• الخميس 16 شَوّال 1445 هـ ,الموافق :25 ابريل 2024 م


  • مسائل في صلاة الضحى

  •  

    سبب التسمية :

    سميت بالضحى لأنها تؤدى في وقت الضحى .

    حكمها :

    سنة عند جمهور العلماء . قاله النووي وغيره .

    فائدة :

    اختلف العلماء في وجوب صلاة الضحى على رسول الله صلى الله عليه وسلم، مع اتفاقهم على عدم وجوبها على المسلمين.

    فذهب جماعة، منهم الشافعية وبعض المالكية إلى أن صلاة الضحى مفروضة على رسول الله صلى الله عليه وسلم.

    واستدلوا على ذلك بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثلاث هن علي فرائض، ولكم تطوع: النحر والوتر وركعتا الضحى .

    والصواب أنها ليست من خصائصه وهذا الحديث ضعيف من جميع طرقه (تلخيص الحبير3 / 118) .

    فضل صلاة الضحى :

    1- عن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: يصبح على كل سلامى من أحدكم صدقة ، فكل تسبيحة صدقة ، وكل تحميدة صدقة ، وكل تهليلة صدقة ، وكل تكبيرة صدقة ، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن المنكر صدقة، ويجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى . رواه مسلم .

    والسلامى هو مفصل العظم ، ففي كل واحد فينا 360 مفصل ، فينبغي أن يتصدق عنها كلها ، ولكننا لن نقوى على ذلك ، فيكفينا أن نصلي ركعتي الضحى .

    وهي وصية النبي صلى الله عليه وسلم لأبي هريرة وأبي الدرداء .

    2- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أوصاني خليلي بثلاث لا أدعهن حتى أموت: صوم ثلاثة أيام من كل شهر، وصلاة الضحى، ونوم على وتر. رواه البخاري ومسلم .

    3- وهذه الوصية قيلت لأبي الدرداء ، فقد روى مسلم في صحيح عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: أوصاني حبيبي صلى الله عليه وسلم بثلاث، لن أدعهن ما عشت: بصيام ثلاثة أيام من كل شهر، وصلاة الضحى، وبأن لا أنام حتى أوتر .

    4- قال عليه الصّلاة والسّلام : لا يُحافظ على صلاة الضحى إلا أوّاب . رواه الحاكم وحسنه الألباني في الصحيحة 703 .

    فائدة :

    أحاديث ضعيفة في صلاة الضحى :

    1- حديث " من صلى الضحى ثنتي عشرة ركعة بنى الله له قصرا من ذهب في الجنة " . رواه الترمذي وقال : لا نعرفه إلا من هذا الوجه . وضعفه الألباني .

    2- حديث " من حافظ على شفعة الضحى غفر له ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر " رواه الترمذي وقال عن نهاس بن قهم ولا نعرفه إلا من حديثه ، وضعفه الألباني .

    3- حديث " كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي الضحى حتى نقول لا يدع ، ويدعها حتى نقول لا يصلي " . رواه الترمذي وقال : هذا حديث حسن غريب وضعفه الألباني .

    4- حديث " إنَّ في الجنة باباً يقال له : الضحى ، فإذا كان يوم القيامة ، نادى منادٍ : أين الذين كانوا يديمون على صلاة الضحى ؟ هذا بابكم ، فادخلوه برحمة الله – عز وجل – " .

    انظر تخريجه في الضعيفة للألباني ( 392 وَ 393 وَ 394 ) ، وقد حكم عليه بالضعف .

    قلت : ويغني عن كل الأحاديث الضعيفة تلك الأحاديث الصحيحة السابقة . 

    تنبيه :

    رأي ابن عمر في صلاة الضحى :

    عن مورق ، قال: قلت لابن عمر رضي الله عنهما: أتصلي الضحى؟ قال: لا ، قلت: فعمر؟ قال : لا ، قلت : فأبو بكر؟ قال: لا ، قلت : فالنبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: لا إخاله . رواه البخاري .

    أجاب العلماء عن كلام ابن عمر أنه ربما كان يقصد في السفر لأنه كان لا يتنفل في السفر ، قاله الحافظ في الفتح 3-52

    قلت : حتى لو كان يقصد الحضر فالعبرة بمن أثبت صلاة الضحى كما سبق في فعله صلى الله عليه وسلم ووصيته لأبي هريرة وأبي الدرداء ، والقاعدة عند الفقهاء أن المثبت مقدم على النافي .

    وثبت عن ابن عمر رضي الله عنهما قوله في صلاة الضحى : إنها بدعة ، وقوله: ما أحدث الناس شيئاً أحب إلي منها .

    وقد أجاب العلماء عن إنكار ابن عمر رضي الله عنهما على الذين يصلون الضحى ، وتسميته الفعل بدعة ، بأجوبة :

    الجواب الأول: في قول الحافظ ابن حجر في الفتح : ليس في أحاديث ابن عمر هذه ما يدفع مشروعية صلاة الضحى ؛ لأن نفيه محمول على عدم رؤيته ، لا على عدم الوقوع في نفس الأمر .

    الجواب الثاني :

    يحتمل أن الذي أنكره ابن عمر ليس هو صلاة الضحى، وإنما صفة رآها لاحقة بها، كإظهارها في المسجد، والملازمة لها، وصلاتها جماعة، ونحو ذلك ، ذكر هذا الجواب الحافظ ابن حجر في الفتح ، والنووي في شرح مسلم، وذكر معناه ابن القيم في الزاد.

    تنبيه :

    أما قول ابن عمر : نعمت البدعة ، و وما أحدث الناس شيئاً أحب إليَّ منها .

    فليس دليلاً على جواز الابتداع في الدين ؛ فقد قال ابن رجب الحنبلي: وأما ما وقع في كلام السلف من استحسان بعض البدع فإنما ذلك في البدع اللغوية لا الشرعية .

    فيكون قوله - رضي الله عنه - كقول أبيه في صلاة التراويح: نعمت البدعة .

    مسألة :

    ورد عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم سبح سبحة الضحى ، وإني لأسبحها . رواه البخاري

    قلت : ونحمل قول عائشة على عدم رؤيتها ولا نفهم من ذلك ترك الرسول لها لأن هناك نصوص أثبتت ذلك كما سبق .

     وقد اختلفت الرواية عن عائشة في صلاة الضحى ، فعن عبد الله بن شقيق، قال: قلت لعائشة: هل كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي الضحى؟ قالت: لا ، إلا أن يجيء من مغيبه . رواه مسلم .

    ومما يشكل في هذا الباب :

    حديث عائشة رضي الله عنها أنها قالت: ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي سبحة الضحى قط ، وإني لأسبحها ، وإن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليدع العمل وهو يحب أن يعمل به، خشية أن يعمل به الناس فيفرض عليهم . رواه مسلم .

    ويُجاب عن هذا : أنها ربما نفت لعلمها بأن الرسول صلى الله عليه وسلم يترك العمل النافلة خشية أن يفرض على الأمة ، ولكنه اجتهاد في غير محله ، لثبوت النصوص في فضل صلاة الضحى وفعله لها ووصيته بها .

    ويوضح ذلك هذا الحديث : 

    قيل لعائشة رضي الله عنها : كم كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي صلاة الضحى ؟ قالت : أربع ركعات ويزيد ما شاء. رواه مسلم .

    قلت : يمكن الجمع بين نفيها وإثباتها بأن نفيها كان قبل رؤيتها .

    فائدة :

    قال الحافظ في الفتح ( 3 / 55 ) : وقد جمع الحاكم الأحاديث الواردة في صلاة الضحى في جزء مفرد وذكر لغالب هذه الأقوال مستندا وبلغ عدد رواة الحديث في إثباتها نحو العشرين نفسا من الصحابة .

    فائدة :

    قال ابن باز : فالحاصل أن سنة الضحى سنة مؤكدة ، الرسول - صلى الله عليه وسلم - ربما فعلها ، وربما تركها لئلا يشق على أمته، لكنه أوصى بها، ووصيته آكد من فعله، فدل ذلك على أنها متأكدة بجميع الأيام .

    إشكال وجوابه :

    قال ابن باز : أما كون النبي صلى الله عليه وسلم ما كان يحافظ عليها فلعله فعل ذلك لئلا يشق على أمته ، لأنه لو حافظ عليها لازداد تأكدها ، وربما شق على بعض الناس ذلك ، ولمشاغله الكثيرة عليه الصلاة والسلام .

    ولأن السنة لها وجوه ثلاثة ، تثبت بالقول ، وتثبت بالفعل، وتثبت بالتقرير، فالنبي صلى الله عليه وسلم فعلها وأقر عليها وأوصى بها عليه الصلاة والسلام كل هذا فعله عليه الصلاة والسلام ، فعلها في يوم الفتح، وفعلها في أوقات أخرى .

    وفعلها الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم ، فدل ذلك على أنها سنة مؤكدة، أقر عليها وأوصى بها وفعلها عليه الصلاة والسلام.

    مسألة :

    عددها صلاة الضحى :

    قال النووي في شرح مسلم  : باب استحباب صلاة الضحى، وأن أقلها ركعتان، وأكملها ثمان ركعات ، وأوسطها أربع ركعات، أو ست، والحث على المحافظة عليها .

    وقيل إن أكثرها ثنتي عشرة ركعة ، ولم يصح حديث في ذلك فيما أعلم .

    وقال ابن باز رحمه الله تعالى : صلاة الضحى ركعتان هذا أقلها، وإن صلى أربعاً أو أكثر فلا بأس ليس لها حد محدود، وأكثر ما وقع عن النبي ﷺ ثمان ركعات عليه الصلاة والسلام صلاها يوم الفتح هذا هو الأفضل .

    دليل من قال بأنها ركعتان :

    الأحاديث التي فيها " ويجزئ من ذلك ركعتي الضحى " .

    دليل من قال بأنها أربع ركعات :

    عن نعيم بن همام رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " يقول الله عز وجل: يا ابن آدم، لا تعجزني من أربع ركعات في أول نهارك، أكفك آخره " رواه أبو داود في باب صلاة الضحى .

    دليل من قال بأنها ست ركعات :

    عن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى الضحى ست ركعات . رواه الطبراني في الأوسط . وصححه الألباني في الإرواء 463

    دليل من قال بأنها ثمان ركعات :

    عن أم هانئ رضي الله عنها قالت: إن النبي صلى الله عليه وسلم دخل بيتها يوم فتح مكة ، فاغتسل وصلى ثماني ركعات، فلم أر صلاة قط أخف منها، غير أنه يتم الركوع والسجود. رواه البخاري .

    ولكن يشكل على هذا الحديث أن بعضهم قال إن هذه صلاة الفتح وليست صلاة الضحى .

    والجواب :

    قال النووي : الصواب صحة الاستدلال بهذا الحديث على أنها سنة الضحى لما رواه أبو داود وغيره من طريق كريب عن أم هانئ أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى سبحة الضحى .

    ولمسلم في كتاب الطهارة من طريق أبي مرة عن أم هانئ في قصة اغتساله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح ثم صلى ثمان ركعات سبحة الضحى .

    وروى بن عبد البر في التمهيد من طريق عكرمة بن خالد عن أم هانئ قالت : قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة فصلى ثمان ركعات .

    فقلت : ما هذه ؟ قال : هذه صلاة الضحى .

    مسألة : وقت صلاة الضحى :

    قال ابن باز رحمه الله تعالى : ويبدأ وقتها من ارتفاع الشمس قيد رمح، إلى وقوفها قبل الزوال بنحو ربع ساعة أو ثلث ساعة تقريباً، هذا وقت الضحى، والأفضل إذا اشتد الضحى قبل الظهر بساعة ساعتين هذا هو الأفضل ، لحديث : صلاة الأوابين حين ترمض الفصال . رواه مسلم .

    ومعنى ترمض الفصال ، ومعنى الرّمضاء أي الرّمل الذي تَشتدُّ حرارته في الشّمس ، ومعنى هذا القول أي حين يجد الفصيل الحرّ من الشّمس، والفصيل: هو الصّغار من الإبل .

    مسألة : ماذا يقرأ فيها ؟

    ورد في الحديث " صلوا ركعتي الضحى بسورتيها : (والشمس وضحاها) ، و (الضحى ) " .

    قال الألباني موضوع . انظر " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 250 :

     


    مواد آخرى من نفس القسم

    مكتبة الصوتيات

    التحذير من الغلو

    0:00

    عشر رسائل للحجيج

    0:00

    ((100)) حديث ضعيف منتشر بين الناس

    0:00

    ماذا يحب الرجل من زوجته ؟!

    0:00

    أحكام الاغتسال

    0:00



    عدد الزوار

    4155154

    تواصل معنا


    إحصائيات

    مجموع الكتب : ( 21 ) كتاب
    مجموع الأقسام : ( 92 ) قسم
    مجموع المقالات : ( 1591 ) مقال
    مجموع الصوتيات : ( 996 ) مادة