
عدد الزوار
4138408
إحصائيات |
مجموع الكتب : ( 21 ) كتاب |
مجموع الأقسام : ( 92 ) قسم |
مجموع المقالات : ( 1591 ) مقال |
مجموع الصوتيات : ( 996 ) مادة |