• الاحد 26 شَوّال 1445 هـ ,الموافق :05 مايو 2024 م


  • الجزء ( 11 ) المجموعة ( 7 )

  •  


    ٣٥٠- حديث ٦٥٠٢ " من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب ".

    في هذا تهديد تشديد لأن من حاربه الله أهلكه ، وإذا ثبت هذا في جانب المعاداة ثبت في جانب الموالاة ، فمن والى أولياء الله أكرمه .

    ٣٥١- من شغله الفرض عن النفل فهو معذور ومن شغله النفل عن الفرض فهو مغرور .

    ٣٥٧- السبّابة بفتح المهملة وتشديد الموحدة الأصبع التي بين الإبهام والوسطى وهي المراد بالمسبحة سميت مسبحة لأنها يشار بها عند التسبيح وتحرك في التشهد عند التهليل إشارة إلى التوحيد وسميت سبابة لأنهم كانوا إذا تسابوا أشاروا بها.

    ٣٥٧- الحكمة في تقدم أشراط الساعة هو أيقاظ الغافلين وحثهم على التوبة والاستعداد .

    ٣٦١- فالذي يترجح من مجموع الأخبار أن خروج الدجال أول الآيات العظام المؤذنة بتغير الأحوال العامة في معظم الأرض وينتهي ذلك بموت عيسى ابن مريم ، وأن طلوع الشمس من مغربها هو أول الآيات المؤذنة بتغير العالم العلوي وينتهي ذلك بقيام الساعة ولعل خروج الدابة يقع في ذلك اليوم الذي تطلع فيه الشمس من مغربها .

    ٣٦١- قال الحاكم : الذي يظهر أن طلوع الشمس من مغربها يسبق خروج الدابة ثم تخرج الدابة .

    قال الحافظ : والحكمة في ذلك أن طلوع الشمس من مغربها يغلق باب التوبة فتخرج الدابة تميز المؤمن .

    364- حديث 6507 عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه ، قالت عائشة أو بعض أزواجه إنا لنكره الموت .

    قال : ليس ذاك ، ولكن المؤمن إذا حضره الموت بُشّر برضوان الله وكرامته ، فليس شيء أحب إليه مما أمامه ، فأحب لقاء الله وأحب الله لقاءه ، وإن الكافر إذا حضر بُشّر بعذاب الله وعقوبته ، فليس شيء أكره إليه مما أمامه ، كره لقاء الله وكره الله لقاءه  .

    وفي الحديث فوائد :

    1- البداءة بأهل الخير في الذكر لشرفهم وإن كان أهل الشر أكثر.

    2- أن المجازاة من جنس العمل فإنه قابل المحبة بالمحبة والكراهة بالكراهة .

    3- أن المحتضر إذا ظهرت عليه علامات السرور كان ذلك دليلاً على أنه بُشر بالخير وكذا بالعكس .

    4- أن محبة لقاء الله لا تدخل في النهي عن تمني الموت لأنها ممكنة مع عدم تمني الموت كأن تكون المحبة حاصلة لا يفترق حاله فيها بحصول الموت ولا بتأخره ، وأن النهي عن تمني الموت محمول على حالة الحياة المستمرة  وأما عند الاحتضار والمعاينة فلا تدخل تحت النهي بل هي مستحبة .

    5- أن في كراهة الموت في حال الصحة تفصيلاً فمن كرهه إيثاراً للحياة على ما بعد الموت من نعيم الآخرة كان مذموماً ، ومن كرهه خشية أن يفضي إلى المؤاخذة كأن يكون مقصراً في العمل لم يستعد له بالأهبة بأن يتخلص من التبعات ويقوم بأمر الله كما يجب فهو معذور ، لكن ينبغي لمن وجد ذلك أن يبادر إلى أخذ الأهبة حتى إذا حضره الموت لا يكرهه بل يحبه لما يرجو بعده من لقاء الله تعالى .

     ٣٧١- قال الراغب : أطلقت الساعة على ثلاثة أشياء :

    1- الساعة الكبرى وهي بعث الناس للمحاسبة .

    2- والوسطى وهي موت أهل القرن الواحد نحو ما روي أنه رأى عبد الله بن أنيس فقال إن يطل عمر هذا الغلام لم يمت حتى تقوم الساعة فقيل إنه آخر من مات من الصحابة .

    3- والصغرى موت الإنسان فساعة كل إنسان موته ، ومنه قوله صلى الله عليه و سلم عند هبوب الريح تخوفت الساعة يعني موته .

    ٣٧٣- قال عمر بن عبد العزيز : ما أحب أن يهون علي سكرات الموت ، إنه لآخر ما يكفر به عن المؤمن .

    ٣٧٦- حديث " كيف أنعم وصاحب القرن قد التقم القرن ينتظر متى يؤمر بالنفخ " رواه الترمذي وحسنه .

    ٣٧٦- حديث " إن طرف صاحب الصور منذ وكل به مستعد ينظر نحو العرش مخافة أن يؤمر قبل أن يرتد إليه طرفه كأن عينيه كوكبان دريان " رواه الحاكم بسند جيد .

    ٣٧٦- الملك الذي ينفخ في الصور هو إسرافيل ، ونقل الحليمي الإجماع على ذلك .

    ٣٧٧- الصحيح أن نفخات الصور اثنتان والأدلة على كثيرة ومنها الآية " ونفخ في الصور فصعق .. ثم نفخ فيه أخرى .." ولم يذكر ثالثة .

    وحديث : بين النفختين أربعون .

    وحديث : إن أفضل أيامكم يوم الجمعة فيه الصعقة وفيه النفخة " أخرجه أحمد وأبو داود والنسائي وصححه ابن خزيمة وابن حبان والحاكم

    وأما حديث " ثم ينفخ في الصور ثلاث نفخات " فقد رواه الطبراني وسنده ضعيف ومضطرب .

    ٣٧٨- في الآية " فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله " من هم المستثنون هنا ، على أقوال :

    ١- الموتى لكونهم لا إحساس لهم فلا يصعقون .

    ٢- الشهداء .

    ٣- الأنبياء .

    ٤- الملائكة .

    وقيل غير ذلك .

    ٣٧٩- حديث ٦٥٢٠ " لما تحدث الرسول صلى الله عليه وسلم عن بعض ما يجري يوم القيامة ، قال الراوي : فنظر إلينا النبي صلى الله عليه وسلم فضحك حتى بدت نواجذه ".

    فيه الضحك في مجلس العلم .

    ٣٨٦- الجمع بين إشكال الحشر .

    في حديث بن عمر عند أحمد وأبي يعلى مرفوعاً " تخرج نار قبل يوم القيامة من حضرموت فتسوق الناس " وفيه فما تأمرنا قال عليكم بالشام .

    وفي لفظ آخر " ذلك نار تخرج من قعر عدن ترحل الناس إلى المحشر " .

    قلت : وفي حديث أنس في مسائل عبد الله بن سلام لما أسلم " أما أول أشراط الساعة فنار تحشر الناس من المشرق إلى المغرب " .

    وفي حديث عبد الله بن عمرو عند الحاكم رفعه " تبعث نار على أهل المشرق فتحشرهم إلى المغرب تبيت معهم حيث باتوا وتقيل معهم حيث قالوا ويكون لها ما سقط منهم وتخلف تسوقهم سوق الجمل الكسير " .

    وقد أشكل الجمع بين هذه الأخبار وظهر لي في وجه الجمع أن كونها تخرج من قعر عدن لا ينافي حشرها الناس من المشرق إلى المغرب وذلك أن ابتداء خروجها من قعر عدن فإذا خرجت انتشرت في الأرض كلها .

    والمراد بقوله تحشر الناس من المشرق إلى المغرب إرادة تعميم الحشر لا خصوص المشرق والمغرب أو أنها بعد الانتشار أول ما تحشر أهل المشرق ويؤيد ذلك أن ابتداء الفتن دائما من المشرق وأما جعل الغاية إلى المغرب فلأن الشام بالنسبة إلى المشرق مغرب .

    ٣٩٠- الأحاديث التي رواها ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قيل أربعة وقيل دون العشرين .

    قال الحافظ : وقد اعتنيت بجمعها فزادت على الأربعين مابين صحيح وحسن خارجاً عن الضعيف وزائداً أيضاً على ما هو في حكم السماع كحكايته حضور شيء فعل بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم .

    ٣٩١- إشكال في هل الميت يبعث في ثيابه ؟

    قال البيهقي وقع في حديث أبي سعيد يعني الذي أخرجه أبو داود وصححه ابن حبان أنه لما حضره الموت دعا بثياب جدد فلبسها وقال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : إن الميت يبعث في ثيابه التي يموت فيها .

    ويجمع بينه وبين حديث " يحشرون عراة ".

    بأن بعضهم يحشر عارياً وبعضهم كاسياً أو يحشرون كلهم عراة ثم يكسى الأنبياء فأول من يكسى إبراهيم عليه الصلاة والسلام أو يخرجون من القبور بالثياب التي ماتوا فيها ثم تتناثر عنهم عند ابتداء الحشر فيحشرون عراة ثم يكون أول من يكسى إبراهيم وحمل بعضهم حديث أبي سعيد على الشهداء لأنهم الذين أمر أن يزملوا في ثيابهم ويدفنوا فيها فيحتمل أن يكون أبو سعيد سمعه في الشهيد فحمله على العموم .

    وممن حمله على عمومه معاذ بن جبل فأخرج بن أبي الدنيا بسند حسن عن عمرو بن الأسود قال : دفنا أم معاذ بن جبل فأمر بها فكفنت في ثياب جدد وقال أحسنوا أكفان موتاكم فإنهم يحشرون فيها.

     قال وحمله بعض أهل العلم على العمل وإطلاق الثياب على العمل وقع في مثل قوله تعالى " ولباس التقوى ذلك خير " وقوله تعالى " وثيابك فطهر " على أحد الأقوال وهو قول قتادة قال معناه وعملك فاخلصه .

    ويؤكد ذلك حديث جابر رفعه " يبعث كل عبد على ما مات عليه " أخرجه مسلم .

    وحديث فضالة بن عبيد " من مات على مرتبة من هذه المراتب بعث عليها يوم القيامة " الحديث أخرجه أحمد .

    ورجح القرطبي الحمل على ظاهر الخبر ويتأيد بقوله تعالى " ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة " وقوله تعالى " كما بدأكم تعودون " .

    والى ذلك الإشارة في حديث الباب بذكر قوله تعالى " كما بدأنا أول خلق نعيده " عقب قوله " حفاة عراة " .

    قال فيحمل ما دل عليه حديث أبي سعيد على الشهداء لأنهم يدفنون بثيابهم فيبعثون فيها تمييزاً لهم عن غيرهم ، وقد نقله بن عبد البر عن أكثر العلماء .

    ومن حيث النظر إن الملابس في الدنيا أموال ولا مال في الآخرة مما كان في الدنيا ولأن الذي يقي النفس مما تكره في الآخرة الثواب لحسن عملها أو رحمة مبتدأة من الله وأما ملابس الدنيا فلا تغني عنها شيئاً قاله الحليمي .

    وذهب الغزالي إلى ظاهر حديث أبي سعيد وأورده بزيادة لم أجد لها أصلا وهي " فإن أمتي تحشر في أكفانها وسائر الأمم عراة " .

    قال القرطبي إن ثبت حمل على الشهداء من أمته حتى لا تتناقض الأخبار .

    ٣٩٢- حديث ٦٥٢٦ " وإن أول الخلايق يكسى يوم القيامة إبراهيم الخليل " قيل الحكمة في ذلك لأنه جرد من ثيابه حينما ألقي في النار وقيل إنه لم يكن في الأرض أخوف لله منه فعجلت له الكسوة أماناً له ليطمئن قلبه .

    وهذا اختيار الحليمي والأول اختيار القرطبي .

    مسألة : هل يكسى نبينا صلى الله عليه وسلم ؟

    قوله " وإن أول الخلائق يكسى يوم القيامة إبراهيم الخليل " .

    قال القرطبي في شرح مسلم : يجوز أن يراد بالخلائق من عدا نبينا صلى الله عليه و سلم فلم يدخل هو في عموم خطاب نفسه .

    وتعقبه تلميذه القرطبي أيضاً في التذكرة فقال : هذا حسن لولا ما جاء من حديث علي يعني الذي أخرجه بن المبارك في الزهد من طريق عبد الله بن الحارث عن علي قال : أول من يكسى يوم القيامة خليل الله عليه السلام قبطيتين ثم يكسى محمد صلى الله عليه و سلم حلة حبرة عن يمين العرش .

    قلت كذا أورده مختصراً موقوفاً ، وأخرجه أبو يعلى مطولاً مرفوعاً وأخرج البيهقي من طريق بن عباس نحو حديث الباب وزاد " وأول من يكسى من الجنة إبراهيم يكسى حلة من الجنة ويؤتى بكرسي فيطرح عن يمين العرش ثم يؤتي بي فأكسي حلة من الجنة لا يقوم لها البشر ثم يؤتى بكرسي فيطرح على ساق العرش وهو عن يمين العرش " .

    ولا يلزم من تخصيص إبراهيم عليه السلام بأنه أول من يكسى أن يكون أفضل من نبينا عليه الصلاة و السلام مطلقاً .

    وقد ظهر لي الآن أنه يحتمل أن يكون نبينا عليه الصلاة و السلام خرج من قبره في ثيابه التي مات فيها والحلة التي يكساها حينئذ من حلل الجنة خلعة الكرامة بقرينة إجلاسه على الكرسي عند ساق العرش .

    فتكون أولية إبراهيم في الكسوة بالنسبة لبقية الخلق .

    وأجاب الحليمي بأنه يُكسى أولا ثم يكسى نبينا صلى الله عليه و سلم على ظاهر الخبر ، لكن حلة نبينا صلى الله عليه وسلم أعلى وأكمل فتجبر نفاستها ما فات من الأولية والله أعلم .

    ٣٩٣- حديث ٦٥٢٦ " وإنه سيجاء برجال من أمتي فيؤخذ بهم ذات الشمال فأقول : يا رب أصيحابي ، فيقول : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك " .

    قال الخطابي : لم يرتد أحد من الصحابة وإنما ارتد قوم من جفاة الأعراب ممن لا نصرة له في الدين ، ويدل عليه قوله " أصيحابي " بالتصغير على قلة عددهم ، وقيل هم المنافقون المرتدون .

    وأما قول بعضهم إنهم من أصحاب البدع على مر التاريخ ، فقد قال الحافظ : وأما دخول أصحاب البدع في ذلك فاستبعد لتعبيره في الخبر بأصحابي ، وأصحاب البدع إنما حدثوا بعده .

    ٣٩٥- حديث " أهل الجنة عشرون ومائة صف ، أمتي منها ثمانون صفاً ".

    رواه أحمد والترمذي وصححه ، وكأنه صلى الله عليه وسلم لما رجا رحمة ربه أن تكون أمته نصف أهل الجنة أعطاه الله ما ارتجاه وزاده ، وهو نحو قوله تعالى " ولسوف يعطيك ربك فترضى ".

    ٣٩٧- لماذا خص الله آدم بقوله " يا ادم أخرج بعث النار ".

    لأنه والد الجميع ولكونه قد عرف أهل السعادة من أهل الشقاء فقد رآه النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء وعن يمينه أسودة وعن شماله أسودة .

    ٣٩٨- إشكال وجوابه .

    في حديث 6530 " أخرج بعث النار ، من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين فذاك حين يشيب الصغير وتضع كل ذات حمل حملها " .

    ظاهره أن ذلك يقع في الموقف ، وقد استشكل بأن ذلك الوقت لا حمل فيه ولا وضع ولا شيب ، ومن ثم قال بعض المفسرين إن ذلك قبل يوم القيامة لكن الحديث يرد عليه .

    وأجاب الكرماني بأن ذلك وقع على سبيل التمثيل والتهويل .

    وسبق إلى ذلك النووي ، فقال فيه وجهان للعلماء فذكرهما وقال التقدير أن الحال ينتهي إلى أنه لو كانت النساء حينئذ حوامل لوضعت كما تقول العرب أصابنا أمر يشيب منه الوليد .

    وأقول يحتمل أن يحمل على حقيقته فإن كل أحد يبعث على ما مات عليه فتبعث الحامل حاملاً والمرضع مرضعة والطفل طفلاً فإذا وقعت زلزلة الساعة وقيل ذلك لآدم ورأى الناس آدم وسمعوا ما قيل له وقع بهم من الوجل ما يسقط معه الحمل ويشيب له الطفل وتذهل به المرضعة .

    ويحتمل أن يكون ذلك بعد النفخة الأولى وقبل النفخة الثانية ويكون خاصاً بالموجودين حينئذ وتكون الإشارة بقوله " فذاك إلى يوم القيامة " وهو صريح في الآية ولا يمنع من هذا الحمل ما يتخيل من طول المسافة بين قيام الساعة واستقرار الناس في الموقف ونداء آدم لتمييز أهل الموقف لأنه قد ثبت أن ذلك يقع متقارباً كما قال الله تعالى " فإنما هي زجرة واحدة فإذا هم بالساهرة " يعني ارض الموقف .

    وقال تعالى " يوماً يجعل الولدان شيبا . السماء منفطر به " .

    والحاصل أن يوم القيامة يطلق على ما بعد نفخة البعث من أهوال وزلزلة وغير ذلك إلى آخر الاستقرار في الجنة أو النار .

    ٤٠٣- سميت القيامة بالحاقة لأن الأمور تحق فيها ، وسميت بالقارعة لأنها تقرع القلوب بأهوالها .

    ٤٠٣- جمع الغزالي ثم القرطبي أسماء يوم القيامة فبلغت ثمانين اسم .

    ومنها ثلاثين في القرآن بلفظها ، والباقي أخذت بطريق الاشتقاق بما ورد منصوصاً ، كيوم الجدال من قوله تعالى " يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها ".

    ٤٠٤- حديث 6533 " أول ما يقضى بين الناس في الدماء " .

    كيف نجمع بينه وبين حديث " أول ما يحاسب عنه العبد يوم القيامة صلاته " ؟
    الجواب
    الأول يحمل على معاملات الخلق فيما بينهم والثاني يتعلق بعبادة الخالق .

    405- قال الحميدي : والحق أن من رجحت سيئاته على حسناته على قسمين ، من يعذب ثم يخرج من النار بالشفاعة ومن يعفى عنه فلا يعذب أصلاً .

    ٤٠٨- حديث عائشة قالت : سمعت الرسول صلى الله عليه وسلم يقول في بعض صلاته : اللهم حاسبني حساباً يسيراً ، فلما انصرف قلت : يا رسول الله ما الحساب اليسير ؟ قال : أن ينظر في كتابه فيتجاوز له عنه ، إن من نوقش الحساب يا عائشة  يومئذ هلك ". رواه أحمد .

    ٤١٠- معنى " من نوقش الحساب عذب ".

    قيل : إن نفس المناقشة وعرض الذنوب تعذيب ، وقيل : يفضي به للعذاب .

    ٤١٣- حديث ٦٥٤٠ " اتقوا النار ولو بشق تمرة فمن لم يجد فبكلمة طيبة ".

    قال ابن هبيرة : المراد بالكلمة الطيبة هنا " يدل على هدى أو يرد عن ردى أو يصلح بين اثنين ".

    ٤١٦- رواية " ولا يرقون " في حديث السبعين ، جاءت عند مسلم بدل " ولا يكتوون " .

    وقد أنكرها ابن تيمية وزعم أنها غلط من راويها لأن الرقية ونفع الناس كيف تكون مطلوبة الترك ، وأيضاً قد رقى جبريل النبي صلى الله عليه وسلم ورقى النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه وأذن لهم في الرقى وقال " من استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل " والنفع مطلوب .

    ٤١٧- لا يلزم أن يكون السبعون ألف الذين يدخلون الجنة بلا حساب أفضل من غيرهم فقد يأتي بعدهم ممن يحاسب من هو أفضل منهم .

    ٤١٨- في رواية أن مع كل ألف سبعين ألف ، وهي عند أحمد من حديث أبي هريرة بسند جيد ، ولها طرق أخرى عند الطبراني وغيره .

    وعند الطبراني بسند جيد من حديث عتبة " ثم يشفع كل ألف في سبعين ألف ثم يحثي ربي ثلاث حثيات بكفيه ".

    وأما رواية " مع كل واحد سبعين ألف " فهي عند أحمد وأبي يعلى ، وفي سندها راويان أحدهما ضعيف الحفظ والآخر لم يسم .

    وروى البيهقي نحوه وفيه راو ضعيف .

    ٤٢٠- الحكمة من قوله صلى الله عليه وسلم " سبقك بها عكاشة ".

    اختلفت أجوبة العلماء في الحكمة في قوله سبقك بها عكاشة .

    قال القرطبي : لم يكن عند الثاني من تلك الأحوال ما كان عند عكاشة فلذلك لم يجب إذ لو أجابه لجاز أن يطلب ذلك كل من كان حاضرا فيتسلسل فسد الباب بقوله ذلك ، وهذا أولى من قول من قال كان منافقاً لوجهين :

    أحدهما / أن الأصل في الصحابة عدم النفاق فلا يثبت ما يخالف ذلك إلا بنقل صحيح .

    الثاني / أنه قلّ أن يصدر مثل هذا السؤال إلا عن قصد صحيح ويقين بتصديق الرسول ، وكيف يصدر ذلك من منافق ؟ والى هذا جنح ابن تيمية .

    ٤٢٧- من أسماء الجنة : الفردوس وهو أعلاها ، دار السلام ،  دار الخلد ، دار المقامة ، جنة المأوى ، النعيم ، المقام الأمين ، عدن ، مقعد صدق ، الحسنى .

    وفي قوله " وإن الدار الآخرة لهي الحيوان " ذكر بعضهم أن من أسماء الجنة دار الحيوان ، وفيه نظر .

    ٤٢٧- الحكمة من الإتيان بالموت على هيئة كبش .

    قال القرطبي : الحكمة في ذلك الإشارة إلى أنهم حصل لهم الفداء له كما فدى ولد إبراهيم بالكبش وفي كونه كبش أملح إشارة إلى صفتي أهل الجنة والنار لأن الأملح ما فيه بياض وسواد .

    ٤٢٨- بعد ذبح الموت ينادي المنادي يا أهل الجنة خلود فلا موت فالنداء بعد الذبح لا قبله .

    ٤٢٨- إشكال كيف يذبح الموت وهو عرَض والعرَض لا ينقلب جسداً ؟

    أنكرت طائفة صحة هذا الحديث ودفعته وتأولته طائفة فقالوا هذا تمثيل ولا ذبح هناك حقيقة .

    وقالت طائفة بل الذبح على حقيقته والمذبوح متولي الموت وكلهم يعرفه لأنه الذي تولى قبض أرواحهم .

    قلت وارتضى هذا بعض المتأخرين وحمل قوله " هو الموت الذي وكل بنا " على أن المراد به ملك الموت لأنه هو الذي وكل بهم في الدنيا كما قال تعالى في سورة الم السجدة ، واستشهد له من حيث المعنى بأن ملك الموت لو استمر حياً لنغص عيش أهل الجنة وأيده بقوله في حديث الباب " فيزداد أهل الجنة فرحا إلى فرحهم ويزداد أهل النار حزنا إلى حزنهم " .

    ٤٢٩- بقاء أهل النار فيها لا إلى غاية بل إلى الأبد .

    ٤٣١- روى مسلم مرفوعاً في عقوبة الكافر في النار " وغلظ جلده مسيرة ثلاثة أيام " .

    قال القرطبي : إنما عظم خلق الكافر في النار ليعظم عذابه ويضاعف ألمه .

    ولاشك أن الكفار متفاوتون في العذاب ويدل عليه " إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ".

    ٤٣٤- الخوارج ينكرون الشفاعة .

    ٤٣٤- أخرج سعيد بن منصور بسند صحيح عن أنس : من كذب بالشفاعة فلا نصيب له فيها .

    ٤٣٤- استدل الخوارج والمعتزلة في إنكار الشفاعة بالآية " فما تنفعهم شفاعة الشافعين " وأجاب أهل السنة بأن الآية خاصة بالكفار .

    ٤٣٤- في قوله تعالى " عسى أن يبعثك ربك مقاماً محموداً " .

    قال الجمهور المراد به الشفاعة ، وبالغ الواحدي فنقل الإجماع فيه.

    ٤٣٦- أرجح الأقوال في أصحاب الأعراف أنهم قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم .

    ٤٣٦- ذكر بعضهم من أنواع الشفاعات : الشفاعة لأهل المدينة خاصة واستدل بحديث " لا يثبت على لأواها أحد إلا كنت له شهيداً أو شفيعاً " رواه مسلم .

    قال الحافظ : وهذا غير وارد لأن متعلق الشفاعة داخل في بقية الشفاعات الأخرى .

    ٤٤٢- قيل إن آدم نبي مرسل ، ولكن يشكل عليه حديث الشفاعة " فيأتون نوح ويقولون أنت أول الرسل لأهل الأرض " .

    والجواب : أن آدم كانت رسالته لبنيه وهو موحدون ليعلمهم شريعته ، وأما نوح فكانت رسالته إلى قوم كفار يدعوهم إلى التوحيد.

    ٤٤٢- ذكر الغزالي أن بين إتيان الناس لآدم وإتيانهم لنوح ألف سنة وكذا بين كل نبي ونبي .

    قال الحافظ : ولم أقف لذلك على أصل ، ولقد أكثر الغزالي في كتابه كشف علوم الآخرة من إيراد أحاديث لا أصول لها فلا يغتر بشيء منها .

    ٤٤٣- اعتذارات إبراهيم عليه السلام من الشفاعة وذكره أنه كذب ثلاث كذبات .

    قال البيضاوي فيها : الحق أن الكلمات الثلاث إنما كانت من معاريض الكلام لكن لما كانت صورتها صورة الكذب أشفق منها استصغاراً لنفسه عن الشفاعة مع وقوعها ، لأن من كان أعرف بالله وأقرب إليه منزلة كان أعظم خوفاً .


    مواد آخرى من نفس القسم

    مكتبة الصوتيات

    رسالة إلى مدمن النظر في صور النساء

    0:00

    قواعد في الأسماء والصفات

    0:00

    أحكام صلاة التطوع

    0:00

    حتى تكون سعيداً

    0:00

    سورة الزخرف

    0:00



    عدد الزوار

    4184086

    تواصل معنا


    إحصائيات

    مجموع الكتب : ( 21 ) كتاب
    مجموع الأقسام : ( 92 ) قسم
    مجموع المقالات : ( 1595 ) مقال
    مجموع الصوتيات : ( 996 ) مادة