بركة القرآن أو بركة سورة البقرة

عدد القراءات : 748

عندما تتأمل في الأحاديث الواردة في سورة البقرة تجد أن هناك فضائل عامة للسورة، وتجد فضائل لبعض آياتها.

من فضائل سورة البقرة.

جاء في الحديث " اقرءوا سورة البقرة؛ فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة " قال معاوية: بلغني أن البطلة: السحرة. رواه مسلم.

وفي صحيح مسلم " لا تجعلوا بيوتكم مقابر، إن الشيطان يفر من البيت الذي تُقرأ فيه سورة البقرة ".

ومن فضائل بعض آياتها:

١- أن آية الكرسي أعظم آية في كتاب الله تعالى، كما في صحيح مسلم.

٢- أن قراءة آية الكرسي سبب للحفظ من الشيطان قبل النوم، كما رواه البخاري.

٢- أن الآيتين الأخيرة من قرأها في ليلة كفتاه، رواه البخاري، قيل: كفتاه من قيام الليل، وقيل كفتاه من الشرور.

وبعد ذلك أقول:

إن بعض الناس ينظر لهذه الفضائل لسورة البقرة فيكثر منها، ويهجر بقية القرآن من حيث لا يشعر، فهل يصح أن يهجر ١١٣ سورة في كتاب الله بسبب فضائل سورة البقرة؟

وإذا كانت سورة البقرة فيها بركة، فاعلم بأن القرآن كله مبارك، قال تعالى " كتابٌ أنزلناه إليك مبارك ".

وهناك فضائل لسور أخرى، وهناك معاني وآداب وأحكام وقصص في سور أخرى فكيف تحرم نفسك بقية القرآن بسبب رغبتك في سورة البقرة؟

وتأمل معي ماورد في فضل سورة الإخلاص (قل هو الله أحد) وأنها تعدل ثلث القرآن، كما في البخاري، وهذا لم يأت في سورة البقرة، وتأمل ماورد في فضل سورة تبارك الذي بيده الملك وأنها تشفع لصاحبها من عذاب القبر، كما عند الترمذي بسند حسن، وهذا لم يأت لسورة البقرة.

إن المتأمل لا يجد أي تعارض بين فضائل سورة القرآن، بل إن القرآن كله كتاب البركة والسعادة، فلا يصح أن نركز على سورة وننسى بقية السور، ولا ينبغي أن تؤثر فينا قصص الناس الذين انتفعوا بسورة البقرة وتجعلنا نهجر بقية سور القرآن.