• السبت 11 شَوّال 1445 هـ ,الموافق :20 ابريل 2024 م


  • 85 فائدة من قصة سليمان عليه السلام مع النملة - الهدهد - الملكة

  •  

    لاشك أن دراسة قصص الأنبياء وتدبر معانيها له أثر على الإيمان بالله تعالى زيادةً وقوةً وثباتاً ، وفي كتاب ربنا عشرات من قصص الأنبياء و الأمم السابقة وماذاك إلا لحكمة ربانية ، قال تعالى " وكلاً نقص عليك من أنباء الرسل مانثبت به فؤادك ".

    وقال جل وعز " ورسلاً قد قصصناهم عليك من قبل ورسلاً لم نقصصهم عليك ".

    ولعل من القصص الجميلة قصة سليمان عليه السلام مع النملة والهدهد والملكة .

    وهي مذكورة بالتفصيل في سورة النمل بسياق لطيف وجميل .

    وقد أحببت أن أقف مع أسرار الآيات التي تحدثت عن هذه القصص الرائعة .

    وقد كتبت نحو ٨٥ فائدة حول ذلك ، من توضيح آية وبيان لفظ ، ووقفة تربوية .

    وقد جعلتها مرتبة بالأرقام لتكون أوضح وأسهل في الضبط والانتفاع .

    يقول تعالى " وورث سليمانُ داوود وقال يا أيها الناس علمنا منطق الطير وأوتينا من كل شيء إن هذا لهو الفضل المبين ".

    ١- المراد بالورث هنا هو وراثة النبوة والملك وليس المال لأن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولادرهما .

    ٢- - " عُلِّمنا منطق الطير ".

    في هذا : اعتراف بفضل الله ورزقه .

    - قال " عُلمنا " فيه بيان أن العلم من أجل النعم وأزكاها .

    - والمنطق هو صوت الطيور الذي يبين مافي نفوسها .

    ٣- "وأوتينا من كل شيء " أي مما نتمناه ويصلح لنا .

    ٤- التحدث بنعمة الله لابأس به مع الاعتراف بفضل الله تعالى .

    - في زمننا احذر من التحدث بالنعم عند بعض الناس الذين قد يخرج منهم الحسد حتى تسلم من الإصابة بالعين ، والقصص في هذا الباب كثيرة .

    قال تعالى " وحُشر لسليمان جنوُدُهُ من الجن والإنس والطير فهم يوزعون ".

    ٥- أي جُمع له " يوزعون " الوازع في الحرب هو الذي يرتب الصفوف لكي لاتختلط الأعمال .

    ٦- وفي هذا: الحث على التنظيم وأنه لابد منه في حياة الناس ودينهم ودنياهم وذم الفوضى لأنها صفة ذميمة ولها آثارها السيئة على الشخص في نفسه وبيته وعمله وإنجازاته .

    قال تعالى " حتى إذا أتوا على واد النمل قالت نملة يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لايحطمنكم سليمان وجنوده وهم لايشعرون ".

    ٧- كان سليمان يمشي فرأى واد من النمل فسمع النملة تتكلم مع قومها وقالت.

    ٨- شفقة النملة على مجتمعها وعدم الشعور بالأنانية والنجاة لوحدها ، وفي هذا درس للدعاة في وجوب الشعور بهموم الأمة والسعي في نفع الناس وتعليمهم وإرشادهم على جميع المستويات وحسب الطاقة ، وعدم التفرد في الطريق .

    ٩- إحسان الظن بالآخرين حيث قالت " وهم لايشعرون ".

    وما أحوج الكثير منا في هذا الزمن إلى حسن الظن والتماس الأعذار للآخرين ، وجميل أن يدخل هذا الخلق في بيوتنا بين الزوجين ، ومع الأبناء ومع الوالدين ، ومع الأقارب ، والزملاء ، وفي محيط العمل .

    وكلما كان حُسن الظن متأصلٌ في حياتنا كانت المودة والرحمة منتشرة بيننا .

    ١٠- ذكر بعض العلماء أن تركيب خلق النملة من مواد زجاجية ويدل عليه قول النملة " لايحطمنكم " والتحطيم أقرب كلمة توضح المقصود ولم يقل " يقتلكم ".

    ثم قال تعالى " فتبسم ضاحكا من قولها وقال رب أوزعني أن أشكر نعمتك علي وعلى والدي وأن أعمل صالحاً ترضاه وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين ".

    ١١ - تبسم فرحاً بنعمة الله عليه ومعرفته بكلام النمل ، وتبسم من حسن حالها في رعايتها لبني جنسها وعدم أنانيتها  .

    ١٢ - دعاء الرب بالتوفيق للشكر ، واستشعار أن كل التوفيق للخير ودفع الشر إنما هو بفضل الله وتوفيقه .

    ١٣- الإحساس بتجدد النعم ونسبتها لله وحده .

    ١٤- العمل الصالح هو الشكر الحقيقي لله تعالى ولايكفي فقط أن نشكر الله باللسان ، بل لابد معه من عمل صالح يدل على الشكر ، كما قال تعالى " اعملوا آل داود شكراً وقليلٌ من عبادي الشكور " .

     - العمل الصالح يجلب رضا الله تعالى ، ولايكون العمل صالحاً حتى يكون خالصاً لله وفيه اتباع لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم .

    ١٥ - دخول الجنة برحمة الله لابعملنا فقط ، والعمل سببٌ جالب لرحمة الله ، وقد جاء في الحديث الصحيح " لن يدخل أحد منكم الجنة بعمله ، قالوا : ولا أنت يارسول الله ؟ قال : ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمته ".

    ١٦ - حلاوة الانضمام لمجتمع الصالحين وليس حزب الفاسقين والمنافقين .

    وهنا قال سليمان " في عبادك الصالحين " أي ارزقني قرب أولئك لأكون من جملتهم وإن لم أصل لمقامهم .

    وتأمل في دعاء يوسف عليه السلام " توفني مسلماً وألحقني بالصالحين ".

    وهذا يؤكد على ضرورة القرب من الصالحين والجلوس معهم .

    ثم قال تعالى " وتفقد الطير فقال مالي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين " .

    ١٧ - قال العلماء : نزل سليمان بواد وأراد معرفة مكان الماء وكان الهدهد هو الطير الوحيد الذي يعرف مكان الماء ، فسأل سليمان معرفة ذلك فسأل عن الهدهد .

    ١٨- وفي تفقد الطير إشارة إلى الحرص على الرعية وتفقد أحوالهم ومنهم الأبناء والموظفين ، والناظر في حال بعضنا يجد التقصير الكبير في تفقد حال أسرته وأخلاقهم وتربيتهم ودينهم .

     قال تعالى " لأعذبنه عذاباً شديداً أو لأذبحنه أو ليأتيني بسلطان مبين ".

    ١٩ - هنا أراد سليمان عليه السلام تعذيب الهدهد لأنه أصبح يعقل الخطاب ويفهمه وليس جاهلاً بذلك .

    - العذاب عند أكثر المفسرين هو نتف ريشه .

    ٢٠- تنظيم الرعية وعتاب من يخطئ منهم أو عقوبته حسب المصلحة .

    ٢١- إعطاء الرعية جانب من العذر .

    ٢٢-" سلطان مبين " الحجة الواضحة .

    ٢٣- قال ابن عباس : كل سلطان في القرآن فهو حجة .

    وفي قوله تعالى " فمكث غير بعيد وقال أحطت بمالم تحط به وجئتك من سبأ بنبأ يقين ".

    ٢٤ - جاء الهدهد وقال لسليمان " أحطت " وفي هذا تنبيه القائد على أحوال الرعية ولو كان الناصح من أدني الرعية .

    ٢٥ - الأنبياء لايعلمون الغيب ، فهنا سليمان على جلالة ملكه وانتشاره إلا أنه لم يعلم بحال أهل اليمن وكفرهم ، وهذا يؤكد بشرية الأنبياء وعدم الغلو فيهم ورفعهم فوق منزلتهم .

    ٢٦ - استماع سليمان للهدهد بكل أدب ، وهذا يعطينا درس تربوي في أدب الاستماع والإنصات .

    ٢٧ - قبول الحق ممن جاء به، وهنا سليمان قبل الحق الذي جاء به الهدهد .

    وهذا درس لكل قائد ومسؤول أن يتربى على قبول النصح وكلمة الحق ممن جاء بها ولو كان صغيراً أو ضعيفاً .

    " إني وجدت امرأة تملكهم وأوتيت من كل شيء ولها عرش عظيم " .

    ٢٨ -كان سليمان منتشر ملكه في الأرض وظن أنه لايوجد أحد غيره ، فنبهه الهدهد لذلك وأن في اليمن قوم كفرة ، وكان سليمان قد حُبب له الجهاد والغزو لنصرة الدين .

    الملكة المقصود بها هنا هي بلقيس ملكة سبأ في اليمن .

    ٢٩ - في قوله تعالى " وأوتيت من كل شيء " قيل : كانت تملك الشيء الكثير من عاجل الدنيا وزينتها .

    ٣٠ - قوله تعالى " ولها عرش عظيم " قالوا : سرير قوائمه من ذهب .

    ثم قال الهدهد " وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل فهم لايهتدون . ألايسجدوا لله الذي يخرج الخبء في السماوات والأرض ويعلم ماتخفون وماتعلنون . الله لا إله إلا هو رب العرش العظيم ".

    ٣١- الخبء : ماهو مخبوء ومختفي .

    ٣٢- الهدهد يغار على التوحيد ويدافع عنه ، وبعض الناس لايعرف التوحيد فضلاً أن يغار عليه وينكر الشرك والضلال .

    ٣٣- الشرك في العبادات منتشر منذ القدم .

    ٣٤- " وزّين لهم الشيطان أعمالهم " هنا توضيح إلى أن الشرك وكل المعاصي من تزيين الشيطان ، وتأمل خطوات الشيطان وسعيه لإضلال العباد منذ مئات السنين " إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير ".

    ٣٥- من يتبع الشيطان فلن يكون من المهتدين .

    ٣٦- إذا كان الله هو القادر على كل شيء مهما دق وصغر وهو العليم بكل شيء ألا يستحق أن يكون هو الإله المعبود ؟

    ٣٧- " ويعلم ماتخفون وماتعلنون " ، هنا البيان لسعة العلم الرباني بكل الخلق ، وهذا يقودنا إلى مراقبة الله والحذر من سخطه والبعد عن كل مالايحبه ويرضاه .

    ٣٨- " الله لا إله إلا هو " أي هو الإله الحق الذي لاتصلح العبادة إلا له .

    ٣٩- " رب العرش العظيم " العرش هو أعظم المخلوقات وجاء الوصف بالعظمة له هنا ، وفي آية أخرى وصفه الله ب " الكريم ".

    ثم قال تعالى عن سليمان " قال سننظر أصدقت أم كنت من الكاذبين ".

    ٤٠ - نستفيد من هذا القول من سليمان : درس في التثبت من سماع الأخبار عن الآخرين حتى لانقع في الحرج معهم أو مع غيرهم  .

    وفي قوله تبارك وتعالى " اذهب بكتابي هذا فألقه إليهم ثم تول عنهم فانظر ماذا يرجعون ".

    ٤١- - هنا طلب سليمان البينة والدليل على صدق الهدهد .

    ٤٢- - أمره بإلقاء الرسالة التي كتبها لدعوة ملكة بلقيس وانتظار الرد منهم .

    ثم تنتقل الآيات لواقع ملكة بلقيس " قالت إني ألقي إلي كتاب كريم  إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم ألا تعلوا علي وأتوني مسلمين  ".

    ٤٣- - تسكن هذه الملكة في صنعاء في اليمن .

    ٤٤ - رأى الهدهد نافذة مفتوحة في قصرها فدخل ورمى بالكتاب لها لأن الأبواب كانت مغلقة .

    ٤٥ - نظرت الملكة في الكتاب وتعجبت منه .

    ٤٦ - فهمت المرأة منه أنه كتاب رحمة وأنه كريم .

    ٤٧ - لماذا وصفته بأنه كريم ؟ قيل : لأنه مختوم ، وقيل لأنه من ملك كريم لكرم صاحبه .

    ٤٨ - الكتاب بدأ باسم المرسل وهذا من أدب كتابة الرسائل أن يبدأ الكاتب باسمه ، وفي كتاب نبينا صلى الله عليه وسلم لهرقل قال : من محمد بن عبدالله إلى هرقل عظيم الروم .

    ٤٩ - هذا الكتاب يتضمن دعوة للدخول في الدين  .

    ٥٠ - الاستفادة من الرسائل لدعوة الآخرين .

    ٥١ - اختصار الكلمات الدعوية مع الآخرين ، فهنا سليمان اختصر رسالته في " البسملة ثم كتب " ألا تعلو علي وأتوني مسلمين " وهذا الاختصار مهم في حياة الدعاة في إلقاء الكلمات ، وهو منهج نبينا صلى الله عليه وسلم في الخطب ، لأن الناس تمل من الإطالة ، والكلام الكثير ينسي بعضه بعضاً .

    ٥٢ - التبرك بالبسملة وماتضمنته من اللطائف في أسماء الله " الله الرحمن الرحيم ".

    ٥٣ - ألا تعلو علي : أي لاتتكبروا . وأقبلوا إلي منقادين لتوحيد الله .

    ثم قررت الملكة استشارة قومها " قالت يا أيها الملأ أفتوني في أمري ماكنت قاطعةً أمراً حتى تشهدون ".

    ٥٤ - وفي هذا درس في أهمية الاستشارة وعدم التفرد بالرأي .

    وما أجمله من خلق تربوي حينما تكون الاستشارة منهجنا في حياتنا ، ولو تأملت حياة الناجحين لوجدت الاستشارة عنصراً مهماً في ذلك .

    فكان جواب قومها " قالوا نحن أولوا قوةٍ وأولوا بأسٍ شديد والأمر إليك فانظري ماذا تأمرين ".

    ٥٥- قالوا : نحن لدينا القوة والسلاح ، وكان هذا منهم دليل الرغبة في الحرب والقتال لسليمان .

    ومن حسن أدبهم مع الملكة أن ردوا الأمر إليها وهذا يحقق مبدأ السمع والطاعة الذي كانوا عليه ، ثم أكدوا جاهزيتهم للحرب ، وقيل كان عددهم نحو ١٠٠ ألف مقاتل .

    ولكن المرأة كانت حكيمة وتنظر لمصلحة بلدها وأهلها فقالت "إن الملوك إذا دخلوا قريةً أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة وكذلك يفعلون ".

    ٥٦ - قالت بخبرتها إن الملوك إذا دخلوا قرية للغزو أفسدوها .

    ٥٧- وهنا درس في الحذر من مآلات الحروب والفتن والقتال وأن نتائجها الفساد في البلاد وكل الحياة .

    ٥٨ - " وجعلوا أعزة أهلها أذلة " أي حققوا استعباد للأحرار وسبي للنساء .

    ثم قررت أن ترسل هدية لسليمان لتقيس مدى قوة قناعته بدعوته ومبادئه ولعله يسالم ويترك قتالهم " وإني مرسلة إليهم بهدية فناظرة بم يرجع المرسلون ".

    59- وبلقيس أرادت اكتشاف سليمان هل هو مجرد ملك يريد التسلط والاكتساب فيقبل الهدية أو أنه رسول من عند الله لايرضخ إلا بأن نسلم له ونطيع دينه .

    ٦٠ - والهدية هي صفائح من ذهب .

    فلما جاءت الهدية " قال سليمان أتمدونن بمال فما آتن الله خير مما أتاكم بل أنتم بهديتكم تفرحون ".

    ٦٢ - شجاعة النفس وعزتها في عدم الالتفات للدنيا .

    ٦٣ - النظر للنعم التي تملكها وأنها خير من كل الدنيا .

     - هذا دليل أن الداعية لايلين للهدايا التي يشعر من خلالها استمالته للباطل وترك الحق  .

    وفي قوله تعالى " ارجع إليهم فلنأتينهم بجنود لا قبل لهم بها ولنخرجنهم منها أذلةً وهم صاغرون "

    ٦٤ - يخاطب سليمان رسول المرأة " ارجع إليهم ".

    ٦٥ - القرار يكون بإعلان الحرب .

    ٦٦ - " بجنود لاقبل لهم بها " أي لاطلقة لهم بها ولاقدرة على دفعهم .

    ٦٧ - الحروب فيها ذل بالمهزوم وانكسار لنفسه .

    ٦٨ - فلما رجع إليها رسولها بهديتها ، وبما قال سليمان ، سمعت وأطاعت هي وقومها ، وأقبلت تسير إليه في جنودها خاضعة ذليلة ، معظمة لسليمان ، ناوية متابعته في الإسلام ، ولما تحقق سليمان عليه السلام من قدومهم عليه ووفودهم إليه ، فرح بذلك وسره .

    ثم استشار قومه " قال يا أيها الملأ أيكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين ".

    ٦٩- أراد سليمان سرعة الوصول للتأثير فيها بإحضار عرشها .

    والسبب في ذلك ليختبر عقلها وهل تثبته أم تنكره حين وصولها ، وليقيم عليها الحجة في نبوته ويعرفها قدرة الله وعظمته وأنها كانت في ملك كبير فأخرجها الله منه في لحظة واحدة ، وهذا اختيار الطبري رحمه الله تعالى .

    ثم قال تعالى "  قَالَ عِفْريتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آَتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ . قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آَتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ " .

    ٧٠ - قال عفريت من الجن ، هو رئيسهم وقائدهم .

    ٧١ - القوة التي منحها الله للجن تفوق الإنس بدرجات .

    ٧٢ - " وإني عليه لقوي أمين " القوة والأمانة أعظم صفات الموظف الناجح .

    ٧٣ - معنى الذي عنده علم من الكتاب ، قيل : رجل من الإنس يعلم اسم الله الأعظم فدعا الله فاستجاب الله له في لحظته .

    قال عز وجل عن سليمان " فَلَمَّا رَآَهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ ".

    ٧٤ - لما حصل المراد وهو وصول العرش أمام سليمان اعترف واستشعر مباشرة فضل الله عليه ، وهذا مبدأ مهم تربوياً عندما نحصل على أي نعمةٍ دنيوية أو دينية .

    ٧٥ - " ليبلوني أأشكر أم أكفر " هنا درس في اليقين بأن النعم هي محل ابتلاء هل تشكر الله عليها أم تكفر وتجحد .

    ٧٦ - كل من قدّم معروفاً فإنما يقدمه لنفسه لا لغيره وضرورة استشعار الغنى الرباني عنا " ومن شكر فإنما يشكر لنفسه ".

    ثم قال تعالى " قَالَ نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا نَنْظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لَا يَهْتَدُونَ . فَلَمَّا جَاءَتْ قِيلَ أَهَكَذَا عَرْشُكِ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ " .

    ٧٧ - أراد سليمان اختبارها هل ستعرف عرشها ، وأحدث فيه بعض التغييرات .

    - ثم سألها هل هذا عرشك ؟ فاشتبه عليها .

    ٧٨ - وأوتينا العلم من قبلها ، أي العلم بالله وقدرته على مايشاء وكنا مسلمين قبلها .

    قال تعالى : " وَصَدَّهَا مَا كَانَتْ تَعْبُدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنَّهَا كَانَتْ مِنْ قَوْمٍ كَافِرِينَ . قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَنْ سَاقَيْهَا قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوَارِيرَ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ .

    ٧٩ - وصدها ، أي أن سبب كفرها ليس جهلها بالله لأن الفطرة تميل لعبادة الله وتوحيده ولكن عبادتها للشمس وكفرها بالله هو السبب في الإعراض .

    ٨٠ - " إنها كانت من قوم كافرين " في هذا دليل أن البيئة لها دور على الشخص في تدينه ، وقد جاء في الحديث "  كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه ".

    ٨١ - أمر سليمان عليه السلام الشياطين ببناء سطح من قوارير ليختبر عقلها وجعل الماء يجري من تحته ، فجاءت فمرت عليه ورفعت ثيابها تحسبه ماء .

    ٨٢ - في هذا البناء تأكيد لمبدأ الجودة والإتقان في البناء المعماري وأن هذا جارٍ منذ القدم .

    ٨٣ - الاعتراف بظلم النفس وخطأها ، وهذا منهج تربوي جرى عليه الأنبياء والصالحين ، ومن جملتهم :

    ١- آدم وحواء " قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين ".

    ٢- موسى عليه السلام " قال رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي ".

    ٣- دعاء أبي بكر رضي الله تعالى عنه حينما سأل الرسول صلى الله عليه وسلم عن دعاء يدعو به في صلاته فقال الرسول صلى الله عليه وسلم  : قل اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً ".

    ٨٤ - كل الأنبياء دينهم الإسلام بمعنى التوحيد لله تعالى ، ولكن يختلفون في تفاصيل الشرائع والأحكام ، وهذا إبراهيم عليه الصلاة والسلام يقول " هو سماكم المسلمين " وليس في الإسلام وصف يمدح عليه الإنسان لأجل حزب أو فرقة ، إلا وصف الإيمان والإسلام .

    ٨٥ - إخلاص التوحيد لله تعالى " وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين " .

    تمت بحمد الله صباح السبت 14 صفر 1436 هـ

     


    مواد آخرى من نفس القسم

    مكتبة الصوتيات

    تلاوة من سورة الحديد

    0:00

    رسائل للتائبين

    0:00

    الإعتكاف

    0:00

    كيف تؤثر في الآخرين

    0:00

    كتابة الإنجازات

    0:00



    عدد الزوار

    4139579

    تواصل معنا


    إحصائيات

    مجموع الكتب : ( 21 ) كتاب
    مجموع الأقسام : ( 92 ) قسم
    مجموع المقالات : ( 1591 ) مقال
    مجموع الصوتيات : ( 996 ) مادة