• الاحد 19 شَوّال 1445 هـ ,الموافق :28 ابريل 2024 م


  • فوائد من كتاب الفتاوى الحديثية



  • فوائد من كتاب الفتاوى الحديثية لابن حجر الهيتمي

    عناوين المسائل من عندي ( سلطان ) .

     

    ص 5 / مسائل في أهل الجنة :

    أخرج الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال صلى الله عليه وسلم: ( كل من يدخل الجنة على صورة آدم وطوله ستون ذراعا ) .

    وأخرج الطبراني وابن أبي الدنيا بسند حسن عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( يدخل أهل الجنة الجنة جردا مردا بيضا مكحلين أبناء ثلاث وثلاثين وهم على خلق آدم طوله ستون ذراعا في عرض سبعة أذرع ) .

    وفي رواية للترمذي وغيره ( من مات من أهل الدنيا من صغير أو كبير يردون أبناء ثلاث وثلاثين سنة في الجنة لا يزيدون عليها أبدا وكذلك أهل النار ) .

    وفي رواية عند ابن أبي الدنيا، ( على طول آدم ستون ذراعا بذراع الملك، وعلى حسن يوسف، وعلى ميلاد عيسى ثلاث وثلاثين، وعلى لسان محمد جردا مردا مكحلين ) .

    واعلم أن أهل السنة أجمعوا على أن الأجساد تعاد كما كانت في الدنيا بأعيانها وألوانها وأعراضها وأوصافها .

    ص 6 /  قال القرطبي رحمه الله : يكون الآدميون في الجنة على سن واحد وأما الحور فأصناف مصنفة صغار وكبار على ما اشتهت أنفس أهل الجنة.

    ص 6 / مسألة : هل في الجنة حمل وولادة ؟

    أخرج الترمذي وحسنه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( المؤمن إذا اشتهى الولد في الجنة كان حمله ووضعه في ساعة كما يشتهي ) .

    وحكى الترمذي اختلاف أهل العلم في هذا، وحكي عن طاوس ومجاهد والنخعي أن في الجنة جماعا ولا ولد .

    قال: وقال إسحاق بن إبراهيم في هذا الحديث إذا اشتهى ولكن لا يشتهي، وكذا روي في حديث لقيط ( إن أهل الجنة لا يكون لهم ولد ) .

    وقال بعضهم : بل فيها الولد إذا اشتهاه الإنسان، ويؤيده أن أول حديث أبي سعيد عند هناد في الزهد ( قلنا: يا رسول الله إن الولد من قرة العين وتمام السرور، فهل يولد لأهل الجنة ؟ قال: قال إذا اشتهى ) .

    وأخرجه البيهقي مرفوعا بلفظ ( إن الرجل يشتهي الولد في الجنة فيكون حمله ورضاعه وشبابه في ساعة واحدة ) .

    ولا ينافيه لفظه السابق فيه (غير أن لا توالد ) لأن المنفي ترتب الولادة على الجماع غالبا كما هو في الدنيا .

    ص 6 / الذي دلت عليه الآيات القرآنية والأحاديث النبوية أن بعض الملائكة في الجنة وبعضهم في النار ، ومن في النار لا يحس بألمها وكلهم يتنعمون بما يفاض عليهم من قبل الحق جل وعلا.

    ص 7 / مسائل في السؤال في القبر :

    قال بعض الحفاظ والمحققين: الذي يظهر اختصاص السؤال بمن يكون له تكليف وبه جزم غير واحد من أئمتنا الشافعية ومن ثم لم يستحبوا تلقينه .

    ومن ثم خالف في ذلك القرطبي وغيره فجزموا بأن الطفل يسأل ولا يسأل الشهيد كما صحت به الأحاديث .

    وألحق به من مات مرابطا لظاهر حديث رواه أحمد وأبو داود وهو: ( كل ميت يختم على عمله إلا الذي مات مرابطا في سبيل الله، فإنه ينمو له عمله إلى يوم القيامة ويؤمن من فتاني القبر ) .

    وألحق القرطبي بالشهيد شهيد الآخرة فقط والصديق لأنه أعلى مرتبة من الشهيد، ومنه يؤخذ انتفاء السؤال في حقه صلى الله عليه وسلم وفي حق سائر الأنبياء .

    وفي حديث حسنه الترمذي والبيهقي وضعفه الطحاوي ( من مات لليلة الجمعة أو يومها لم يسأل ) .

    ووردت أخبار بنحوه فيمن يقرأ كل ليلة سورة تبارك وفي بعضها ضم سورة السجدة إليها ، وجزم الترمذي الحكيم بأن المعلن بكفره لا يسأل ووافقه ابن عبد البر ورواه بعض كبار التابعين لكن خالفه القرطبي وابن القيم، واستدلاله بآية: " يثبت الله الذين ءامنوا ب القول الثابت " وبحديث البخاري ( وأما الكافر والمنافق ) بالواو ورجحه شيخ الإسلام ابن حجر بأن الأحاديث متفقة على ذلك وهي مرفوعة مع كثرة طرقها الصحيحة.

    وجزم الترمذي الحكيم وابن عبد البر أيضا بأن السؤال من خواص هذه الأمة لحديث مسلم: ( إن هذه الأمة تبتلى في قبورها ) .

    وخالفهما جماعة منهم ابن القيم وقال: ليس في الأحاديث ما ينفي السؤال عمن تقدم من الأمم ، وإنما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أمته بكيفية امتحانهم في القبور، لا أنه نفى ذلك عن ذلك .

    وتوقف آخرون ، وللتوقف وجه لأن قوله: ( إن هذه الأمة ) فيه تخصيص، فتعدية السؤال لغيرهم تحتاج إلى دليل، وعلى تسليم اختصاصه بهم، فهو لزيادة درجاتهم ولخفة أهوال المحشر عليهم ففيه رفق بهم، وأكثر من غيرهم، لأن المحن إذا فرقت هان أمرها، بخلاف ما إذا توالت فتفريقها لهذه الأمة عند الموت، وفي القبور، والمحشر، دليل ظاهر على تمام عناية ربهم بهم أكثر من غيرهم .

    وكان اختصاصهم بالسؤال في القبر من التخفيفات التي اختصوا بها عن غيرهم لما تقرر فتأمل ذلك، ومقتضى أحاديث سؤال الملكين أن المؤمن ولو فاسقا يجيبهما كالعدل .

    وبما تقرر عُلم أن منكرا أو نكيرا هما اللذان يسألان المؤمن وغيره، وظاهر أحاديث سؤالهما أنهما يسألان كل أحد بالعربية.

    ص 15 / من أحكام قتل الحيات :

    أما الحيات التي مأواها البيوت فلا تقتل حتى تنذر ثلاثا .
    واختلف العلماء هل المراد ثلاثة أيام أو ثلاث مرات، والأول عليه الجمهور: أي فهو الأولى، وقد ورد في كل منهما حديث.

    وفي لفظ: ( إن لهذه البيوت عوامر فإذا رأيتم شيئا منها فحرِّجوا عليه ثلاثا فإن ذهب وإلا فاقتلوه فإنه كافر) .

    وأخرج أبو داود عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن الهوام من الجن من رأى في بيته شيئا فليحرج عليه ثلاث مرات فإن عاد فليقتله فإنه شيطان ) .

    وأخذ بعض العلماء من حديث أبي سعيد الأول وهو قوله: ( إن بالمدينة جنا ) إلى آخره أن الإنذار ثلاثا خاص بالمدينة، وصحح بعضهم أنه عام في كل بلدة لا تقتل حتى تنذر.

    ص 18 / قاعدة في أمور الآخرة :

    أمور الآخرة من المغيبات عنا فلا يجوز لنا أن نقدم على الإخبار بشيء منها إلا إن صح سنده عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأن ما لا يصح سنده لا يجوز ذكره إلا مع بيان ضعفه أو مخرجه .

    ص 18 / من قال إن الولي قد يبلغ درجة النبي صلى الله عليه وسلم فهذا يؤدي إلى الكفر .

    ص 18 / مسألة في الذين يُطردون من الحوض ؟

    نقل القرطبي عن العلماء أنه يطرد عن الحوض من ارتد أو أحدث بدعة كالروافض والظلمة المسرفين في الجور والمعلن بالمعاصي .

    ص 19 / هل خُلقت الأرض قبل السماء ؟

    الجواب : نعم كما صح في البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما ، والقرآن ناطق به ، وأجاب عن قوله تعالى: " أءنتم أشد خلقا أم السماء بناها " ؛ بأن الأرض خلقت أولا كالخبزة وخلقت السماء بعدها ثم هيأ الأرض ودحاها، والله أعلم.

    ص 19 / هل الليل في السماء كالأرض ؟

    الجواب : الذي دلت عليه الآيات القرآنية أنه من خواص أهل الأرض، لأن الله تعالى امتن به علينا راحة لنا لأنا نتعب ونمل بخلاف أهل السماء ؛ ومعنى " يسبحون الليل والنهار لا يفترون " أنهم دائمون على ذلك فكنى بذلك عن الدوام ووقوع المعراج ليلا إنما هو بالنسبة لأهل الأرض ، والله سبحانه أعلم.

    ص 20 / ما الفرق بين العهد والميثاق واليمين ؟

    الجواب : العهد الموثق يقال عهد إليه في كذا أوصاه به ووثقه عليه والعهد في ( لسان العرب ) له معان منها : الوصية، والضمان، والأمر، والرؤية، والمنزل .

    وأما الميثاق فهو العهد المؤكد باليمين ، وأما اليمين فهو الحلف بالله تعالى أو بصفة من صفاته .

    ص 23 / الذي في الحديث الصحيح أن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم ، ذكر صلى الله عليه وسلم ذلك تعليلا لنهيه عمن أكل منتنا كثوم أو بصل أو كراث أو فجل أن لا يدخل المسجد فقال: ( من أكل ثوما أو بصلا أو كراثا أو فجلا فلا يقربن مسجدنا أو المساجد فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم ) .

    وهذا ظاهر في شموله للحفظة وفي عموم تأذيهم مما يتأذى منه الآدمي فيشمل ذلك تأذيهم بكل ذي ريح كريه سواء ريح الخلاء أو غيره .

    ص 23 / فائدة في الملائكة .

    أخرج عبد الرزاق وعبد الله بن حميد عن قتادة في قوله: " ويستغفرون للذين آمنوا " قال مطرف : وجدنا أن أنصح عباد الله لعباد الله الملائكة ، ووجدنا أغش عباد الله لعباد الله الشياطين .

    ص 32 / رواية الأحاديث بدون تثبت .

    وأما الاعتماد في رواية الأحاديث على مجرد رؤيتها في كتاب ليس مؤلفه من أهل الحديث، أو في خطب ليس مؤلفها كذلك فلا يحل ذلك ، ومن فعله عزر عليه التعزيز الشديد .

    وهذا حال أكثر الخطباء فإنهم بمجرد رؤيتهم خطبة فيها أحاديث حفظوها وخطبوا بها من غير أن يعرفوا أن لتلك الأحاديث أصلا أم لا ، فيجب على حكام كل بلد أن يزجروا خطباءها عن ذلك ، ويجب على حكام بلد هذا الخطيب منعه من ذلك إن ارتكبه .

    ص 32 / توجيه حول حديث ( أن التجار يبعثون يوم القيامة فجارا إلا من اتقى الله وبر وصدق ) .

    إن هذا الحديث صحيح ومعناه ظاهر فإن التجار على قسمين :

    القسم الأول / منهم يجتنب في بيعه وشرائه وسائر معاملاته جميع المحرمات كالربا والغش والخديعة والكذب والحلف بالباطل، وهو مع ذلك يُخرج حق الله تعالى وحق العباد من نفسه وماله، فأهل هذا القسم لا يبعثون يوم القيامة فجارا بنص الكتاب العزيز وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وبإجماع أئمة المسلمين، بل هؤلاء يبعثون يوم القيامة سعداء في الآخرة كما كانوا سعداء في الدنيا، بل هم أفضل من الفقراء الصابرين كما قال جماعة ويدل له حديث " أن فقراء الصحابة قالوا يا رسول الله ذهب أهل الدثور أي الأموال بالأجور فيصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم ويزيدون بالصدقة بفضل أموالهم فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن لكم بكل تكبيرة صدقة وبكل تسبيحة صدقة وبكل تحميدة صدقة، فقالوا: يا رسول الله أرأيت لو فعلوا ذلك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم " .

    فدلّ ذلك على أن الأغنياء الشاكرين وهم من سبق أفضل من الفقراء الصابرين لأنهم يفعلون ما يفعلونه من العبادات ويزيدون على الفقراء بالزكوات والصدقات، وفي هذين من نفع المسلمين ما يربو ثوابه على كثير من الأعمال القاصرة .
    هذا هو القسم الأول وهم المرادون بقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث السابق: ( إلا من اتقى الله وبر وصدق ) .

    وبهذه الأحاديث يستدل على ما قاله جماعة من أصحاب الشافعي رضي الله تعالى عنه من أن التجارة أفضل من الزراعة وأفضل من الصنعة .

    ويدل له أيضا أنه صلى الله عليه وسلم اتجر مرات ولم يثبت عنه أنه زرع ولا أنه كانت له صنعة والله سبحانه وتعالى لا يختار لنبيه صلى الله عليه وسلم إلا الأفضل، وقد اختار له من أصول المكاسب التي هي التجارة والزراعة والصناعة التجارة دون الزراعة والصنعة ، فدل على فضلها.

    وقد استدل ابن عبد السلام على تفضيل الغني الشاكر على الفقير الصابر بأن الله تعالى لا يختار لنبيه إلا الأفضل، وأفضل أحواله صلى الله عليه وسلم الحالة التي توفاه الله عليها وكانت تلك الحالة على غاية من غناه صلى الله عليه وسلم فدل على فضل الغني بشرطه على الفقر.

    وقال لقمان لابنه: استغن بالكسب الحلال عن الفقر فإنه ما افتقر أحد قط إلا أصابه ثلاث خصال: رقة في دينه وضعف في عقله وذهاب مروءته .

    وأعظم من هذه الثلاثة: استخفاف الناس به .

    وقيل للإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه ما تقول فيمن جلس في بيته أو مسجده وقال: لا أعمل شيئا حتى يأتيني رزقي ؟

    فقال أحمد: هذا رجل لم يسمع العلم ، أما سمع قول النبي صلى الله عليه وسلم: ( وجُعل رزقي تحت ظل رمحي ) .

    وكان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يتجرون في البر والبحر ويعملون في نخيلهم والقدوة بهم.

    والقسم الثاني / هم الذين لا يجتنبون في بيعهم وشرائهم ومعاملاتهم المحرمات كالربا والغش والحلف الباطل وغير ذلك من القبائح التي انطوى عليها أكثر التجار، وهؤلاء فجار في الدنيا والآخرة.

    وأهل هذا القسم هم المرادون بقوله صلى الله عليه وسلم: ( إن التجار هم الفجار) .

    ص 33 / تنبيه على عدم الأخذ بظاهر الحديث .

    إن كثيرا من العوام إذا سمعوا لفظا مجملا كالرواية التي فيها ( التجار فجار ) يقولون إن جميع التجار فجار إلا من فرق ماله، وهذا لا يقول به أحد من المسلمين .

    ص 34 / مسائل في علم التنجيم .

    العلوم المتعلقة بالنجوم منها ما هو واجب كالاستدلال بها على القبلة والأوقات واختلاف المطالع واتحادها ونحو ذلك.

    ومنها ما هو جائز كالاستدلال بها على منازل القمر وعروض البلاد ونحوهما، ومنها ما هو حرام كالاستدلال بها على وقوع الأشياء المغيبة بأن يقضي بوقوع بعضها مستدلا بها عليه .

    بخلاف ما إذا قال: إن الله سبحانه وتعالى اطردت عادته بأن هذا النجم إذا حصل له كذا كان ذلك علامة على وقوع كذا فهذا لا منع منه لأنه لا محذور فيه.

    ص 35 / المرأة إذا كان لها أكثر من زوج ، مامصيرها في الجنة ؟

    من ماتت في عصمة زوج وقد كانت تزوجت قبله بأزواج فهذه لآخرهم ، وكذا لو مات واستمرت بلا زوج إلى أن ماتت فتكون لآخرهم لأن علقته بها لم يقطعها شيء ، وأما من تزوجت بأزواج ثم طلقوها كلهم فحينئذ تخير بينهم يوم القيامة فتختار أحسنهم خلقا والتخيير هنا واضح لانقطاع عصمة كل منهم .

    ص 43 / فوائد في ختم القرآن .

    وأما الذين ختموا القرآن في ركعة فلا يحصون لكثرتهم فمنهم عثمان بن عفان رضي الله عنه، وتميم الداري، وسعيد بن جبير رضي الله عنهما.

    والمختار أن ذلك يختلف باختلاف الأشخاص فمن كان لا يظهر له دقيق المعاني ولطائف المعارف إلا بالقدر اليسير اقتصر عليه، وكذا من كان مشغولا بما هو أهم من الإستكثار، كنشر العلم ومن ليس كذلك فليكثر ما أمكنه من غير خروج إلى حد الملل والهذرمة .

    وقد كره جماعة من المتقدمين الختم في كل ليلة ويوم للخبر الصحيح ( لا يفقه من قرأ القرآن في أقل من ثلاث ) .

    هذا حاصل كلام النووي رحمه الله، وإنما الذم خاص بمن يحصل له ملل أو عدم تدبر أو هذرمة بخلاف من لا يحصل له شيء من ذلك، ولا هو مشغول بالأهم، فينبغي له أن يستفرغ وسعه ويبذل جهده في الإكثار من قراءة القرآن فإنه أفضل من سائر الأذكار ما عدا التي لها وقت أو حال مخصوص.

    وقد كان الشافعي رضي الله عنه مع ما هو عليه من الاشتغال بتلك العلوم الباهرة والمعالي الظاهرة والكمالات المتكاثرة يختم في غير رمضان في كل يوم وليلة ختمة، وفي رمضان ختمة في الليل وختمة في النهار .

    وهذا مع ما كان به من الأمراض الكثيرة الخطرة حتى كان يقول رضي الله عنه وأرضاه : فيما بين صدري وسرتي تسعة أمراض مخوفة كل منها لو انفرد كان قاتلا .

    ص 46 / فائدة في سماع الملائكة للقرآن .

    قال ابن الصلاح : ورد أن الملائكة لم يعطوا فضيلة قراءة القرآن فهي حريصة لذلك على استماعه من الإنس .

    ص 47 / الملائكة الحفظة لا يفارقوننا إلا عند الخلاء والجماع والغسل .

    ص 47 / في أفضل الملائكة .

    جبريل أفضل من ميكائيل لقوله تعالى: " وجبريل وميكال " .

    ولأنه مظهر الخيرات النفسانية وهي أفضل من الخيرات الجسمانية لأن جبريل صاحب الوحي إلى الأنبياء بالعلم وميكائيل صاحب الأرزاق .

    48 / في الجن .

    قال الباقلاني: لسنا ننكر مع كون أصلهم النار أن الله تعالى يكثف أجسامهم ويغلظها ويخلق لهم أعراضا تزيد على ما في النار فيخرجون عن كونهم نارا ويخلق لهم صورا وأشكالا مختلفة .

    50 / هل الجن يتناكحون ؟

    استدلوا لتناكح الجن فيما بينهم بقوله تعالى: " وإذا قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه أفتتخذونه وذريته أوليآء من دونى وهم لكم عدو بئس للظالمين بدلا " فهذا يدل على أنهم يتناكحون لأجل الذرية .

    51 / هل الجن مكلفون ؟

    قال ابن مفلح الحنبلي: إنهم مكلفون في الجملة كافرهم في النار ومؤمنهم في الجنة كغيرهم بقدر ثوابهم خلافا لمن قال: لا يأكلون ولا يشربون فيها أو أنهم في ربضها، ونقل عن شيخه ابن تيمية أنهم مشاركون لنا في جنس الأمر والنهي والتحليل والتحريم لا على السواء .

    قال: بلا نزاع أعلمه بين العلماء، وأطال الكلام في مناكحتهم ومعاملتهم وتوابعهما وجاء عن قتادة وغيره وعن السدي: أن فيهم قدرية ومرجئة رافضة وشيعة.

    53- دخول الجن في الإنس .

    قيل لأحمد رضي الله عنه: إن قوما يقولون: إن الجني لا يدخل في بدن المصروع من الإنس؟ فقال: يكذبون هو ذا يتكلم على لسانه .

    أي فدخوله في بدنه هو مذهب أهل السنة والجماعة.

    وجاء من عدة طرق ( أنه صلى الله عليه وسلم جيء إليه بمجنون فضرب ظهره وقال: اخرج عدو الله فخرج ، وتفل في فم آخر وقال: اخرج يا عدو الله فإني رسول الله) .

    57- أيهما أفضل السمع والبصر ؟

    فأجاب : الذي عليه أكثر الفقهاء أن حاسة السمع أفضل من حاسة البصر، لأنه تعالى قرن بذهاب السمع ذهاب العقل في قوله: " ومنهم من يستمعون إليك أفأنت تسمع الصم ولو كانوا لا يعقلون " ولا كذلك في البصر .

    ولأن استفادة العقل من السمع أكثر من استفادته من البصر، كما جزم به القاضي .

    ولأنه تعالى قدّمه في غالب الآيات القرآنية على البصر والتقديم دليل الأفضلية كما صرحوا به إلا أن يدل دليل على خلافه .

    ولم يقم هنا دليل على خلافه ، فكان تقديم السمع مقتضيا لأفضليته .

    ولأن العمى وقع في حق بعض الأنبياء عليهم الصلاة والسلام أي على قول، ولم يقع فيهم أصم إجماعا فاستحالة الصمم عليهم لإخلاله بأداء الرسالة، لأنه إذا لم يسمع كلام السائل تعذر عليه جوابه فيعجز عن تبليغ الشريعة .

    ولأن القوة السامعة تدرك المسموعات من جميع الجهات الست في النور والظلمة، والقوة الباصرة لا تدرك المرئي إلا من جهة المقابلة بواسطة شعاع، أو ضياء، وما عم نفعه زاد فضله .

    ولأنه السبب في استفادة العلوم دون البصر، لأنه تعالى قرنه بالعقل المراد بالقلب في قوله تعالى: " إن فى ذالك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد " .

    والعقل أشرف ما في الإنسان فكذا ما قرن به، ولأنه تعالى جعله سببا في الخلاص من عذاب السعير حكاية عن أهلها بقوله عنهم: " وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا فى أصحاب السعير " .

    58- الزغاريد التي يطلقها النساء في المناسبات والأفراح :

    حكمها حكم بقية صوتها المجرد عن الحروف وتقطيعها.

    والصحيح عندنا أنه ليس عورة ويبعد أن في مثل ذلك فتنة، ويؤيده قولهم: يسن للمرأة إذا أرادت أن تجيب من دق على بابها لحاجة أن تجعل ظهر يدها على فمها وتجيبه، فحيئذ لا يظهر له حقيقته، والغطرفة كذلك وأبشع، نعم هي حينئذ في المسجد مكروهة بلا شك لأنها من جملة الألفاظ التي يتأكد تنزيه المسجد عنها .

    61- مسائل في اليمين والشمال .

    قال ابن عبد السلام: الأصل في كل قربة يصح فعلها باليمين واليسار أن لا تفعل إلا باليمين .

    وقد صرح الرافعي رحمه الله بأن كل ما كان لإزالة الأذى فهو باليسار، وما كان لغيره فهو باليمين .

    وأخذ منه الزركشي أن ما لا تكرمة فيه ولا إهانة يكون باليمين فعليه لو فرضنا أن دخول الدار لا تكرمة فيه ولا إهانة يفعله باليمين، وهذا ظاهر في الدخول لأنه إما من باب التكريم وهو الظاهر قياسا على ما مر في اللبس ونحوه، وإما من باب ما لا تكرمة فيه ولا إهانة .

    76- فائدة في الرزق .

    الرزق في اللغة الحظ والنصيب ، ومنه قوله تعالى: " وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون " أي وتجعلون حظكم ونصيبكم من سماع القرآن تكذيبكم به وبمن أنزل عليه.

    وأما في عرف الشرع فهو أخص من ذلك، إذ هو ما تخصص الحيوان به وتمكن من الانتفاع به، وقد يطلق على ما يعم النعم الظاهرة والباطنة .

    ومن ثم قال جماعة من المفسرين وغيرهم في قوله تعالى: " ومما رزقناهم ينفقون " يحتمل أن المراد الإنفاق من جميع ما منحهم الله تعالى به من النعم الظاهرة والباطنة ، وأن لا يختص بما هو المتبادر منه من الإنفاق من النعم الظاهرة، إذ الإنفاق كما يكون من هذه كذلك يكون من النعم الباطنة أيضا كالعلم والجاه .

    78- مصير الأطفال يوم القيامة ؟

    أما أطفال المسلمين ففي الجنة قطعا بل إجماعا، والخلاف فيه شاذ بل غلط .

    وأما أطفال الكفار ففيهم أربعة أقوال:

    أحدها: أنهم في الجنة وعليه المحققون لقوله تعالى: " وما كنا معذبين حتىانبعث رسولا " وقوله: " ولا تزر وازرة وزر أخرى " .

    وأخرج البخاري وكفى به حجة أنه صلى الله عليه وسلم رأى أطفال المسلمين والكفار حول إبراهيم الخليل صلى الله عليه وعلى نبينا وسلم في الجنة ، و رؤيا الأنبياء وحي إجماعا .

    وفي أحاديث أخر التصريح بأنهم في الجنة .

    ولا يضرنا قول المحدثين إنها ضعيفة اكتفاء بخبر البخاري المذكور مع ظاهر القرآن وفي حديث ( إنهم خدم أهل الجنة ) فإن صح احتمل أن يكون المراد أنه كناية عن نزول مراتبهم عن مراتب أطفال المسلمين لأنهم مع آبائهم، كما نصت عليه آية الطور، وأولئك لا آباء لهم يكونون في منزلتهم .

    وكون الدرجات في الجنة بحسب الأعمال كما ورد في حديث ، فالظاهر أنه في المكلفين على أن تلك الآية تقتضي إلحاق الآباء بالأبناء وعكسه، ولو في الدرجات العلية، وإن لم يعملوا ما يوصلهم إليها وفضل الله واسع، فليحمل ذلك الحديث إن صح على أنه فيمن لم يلحق بغيره في مرتبته، ولا فرق بين ذكرهم في ذلك وأنثاهم.

    الثاني: أنهم في النار تبعا لآبائهم ونسبه النووي للأكثرين لكنه نوزع .

    والثالث: الوقف ويعبر عنه بأنهم في المشيئة فمن علم منه تعالى أنه إن بلغ آمن أدخله الجنة أو كفر أدخله النار، ونسبه ابن عبد البر للأكثرين، واستدل له بقوله صلى الله عليه وسلم حين سئل عنهم " والله أعلم بما كانوا عاملين " .

    الرابع: أنهم يجمعون يوم القيامة وتؤجج لهم نار ويقال ادخلوها فيدخلها من كان في علم الله شقيا ويمسك عنها من كان في علم الله سعيدا لو أدرك العمل، فيقول الله عز وجل: ( لم عصيتم فكيف برسلي لو لاقوكم ) ورده الحليمي رحمه الله بأن الحديث في ذلك ليس ثابتا، وبأن الآخرة ليست دار امتحان لأن المعرفة بالله فيها ضرورية، وبأن الدلائل استقرت على أن التخليد في النار لا يكون إلا بالشرك.

    قال ابن تيمية: والقول بأنهم في الأعراف لا أعرفه عن خبر ولا أثر، ولا يعارض ما مر قوله تعالى: " ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا " لأنه مختص بمن عاش منهم إلى أن بلغ بدليل قوله صلى الله عليه وسلم: " كل مولود يولد على الفطرة وإنما أبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه " .

    92- الأقدار على قسمين:

    1- منها ما أبرم وهو المعبر عنه بما في أم الكتاب الذي لا يقبل تغييرا ولا تبديلا.

    2- ومنها ما علق على فعل شيء، وهو المعبر عنه باللوح المحفوظ القابل للتغيير والتبديل، وأصل ذلك قوله تعالى: " يمحو الله ما يشآء ويثبت وعنده أم الكتاب ".

    فمن ذلك حديث: ( إن صلة الرحم تزيد في العمر ) بناء على أن المراد بالزيادة فيه حقيقتها لا مجازها الذي هو البركة بأن يتيسر له في العمر القصير ما لا يتيسر لغيره في العمر الطويل ، وإن قال بهذا جمع .

    94- من يقول: إن العلم المتعدي أفضل من القاصر جاهل بأحكام الله تعالى بل للقاصر أحوال.

    أحدها: أن يكون أفضل من المتعدي كالتوحيد والإسلام والإيمان، وكذلك الدعائم الخمس إلا الزكاة وكذلك التسبيح بعد الصلوات فإنه صلى الله عليه وسلم قدمه على التصدق بفضول الأموال وهو متعد ، وقال: أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد . وقال: خير أعمالكم الصلاة  .

    وسئل صلى الله عليه وسلم أي الأعمال أفضل ؟ قال: إيمان بالله: قيل ثم ماذا؟ قال: جهاد في سبيل الله. قيل: ثم ماذا؟ قال: حج مبرور.

    فهذه كلها أعمال قاصرة وردت الشريعة بتفضيلها.

    ثانيا: أن يكون المتعدي أفضل كبر الوالدين فإنه صلى الله عليه وسلم قيل له: أي الأعمال أفضل؟ قال: (بر الوالدين) .

    وليست الصلاة أفضل من كل عمل متعد فلو رأى مصل غريقا يقدر على إنقاذه، أو وقوع قتل أو زنا أو لواط، وقدر على إزالته لزمه قطعها لذلك، وإن ضاق الوقت، لأن رتبته عند الله أفضل من رتبة الصلاة، إذ لا يمكن تداركه بخلافها .

    وهذان القسمان مبنيان على رجحان مصالح الأعمال، فما كانت مصلحته فيها أرجح كان أفضل، وكذا ما نص صلى الله عليه وسلم على تفضيله يكون أرجح .

    وإن لم يدرك سبب رجحانه فإن لم نجد مصلحة تقتضي الرجحان ولا نصا به، وجب علينا التوقف حتى نعلم دليلا شرعيا على الأفضل فنصرح به حينئذ، وإلا لم يجز لنا أن نقول على الله ما لم يقم لنا عليه دليل .

    96- عدد أولاد نبينا الكرام عليه وعليهم أفضل الصلاة والسلام ؟

    المتفق عليه منهم ستة ذكران القاسم وإبراهيم، وأربع بنات زينب، ورقية، وأم كلثوم وفاطمة، وهؤلاء الأربع هاجرن معه صلى الله عليه وسلم .

    واختلف فيما سوى هؤلاء الستة، فضم إليهم ابن إسحاق الطيب، والطاهر، فتكون ثمانية أربعة ذكور، وأربع إناث .

    وقال الزبير بن بكار : عبد الله مات صغيرا بمكة قال وهذا يقال له الطيب والطاهر عند أكثر أهل النسب .

    قال الدارقطني وهو لا يثبت ، وسمي بهما لأنه ولد بعد النبوة فعلى هذا هم سبعة، ثلاث ذكور، وأربع إناث، وقيل هو غيرهما فجملتهم تسعة، خمسة ذكور وأربع إناث.

    98- توجيه لحديث في مسلم ( إذا قال الرجل هلك الناس فهو أهلكهم ) بفتح الكاف وضمها وهو أشهر: أي أشدهم هلاكا، ويؤيد الضم رواية ( فهو من أهلكهم ) أي إذا قاله على سبيل الازدراء بهم والاحتقار لهم وتفضيل نفسه عليهم لأنه لا يدري سر الله تعالى في خلقه.

    قال الخطابي: معناه لا يزال الرجل يسب الناس ويذكر مساويهم ويقول: فسدوا وهلكوا ونحو ذلك، وحينئذ فهو من أهلكهم: أي أسوأ حالا فيما يلحقه من الإثم في غيبتهم والوقيعة فيهم، وربما أداه ذلك إلى العجب بنفسه، ورؤيته أن له فضلا عليهم وأنه خير منهم فيهلك انتهى.

    وقال مالك: إن قاله تحزنا لما يرى فيهم: أي من أمر دينهم فلا بأس، أو عجبا بنفسه وتصاغرا لهم فهو المكروه المنهي عنه.

    قال النووي: وهذا أحسن ما قيل في معناه وأوجزه.

    100- روى الشيخان ( لا يقل أحدكم أطعم ربك، إرض ربك إسق ربك وليقل سيدي ومولاي ) الحديث وفي رواية لمسلم ( ولا يقل أحدكم ربي وليقل سيدي ومولاي ) الحديث.

    قال العلماء: لا يطلق الرب بالألف واللام إلا على الله تعالى خاصة فأما مع الإضافة فيقال رب المال ورب الدار وغير ذلك.

    ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح في ضالة الإبل ( دعها حتى يلقاها ربها ) وفي الحديث الصحيح ( حتى يهم رب المال من يقبل صدقته ) ونظائره في الحديث كثيرة مشهورة، وأما استعمال حملة الشرع ذلك فأمر معروف مشهور.

    قال العلماء: وإنما كره للمملوك أن يقول لمالكه ربي لأن في لفظه مشاركة لله تعالى في الربوبية، وأما حديث (حتى يلقاها ربها ) ونحوه كالدار والمال فلا شك أنه لا كراهة في قول رب المال ورب الدار.

    102- كان أحد العلماء الفقهاء الأدباء يكره أن يقال لأحد عند الغضب اذكر الله تعالى خوفا من أن يحمله الغضب على الكفر.

    قال: وكذا لا يقال له صل على محمد صلى الله عليه وسلم خوفا من هذا .

    واستشكله الجلال بما في الصحيح ( أنه لما استب رجلان عنده صلى الله عليه وسلم أمر أن يقال له تعوذ بالله من الشيطان الرجيم) .

    ويجاب بأن هذا ليس مثل ذاك لأن ذاك فيه الاقتصار على اسم الله فربما حملته قوة الغضب على فرطه لذلك الإسم عند سماعه له وحده .

    وأما هذا ففيه ذكر الشيطان أيضا، فحينئذ إن صدرت بادرة تكون للشيطان إذ ينصرف له، فلا يخشى حينئذ كفر، على أن في سماعه لذكر الشيطان أكبر زاجر له، وأبلغ إرشاد إلى أن ما حصل له من ذلك الغضب إنما هو بواسطة الشيطان، فاتضح فرقان ما بين الصورتين، وأن إحداهما لا تشكل على الأخرى .

    بل يستفاد من الحديث أن السنة تذكير الغضبان بأن غضبه المخرج له غالبا عن حيز العقلاء إنما هو من عدوه اللعين ليحمله على الخروج عن الصراط المستقيم .

    103- قواعد في الألفاظ .

    ينبغي أن يقال في المال المخرج في الطاعة كالحج والختان والنكاح ( أنفقت ) ونحوه، ولا يقول ما اعتاده العوام ( غرمت وخسرت وضيعت ) .

    لأن هذه الثلاثة إنما تستعمل في المعاصي والمكروهات .

    104- اعلم أن الجدال قد يكون بحق وقد يكون بباطل قال تعالى: " ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم وقولواء امنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون " ، " ادع إلى سبيل ربك ب الحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين " .

    فإن كان الجدال للوقوف على الحق حُمد، أو في مدافعة حق أو بغير حق ذم .

    وعلى هذا التفصيل تتنزل النصوص الواردة في مدحه وذمه، وأما المظلوم الذي ينصر حجته بطريق الشرع من غير لدد وإسراف وزيادة لجاج على الحاجة من غير قصد عناد، ولا إيذاء، ففعله هذا ليس حراما .

    ولكن الأولى تركه ما وجد إليه سبيلا، لأن ضبط اللسان في الخصومة على حد الاعتدال متعذر، والخصومة توغر الصدر، وتهيج الغضب .

    وإذا حصل الغضب حصل الحقد بينهما حتى يفرح كل واحد بمساءة صاحبه، ويحزن بمسرته، ويطلق اللسان في عرضه .

    فمن خاصم فقد تعرض لهذه الآفات ، وأقل ما فيه اشتغال القلب بها عن العبادات، وهي مبدأ الشر، وكذا الجدال والمراء فينبغي أن لا يفتح فيه باب الخصومة إلا لضرورة لا بد منها وعند ذلك يحفظ لنفسه وقلبه عن آفاتها.

    106- التعريض والتورية إطلاق لفظ ظاهر في معنى، وخفي في آخر مع إرادة خفية، وهو ضرب من الغرر والخداع.

    قال العلماء: فإن دعتنا إليه مصلحة شرعية راجحة على خداع المخاطب، أو حاجة لا مندوحة عنها إلا بالكذب فلا بأس بالتعريض، وإن لم تدع إليه مصلحة كذلك كره، إلا أن يتوصل به إلى أخذ باطل أو رفع حق فيحرم .

    107- الأصح جواز ذكر مساوئ الكفار وكذا نحو معلن بفسقه أو مبتدع إذا كان فيه مصلحة للتحذير من شرهم وإلا لم يجز.

    108- المؤلف يمدح كتابه ، قال : كتابي ( الإعلام بما يقطع الإسلام ) كتاب نفيس لم يترك من المكفرات المتفق عليها والمختلف فيها شيئا إلا أحصاه.

    110- نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم رفعه الله تعالى على سائر الأنبياء والمرسلين من ثلاثة أوجه: بالمعراج بذاته، وبالسيادة على جميع البشر، وبالمعجزات التي لا تحصر ولا تفنى ، وكفى بالقرآن معجزة باقية مستمرة إلى قرب قيام الساعة، وفيه من المعجزات والفضائل لنبينا صلى الله عليه وسلم على غيره ما لا يحصى.

    111- الرسول هو أفضل من النبي إجماعا .

    111- اختلف العلماء هل كان صلى الله عليه وسلم قبل بعثته متعبدا بشرع من قبله أو لا ؟

    فقال الجمهور: لم يكن متعبدا بشيء ، واحتجوا بأن ذلك لو وقع لنقل ولما أمكن كتمه ولا ستره في العادة ولا افتخر به أهل تلك الشريعة صلى الله عليه وسلم عليه، واحتجوا به عليه، فلما لم يقع شيء من ذلك، علمنا أنه لم يكن متعبدا بشرع نبي قبله.

    وذهب طائفة إلى امتناع ذلك عقلا ، وقالوا: لأنه يبعد أن يكون متبوعا وقد عرف تابعا.

    وذهب آخرون إلى الوقف في أمره صلى الله عليه وسلم وترك قطع الحكم عليه بشيء في ذلك لأنه لا قاطع من الجانبين، وإلى هذا ذهب إمام الحرمين. وقال آخرون: كان عاملا بشرع من قبله.

    ثم اختلفوا فوقف بعضهم عن التعيين واحجم وجسر عليه بعضهم.

    ثم اختلف المعينون فقيل نوح وقيل إبراهيم وقيل موسى وقيل عيسى وقيل آدم، فهذه جملة المذاهب في هذه المسألة وأظهرها الأول وهو الذي عليه الجمهور، وأبعدها مذهب المعينين إذ لو كان شيء لنقل كما مر.

    112- ( أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده ) المراد الأمر بالاقتداء في التوحيد وما يليق به من المقامات العلية التي ترجع إلى الأصول لا إلى الفروع ، إذ كان منهم من ليس رسولا أصلا كيوسف صلى الله على نبينا وعليه وسلم على قول، والباقون كانت فروع شرائعهم مختلفة فاستحال حمل الأمر على الاقتداء بهم على ذلك .

    112- قال شيخ الإسلام السراج البلقيني في شرح البخاري : ولم يجيء في الأحاديث التي وقفنا عليها كيفية تعبده صلى الله عليه وسلم قبل البعثة، لكن روى ابن إسحاق وغيره: ( أنه صلى الله عليه وسلم كان يخرج إلى حراء في كل عام شهرا من السنة يتنسك فيه ) وكان من نسك قريش في الجاهلية أن يطعم الرجل من جاءه من المساكين حتى إذا انصرف من بيته لم يدخل بيته حتى يطوف بالكعبة، وحمل بعضهم التعبد على التفكر.

    قال: وعندي أن هذا التعبد يشتمل على أنواع: وهي الاعتزال عن الناس كما صنع إبراهيم صلى الله على نبينا وعليه وسلم باعتزال قومه والانقطاع إلى الله تعالى، فإن انتظار الفرج عبادة ،كما رواه علي بن أبي طالب مرفوعا .

    وينضم إلى ذلك التفكر، ومن ثم قال بعضهم: كانت عبادته صلى الله عليه وسلم في حراء التفكر.

    113-  هل الأفضلية بين الخلفاء الأربعة فيها خلاف ؟

    الجواب : أفضلية أبي بكر رضي الله عنه على الثلاثة ثم عمر على الاثنين مجمع عليه عند أهل السنة لا خلاف بينهم في ذلك، والإجماع يفيد القطع .

    وأما أفضلية عثمان على علي رضي الله عنهما فظنية، لأن بعض أكابر أهل السنة كسفيان الثوري فضل عليا على عثمان وما وقع فيه خلاف بين أهل السنة ظني، وأما الأحاديث في ذلك فمتعارضة جدا بل ورد في علي من الأحاديث المشعرة بفضله ما لم يرد في الثلاثة.

    وأجاب عنه بعض الأئمة بأن سبب ذلك أنه عاش إلى زمن الفتن، وكثرت أعداؤه، فبادر حفاظ الصحابة رضوان الله عليهم، وأخرجوا ما عندهم في حقه، ردعا لأولئك الفسقة المارقين والخوارج المخذولين، وأما بقية الثلاثة فلم يقع لهم ما يدعو الناس إلى الإتيان بمثل ذلك الاستيعاب.

    113- قوله صلى الله عليه وسلم: ( يقال لصاحب القرآن يوم القيامة اقرأ وارق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية ) من المخصوص بهذه الفضيلة هل هم من يحفظ القرآن في الدنيا عن ظهر قلبه ومات كذلك، أم يستوي فيه هو ومن يقرأ في المصحف ؟

    الخبر المذكور خاص بمن يحفظه عن ظهر قلب لا بمن يقرأ في المصحف لأن مجرد القراءة في الخط لا يختلف الناس فيها، ولا يتفاوتون قلة وكثرة، وإنما الذي يتفاوتون فيه كذلك هو الحفظ عن ظهر قلب .

    فلهذا تفاوتت منازلهم في الجنة بحسب تفاوت حفظهم .

    ومما يؤيد ذلك أيضا، أن حفظ القرآن عن ظهر قلب فرض كفاية على الأمة، ومجرد القراءة في المصحف من غير حفظ لا يسقط بها الطلب فليس لها كبير فضل كفضل الحفظ، فتعين أنه أعني الحفظ عن ظهر قلب هو المراد في الخبر، وهذا ظاهر من لفظ الخبر بأدنى تأمل، وقول الملائكة له ( اقرأ وارق ) صريح في حفظه عن ظهر قلب كما لا يخفى .

    118- هل ورد في حديث ( الطاعون وخز إخوانكم ) ؟

    فأجاب بقوله: المحفوظ ( وخز أعدائكم ) ولم يرد إخوانكم كما قاله الحفاظ .

    119- قال الحافظ السيوطي: لا يلزم من صحة الإسناد صحة المتن لاحتمال صحة الإسناد ويكون في المتن شذوذ أو علة تمنع صحته .

    125- ما معنى ( ذبح الموت إذا استقر أهل الجنة في الجنة وأهل النار في النار) مع أنه عرض عندنا فهو لا يمكن أن يكون جسما ؟

    الجواب : نظر لذلك طائفة ضعفاء العقول فأنكروا لأجله الحديث، وأجاب المحققون عن ذلك بأن هذا من باب التمثيل البليغ، وبأنه يجوز أن يخلق الله تعالى هذا الجسم ثم يذبح ثم يجعل مثالا لأن الموت لا يطرأ على أهل الجنة.

    وقال القرطبي: يجوز أن يخلق الله كبشا يسميه الموت ويلقي في قلوب الفريقين أن هذا الموت يكون ذبحه دليلا على الخلود في الدارين.

    وقال غيره: لا مانع أن ينشىء الله من الأعراض أجساما يجعلها مادة لها ، كما ثبت في حديث مسلم ( إن البقرة وآل عمران تجيئان كأنهما غمامتان ) ونحو ذلك من الأحاديث، والله سبحانه وتعالى أعلم.

    125- ذكر أهل الحديث وغيرهم أن من ادعى الصحبة بعد مضي مائة سنة من وفاته صلى الله عليه وسلم فهو كاذب، وإن آخر الصحابة موتاً كما في مسلم واتفق عليه العلماء أبو الطفيل مات سنة عشرة ومائة من الهجرة.

    128-  كم بين موسى وعيسى ، وبين عيسى ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم؟

    الجواب : الأول ألف وبضع وتسعمائة سنة، والثاني نحو ستمائة سنة على الأشهر.

    130- هل يحشر الطفل على صورته ؟ وهل يتزوج من الحور العين ؟ وهل الولدان من جنس الحور؟

    الجواب : الطفل يكون في الحشر على خلقته ، ثم عند دخوله الجنة يزداد فيها حتى يكون كالبالغ ثم يتزوج من نساء الدنيا ومن الحور وهن والولدان جنس واحد.

    131- أيما أفضل السماء أو الأرض ؟

    الجواب : الأصح عند أئمتنا ونقلوه عن الأكثرين السماء لأنه لم يعص الله فيها، ومعصية إبليس لم تكن فيها، أو وقعت نادرا فلم يلتفت إليها، وقيل الأرض، ونقل عن الأكثرين أيضا لأنها مستقر الأنبياء ومدفنهم.

    131-  ما حكمة طمس نور الشمس والقمر وإلقائهما في جهنم ؟

    الجواب : حكمته كالكسوف والخسوف في الدنيا تقبيح عابديهما بإظهار عجزهما عن الدفع عن أنفسهما.

    132- من أين يخرج المهدي ؟

    الجواب : ثبت في أحاديث أنه يخرج من قبل المشرق، وأنه يبايع له بمكة بين الركن والمقام ويسكن بيت المقدس.

    132- أيما أفضل جبل الطور سينا أم جبل أحد ؟

    الجواب : جبل أحد للخبر الصحيح ( أحد يحبنا ونحبه ) وورد أنه على باب من أبواب الجنة ، ولأنه من جملة أرض المدينة التي هي أفضل من البقاع مطلقا أو بعد مكة.

    132- أيما أفضل اللبن أو العسل ؟

    الجواب : قال السيوطي: مقتضى الأدلة أن اللبن أفضل، لأن الله تعالى جعله غذاء للطفل دون غيره وأنه يجزىء عن الطعام والشراب ولا كذلك العسل. وفي الحديث بسند حسن ( من سقاه الله لبنا فليقل اللهم بارك لنا فيه وزدنا منه ) وأنه ليس يجزي عن الطعام والشراب غير اللبن، وأنه لا يغص به أحد كما في الحديث قال تعالى: " سآئغا للشاربين " .

    وأنه اختاره ليلة الإسراء على العسل والخمر فقيل له ( هذه الفطرة فأنت عليها وأمتك ) رواه الشيخان.

    وفي الحديث: ( أمر من أكل غير اللبن أن يقول اللهم بارك لنا فيه وأطعمنا خيرا منه ، وأمر من أكل اللبن أن يقول اللهم بارك لنا فيه وزدنا منه ) وهو يدل على أنه خير منه.

    132- أيما أفضل الليل أم النهار؟

    الجواب : الليل أفضل لأنه راحة، وهي في الجنة، والنهار تعب وهو من النار، ولأن ليلة القدر خير من ألف شهر ولم يوجد نهار كذلك، ولأنه أنزلت سورة مسماة سورة الليل، ولأنه مقدم الذكر على النهار في أكثر الآيات، وأن خلقه سابق على خلق النهار ، وليالي الشهر سابقة على أيامه، وأن في كل ليلة ساعة إجابة بل ساعات، وليس شيء من ساعاته تكره فيه الصلاة وفيه التهجد والاستغفار بالأسحار، وهما أفضل من نفل النهار واستغفاره، ووقوع الإسراء فيه وكون ناشئته أشد وطأ وأقوم قيلا كما في الآية.

    وقال أهل العلم: فيه تنقطع الأشغال، وتحتد الأذهان ويصح النظر ويوقف الحكم وتدر الخواطر وتنبع مجالي القلب.

    وقيل: النهار أفضل ، والتقديم لا يدل على الأفضلية، فقد قدم الله الموت على الحياة، والجن على الإنس ، والأعمى والأصم على البصير والسميع.

    ويرد بأن الغالب إفادة التقديم الأفضلية، وتقديم المفضول في هذه الحكم تعرف بالتأمل .

    وأمر الرسول بغلق الأبواب وكف الصبيان في الليل لانتشار الشياطين فيه، والأيام مسماة دون الليل وإنما تعرف بالإضافة للنهار، والأيام الفاضلة كثيرة كيوم الجمعة، ويوم عرفة، ويوم عاشوراء، والأيام المعلومات والمعدودات، وليس في الليالي إلا ليلة القدر وليلة نصف شعبان.

    وإذا تأملت هذه الحجج وجدت أكثرها لا يقتضي تفضيلا لأنها أمور عادية لا شرعية، والشرعي من ذلك النهي عن الصوم والجداد ليلا، وسره أن فيه منع الفقراء، لأنه لخصوص الليل، وانتشار الشياطين ونحو السباع إنما هو لما فيه من الخلو الذي يقتضي تفضيله لصفاء العبادة فيه أكثر من النهار .

    وأحسن ما يفضل به النهار أن فيه الصلاة الوسطى التي هي أفضل الصلوات والصوم الذي قال الله في حقه: كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزى به.

    133- كم يقيم عيسى عليه الصلاة والسلام بعد نزوله ؟

    الجواب : يقيم سبع سنين كما صح في حديث مسلم.

    ولا ينافيه حديث الطيالسي أنه يقيم أربعين سنة ، لأن المراد مجموع لبثه في الأرض قبل الرفع وبعده فإنه رفع وسنة ثلاث وثلاثون سنة.

    133- مسألة تفضيل صالحي البشر على الملائكة أجاب فيها أبو حنيفة وغيره بلا أدري ، وهذا هو الجواب الصحيح .

    153- مؤمني الأمم السابقة هل يرون الله كهذه الأمة أو لا ؟

    الجواب : فيهم احتمالان: لابن أبي جمرة المالكي وقال الأظهر مساواتهم لهذه الأمة في الرؤية ، ومما يؤيد ذلك الحديث الصحيح خلافا لمن وهم فيه أن الله يتجلى للخلائق عامة .

    161- نقل أقوال المفسرين .

    لا حرج على من ذكر تفاسير الأئمة على وجهها من غير أن يتصرف فيها بزيادة أو نقص، بل هو مأجور مثاب على ذلك ، لكن ينبغي له إن كان يذكر ذلك التفسير للعامة أن يتحرى لهم الأليق بحالهم مما تحتمله عقولهم، فلا يذكر لهم شيئا من غرائب التفسير ومشكلاته التي لا تحتملها عقولهم، لأن ذلك يكون فتنة لهم وضلالا بينا .

    162- قاعدة في نقل كلام العلماء .

    الناقل لكلام العلماء إلى الناس لا يشترط فيه إلا العدالة، وأن لا يتصرف فيه بشيء من رأيه وفهمه، وأما إذا كان يتصرف فيه برأيه أو فهمه ولا أهلية فيه لذلك بأن لم يتقن العلوم المتعلقة بذلك فإنه يجب على أئمة المسلمين وولاتهم وكل من له قدرة منعه من ذلك وزجره عن الخوض فيه، فإن لم يمتنع رفع إلى بعض قضاة المسلمين ليعزره التعزير الشديد .

    197- ضابط رواية الحديث بالمعنى .

    لا يجوز لأحد أي يروي الحديث بالمعنى إلا إن كان عارفا بالألفاظ ومعانيها وما أريد بها ، فحينئذ ليس لهذا اللاحن أن يروي شيئا من الأحاديث بالمعنى لجهله بألفاظها ومدلولاتها ومتى فعل ذلك كان من جملة الكاذبين على النبي - صلى الله عليه وسلم - والكذب عليه كبيرة .

    202- قال ابن وهب : كل صاحب حديث لا يكون له رأس في الفقه لا يفلح أبدا .

    205- سئل عن حديث ( إن الله يبغض البليغ من الرجال الذي يتخلل بلسانه تخلل الباقرة بلسانها ) من رواه ؟

    فأجاب : بقوله رواه أبو داود والترمذي وحسنه ، وهو بمعنى الحديث الحسن ، والمعنى أن الله يبغض الثرثارين والمتشدقين .

    وفي رواية " أن أبغضكم إلي وأبعدكم مني يوم القيامة الثرثارون والمتشدقون والمتفيهقون " أي المكثرون للكلام مع التشدق فيه وإظهار التفاصح وأنه بليغ لا يصل أحد إليه في ذلك زهوا وعجبا .

    206- قال بعض الأئمة : يحرم تكبير اللقمة ليأكل أكثر منهم ويحرمهم لأنهم استحقوا الطعام المحضر إليهم على السواء فلا يجوز تمييز بعضهم عليهم ببعضه من غير رضاهم .

    206- سئل عن حديث ( من عرف نفسه عرف ربه ) من رواه ؟

    الجواب : لا أصل له ، وإنما يحكى من كلام يحيى بن معاذ الرازي الصوفي ، ومعناه من عرف نفسه بالعجز والافتقار والتقصير والذلة والانكسار عرف ربه بصفات الجلال .

    206- سئل عن حديث ( المؤمن مرآة المؤمن ) من رواه ؟

    الجواب : رواه أبو داود وغيره وله طرق تصير حسنا .

    206- سئل عن حديث ( ما وسعني سمائي ولا أرضي ووسعني قلب عبدي المؤمن ) من رواه ؟

    فأجاب بقوله : لا أصل له عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وإنما هو مذكور في الإسرائيليات ، وقال الزركشي : هو حديث باطل من وضع الملاحدة .

     

    تمت الفوائد ضحى الأربعاء 6 رجب 1440 ، ولله الحمد دوماً وأبداً .

     


    مواد آخرى من نفس القسم

    مكتبة الصوتيات

    أعظم نعيم

    0:00

    الخلود الأبدي

    0:00

    مقارنة بين الجنة والنار

    0:00

    تأملات في سورة الحجرات - 2

    0:00

    مقبرة الأخطاء

    0:00



    عدد الزوار

    4165590

    تواصل معنا


    إحصائيات

    مجموع الكتب : ( 21 ) كتاب
    مجموع الأقسام : ( 92 ) قسم
    مجموع المقالات : ( 1591 ) مقال
    مجموع الصوتيات : ( 996 ) مادة