• الخميس 16 شَوّال 1445 هـ ,الموافق :25 ابريل 2024 م


  • مفاهيم ينبغي أن تصحح

  •  


    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين .

    أما بعد ، فيا أيها الفضلاء .

    في بعضِ المجالس تصلُ لمسامعكَ بعضُ الكلماتِ التي تدلُ على وجودِ بعضِ المفاهيمِ الخاطئة عند بعض الناس ، وفي مخالطتك لبعضِ الناسِ تتعجبُ من وجودِ بعضِ المفاهيمِ الغريبة التي يتحمسون لها وتشعر أنها جزء من شخصيتهم .

    وربما تشاهدُ مقطعاً يتحدث عن مفهومٍ غريب ويريدُ صاحبه تربية المجتمع عليه .
    واليومْ سوف نتجول في بعضِ تلك المفاهيم الخاطئة ونناقشها على ضوءِ الكتابِ والسنة ، 
    وهذا هو الأصلُ الذي توزنُ به الأمور .

    قال الله تعالى " فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول ".

    1- فمن المفاهيم الخاطئة " أن الاستشارة دليل ضعف التفكير ".
    وهذا قد يوجد عند بعض الناس الذين لايستشيرون ويزعمُ هؤلاء أن الاستشارة إنما تكونُ للشخصِ ضعيفَ الفهمِ وناقصَ العقل ، وهذا جهلٌ عند صاحب هذا الكلام؛ لأن الاستشارة هي الاستفادة من خبرات الآخرين وتجاربهم في أي تخصصٍ كان .

    وهي مفتاحُ النجاحُ في تجارتك ودراستك ووظيفتك وأسرتك وفي كل شيء ، وكلما رأيتَ الشخصَ يستشيرُ العقلاء رأيتَ التوفيقَ في حياته .

    ومن زاويةٍ أخرى فإن نبينا صلى الله عليه وسلم هو سيدٌ في بابِ الاستشارة فكان يستشيرُ أصحابَه كثيراً ، بل أمره الله بذلك ، فقال جلَّ وعز " وشاورهم في الأمر ".

    ومن زاويةٍ ثالثة نقول : إن الذي لايستشير يفقدُ كثيراً من عناصر الخبرة والنجاح في حياته وهو مُعرضُ للخطأ وربما لعدة خسائر في دينه أو دنياه .

    وكم من شخصٍ لم يستشر فدخل في مساهماتٍ أو تجارات ظنّ أنها تجلبُ له الرزق فإذا به يقع في خسائرَ مالية جلبت له الحزن والهم والحسرة .

    وكم من رجلٍ وقع بينه وبين زوجتهِ خلاف ولم يستشر العقلاء في حل ذلك الخلاف وإذ به يقع في مشكلات الطلاق وماوراء ذلك من الهموم والحسرات .

    2- ومن المفاهيم الخاطئة : الاعتقادُ بأن تربيةَ الأبناءِ والبنات إنما تكون في الرعاية المالية والترفيه فقط .

    وهذا المفهوم قد يوجد عن بعض الآباء والأمهات وإن لم ينطقوا به .

    تجد هؤلاء ينفقون على أولادهم في المطاعم والترفيه والملابس والسفر هنا وهناك ويظنون أن التربية تنتهي هنا ، وغفلَ هؤلاء عن غرسِ القيمِ والآدابِ في نفوسِ أولادهم .

    أيها الأب ، إن ابنك كالإسفنجة بين يديك ينتظر منك أن تضع فيه ما يلتصق فيه من خير أو شر .

    اغرس الخير ، وعلِّم أولادك ، واشتغل على تربيتهم على أمور الدين وماينفعهم من أمور دنياهم ، إياك أن تظن أن ولدك يحتاجُ إلى مالك فقط أو إلى جوال أو إلى انترنت مفتوح في البيت .

    إنهم بحاجةٍ إلى معلوماتٍ تربوية وقصصٍ هادفة وجلسةٍ عاطفية وكلماتٍ دينية .

    3- ومن المفاهيم الخاطئة : أن بعض الناس يظن أن الإسراف في الولائم جزء من الكرم والجود ، وهذا والله من مصائبِ زمننا .

    حدثني أحد الإخوة عن مناسبةٍ حضرها وإذ بالوليمة ثلاثة من الإبل وحولها عشرة من الغنم ، ماهذا التبذير والإسراف ومن سيأكل كل هذا ؟ 

    ألم يقلِ اللهُ تعالى: " ولا تبذر تبذيراً إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين " ، أو ماسمعتم بقوله تعالى: " إنه لايحب المسرفين ".

    إن البعضَ منّا ما زال يتكلفُ في الضيافة حتى إنك تكره أن تزوره ، وربما قصّرنا نحن في استضافة الآخرين لعدم قدرتنا على أن نفعل مثلهم في ذلك التكلف .

    فوصيتي لكم : الكرم بماتجودُ به النفس ولو من صنع بيتك ، ودعوا التكلف جانباً وخاصةً في المناسبات البسيطة ، وكونوا قدوةً في الكرمِ الذي ليس فيه تبذير .

    4- ومن المفاهيم الخاطئة : أن الحياةَ الزوجية هي علاقةُ عفافٍ وقضاءٍ للشهوة فقط .
    وهذه نظريةُ بعضِ الشباب المقبلين على الزواج ، ويغفلْ هؤلاء عن الأخلاق التي يجبُ أن يراعيها الرجلُ مع زوجته .

    يغفلُ عن الشراكة مع زوجته في بناءِ أسرةٍ صالحة تتربى على القيم والأخلاق ، ولذلك تجدُ بعضَ هؤلاء الشباب بعد زواجهم بأسابيع يمارسون طبيعة حياتهم قبل الزواح .

    فيعودُ ذلك الشاب للسهرِ كلَّ ليلة مع الشباب ويخرج باستمرار من البيت ، وربما قصّر في جلوسه مع زوجته ، ولعله غيرَ مقتنع أصلاً بالجلوس معها وربما صرف كثيراً من ماله للشباب في الاستراحات والسفر معهم هنا وهناك ، وحينما تعاتبه زوجته على تقصيره إذ به يقابلها بالسب والكلام البذيء وربما ضربها .
    عباد الله ، إن بعض الشباب
    ينسى أن مِن الرجولةِ احترامَ زوجته وأسرته والجلوسَ معهم واحتسابُ الأجر في كل مايقدمه لهم .

    اللهم وفقنا للخيرات والطاعات واجعلنا من عبادك المقبولين .


    ----------


    الحمد لله .

    أيها الكرام .

    5- وإن من المفاهيم الخاطئة : التساهل في كسبِ المال من الطرق المحرمة ، 
    ويقول صاحبنا : إن ظروفي المالية صعبة وأنت لاتعلم بظروفي .

    فالجواب : اعلم بارك الله فيك أن من صورِ البلاء ، الابتلاء بنقص المال .

    قال تعالى " ولنبلونكم بشي من الخوف والجوع ونقص من الأموال " ، ولكن لايصح أن تتعامل مع هذا البلاء بالتساهلِ في طرق كسب المال .


    ياعبد الله ، 
    إن التساهل في القرض الربوي أو بعض صور البيع المحرمة التي قد توجد في بعض معارض السيارات أو العقارات وغيرها ، كل ذلك يمحقُ بركةَ المال ويعرضك لعقوبة الله في الدنيا قبل الآخرة ، 
    قال تعالى: " يمحق الله الربا " ، وقال صلى الله عليه وسلم : لعن الله آكل الربا ".

    يا من يتساهل في المال الحرام ، إنك ستموت وحدك وتدفن لوحدك وتقف بين يدي الله لوحدك وسيسألك الله عن كلِ الأموالِ التي اكتسبتها " من أين أخذتها وفيم أنفقتها ".

    لا أولادك ولا زوجتك ولازملاءك سيدافعون عنك يوم القيامة ، أين مالك المحرم الذي اختلسته في تلك المعاملة ؟

    أين مالك المحرم الذي بنيتَ به بيتك واستقبلتَ فيه ضيوفك ؟ أين ثناءَ الناسِ على عقاراتك وتجاراتك التي بنيتها من حرام ؟ كل ذلك لن يكون معك يوم القيامة .

    إني لك من الناصحين ، تب إلى الله من المال الحرام ، وابحث عن الرزق الحلال 
    وتذكر قول الله تعالى : " ومن يتق الله يجعلْ له مخرجاً ويرزقه من حيث لايحتسب" .

    اللهم إنا نسألك أن تكفينا بحلالك عن حرامك وأن تغنينا بفضلك عمن سواك .
    اللهم افتح لنا أبواب الرزق الحلال من حيث لانحتسب .

    اللهم فرج همومنا واقض ديوننا ويسر أمورنا .
    اللهم وفق ولي أمرنا لهداك واجعل عمله في رضاك واحفظه من كل مكروه يارب العالمين .
    سبحان ربك رب العزة عما يصفون ، وسلام على المرسلين ، والحمد لله رب العالمين . 

     


    مواد آخرى من نفس القسم

    مكتبة الصوتيات

    قصة هداية

    0:00

    أهمية النجاح

    0:00

    أساليب نبوية في الدعوة

    0:00

    التحذير من الكذب

    0:00

    حتى تكون سعيداً

    0:00



    عدد الزوار

    4155730

    تواصل معنا


    إحصائيات

    مجموع الكتب : ( 21 ) كتاب
    مجموع الأقسام : ( 92 ) قسم
    مجموع المقالات : ( 1591 ) مقال
    مجموع الصوتيات : ( 996 ) مادة