• الخميس 18 رَمَضان 1445 هـ ,الموافق :28 مارس 2024 م


  • ربنا تقبل منا

  •  


    لما كان إبراهيم عليه السلام يبني الكعبة مع ابنه إسماعيل كان يدعو ربه بقوله: ( رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) .

    في بعض كتب التفسير : كان أحد السلف يقرأ القرآن ومرّ على قوله تعالى: ( وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا ).
    فبكى حتى بل لحيته رحمه الله وقال: يا خليل الرحمن ترفع قوائم بيت الرحمن وأنت مشغول أن لا يتقبل منك.

    وهذا هو حال عباد الله الصالحين المخلصين كما قال الله: ( وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا ) أي: يُعطون ما أعطوا من الصدقات والنفقات والقربات: ( وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ ) أي: خائفة أن لا يتقبل منهم.

    وفي الآية الأخرى يقول الرب تعالى: ( إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ) وكلما علم المرء بذلك فإنه يجاهد نفسه على تحقيق التقوى لكي يتقبل الله منه عمله.

    وهكذا كان الأبرار والأتقياء؛ يعملون ويجتهدون ويخافون من عدم القبول، أما نحن فجمعنا بين التقصير والأمن.

    فينبغي للمؤمن أن يتحلى بهذه الصفة، ويشعر قلبه بالخوف من عدم القبول حتى يجتهد ويعمل الكثير.

    وينبغي كذلك للمؤمن أن يدعو ربه بالقبول، فهذا هو خليل الرحمن يدعو ربه ( رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا ) .

    ونحن مأمورون بالاقتداء بهم وبهديهم كما في قوله تعالى: ( أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ ) .


    مواد آخرى من نفس القسم

    مكتبة الصوتيات

    من مشاهد يوم القيامة

    0:00

    تلاوة من سورة الحديد - 20

    0:00

    تأملات في سورة الناس

    0:00

    التشبه بالكفار

    0:00

    تأملات في سورة الفتح - 2

    0:00



    عدد الزوار

    4100040

    تواصل معنا


    إحصائيات

    مجموع الكتب : ( 21 ) كتاب
    مجموع الأقسام : ( 90 ) قسم
    مجموع المقالات : ( 1589 ) مقال
    مجموع الصوتيات : ( 996 ) مادة