• السبت 11 شَوّال 1445 هـ ,الموافق :20 ابريل 2024 م


  • يومئذٍ يصدر الناس أشتاتاً ليروا أعمالهم

  •  

    في حياتنا الدنيوية مشاهد تتكرر فهناك مشهد دخولك إلى منزلك ورؤيتك لأسرتك ومشهد ذهابك إلى عملك وسيرك في طريقك المعتاد .

    ولكن حينما يكون المشهد " رؤيتك لأعمالك " لا شك أنه سيكون مشهداً غريباً نوعاً ما .

    لعلك تنتقل معي إلى أرضٍ جديدةٍ في معالمها غريبةٍ في أجوائها متميزةٍ بعظمتها وسعتها .

    هناك وحينما يجتمع الخلائق أجمعون في مشهد حافل بالإثارة  ويكون اللقاء كبيراً تحصل عدة مشاهد ولعل منها " مشهد رؤية الأعمال " .

    تأمل معي ( يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ ) أليس مشهداً غريباً ؟

    إن الله لم يذكر هنا رؤيتك لقريبٍ أو حبيب ولا لزوجة ولا لزوج ولا لمالٍ أو متاعٍ جميل ، نعم لقد ذهبت متعلقات الدنيا بكل أطيافها ، إنك الآن في أرض المحشر وأرض الميعاد .

    إن الموعد ليكون اللقاء مع الأعمال ( لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ ) .

    إنها لحظة رؤية المنجزات الكبيرة من الحسنات والصالحات ، إنها لحظة مشاهدة السيئات والكبائر التي فعلتها ونسيتها ولكن الله لا ينسى.

    إنها ساعة الندم حينما ترى ذنوبك التي ذهبت لذتها وبقيت مكتوبة لكي تشاهدها هناك .

    أنسيت كتابة الملائكة لأعمالك ( وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَامًا كَاتِبِينَ ) .

    وتستمر كتابتهم الدقيقة عليك حتى تكون ساعة موتك ثم تنتقل لقبرك ثم ليوم حشرك ثم هناك تستلم التقرير الكبير لسجل أعمالك لتشاهدها هناك بل وتقرأها ( اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا ) .

    يا الله ، ما أعجب اللقاء حينما يكون مع العمل ، وما أجمله إن كان العمل صالحاً وما أحزنه إن كان العمل سيئاً .

    إن الواحد منا ليحاول أن ينسى جريمته وخطيئته حتى لا يؤنبه ضميره ولكن هناك مشهد الرؤية للأعمال وما أعظمه من مشهد .

    ( وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ  مُشْفِقِينَ  مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا ) .

    إن التأمل في ذلك المشهد يجعلك تستيقظ وتعيد المراجعة لنفسك لتصحح مسارك وتساهم في المزيد من الحسنات لكي تشاهدها هناك لتسعد السعادة الحقيقية وتصيح أمام العالمين (هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ * إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسَابِيَهْ ) .

    وذلك المشهد يجعلك تقف وتستغفر من ذنوبك وتبدأ في محوها من كتابك حتى لا تشاهدها هناك ( إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ  السَّيِّئَاتِ ) .
     


    مواد آخرى من نفس القسم

    مكتبة الصوتيات

    داعش والإنترنت

    0:00

    الثقة بالنفس

    0:00

    كيف تتعامل مع أخطاء زوجتك ؟!

    0:00

    تأملات في سورة محمد - 1

    0:00

    رسائل في أعمال القلوب

    0:00



    عدد الزوار

    4138927

    تواصل معنا


    إحصائيات

    مجموع الكتب : ( 21 ) كتاب
    مجموع الأقسام : ( 92 ) قسم
    مجموع المقالات : ( 1591 ) مقال
    مجموع الصوتيات : ( 996 ) مادة