• الخميس 19 جُمادى الأولى 1446 هـ ,الموافق :21 نوفمبر 2024 م


  • رسائل في التعامل مع العمال والخادمات




  • الحمد لله الذي هدانا للإسلام وماكنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن سار على منهجه واقتفى أثره إلى يوم الدين.

    أما بعد، ففي حياتنا الاجتماعية قد يحتاجُ المرءُ إلى من يعينه في أي عمل من الأعمال، وتختلف هذه المعونة باختلافِ العملِ المطلوب، وبالتالي فإننا نحتاجُ إلى العُمَّال أو الخدم وغيرهم ممن يشاركوننا الحياة.

    ومن حكمة الله في خلقه أن سخَّر بعضنا لبعض.

    قال تعالى: (وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا) أي: سخَّر بعضهم لخدمة البعض.

    وإن الناظر في أحوال بعض الناس يجدُ أن بعضهم يحسنُ التعاملَ مع العُمَّال ويتقي الله فيهم، وآخرون أخطأوا السبيل فظلموا العُمَّال وتعاملوا معهم بكل قسوة.

    وسوف نتطرق في هذه الساعة بهمساتٍ في فنونِ التعاملِ مع العُمَّال والخدم وغيرهم ممن هم تحت يديكم.

    الرسالة الأولى:

    احرص على العدلِ بين العاملينَ عندك، قال تعالى: ( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ ).

    وهذه قاعدة مهمة لكل من كان تحت يديه موظفون أو أبناء أو زوجات ونحو ذلك، فاعدل بين العمُّال في أخلاقك، وفي الأعمالِ التي تُكلفهم بها.

    ولاتشُق على أحدٍ وتريحُ البقية مما قد يسببُ الظلم له، ويؤدي إلى وقوع الخلاف بينه وبين زملائه.

    والعدل يجلبُ لك محبةَ العاملين عندك، ويقيك من عذاب الله وانتقامه.

    والظلمُ ضدُّ العدل، ومن صور الظلم مع العُمَّال:

    ١- تكليفهم مالا يطيقون.

    ٢- تكليفهم بأعمالٍ أخرى لم يتم الاتفاق عليها في العقد.

    ٣- تأخيرُ رواتِبهم.

    وإني أذكرك أيها الكفيل بهذه الآيات والأحاديث :

    قال تعالى: ( وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ ).

    وتأمل قول النبي صلى الله عليه وسلم قال الله: " ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة ورجل استأجر أجيراً فاستوفى منه ولم يعطه أجره " رواه البخاري.

    الرسالة الثانية : إياك وجرحْ المشاعر.
    إن بعض المدراء وأصحاب المحلات لايراعون مشاعر ذلك العامل ولا يلقون بالاً لعواطفه وهمومه.

    ومن ذلك:

    ١- ربما أهانه أمامَ زملاءه أو أمام المراجعين.

    ٢- رفعُ الصوت عليه عند الأمر والنهي وكأنه ولدٌ صغير مع أن ذلك العامل ربما يكونُ قريباً من سنّك وربما كان أكبر منك.

    ٣- عدم مراعاةِ حاجته للراحة في أوقات الراحة والإجازات، وربما حرمه من السفر لأهله.

    ٤- ربما شدَّد عليه العمل حتى يضطره لنقل الكفالة أو الخروج النهائي.

    يا صاحب العمل، تذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم: الراحمون يرحمهم الرحمن. وقوله صلى الله عليه وسلم : ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء.

    كن رفيقاً معهم، إنهم ضعفاء، وفي غربةٍ عن أهاليهم، ولعل بعضهم مضت عليه سنتين وأكثر وهو لم يسافر لأهله.

    ولعل بعضهم فقد والديه وهو عندك ولا يقدر على السفر لظروفه.

    الرسالة الثالثة:

    إن مما يحتاجه بعض العُمَّال هو دعوتهم إلى دين الله وخاصةً إذا كانوا غير مسلمين، فأوصيك بدعوتهم للخير والإسلام بالطريقة المثلى.

    أيها الكفيل، إن أخلاقك الحسنة وسيلةٌ دعوية مؤثرة.

    يمكنك أن تأخذ بعض الرسائلِ الدعوية التي تتحدث بلغةِ العامل لديك ثم تهديها له لعلها يُفكر بالإسلام.

    ومن ذلك أن تأخذه إلى زيارةُ مكاتبِ دعوةِ الجاليات والجلوسِ مع الدعاة الذين يتحدثون بلغة ذلك العامل، وتذكر أنك في عملك هذا تنقذه من عذاب الله.

    وتأمل هذا الحديث " كان هناك جارٌ يهودي فزاره النبي صلى الله عليه وسلم وعرض عليه الدخول في الإسلام فأسلم ذلك اليهودي فقال النبي صلى الله عليه وسلم : الحمد لله الذي أنقذه من النار . رواه البخاري.

    عباد الله، ومن جملة الآداب مع الخدم:

    1- احترامهم وتقديرهم فهم بشر مثلنا يتعبون ويخطئون فلا بد أن نرحم غربتهم، فما تغربوا وتركوا بلادهم وأهلهم إلا للحاجة الماسة.

    2- معاملتهم بالكرم والعطفِ والصفحِ إذا أخطئوا (إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ).

    3- إطعامهم مما تطعم، وفي الحديث الصحيح: إذا أتى أحدكم خادمه بطعام فإن لم يجلسه معه فليناوله أكله أو أكلتين أو لقمة أو لقمتين.

    4- الظهور عندهم بمظهر القدوة في تطبيق أحكام الإسلام.

    5- لا تسبه أو تشتمه أو تدعو عليه.

    6- إياك وضربهم فالله أقدر عليك منك عليهم.

    7- توفير السكن المناسب لهم.

     اللهم وفقنا للعمل بأخلاق الإسلام يا رب العالمين .

      

     --------------

    الحمد لله.
    أيها الفضلاء.

    الرسالة الرابعة:

    خذ حذرك من بعض العمالة الوافدة الذين ربما مارسوا بعض المخالفات العقدية والسلوكية وربما تعدى ضررهم للمجتمع من حولك بل ربما كان خطرهم على أفراد أسرتك.

    وفي مكاتب التحقيق بعض القضايا الأمنية التي قام بها بعض العُمَّال؛ وربنا يقول: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ ).

    وكم سمعنا من القصص عن ذلك السائق وتلك الخادمة وذلك الموظف الذين قاموا بأعمال مشينة ومخالفة للفطرة أحياناً.

    وكم مِن جريمةِ قتل نفذتها تلك الخادمة، وكم مِن سائقٍ قام بالتحرش بأطفال ذلك البيت، وكم مِن عاملٍ سرق مِن مالِ كفيله وهو لا يعلم.

    إننا لا ندعو للشك ولكن ندعو للحذر من كيد العُمَّال ومكرهم، و في الحديث الصحيح : " لا يُلدغ المؤمن من جحرٍ مرتين ".

    الرسالة الخامسة:

    إن بعضنا يفرط في العناية بأولاده في ظل وجود الخادمات، فبعض النساء تسمحُ للخادمةِ بأن تتولى إرضاع الأطفال وتغسيلهم.

    وأما هي ففي عالمِ الجوالاتِ والأسواق؛ فيا حسرتاه على تلك المرأة ولا أقول تلك الأم لأنها حرمت طفلها حنانها.

    ومما يجدر التنبيه له، عدم التساهلُ فيما يتعلقُ بالمحارمِ والأعراض، ولذلك صور ومنها:

    التهاون بخلوةِ البنات بالسائقين ونحوهم، أو خلوة الخادمة بصاحب البيت ، أو بعض ولده، وكل ذلك محرم لا يجوز التساهل فيه؛ لما يجرُّ إليه من المفاسد.

    اللهم ارزقنا الالتزام بالأخلاق التي ترضيك .

    سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.


    مواد آخرى من نفس القسم

    مكتبة الصوتيات

    دعوة للإنفاق

    0:00

    يا بني إنها إن تك مثقال حبة من خردل

    0:00

    صاحب الناجحين

    0:00

    تأملات في سورة الرحمن - 1

    0:00

    قصة قارون

    0:00



    عدد الزوار

    4970399

    تواصل معنا


    إحصائيات

    مجموع الكتب : ( 24 ) كتاب
    مجموع الأقسام : ( 93 ) قسم
    مجموع المقالات : ( 1596 ) مقال
    مجموع الصوتيات : ( 995 ) مادة